كيف يتخاطب ويتواصل الله مع مخلوقاته؟؟

وفي نوري جعفر
كاتب
(Wafi Nori Jaafar)

الحوار المتمدن-العدد: 6533 - 2020 / 4 / 9 - 23:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كلنا نسمع ونقرأ بأنهُ قال الله وناداه الله وذَكَرَ الله سواء في نصوص الكتب المقدسة أو في الأحاديث والروايات والكتب الدينية، ولكن كيف يتحدث ويتواصل ويخاطب وينادي الله مخلوقاته سواء كانوا الملائكة أو البشر أو حتى الحيوانات والحجر والشجر؟؟

ونحنُ ككائنات بشرية عاقلة نفهم بأن هناك وسائل للتخاطب ولنقل الأفكار والرؤى، وتتم نقل هذه المعلومات والأفكار إمًا عن طريق الكتابة والرسم أو عن طريق الإشارات (والكتابة والرسم والإشارات كلها تحتاج إلى أجسام مادية سواء كانت الأيدي أو الأعين وغيرها) أو من خلال الكلام بالصوت (وهنا نحتاج الفم والأذن)، وحتى الطرق الحديثة في نقل البيانات ال Data عبر ما يسمى شبكات الإنترنت تحتاج إلى أجهزة تقنية مادية كأجهزة المودم والراوترات والهواتف الذكية والأقمار الصناعية وأجهزة الراديو وغيرها لا بد أن تنتقل هذه البيانات عبر الهواء لأنها عبارة عن اهتزازات وذبذبات لها أطوال موجية وأحجام معينة، ثمً حتى الأشعات السينية وتحت الحمراء والبنفسجية والزرقاء والخضراء والصفراء والنووية هي عبارة عن مادة وموجات.!!

ومن وجهة نظر الفيزياء فإنً الصوت عبارة عن تردد آلي أو موجة قادرة على التحرك في وسط مادي مثل الهواء والسوائل والغازات والأجسام الصلبة، وتنتقل هذه الموجات عبر الأوساط المادية المذكورة إما بشكل طولي أو عرضي، ولا يمكن لموجات الصوت أن تنتشر في الفراغ (أي إذا وضعنا جرسا في ناقوس زجاجي وفرغنا الناقوس من الهواء، فإننا لا نسمع صوت الجرس عندما يدق بسبب عدم انتقال هزات صوت الجرس في الفراغ.!!

إذن ومن خلال ما تقدم من تعريفات بسيطة للوسائل والطرق التي تنتقل عبرها المعلومات والأفكار والأقوال، وجدنا أن المادة عنصر أساسي لا يمكن الإستغناء عنها لتنتقل عبرها المعلومات، طيب تفضلوا شرفوا مسامعكم بهذه الآيات الشريفات والمباركات والتي يكثر فيها النداءات والحديث:

- القرآن: {فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري}، {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}، {وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا}، {وناديناه من جانب الطور الأيمن}، {إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى اذهب إلى فرعون إنه طغى}.

- الكتاب المقدس: {ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسّمية مثل حمامة، وصوت من السماء قائلاً هذا هو ابن الحبيب الذى به سررت}، {إن كان منكم نبياً للرب فبالرؤيا أستعلن له فى الحلم أكلمهُ. أما عبدى موسى فليس هكذا بل هو أمين فى كل بيتى. فماً إلى فم وعياناً أتكلم معه بالألغاز وشبه الرب يعاين}.

والتساؤلات التي تطرح نفسها هنا: كيف تواصل وتخاطب الله اللا مادي مع المادة؟؟ وهل إحتاج لحيز الزمان والمكان أم لا؟؟ وكيف يمكن للا شيء أن يتواصل مع الأشياء؟؟ وبالذات عندما يريد التحدث بالصوت أو ينادي أحداً ما؟؟ كأن يقول شيء ما لجبرئيل أو غيره من الملائكة؟؟ أو عندما يتحدث وينادي الأنبياء كآدم ونوح ومحمد وموسى وعيسى وإبراهيم وغيرهم؟؟ ثمً بأي لغة أو شفرة يتحدث؟؟ فهل هناك وسيلة وطريقة أخرى غير الصوت يمكن لنا أن نتصورها في هذه المشاهد؟؟ أو لربًما يملك يدان ويكتب بهما؟؟ ولكن كيف يكتب بيديه؟؟ هل احتاج إلى ورقة وقلم؟؟ أم أنهُ يكتب في الهواء أو في الفراغ؟؟
أخبروني أحبتي إن كان للعقل البشري فعلاً قدرة وإمكانية في تصور وتخيل مثل هذا الإضطراب الذي قامَ به صنًاع الأديان بآلهتهم الفضائية المجهولة بحيث أوقعوها في وحل متراكم من التناقض الفظيع؟؟ وإذا كان عقلي لا يدرك ولا يمكنه تصور كيف يتواصل هذا الإله فكيف يطلب مني أن أؤمن وأصدق بتواصله معي؟؟ وإذا لم أصدق فإنهُ يرميني في النار؟؟ وأرجو أن لا يخبرني أحدكم بأنهُ يستخدم الأداة السحرية "كن فيكون" لأني وبصراحة لا أخفي عليكم في الفترة الأخيرة صرتُ أشعر بالضيق والإكتئاب وأتحسس شديداً من هذه ال "كن فيكون" ويبدو أنها سببت لي عقدة نفسية مستديمة 😂😂😂.!!

والآن دعونا نسمع الجواب الشافي والوافي من الخبراء والعلماء والفضلاء من أتباع الأديان وآلهتها الفضائية المجهولة، فلا تستغربوا من أجوبتهم وردودهم لأن كل واحد فيهم قد جلس وتحدث مع إلهه الفضائي وهو الذي أخبرهم وعلمهم الرد العلمي والمنطقي والعقلي على كل تساؤلاتنا الغريبة 🤔🤔🤔.!!

*****************************************
ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!

وفي نوري جعفر.

محبتي واحترامي للجميع.

https://www.facebook.com/Wafi.Nori.Jaafar/

#وفي_نوري_جعفر (هاشتاغ)       Wafi_Nori_Jaafar#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل