أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد هالي - تهافت التهافت















المزيد.....

تهافت التهافت


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 6581 - 2020 / 6 / 2 - 09:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فكرت في العنوان كثيرا، لم أجد عنوانا صالحا لهذا المقال، سوى عنوانا لأحد الفلاسفة المرموقين، ألا و هو ابن رشد، و هو عنوان يصدق الى حد ما على هذه التفاصيل، و يتمثل في :

أصبح لابد من الرد على وضع الكاريكاتير في الصفحة، لا لشيء سوى أنه جاء في غير محله، لأنه جاء بعد وضع فيديو بوعي أو بغير وعي من طرف من وضعته، فكان تعليقي عاديا، أخويا،و بسيط مفاده "اختصار المحظوظ: المحظوظ هو أن يصبح مجنونا، يكلم نفسه طيلة اليوم، حسب هذا الشريط" كان من الممكن أن تمر الأمور عادية، إلا أن واحدة أخرى علقت "لا يا أستاذي الفاضل معنى الشريط واضح جدا " حتى هنا من باب الدفاع عن ما اعتبرته تعليقا في غير محله، لأنها اعتقدت أنه التقليل من أهمية الموزعة للفيديو، أكثر مما كونها تدافع عن الفيديو، و هذا من حقها، فأعجبتني الغيرة، و الحماس التي قامت به، لتكتب ناشرة الفيديو بعدها ما يلي: "فما أحلى أن أجن بحب الله عز وجل"، هذا أمر عادي، حينما سيئ فهم تعليقي المصغر، مما جعلني ألجأ للتفسير، لأزيح اللبس عن ما هو غامض، كي يصبح أكثر إضاءة، حتى لا يركب البعض على القضية، و تتحول الى مشكلة الطعن في معتقدات الافراد، فكتبت ما يلي: "يبدو أن الصفحة زاغت عن أهدافها، و تحولت مصرعا لنشر أفكار معينة، لأن علاقة المؤمن بربه لا جدال فيها، فنحن في بلد ندين بالإسلام، لكننا نختلف في رؤانا، و تصوراتنا، و كيفية تصريفه، نظرا لاختلاف الفرق، و المذاهب داخله، فهناك الوهابيون ، و المتطرفون، و المعتدلون، الى آخره، مما اصبح يسمى بالإسلام السياسي ، لهذا إذا دخلنا في مثل هذه الجدالات، سوف لن نخرج من هذه الخطابات ، فالفيديو ليس من انتاج الاستاذة ، فهو يوجد ضمن آلاف الاشرطة التي تدعو الى "اقرأ و وزع" كما كانت توزع بعض الكتب الصغيرة ، و هي تتناول ما يجب القيام به، منذ أن تستيقظ، وما يحجب القيام به حتى و أنت في المرحاض ، و أعتقد أن بعض الاتجاهات الوهابية كانت تنشر بكثرة هذه الكتيبات، لهذا فالشريط أعلاه يحث على أشياء مهمة، لكن اذا تم إحصاء، كم سيردد المؤمن من آيات ،و عددها في اليوم، يتبين لي أنها تشبه ما هو موجود في تلك الكتيبات ، لهذا فكل شيء يتم بالاعتدال: الصلوات الخمس و الصوم ....بطريقة متعارف عليها... و بسيطة، أتمنى بأن لا ندخل في مثل هذه النقاشات التي تدفع الى التباهي في مسألة الايمان، الى اقصى حدود، فكلنا نعرف أن الاسلام هو دين، و لا يجب وضعه ضمن تصادم الايديولوجيات، تحياتي للكل.. فأنا لا اقصد تقليل من أي كان، لكن الفيديو و أقصد الذي صنعه، و ليس من وزعه، فهو له خلفيات سياسية، تخدم الفكر الوهابي، الذي يناضل من أجل خلق مواطن يتصارع مع ذاته، عوض الصراع مع النهب التي تمارسه الطبقات الحاكمة في دول الخليج، مواطن يردد طيلة يومه، و يسبح طيلة يومه، من الصباح الى حدود نومه، و ربما تتمنى تلك الطبقات الحاكمة أن يبقى هذا المواطن، يردد تلك الادعية حتى في أحلامه، كي يتركهم مع الثروة بخير" حتى هنا اعتبر الأمر شيئا عاديا، و اعتقدت أن الصورة توضحت، و كنت سأغلق الموضوع باعتباره دردشات عادية، في نقاش و سوء فهم عادي، لكن سرعان ما قفز صوت يصرخ مرة أخرى " إذا كان هذا هو الجنون فمرحبا به" فكان الرد بطريقة لبقة فيها نوع من المداعبة الصادقة، و الاخوية: "جيد فقم بجنونك لوحدك ههه" و أضفت جملة أخرى لأوضح أكثر" إن ما كتبته هو اختصار لما فسرته في الاسفل"، اعتقدت أنه لم يطلع على التفسير أعلاه. حتى هنا اعتبرت الأمور جدعادية.
لكن ليس ما هو عادي، هو أن يضع فردا ما، كاريكاتيرا هزليا في غير محله، لأن مثل هذه الكاركاتيرات متوفرة بكثرة في كل شبكات التواصل الاجتماعي، كما أن السيد غوغل لا يخلو من مدنا بها كلما تصفحناه، نتيجة عدم بخله في تقديم و بسخاء للمعلومات المتوفرة لديه، فهو يمطرنا بكثير من الصور على تلك الشاكلة، و بأشكال متناقضة، و مسلية في آن واحد، و لكي نفهم المسألة بشكل أكثرفإن غوغل يقدم لك مستر بين مؤمنا، كما فعل من وضع الكاركاتير، كما يقدمه لك كافرا، أي من الممكن أن يضع ميستر بين بصور عديدة حسب رغبات الذي يلجأ الى كوبي كولي، لحد الساعة فأنا أضع الوصف للظاهرة و أصبح من المطلوب مني أن أصد مثل هذه الافكار المبيتة، و التي تدعي أنها تدافع عن الايمان، و توزعه حسب فهمها له، خصوصا أنه وضع بعد الكاريكاتير تعليقا خجولا مفاده" لا دينا حافظوا، و لا دنيا أقاموا..."
مما يبين أن هذا الفكر لا يأخذ الأمور بشكل عادي، خصوصا أن كل من اطلع على التوضيح السابق، فهم، و تفهم..لأن مثل هذه الامور تقع في نقاشاتنا العادية و يتم تجاوزها بسهولة، و اعتقد كذلك أن من وزعت الفيديو، و صديقتنا الأخرى تفهمتا الوضع جيدا، و اخذتا الأمور كسحابة عابرة تقع في كل الحالات او في العديد من الأحوال، لهذا أنا أشكر الأستاذة التي وزعت الفيديو، و التي من خلاله سمحت لنا بهذه النقاشات المهمة في هذا الحجر الصحي، و الفراغات المقيتة التي أصبحنا نعيشها، فملأت فراغات كثيرة لأكتب موضوعا بهذا الشكل، و بهذه التوضيحات، أشكرها كما أشكر الصديقة الثانية على دفاعها المستميت عن عقيدتها، و أنا أعرف مسبقا أنهما يقومان بذلك بدون خلفيات معينة، حتى هنا سأضع نقطة و أعود للسطر.
لأعود من حيث بدأت لأن الفلسفة علمتنا دائما بعرض الاطروحات كما هي بدون مواربة، أو تبديل، أو تلفيق، أو خلط، و دلك بوضع الحجج الدامغة من أجل فرز الصحيح من الخاطئ، و هنا سأتجه بالرد على صاحب الكاريكاتير وحده، لا شريك له، أضعه كمستر بين بقامته، و هزلياته، الذي حول مستر بين الى فقيه يفهم في الدين، و العلم، في حين أن مستر بين مشهور فقط بمداعباته المختلفة على شاكلة شارلي شابلان، و ما دامت هناك غيرة بهذا الشكل، و بهذا الجواب المقيت الذي وضع في غير محله سأعود للفيديو من جديد، لأفصل ما تريد مثل هذه التصورات الغارقة في الهلوسة مع الذات، لأنها تساجل ذاتها، تستفسرها، تضعها في غفران دائم، و هي تتلكأ بخاصية التداعي الحر، الذي لا يفهم شفراته اللاشعورية سوى محلل نفساني، يفهم في تداعيات النفس البشرية، و تعقيداتها المختلفة ضمن بنى اجتماعية مهترئة، و هشة، يمكن أن تستجمع الدقة فيما تطور فيما بعد، و أصبح يعرف بما اصطلح عليه: ب"علم النفس الاجتماعي" من هنا فمضمون الفيديو يتناول ما يلي: فهو يتحدث عن المحظوظ، و ليست عن المحظوظة، يعني أن من صاغ الفكرة ، هو رجل شرقي غارق في فهم دونية المرأة، و احتقارها، و هذا يتضح أكثر حينما وضع المرأة الجميلة ضمن أشياء الرجل، اي أنها بضاعة دنيوية : كالبيت، و السيارة، و الوظيفة، و المنصب .. الخ، فهنا يوجه الخطاب للمجتمع الذكوري لا أقل، و لا أكثر، و لسوف لن يخرج صاحب مثل هذا الفكر، عن هذا التصور، بحيث اختزل كل هذه الممتلكات ضمن حظوظ ، و اعتبر أن هذا السعي الذكوري الدنيوي غير كاف، لينتقل بنا حسب اجتهاداته الوهابية مستعينا بتأويلاته الخاصة خارج المنظومة الدينية الموجودة في القرآن، و أضاف طقوسا أخرى لا اعرف من أين رغفها، نظرا لتعدد التأويلات الفقهية في هذا المجال، فكل اتجاه يجتهد ليزيد أو ينقص حسب هواه، يخلط بين ظاهر و باطن الاشياء، و ممكن هنا أن نلجأ الى المذاهب الفقهية، و الفرق الكلامية، كالأشاعرة، و المعتزلة، و الجهنمية ، و حتى المشبهة بل حتى لبعض الفلاسفة كالغزالي و الفرق الوهابية ...الخ الذين اجتهدوا في أيام الصوم، و طريقة ترتيل القرآن، و أشكال أخرى أظن أن صاحب الكاركاتير "مضطلع" بها. ليسرد علينا فيما بعد الكثير من المسائل التي يطلب من المؤمن القيام بها، أما المحظوظة فهي تبقى جميلة مثل أشيائه الدنوية لا غير، أي أنها لا حظ لها سوى أن تكون خاضعة لطقوس ذهنية الرجل الشرقي التي يبشر بها الداعية من داخل الفيديو، و هذه الطقوس سأسرد بعضها ك" قراءة أية الاخلاص ثلاثة مرات، قول سبحان الله، الله اكبر، الحمد لله ، لا اله الا الله، الله اكبر، قول لا اله الا الله ...يقولها عشر مرات... اللهم ربي هذه الدعوة... يقرأ جزءا من القرآن...يصلي ركعتي الضحى، و يصلي الوتر ركعة واحدة، و يقول سبحان الله و بحمده مائة مرة" ليخلص أن المحظوظ ليس من امتلك المرأة الجميلة الى جانب الاشياء الأخرى بل المحظوظ هو من جسد تلك الطقوس، و تلك الادعية؟، و لا أعلم من أين أتى بها. حتى هنا فمثل هذه الفيديوهات مثلها مثل تلك الكتب ينصحنا الاسلام السياسي بأن نستمع، أو نقرأ ، و يطلب منا توزيعها على عشرة من أصدقائا، أو في بعض الصفحات ، مقابل حسنات، و تطمينات يصنعها هو، لكي يجر المطلع الى خيرات المشعوذ او ليجسد خطه السياسي، عن طريق نشر ثقافة السكون، و الهدوء، و تحويل الصراع عن مجراه الحقيقي، و يحوله فرديا اتكاليا، أن الفقر، و الجوع من فضل الله، اترك الدنيا، و رتل فأنت هنا المحظوظ، و اترك حظوظ الدنيا لأصحابها، فرغم البيت و الوظيفة و المرأة"الجميلة" هذا كله لا شيء، إنه باختصار تصور سكوني هادئ يلهي العقول عن أغراضها الحقيقية، يتجاوز الشعائر الدينية المعتادة الى اضافة شعائر أخرى، من ابتكاره هو، أو مأخوذة من اجتهادات فقهية كثيرة، تؤول، و تعدل حسب منحاها الايديولوجي تخلط المتشابه بالمحكم ليعبر عن مسارها المتجهة اليه، و هكذا فبعد هذا السرد سأنطلق لبيت القصيد، و هو وضع كاريكاتير مذيل بشعار أجوف:"لا دينا حافظوا، و لا دنيا أقاموا.." في الحقيقة الصورة تدخل ضمن خاصية كوبي كولي و هو ينم عن نية أخلاقية لا تمت للقيم التي يحملها ناقل الصورة للصفحة ليجعلها ختام السجال الجميل الذي تم بهدوء، ربما صانع الكاريكاتير فبركه في مكان ما، ليعبر به عن صراع ايديولوجي معين، بين عقائد داخل منطقة جغرافية معينة، قد تكون سوريا، أو العراق؟، أو أي بلد يتفجر فيها الصراع بشكل أقوى، خصوصا أن بعض الدول وصل فيها الصراع العقائدي أوجهه، فالتيارات المسيحية، و اليهودية و الاسلامية في تلك الدول، افرزت تيارات أخرى معادية للتدين بشكل عام، خصوصا في لبنان، و مصر و سوريا، و العراق... لهذا فهذا الفيديو وضعه هنا لا ينطبق على المغرب بتاتا، خصوصا، و أن الدين الاسلامي يحتل قمة الانتشار، و الغالبية تدافع عنه، و لا أعتقد من في هذه الصفحة يوجد خارج هذا المنحى، لهذا فعبارة" لادينا حافظوا، و لا دنيا أقاموا...:" لا أجد موقعا لها منطقيا في هذه الصفحة، ما عدا إذا كان ناشر الكاريكاتير يفرق الايمان و الكفر حسب هواه، هذا جانب أما الجانب الثاني فاختيار الكاركاتير بهذه الدناءة لا يمكن تصوره، فالشخصيتان على شاكلة مستر بين الذي يمثل الفقيه، و أخر معتوه، أشعت الرأس، ناقص المنظر، و التمنظر، و هو يبدو ضعيفا،متدنيا، حقيرا، يضعه الممثل العالمي ضمتن أسئلة مباشرة شخصية تتعلق به، فمستر بين الفقيه، المدرك لخبايا الايمان، المستفز،و المدرك لحقيقة الاسلام، يستفسر: لماذا ألحدت؟ سؤال مباشر يضع المجيب في موقع البلادة ، ليجيبه ببساطة ساذجة :لأن الدين ضد العلم و التحرر، بدون تحليل، و لا تفسير، و لعل هذا جيد من حيث هدف الكارياتير و دوره، هكذا يتحول مستر بين الصامت دائما في أفلامه، وهو يحرك مشاعر الفرح، لدى المتفرج، يتركه مبتسما، ليصبح في موقع في غير محله، ليس مستر بين الذي يضع مثل هذه الاسئلة، بل ما يطرحها سوى رجلا رأسه مثقوب، فارغ؟، و ساذج هو الذي يضع هذا السؤال، ومن هنا أشهد أن هذا زورا، و بهتانا في حق رجل ينشر الضحك، و الابتسامة، و لا ينشر الكره، و الحقد، و الاقصاء، و الضغينة.. كان من الأجدى وضع فقيه ذو لحية كثة، طويلة بدون شارب، هو الذي يستطيع بتعصبه المقحوط، و المعتوه، أن يطرح مثل هذه الاسئلة.
و يستطرد مستر بين الجميل، و البشوش في نشر خبثه اللاأخلاقي :
"حسنا ما هي اكتشافاتك العلمية بعدما تحررت من الدين؟ "
ليضع المجيب في موقع ضعف دائما، لا يجد ما يقول سوى اصدار الصوت: ها
ليزداد ظلم الرجل العفيف، الظريف، اللطيف الذي يبهج العالم كله، و ذلك باستفزاز لا مثيل له، و بسخرية زائدة على اللزوم:
"شيء كبير يا عمري"
ليجيب الرجل و يعترف بدناءته، و خبثه، و هو يدافع عن هذا الخبث، أمام وقع المهرج، المضحك الجميل مستر بين:
"أنشأت صفحة على الفيسبوك لمحاربة الاسلام، و أخرى للدفاع عن الشواذ، و حرية الزنا، و نظرية التطور حقيقة علمية"
و يا لغرابة الأقدار بأن يختزل الالحاد، و الدفاع عن الشواذ، و حرية الزنا، و نظرية التطور حقيقة علمية، في كفة واحدة، و إذا واضع الكاريكاتير له خلفيات معينة، كمجنون وضع في يده فأسا، و هو لا يعرف أين سيوجه ضرباته، و ليس ن الغريب أن يضرب رأسه و هو لا يعلم بخطورة الفأس.
و ما دام لا يهم هنا صانع الكاريكاتير، قد يكون مجرد داعشي، قتل، و اغتصب الزيديات، فاختلط لديه الزنا، بالإلحاد، و الشواذ بنظرية التطور، و مادام أن هذه الاخيرة لا يفقه فيها شيئ، فإن دارسي علوم البيولوجيا، سيدركون ما قدمته هذه الأخيرة، من خدمات للإنسان، و الكائنات الطبيعية فيما بعد، لأنها كانت بداية البحث العلمي الدقيق في مجال فهم، و ادراك الكائنات الحية في المجال الطبيعي، و بالطبع فمن يبدأ دائما يخطئ، لكنه سينير الطريق للعلماء كي يسيروا على مساره، و هو ما تم بالفعل، حينما أصبحت نظرية التطور نظرية علمية، بأسس دقيقة لا غبار عليها بعد داروين، و لعل ما ينعم به ناشر الكاريكاتير من بيض رومي، و دجاج رومي،و بقر رومي، هي خميرة هذه النظرية فيما بعد، لولاها لمات البشر جوعا مع تطور النمو البشري المذهل، و سوف لن تعد لانتظارات خروج كتكوتا من بيضة دجاجة بعد واحد و عشرين يوما كافية، لإطعام الملايين من البش،ر و هذا يصدق على الأبقار، و الخرفان، و النباتا.. كل هذا جاء بجرأة نظرية التطور الذي اخترعها داروين. أما القضايا ال؟أخرى كالشواذ و الزنا لا أعتقد أن الاحداث التي عرفتها المجتمعات العربية لم تبين أن ؟أصحاب من يدعوا الإيمان في غنى عليها، و هذا ما شوهد في ممارسات اللا أخلاقية التاي تبث بكثرة في العم غوغل أبطالها اللحي المغلفة بأوتار التكبيرات و الادعية الزائدة ز كمثال على ذلك زواج المتعة و الزواج بالفاتحة، و التي تتفجر في الغالب على شكل زنا ببسملات تحرك شفاه المغتصبين باسم الدين.
انطلاقا من كل هذا تبقى لذهن متبصر أن يؤكد أن نشر الدعوة يصدق على جغرافيا خارج الجغرافيا الموجود فيها، و مادام هذا أصبح غير ممكن نتيجة قوة الآخر الذي أصبح ينشر التقنية، و العلم، و اللغة أيضا لأنه حصن ذاته بهذه الادوات الصلدة و القوية، يستطيع نشر قيمه و شروط أفكاره عبر هذه الادوات الجديدة من خلال الافلام و الصور و أشكال ثقافية أخرى، و هي كفيلة بأن تخلق مواطنا في جغرافيات أخرى، يفكر بثقافة أخرى، خارج ثقافته الأصلية، آنذاك سنصبح كدون كيشوت نريد محاربة طواحن هواء بأسلحة بالية. فينقض علينا العدو بأسلحة فتاكة، و غريبة ككورونا، و سنظل نبحث عن الزعتر و الحناء بدون فائدة و سنظل نردد دائما بأنانية مفرطة في الغلو:" لا دينا حافظوا ، و لا دنيا أقاموا.." في حين أن العكس هو الذي قائم "أقاموا الدنيا" لكي تتصارعوا باسم الدين بعدما هم تجاوزوا هذه المشكلات في حروب القرون الوسطى، و لعل أشهرها حرب الثلاثين سنة بين الكاتوليك و البروتستان، و حين ادركوا أن هذه الحروب ستظل تعيق النمو، و التحضر، اتفقوا علي ترك المؤمن في علاقة مع ربه، و جلسوا ليشرعنوا أمور الدنيا التي أحسنوا إقامتها، و بقينا نحن نتصارع في مذاهب لا حصر لها، و لعل أكبرها الصراعات السنية، و الشيعية و ما تتفرع عنهما من فرق لا حصر لها، و لازالت "تتطاحن" في أكثر من بقعة عربية.



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أحلى الرجوع
- تحليل قصيدة 3/ تداعبات لزمن منفلت لعبد الرحمان بكري(الجزء ال ...
- تحليل قصيدة 3 / تداعيات لزمن منفلت لعبدالرحمان بكري(الجزء ال ...
- تحليل لقصيدة 3/ تداعيات لزمن منفلت لعبدالرحمان بكري(الجزء ال ...
- تحليل لقصيدة 2/ تداعيات لزمن منفلت لعبدالرحمان بكري(الجزء ال ...
- تحليل قصيدة /2 تداعيات لزمن منفلت لعبدالرحمان بكري (الجزء ال ...
- تحليل لقصيدة1/-تداعيات لزمن منفلت-لعبدالرحمان بكري(الجزء الث ...
- يا عمال العالم اتحدوا
- قراءة لقصيدة -1/ تداعيات لزمن منفلت- لعبدالرحمان بكري(الجزء ...
- قراءة لقصيدة - 1/ تداعيات لزمن منفلت - لعبدالرحمان بكري
- عربدة اليوم
- شرط الوجود
- أسئلة على أوسمة الخيال
- أنا سلحفاة
- دفئ كورونا
- لازال
- دكنورة .. !
- في التسامح
- كورونا تخاطبكم
- معانقة البقاء


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد هالي - تهافت التهافت