أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وفي نوري جعفر - من المسؤول عن التشوهات الخلقية عند حديثي الولادة؟؟















المزيد.....

من المسؤول عن التشوهات الخلقية عند حديثي الولادة؟؟


وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 6297 - 2019 / 7 / 21 - 18:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أمثلة عن التشوهات الخلقية: الأعمى، الأصم، الأبكم، الأعرج، الأحول، المعاق حركياً، المتخلف عقلياً، الصرع الشديد، التوحد، ناقص الأطراف، قبيح الشكل جداً، وربما هناك أكثر من تشوه خلقي يجتمعون في مولود واحد.!!

من المفارقات العجيبة والغريبة أن المؤمن إذا رأى إنساناً مريضاً أو لديه تشوه خِلقي فإنًهُ يحمد ربهُ لأنهُ عافاه من المرض والإبتلاء والبلاء الذي أصاب بهِ الآخر، وربًما لسان حال الإنسان المريض والمُعاق يقول: بئسَ الربً الذي خلقك وركًبك وعدًلكَ فسوًاكَ صحيحاً تستمتع بحياتك والذي خلقني مشوًهاً بإعاقة مستديمة جعلتني أعاني منها طيلة حياتي، ولكن هناك نوعُ آخر من المؤمنين عندما تسأله: من المسؤول عن هذه التشوهات الخِلقية عند حديثي الولادة؟؟ يردُ عليكَ مراوغاً بأن الله غير مسؤول عنها، بل الإنسان هو المسؤول الأول والأخير.!!

وهناك آيات عديدة في القرآن وأحاديث كثيرة تؤكد على أنً الله هو الذي يبتلي ويصيب وهو الذي يتدخل بخلق كل إنسان فهو من يركبهُ ويعدلهُ وهو الذي يهبُ من يشاء إناثاً وذكوراً ويجعل من يشاء عقيماً، وما الآباء إلا مجرد وسيلة، فدورهما ينتهي بإنتهاء الجماع، حينها يتدخل الله مستخدماً أداتهُ السحرية كن فيكون وعبر الأثير وأشعة الليزر فيوجه الحيمن السعيد المنطلق ليلتقي بالبويضة السعيدة ليتفرغ بعدها من داخل الظلمات الثلاثٍ أي: ظلمة البطْن، وظلمة الرّحِم، وظلمة المشيمة في تصوير وتركيب وتعديل الجنين القادم حسب مشيئته ورغبته:

{والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على يسير}، {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم}، {خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم لهُ الملك لا إله إلا هو فأنًى تُصرفون}.

وفي حال قرًرَ الله إصابة الأب والأم أو أحدهما بالعقم وأراد حرمانهما من الذرية، أيضاً يستخدم أداته السحرية المفضلة كن فيكون فيفعل ما يفعل من أجل أن لا يتم التلقيح ولا يحصل حمل ولا إنجاب:

{لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير}.

أمًا النتائج المترتبة بعد تدخل الله في جميع مراحل الحمل وفي حال خرج الجنين سالماً معافى تتهلل وجوه الآباء والأمهات فرحين، فما دام معافىً وجميلاً فإنهُ من تدبير إلههم المصمم الذكي الذي سهر طيلة تسعة أشهر يراقب ويتدخل في صنع المولود الجديد ليهللوا ويكبروا لهُ على ما رزقهم ووهبهم مستدلين بالآيات السابقات وهذه الآيات:

{ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}، {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك}.

ولكن في حال خرجَ الجنين مشوهاً وفيه إعاقة وعاهة مستديمة، تجد الصمت والهلع يعم الجميع ليدخلوا بعدها في دوامة من الحزن والشقاء والمعاناة الطويلة، فتسألُ نفسك من هو المسبب لهذه التشوهات والعاهات؟؟ هنا تجد الإجابة كالعادة مختلفة، فيجتهد الفريق الأول من المؤمنين ليقولوا: إنً الله إبتلى الأب والأم بهذا المولود ليمتحن صبرهم وطاقتهم وجزعهم، أو لأنهم إرتكبوا الذنوب وأراد الله أن يعاقبهم، أو إنً المولود المعاق رحمة لأبويه، أو إنً الله سلب المعاق شيئاً وعوضهُ بشيء أخر، ألخ.!!

ومشكلة الفريق الأول أنهم محقون في ردودهم وتبريراتهم لأن نصوص دينهم تجبرهم على الرد بهذه الأجوبة، ولكن في نفس الوقت يتناسون التناقضات الكبيرة التي تأتي بها نصوص أخرى من نفس قرآنهم، فالآية التي تقول {ولا تزرٌ وازرةً وزرَ أخرى}، تؤكد بأن هذا الجنين لا ذنبَ لهُ بما أرتكبَ والداه من أخطاء، ولماذا يكون سبباً في إمتحان أبويه، ومن غير المعقول أن يكون رحمة لأبويه ويقع هو ضحية هذا التشوه بحيث تُسلب منه كل مُتع الحياة والعجز عن الحركة بالإضافة إلى إنًهُ سيكون عبارة عن كتلة من الآلام والعذاب الهامدة بحيث لا يرى في هذه الحياة إلا الوجه القبيح فيها، هذا علاوة على الألم والعذاب والحسرة والخسائر الكبيرة التي سيتحملها الأبوان مع إبنهما الذي سيكون عالة وعبئاً ثقيلاً عليهم وعلى نفسه طيلة حياتهم.!!

وأمًا الفريقُ الثاني سيقولون: لا .. الله ليس لهُ دخل في هذه التشوهات بل هي أسباب بايولوجية، تأثير مواد نووية إشعاعية أو قنابل فسفورية، أو أدوية منع الحمل، أو التغذية والتدخين والشرب وإلى ما غيرها من أسباب وأعذار واهية، للدفاع عن الله وتبرئته من هذه الجريمة، مع هذا فما يقولهٌ الفريق الثاني من تبريرات صحيحة لأن هذا هو المفهوم المادي والتطوري ولحدوث خلل في الجينات، والتي لا دخلَ للمصمم الذكي بها أبداً، ومع ذلك فقبول هذه الردود تعتبر مشكلة كبيرة لهم ولمصممهم الذكي الذي يزعمون أنًهُ يتدخًل في كل شيء وفقاً لآيات قرآنهم التي ذكرناها والتي تؤكد بوضوح وبلا أدنى شك أنً الله هو المسؤول، وعلى فرض أنهُ غير مسؤول فالله سيقع في مشاكل كبيرة، منها أنهُ سيصبح عاجزاً غير قادر على التدخل لمواجهة الأسباب المادية والتي عبثت بخلقه، ناهيك عن إنتزاع صفات الرحمة والعدل ونفي كل ما نُسبَ إليه من كلام في القرآن.!!

وحتى الإله المسيحي الدلُوع الحبًاب يعترف بأن الله مسؤول عن هذا التشوهات كما جاء في إنجيل يوحنا الإصحاح التاسع، إذن لا مجال لمن أراد أن يتملًص من جرائم آلهة الأديان أو يعفيها من مسؤوليتها:
{وفيما هو مجتاز رأى إنسانا أعمى منذ ولادته، فسأله تلاميذه قائلين: يا معلم، من أخطأ: هذا أم أبواه حتى ولد أعمى؟؟ أجاب يسوع: لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه.!! ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل، ما دمت في العالم فأنا نور العالم، قال هذا وتفل على الأرض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الأعمى وقال له: اذهب اغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره: مرسل، فمضى واغتسل وأتى}.

وخلاصة هذا البحث ووفق ما أستشهدنا بهِ من آيات، فإنً المؤمن بإله القرآن أمامه خياران أحلاهما مرٌ:

أولا: إما أن يحمل إلههُ مسؤولية التشوهات الخَلقية عند حديثي الولادة، وهنا سيتهم إلهه صراحةً بأنه مجرم وظالم.!!

ثانيا: وإمًا أن ينزع عنهُ المسؤولية بشكلٍ كامل، وفي هذا الحالة سيثبت عدم وجود إلهه أو على الأقل يُثبت عجزه وعدم قدرته في التدخل لرد كل الأسباب المادية التي تعبث بخلقه، ناهيك عن نفي نسبة القرآن وهذه الآيات إليه.!!

وأخيراً: أقدمُ إليكم باقة حلزونية من الحزورات والألغاز في آيات المصائب التي تحدث بها المصمم الذكي:

{قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}، {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله}، {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها}، {وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا، ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا}.

*********************************
ملاحظة: كل الأديان على الأرض هي من صنع البشر.!!

وفي نوري جعفر.

محبتي واحترامي للجميع.

https://www.facebook.com/Wafi.Nori.Jaafar/



#وفي_نوري_جعفر (هاشتاغ)       Wafi_Nori_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ينصف اللاديني ويحميه من الظلم الذي يقعُ عليه؟؟
- هل الله يصلي على المؤمنين ويخرجهم من الظلمات إلى النور؟؟
- طلب وتحدي بسيط نوجههُ إلى فخامة -المصمم الذكي-.!!
- المصمم الذكي حينما يفقدُ ذكاءه فيختار طريقة ساذجة للتواصل مع ...
- تجربتي مع بعض التعليقات الواردة على منشوراتي.!!
- هو ليس فرض محال ولكن ،،، ماذا لو؟؟
- حرية التعبير بين الإساءة والسخرية من الأفكار والإساءة والسخر ...
- قصة الخلق الدينية وتساؤلات العقل البشري.!!
- وهو معكم أينما كنتم وحيثما كنتم.!!
- العدل الإلهي في قفص الإتهام.!!
- عند غياب الدليل فهل هناك إمكانية لرؤية الله أم لا؟؟ ولماذا؟؟
- الإيمان بالغيب وغيابُ العقل .. نفذ ثمً ناقش أو نفذ ولا تُناق ...
- هل الله يُمهل أو يُهمل؟؟ أم أنهُ لا يُمهل ولا يُهمل؟؟
- التناقض والتعارض في آيات المشيئة الإلهية المتعلقة بالجبر وال ...
- آية قرآنية مليئة بالإشكالات والمغالطات.!!
- من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وحرية الإختيار.!!
- يسُوع المسيحي والإله القرآني - الألغاز الدائرية.!!
- إنَ شانئكَ هو الأبتر، فهل كان محمد أبتر؟؟
- حوار لطيف وخفيف بيني وبين أخي المؤمن.!!
- إضحكوا مع قصص وأساطير الأديان الثلاثة.!!


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وفي نوري جعفر - من المسؤول عن التشوهات الخلقية عند حديثي الولادة؟؟