أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وفي نوري جعفر - حرية التعبير بين الإساءة والسخرية من الأفكار والإساءة والسخرية من الأشخاص؟؟














المزيد.....

حرية التعبير بين الإساءة والسخرية من الأفكار والإساءة والسخرية من الأشخاص؟؟


وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 6142 - 2019 / 2 / 11 - 08:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك مشكلة وسوء فهمٍ كبير جداً لمعنى ومفهوم حرية التعبير عن الرأي والنقد عند الكثيرين من أتباع الأديان والإيديولوجيات المتعددة، وهو عندما تنتقد أو تسخرُ من أفكارِ ديناً ما يقدسونه أو إيديولوجية ما يؤمنون بها تراهم ينتفضون بوجهك ويستشيطون غضباً قائلين لكَ كلمتهم الشهيرة (لماذا لا تحترم ديننا ومقدساتنا).!!

فالأديان والإيديولوجيات ما هي إلا مجموعة من الأفكار والعقائد والأنظمة التي يعتنقها البشر فيؤمنون بصحتها ويقدسونها ويجعلون منها خطاً أحمراً لا يمكن المساس بها أو نقدها والسخرية منها، فعندما ينتقد البعض ويسخر من هذه الأفكار والعقائد، فالنقد هنا لا دخلَ لهُ من بعيد أو قريب بإحترام أو عدم إحترام شخص الإنسان المؤمن بهذه الأفكار ولا دخل لهُما أيضاً بالإساءة الشخصية لصاحب هذا المعتقد أو ذاك، والمشكلة إنً هؤلاء المؤمنين لا يميزون أو يفرقون بين: الإساءة الشخصية للإنسان كإنسان وبين الإساءة الى أفكار الدين وشخوصه الذين يقدسونهم أو إلى افكار وأصحاب الإيديولوجيات المختلقة.!!

ويجب على المؤمنين بهذه الأفكار والعقائد أن يفهموا بأنً الأفكار مجردة من المشاعر والأحاسيس، أي أنها لا تتأثر بالنقد أو الإساءة، عكس الإساءة والسخرية لشخص الإنسان نفسه الذي يعتقد ويؤمن بهذه الأفكار، فالإنسان كيانٌ بشري واعي لهُ مشاعرهُ وأحاسيسه الخاصةُ بهِ، فهو يعيش ويشترك معك في نفس المشاعر والأحاسيس الإنسانية، وبالتأكيد سوفَ يتأثر من سخريتك وإساءتكَ إليه، لكن نفس هذا الإنسان عندما يتماهى في تقديس الفكرة ويؤمن بها بشكلٍ أعمى يعتبر أنً الإساءة والسخرية لها هي إساءة موجهة إليه فهذه مشكلتهُ هو وليست مشكلتي أنا، فأنا أنتقد وأسخر من الفكرة نفسها لا منهُ هو كإنسانَ، وأيضاً نفس هذا الإنسان المؤمن نجدهُ من جهة يؤمن بحرية التعبير والسخرية والنقد من الأفكار التي يرفضها فقط، لكن حينما يتم نقد الأفكار التي يؤمن بها نجدهُ ينتفض، ولهذا فكما يتقبل النقد والإساءة من الأفكار التي لا يؤمن بها، عليه أيضاً أن يتقبل بنفس الدرجة النقد والسخرية للأفكار التي يؤمن ويعتقد بصحتها، وإلا سوفَ يكون من الذين لا يؤمنون بحرية التعبير عن الرأي والنقد ولا من الذين يحترمون هذا المبدأ أساساً.!!

لنضرب مثالاً بسيطاً لتقريب الفكرة: إفترض أني أؤمن وأعتقد بصحة الفكر والنظام الرأسمالي، وأتيت أنت وأنتقدت وسخرتَ من النظام الرأسمالي وقلت: أنا أرى أن هذا الفكر الرأسمالي فكر قذر وشاذ ويجب علينا مواجهته وأن لا ندعهُ يستمر وينتشر (هنا أنت بنقدكَ وإساءتك لهذا الفكر أنتَ عبًرتَ عن رأيك وقناعتك ضدً هذا الفكر الرأسمالي المجرًد)، وبالتالي أنت هنا أسأت الى الفكر كفكر مجرد ولكنك لم تسئ إلى شخصي أنا الذي أعتقد وأؤمن بهذا الفكر، أما إذا أتيت وقلت:إن الرأسماليين قذرين وشاذين ومجانين، هنا أنت أسأت لي أنا كشخص أنتمي إلى هذه الفكرة التي أؤمن بها، وهذا النوع من النقد أو الإساءة مرفوض طبعاً وليس لهُ صلة بحرية الرأي والتعبير.!!

علماً إنً حرية الرأي والنقد حقُ مكفول في أغلب الدساتير والمعاهدات الدولية المحترمة، كما أن السخرية من الأفكار والإيديولوجيات هو فنٌ من فنون النقد معمولٌ بهِ في أغلب دول العالم المتحضرة، والشخص الذي يعبر عن رأيه وقناعته الدولة والقوانين تتكفل بحمايتهِ، وأغلبُ هؤلاء الناقدين الجادين في طرحهم والساخرين تجدهم من الذين ثاروا بأفكارهم على الأفكار السائدة في مجتمعاتهم ومنهم من أخذَ منهم هذا النقد والتفكير جهداً ووقتاً كبيراً لكي يتحرروا من الخوف ومن الأفكار التي سادت في مجتمعاتهم فالنقد والسخرية من الخطوط الحمراء أو الممنوعات والتي للأسف كثرت في وقتنا الحاضر بحد ذاته يُعتبر جرأة وشجاعة يجب أن نحترمها عند هذا الناقد أو ذلك الساخر، وعلينا أن لا ننسى إنً هذا النوع من النقد والسخرية ربًما يكون لهُ الأثر البالغ في إعادة حسابات المؤمنين بهذه الأفكار وإعادة النظر في قناعاتهم وتفكيرهم فالنقد مهم عندما يكون الوعي الجمعي متمسك بأفكار وإيديولوجيات فاسدة أو مضرة.!!

وهنا أرجو من الجميع وخاصةً من المؤمنين بالأديان وأفكارها أن لا يتحدثوا عن فكرة الكف عن إزدراء الأديان، فالأديان نفسها يزدري بعضها من البعض الآخر، وكل دين فيه مذاهب تزدري بعضها من البعض الآخر، كما أنً الأديان نفسها لم تحترم الآخر المختلف معها، بل عملت على الإساءة والسخرية منه ومن معتقداته أيضاً.!!

وأخيراً أتمنى أن يفهم الجميع ما هو المعنى المراد من حرية التعبير عن الرأي وكيف يكونُ النقد والسخرية بصورة صحيحة، وأن يكفً عن ترديد مقولتهِ الشهيرة (لماذا لا تحترم مقدساتي أو مقدسات الآخرين؟؟ ولماذا تسخرُ منها؟؟ فهذه ليست من حرية التعبير والرأي في شيء).!! فهل من عاقل متدبر يعي ويفهم هذا الكلام، أم على عقول أقفالها؟؟

فكرة المنشور مستوحاة من مقال للكاتب هشام آدم.

*********************************
ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!

وفي نوري جعفر.

محبتي واحترامي للجميع.

https://www.facebook.com/Wafi.Nori.Jaafar/



#وفي_نوري_جعفر (هاشتاغ)       Wafi_Nori_Jaafar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الخلق الدينية وتساؤلات العقل البشري.!!
- وهو معكم أينما كنتم وحيثما كنتم.!!
- العدل الإلهي في قفص الإتهام.!!
- عند غياب الدليل فهل هناك إمكانية لرؤية الله أم لا؟؟ ولماذا؟؟
- الإيمان بالغيب وغيابُ العقل .. نفذ ثمً ناقش أو نفذ ولا تُناق ...
- هل الله يُمهل أو يُهمل؟؟ أم أنهُ لا يُمهل ولا يُهمل؟؟
- التناقض والتعارض في آيات المشيئة الإلهية المتعلقة بالجبر وال ...
- آية قرآنية مليئة بالإشكالات والمغالطات.!!
- من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وحرية الإختيار.!!
- يسُوع المسيحي والإله القرآني - الألغاز الدائرية.!!
- إنَ شانئكَ هو الأبتر، فهل كان محمد أبتر؟؟
- حوار لطيف وخفيف بيني وبين أخي المؤمن.!!
- إضحكوا مع قصص وأساطير الأديان الثلاثة.!!
- تعالوا نتحدث عن تجاربنا وواقعنا بصدق.!!
- هل صحيح أن علم الله مطلق وهل فعلاً قرآنه مبين؟؟
- مشاكل الإله مع الذين لا يفقهون.!!
- ما هو الدليل على وجود الملائكة ومن منكم رآها؟؟
- حوار ودٍي وأخوي مع صديقي الإله؟؟
- الصراع القائم بين العقل وبين الله.!!
- الملائكة الذكور هل هم أصدقاء الله أم مساعدوه.!!


المزيد.....




- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...
- الفاتيكان يتخلى عن تقليد رداء البابا الذي يعود إلى قرون مضت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وفي نوري جعفر - حرية التعبير بين الإساءة والسخرية من الأفكار والإساءة والسخرية من الأشخاص؟؟