أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - عن الدوران في الدائرة (3 )














المزيد.....

عن الدوران في الدائرة (3 )


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6572 - 2020 / 5 / 24 - 20:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من نافلة القول أن غاية التفكر مساهمة ً في إنجاح العيش المشترك في إطار مثل المجتمع الوطني هي التأكيد على جدوى و ضرورة هذا التشارك من منظور إنساني حضاري . ذلك يفترض مقاربة علاقة بين الناس تكون ملائمة للتعارف و التجاور و التعاون و التضامن بخلاف الفردية والأنانية اللتين يتسم بهما الالتقاء الظرفي بين التاجر و بين المشتري العابر !
بكلام مبسط ، إن العيش المشترك الوطني هو شرط لا بد منه للاستقرار و الإنتاج والتقدم ، يتطلب توفره عملا متواصلا على الصعد الثقافية و العلمية و التربوية من أجل تحسين قواعده وإقناع الناس بقبولها و الالتزام بها باسم المصلحة العامة .
إن الإشكال المزمن الذي يعترض آلية العيش المشترك في لبنان و سورية و الأردن و العراق هو معطى ملموس لا يحتاج إلى براهين ودلائل على وجوده ، و لا نجازف بالقول أن مرده عائد إلى اعتداء السلطة الحاكمة حاليا ،على الدولة أو بالأحرى إلى مصادرة الدولة و ارتهانها ، كما صودرت وارتهنت في السابق الأديان و الشرائع في مراحل انحطاط الممالك و الدول قبل أفول نجمها . ينبني عليه أن كف أذى السلطة المعتدية هو مسألة مصيرية ووجودية . مهما يكن فإن التجارب التي تراكمت منذ سنوات 1970 إلى الآن ، تثبت أن هذه السلطة الحاكمة أضرت كثيرا المجتمع الوطني و مثلت عن جدارة بداية الانحطاط الذي يكاد في الراهن أن يبلغ مداه .
الرأي عندي أن القضية الوطنية بمجملها وصلت إلى مفترق طرق ، فأما أن تسقط السلطة و أما أن تسقط الدولة . بتعبير آخر أما الثورة على السلطة من أجل اقتلاعها و إما الضياع . استنادا إليه ، إن المسألة الرئيسة الآن هي " الثورة الوطنية " بما هي خشبة الخلاص من الغرق .
من البديهي في هذا السياق القول أن " الثورة الوطنية " لا تستورد و لا تأتي على شكل هبات و مكرمات ، فكل مجتمع يخلق ثورته الوطنية بنفسه على مقاساته ، هذه سيرورة ضرورية تنطلق بين الحين و الحين في المجتمعات الوطنية النابضة حيوية ، إعادة للتأسيس بعد الانعطافات المفصلية ، أو تجديدا أو ترميما كما تقتضي الظروف .
فما يلزم ببساطة هو دولة تسهر على حسن سير العمل في إطار العيش المشترك ، أي أنها تفرض المساواة المطلقة بمنع التمييز على أساس الحسب و النسب و العرق والدين و العقيدة بالإضافة إلى ضمانة الأمن وتوزيع الخدمات المتوفرة في مجالات فرص العمل و التعليم و الطبابة و الحد الأدنى من مستلزمات العيش ، توزيعا عادلا .
و لكن هل أن أسقاط السلطة ممكن في هذا الزمن ؟ كون السلطة ذات قوة كبيرة ، ذاتية و خارجية ، الأمر الذي يجعل من كفاحها أصعب من معركة التحرير الوطني ضد الاستعمار حيث بالإمكان أحيانا الاستفادة ضده من دعم الرأي العام الخارجي ، في مقابل العنف الداخلي الذي لا يخضع إلا لميزان القوى الداخلي و لقانون الغاب . ربما يكون هذا واحدا من الأسباب التي تجعل الاستعمار يستخدم الحرب الداخلية ، بالوكالة ، كوسيلة للتمدد .
مجمل القول أن العنف ليس ملائما في هذا الزمان في مقارعة السلطة الفاسدة و المتآمرة لأن الاستعمار يقف دائما خلفها متـأهبا لدعمها و الدفاع عنها . هذا لا يعني على الإطلاق أن اسقاط هذه السلطة مستحيل ، و لكنه يتطلب أيجاد الأساليب و الوسائل الكفيلة بتعطيل دورها كوكيل أو وسيط ، يعمل في الداخل في خدمة الخارج . بكلام آخر ان النضال التحرري ضد السلطة الوكيلة ليس صراعا عنيفا بين قوتين متناقضتين ، الغلبة فيه هي حكما للقوة الأكبر ، أي للسلطة و دعامتها الخارجية ، فالجماعة التي تحكمها مثل هذه السلطة لا تقتدر منطقيا على مضاهاة هذه الأخيرة ماديا ، أي بالسلاح و المال و عدد المرتزقة ، و لكنها تستطيع بالقطع التفوق و الانتصار عليها بالعقل و الوعي و الحيلة



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الدوران في الدائرة (2)
- عن استمرار الدوران في الدائرة (1)
- في ذكرى النكبة ، تفكر في القضية الفلسطينية
- في ذكرى النكبة
- نكاية بالطهارة
- قوميات و أقليات
- ماذا يجري في لبنان ؟
- ملحوظات عن الوضع في لبنان
- من أجل السلامة العامة !
- الخلاعة السياسية
- من الاستعمار بالمحاصصة إلى فوضى المناطق الأمنية
- مفهوم الخصم و زبّال نيويورك
- عودة إلى المختبر اللبناني
- المشروع الشيوعي و محاور العمل
- المصريون و الدولة المصرية
- الوباء و الحرب
- ملحوظات على ورقة عمل - للمرحلة الانتقالية -
- آكل النمل الحرشفي و تهتُّك القادة
- فاتورة أيلول
- الموت من جراء الوباء أو التلوث أو الحرب


المزيد.....




- مقترح مُحدّث لوقف إطلاق النار في غزة: -تقدم- في المفاوضات و- ...
- في شمال قطاع غزة.. موقع إسرائيلي -سرّي- لصدّ -هجوم محتمل- من ...
- فرنسا تفرج عن جورج عبدالله رغم تحفظ إسرائيل، فمن هو؟
- السعودية تسير جسراً جوياً إغاثياً لدعم المتضررين من حرائق ال ...
- الاتحاد الأوروبي يفتح لأول مرة إجراء تحكيميا رسميا ضد الجزائ ...
- موريتانيا: قائد أركان الجيش يدعو الضباط للابتعاد عن حسابات ا ...
- سلوفينيا تقرر حظر الوزيرين الإسرائيليين بن غفير وسموتريتش من ...
- سوريا: ماذا بعد السويداء؟
- رحيل عادل الترتير.. صاحب صندوق العجب وأيقونة الحكواتيين
- تحول مثير في نتائج التحقيق بقضية الطائرة الهندية المنكوبة


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - عن الدوران في الدائرة (3 )