أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خليل قانصوه - هوامش و اقتباسات عن رواية - الرفيق -














المزيد.....

هوامش و اقتباسات عن رواية - الرفيق -


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6587 - 2020 / 6 / 8 - 12:46
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


داهم رجال المخابرات منزل إيميليو ا لميكانيكي الذي أقعده حادث الدراجة ، و كان يقرأ الصحف في سريره و لا يجيب على بعض أسئلة صديقه بابلو. أخذ وه إلى المعتقل على حمالة ، حيث وجهت له " تهمة " شيوعي معارض للنظام الفاشي . كان مشتبها ً به أنه شيوعي من كلام ميليو الميكانيكي الذي كان يـُظهر اهتماما بالمسائل السياسية و يعلن عن أراء هي قريبة من أراء إيميليو ، كأن الميكانيكيين لديهم لغة مشتركة عن الذين يأكلون أموال الناس حتى التخمة ويحاولون منع الأخيرين من الاحتجاج ! مهما يكن ليست المسألة في كونهم نهمين ، فمرد ما بهم من جشع إلى المطبخ الفاشي الذين ينهلون منه . ليس القمصان السود سوى شكل لا يفيد عن المضمون.
كثيرون في إيطاليا الفاشية كانوا يتضورون جوعا و لكن بالرغم من ذلك يصفقون للفاشية دون أن يعرفوا بالقطع ، ما هي الفاشية و كيف أن الفاشيين يداهمون المنازل ليلا بحثا عن معارض، فيجعلون أعلاها أسفلها و ينشرون الرعب من موت بطيئى قد يستمر أشهرا أو سنوات !
لا شك في أن مثقفين و طلاب و محامين ، يناضلون ضد الفاشية ، و بعضهم يقع في المصائد و يساق إلى أقبيتها و يلقى من التعذيب الوانا ، و لكن هؤلاء يدركون طبيعة الفاشية ، بالضد من المساكين الذين ينخرطون في عصاباتها مقابل لقمة العيش أو بعض الفتات ، و لا يكترثون لتبعات أفعالهم على المساكين و المحتاجين أمثالهم . مهما يكن فإن تناقض الأخيرين مع الفاشية مختلف عن تناقض المثقفين معها ، ففي بعض الأحيان يكون هدف هؤلاء الحلول في السلطة مكان الفاشيين على العكس من العمال و الشغيلة فإن مصلحتهم هي في تحسين شروط العيش و ربما في تغييرها و ليس تبديل العمل أو الطبقة الاجتماعية . علما أن التنافس لا يختصر بأي حال ، صراع النخبة الوطنية التقدمية ضد الفاشية .
ألم يكن المثقفون و المتعلمون في السلطة قبل أن ينتزعها الفاشيون ؟ و في مختلف الأحوال ليس فهم ما يقوله المعلم أو المتعلم مستطاعا دون دراسة ، كما في المدرسة . لا بد من اتقان قراءة الخبر في و سائل الاعلام ومن امتلاك فكرة عن الإنتاج و التعرف على اساسيات الاقتصاد وموقع العامل و المزارع في دورته ،فالغاية من التعلم هي الاستغناء بجدارة عن المعلم .
و في سياق الفروق التي تميز نضال البرجوازي من نضال اليساري ، تحسن الإشارة إلى اختلاف المعاملة التي يلقاها كل منهما في المعتقل من قبل أجهزة أمن السلطة الفاشية ، انطلاقا من أن هذه السلطة تتسع للأول في حين أن هدفها هو إلغاء الثاني نهائيا عن طريق اسكاته أو قتله أو نفيه !
مجمل القول أن النضال ضد الفاشية هو مثل النضال ضد المستعمر الذي يحتل الأرض ، يحتاج الى إعلام و تعليم لكي تكون الخطة صحيحة بنسبة معقولة ، فتحسب القدرات جيدا و تقيم الإنجازات بدقة و تستخلص العبر مما تم أنجاره .
نظهر الفاشية عندما تحتاج الرأسمالية الى ذراع ضاربة ، فهذه لا تتورع عن إحراق نصف الكرة الأرضية و من عليها لكي تحتفظ بالسلطة و بمصادر الثروة ، ولا تتردد في سبيل ذلك عن توظيف الدين و العائلة و العصبية القومية ! في المقابل إن ما يريده الناس غير أرباب العمل وأصحاب رؤوس الأموال ، هو الخلاص من العنف الوحشي ومن النهب ، والكف عن امتهان كرامة المرء و الغاء الامتيازات و تطبيق القانون على الجميع و إعادة تأسيس الدولة على ركائز المساواة و العدالة و الحرية . ينجم عنه ضرورة كفاح النظام الرأسمالي ، لان الرأسمالية هي في جوهرها غبر وطنية . إن الفاشية هي أن "تحتل "البرجوازية بلادها ، مثل المستعمرين و تسيء معاملة الناس و تسخرهم لخدمتها و تجبرهم على طاعتها فتعاقب من يعصي ، بالسجن و التعذيب و النفي أو القتل .
1ـرواية " الرفيق " (1947 ) للكاتب الإيطالي سيزيري بافيزي 1908 -1950



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرضيات للنقاش 3
- فرضيات للنقاش 2
- فرضيات للنقاش
- دولة الطوائف تحت رحمة المفسد و المتعاون و المستعمر
- عن الدوران في الدائرة (3 )
- عن الدوران في الدائرة (2)
- عن استمرار الدوران في الدائرة (1)
- في ذكرى النكبة ، تفكر في القضية الفلسطينية
- في ذكرى النكبة
- نكاية بالطهارة
- قوميات و أقليات
- ماذا يجري في لبنان ؟
- ملحوظات عن الوضع في لبنان
- من أجل السلامة العامة !
- الخلاعة السياسية
- من الاستعمار بالمحاصصة إلى فوضى المناطق الأمنية
- مفهوم الخصم و زبّال نيويورك
- عودة إلى المختبر اللبناني
- المشروع الشيوعي و محاور العمل
- المصريون و الدولة المصرية


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خليل قانصوه - هوامش و اقتباسات عن رواية - الرفيق -