أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وفي نوري جعفر - ما هي الأسباب وراء النهي عن التفكر في ذات الله؟؟















المزيد.....

ما هي الأسباب وراء النهي عن التفكر في ذات الله؟؟


وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 21 - 19:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يهم عند أتباع الأديان التأكد من طبيعة وهوية وماهية إلههم الديني، الذي يهمهم فقط هو الإيمان به والتصديق بوجوده، ولأنهم يعتقدون بصحة أديانهم وكتبهم المقدسة والتي صوًرت لهم بأن إلههم كلي القدرة والحكمة ويملك كل شيء، لذا لا مجال لأتباع الأديان إلا التصديق والتسليم التام بصحة وجود إلههم، وفي بعض الأديان كالإسلام هناك أحاديث وروايات دينية تنهى أتباع الدين وتحذرهم من عدم التفكر والخوض في ذات الله، وهنا نسأل لماذا تمً النهي عن التفكر في ذات الله؟؟ دعوني أولاً أضع لكم بعض النصوص الواردة حول النهي عن التفكر في ذات الله وصفاته:

قال محمد: {تفكروا في كل شئ ولا تفكروا في ذات الله}، وقال علي: {من تفكر في ذات الله ألحد و تزندق}، وقال الرضا: {هو أجل من أن يدركه بصر، أو يحيط به وهم، أو يضبطه عقل}، وكما جاء في الصحيحين قال محمد: {يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا حتى يقول لهُ من خلق ربك، فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينتهِ}.

طبعاً في مقابل هذه النصوص الرافضة والناهية عن التفكر بذات الله، هناك نصوص أخرى تدعو وتشجع أتباع الدين على التفكر في (مخلوقات الله) بدلاً عن التفكر في الله، وطبعاً هذه محاولة واضحة لإستخدام منطق السببية والتحايل عليه وذلك من خلال القفز على سلسلة الأسباب والنتائج وإستخدام مغالطة التوسل بالمجهول (الله) أو مغالطة رجل القش، لأنًهُ بمجرًد أن تدًعي بأنَ شيء ما هو الخالق، هذا يعني أنك أقررت بأنً هذا الشيء هو الذي خلق المخلوقات، وبما أن المخلوقات موجودة ويمكن للجميع مشاهدتها ومراقبتها والتعرف عليها، إذن فلا حاجة لمعرفة هوية وماهية الخالق ولا الخوض والبحث عنها.!!

ولأنً الأمر برمته صناعة بشرية، لذلك حتى مدًعي الأديان لا يملكون أي معرفة أو دليل على خالقهم، وأمرُ طبيعي جداً أنهم لا يعرفون أي شيء عن ماهيته وكينونته فهو بالنسبة لهم مجهول الهوية ولا يمكن التوصل والتعرف عليه، ولعلً أغلبنا يعلم بأن كل ما وردَ من حديث عن آلهة الأديان أو حسب زعم كل دين بأن إلههم هو (الخالق)، هي مجرد إدعاءات ومزاعم فارغة بلا دليل، وكلُ ما يملكونهٌ هو نسبُ وإلصاق كل شيء بخالقهم المزعوم، فعلى سبيل المثال هذه المزاعم:

{هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمراً فإنما يقول للشيء كن فيكون}، وهو {يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور}، و {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفورا}.

وكما أنهُ لا يوجد أي دليل على إلههم، فكذلك لا يوجد أي دليل يُثبت أن الموت والحياة بيد إلههم، ولا يوجد أي دليل على ال "كن فيكون" حتى يمكن للجميع إختبارها وإثباتها، وكذلك لا يوجد أي دليل على أنً إلههم يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأيضاً لا يوجد أي إثبات على انً خالقهم هو من يمسك السماوات والأرض أن تزولا، أو إثبات صحة أنه يمسك السماء أن تقع على الأرض (طبعاً مع التحفظ على هذا الكلام السطحي)، وهناك الكثير من هذا الهراء في الكتب المقدسة، كلها إدعاءات بلا دليل فهو قفز واضح على الأسباب والنتائج والتوسل بالمجهول فقط.!!

ولأن الإله مجهول، فقد عمدوا إلى تخيل صفات وأفعال جعلوها مطلقة وكاملة وألصقوها به، وحينما تمعن النظر في صفات وأفعال إلههم تجدها إنعكاسات وإسقاطات واضحة لصفات وأفعال بشرية:

{لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}. كيف يدرك الأبصار؟؟ وكيف أنه لطيف خبير؟؟ أليست هذه الصفات والأفعال هي إسقاطات بشرية.!!

أو كما موجود في هذا النص: {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيدُ بيني وبينكم}.
هنا يتضح أن الله شيء، ولأنهم لا يعلمون عنهُ أي شيء، فحينما تسألهم هل إلهكم شيء؟؟ فيقعون في إحراج وإشكال فيلتفون بإجابتهم ويقولون: هو شيء لا كالأشياء، أو ليس كمثله شيء، وطبعاً هذه النصوص الواردة في الكتب المقدسة عندما يطًلع عليها الشخص العاقل والمتجرد من التقديس يجدها كفيلة بنسف كل الإدعاءات الواردة بحق إلههم المزعوم، فالشيء بهذا المعنى يكون لهُ مثيل حتى ولو بنسبة بسيطة جداً، لأنً الشيء لغة وعرفاً هو الموجود المادي، ولا يمكن أن يجتمع النقيضان في آن واحد، بمعنى أنهُ لا يمكن للشيء أن يكون لا شيء في آن واحد، ولهذا تجد أتباع الدين يستمرون في دورانهم ومحاولاتهم للدفاع عن إلههم المجهول وتلميع وجهه وصفاته وذلك من خلال الإسترسال بفلسفتهم الدائرية، مما جعلهم ينقسمون إلى فرق ومدارس: فمنهم من يجسمهُ ومنهم من يشبههُ ومنهم من يقول أنه إثبات للشيئية ولكن بلا تشبيه.!!

ورد في الحديث قال لي الرضا: ما تقول إذا قيل لك: أخبرني عن الله عز وجل شيء أم لا؟؟ قال فقلت له: قد أثبت الله عز وجل نفسه شيئاً يقول: {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيدُ بيني وبينكم}، فأقول: إنه شيء لا كالأشياء، إذ في نفي الشيئية عن إبطاله ونفيه، قال لي: صدقت وأصبت، ثم قال لي الرضا: للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفي، وتشبيه، وإثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، ومذهب التشبيه لا يجوز لأن الله لا يشبهه شيء، والسبيل في الطريقة الثالثة إثبات بلا تشبيه.!!

لاحظوا معي حجم الكارثة التي أحدثها مؤلفوا الأديان وصانعيها بأتباعهم، فقد أتوا لهم بنصوص غامضة عن الإله، وبهذه الطريقة الماكرة تمكنوا من خداع أتباعهم البسطاء، مع العلم هم يعلمون جيداً أن السحر سينقلب عليهم وأن الكارثة ستحلُ بدينهم وبإلههم المزعوم حينما يخوض أتباعهم في البحث والسؤال عن ماهية وطبيعة الإله، وفي أغلب الأحيان ستكون النتيجة واحدة وهي الشك في هذا الإله وفي وجوده وأيضاً سيكتشفون زيف الأديان، لأنهُ لا يمكن لأحد البحث والسؤال أو الكشف عن المجهول واللا ممكن إدراكه وتصوره، وبهذه الطريقة تم إغلاق وطوي صفحة الذات الإلهية، وبنفس الوقت تمً طوي وإغلاق العقل البشري من خلال السيطرة عليه وإخضاعه في دوامة التقديس الأعمى التي لا يمكن الخروج منها بسهولة، فقد تمكنوا من تعطيل أدوات بحثه ليتعرف على ذات ووجود هذا الخالق المزعوم، أو حتى التأكد من صحة انهُ فعلاً الخالق الذي خلق هذه الموجودات وليست أسباب أخرى أدت إلى ظهور كلٌ ما يحيط بهم من كائنات.!!

ومثلما تمً النهي عن التفكر في ذات الله لعلمهم بالنتائج الوخيمة المترتبة عليه، كذلك تم النهي والتحريم في إقتناء ما يزعمون أنها كتب الضلال، وحسب زعمهم فالهدف من تحريمهم لكتب الضلال هو لحفظ المسلمين من أي إنحراف قد يحصل لدى ضعاف الإيمان منهم، لأن ضعيف الإيمان قد يتأثر بتلك الكتب سلباً، خصوصاً مع جهله بمبادئ الإسلام وأصوله لكونه لم يتعلمها ولم يهتم بها، والمراد من حرمة حفظ كتب الضلال هو إتلافها ومحوها من الوجود بأية طريقة كانت سواء بالتمزيق أو الحرق أو الرمي في الأماكن التي يصعب وصول الناس إليها وإتلافها بطريقة لا يعود من الممكن الإستفادة منها.!!

ومن هنا نفهم كيف تمكًنَ كهنة وصانعي الأديان منذ بدء دعوتهم من السيطرة على عقول البسطاء من أتباعهم وإخضاعها تارةً بالقوة والإجبار، وتارةً بالترغيب والترهيب، وتارةً أخرى بتغييب عقولهم وتجميدها في قالب لا يمكن الخروج منه إلا بشق الأنفس، ولو أتيحَت الفرصة للجميع في التفكير بحرية وبصوت عالٍ سواء في البحث عن ذات الله وصفاته أو في التحقق من صدق ما جاء به مروجي الأديان ومدًعيها، أو من خلال القراءة والإطلاع على ما حرًموه من كتب الضلال، لما كنًا اليوم نسمع عن المليارات الزائفة للمؤمنين بالأديان، بل سنجدهم يتحدثون عن بضعة ملايين من المؤمنين أو ربًما أقل من ذلك.!!

*** من يقرأ الكتاب المقدس لليهود والمسيحيين سيجد صفات وأفعال وتصرفات شاذة للرب لا تستسيغها حتى عقول الأطفال ***

********************************
ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!
وفي نوري جعفر.
محبتي واحترامي للجميع.

https://www.facebook.com/Wafi.Nori.Jaafar/



#وفي_نوري_جعفر (هاشتاغ)       Wafi_Nori_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يتخاطب ويتواصل الله مع مخلوقاته؟؟
- المقولتان الشهيرتان والخفيفتان على اللسان.!!
- من المسؤول عن التشوهات الخلقية عند حديثي الولادة؟؟
- من ينصف اللاديني ويحميه من الظلم الذي يقعُ عليه؟؟
- هل الله يصلي على المؤمنين ويخرجهم من الظلمات إلى النور؟؟
- طلب وتحدي بسيط نوجههُ إلى فخامة -المصمم الذكي-.!!
- المصمم الذكي حينما يفقدُ ذكاءه فيختار طريقة ساذجة للتواصل مع ...
- تجربتي مع بعض التعليقات الواردة على منشوراتي.!!
- هو ليس فرض محال ولكن ،،، ماذا لو؟؟
- حرية التعبير بين الإساءة والسخرية من الأفكار والإساءة والسخر ...
- قصة الخلق الدينية وتساؤلات العقل البشري.!!
- وهو معكم أينما كنتم وحيثما كنتم.!!
- العدل الإلهي في قفص الإتهام.!!
- عند غياب الدليل فهل هناك إمكانية لرؤية الله أم لا؟؟ ولماذا؟؟
- الإيمان بالغيب وغيابُ العقل .. نفذ ثمً ناقش أو نفذ ولا تُناق ...
- هل الله يُمهل أو يُهمل؟؟ أم أنهُ لا يُمهل ولا يُهمل؟؟
- التناقض والتعارض في آيات المشيئة الإلهية المتعلقة بالجبر وال ...
- آية قرآنية مليئة بالإشكالات والمغالطات.!!
- من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وحرية الإختيار.!!
- يسُوع المسيحي والإله القرآني - الألغاز الدائرية.!!


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وفي نوري جعفر - ما هي الأسباب وراء النهي عن التفكر في ذات الله؟؟