أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - تحليل لقصيدة 3/ تداعيات لزمن منفلت لعبدالرحمان بكري(الجزء السادس)














المزيد.....

تحليل لقصيدة 3/ تداعيات لزمن منفلت لعبدالرحمان بكري(الجزء السادس)


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 6571 - 2020 / 5 / 23 - 10:30
المحور: الادب والفن
    



يواصل بكري سرده كالمعتاد، بصور تنقلنا من مشهد لآخر، و قد لعب كل من الكأس، و امرأة الكونتوار، أدوارا كبيرة في المشاهد الكاريكاتورية المقدمة، يمكن اعتبارها بمثابة لوازم مهمة في كل القصائد، فالمرأة ما هي الا الوجه " البروليتاري" الذي يبيع قوة عمله من أجل لقمة عيش زهيدة، هي كذلك تمثل هذا الوضع السيء من ضحالة المهمة التي تقوم بها في حانة معربدة، في مجتمع ذكوري، لا يخرج عن فهم مغلوط، يكنه المجتمع في مثل هذه الاشغال الشقية، بل أن بكري وضح دورها التنشيطي في عرض مفاتنها الجنسية، التي تثير شفق السكير، و تعربده، ليقتات من قنينات صاحب الحانة أكثر، دورها في مثل هذه الحالات هو تنشيط الوضع القائم، تحريك قوافي الاعتباط، و نشرها من خلال التنفيس عن كرب الزبناء الاجلاء، من أجل قضاء ليلة باذخة، تساور كل متطفل لهذه الحانة، ليستمر جلب الفلس، و احتضان الكأس، و متعة المفاتن التي ستفرزها امرأة الكونتوار في تلك الليل الخمرية، فوصف بكري المشهد بهذه الصورة بعناية فائقة:
"المرأة الناسكة في ثوب الغواية
تركت مكانها خلف الكونتوار
دنت من هواجسي
تتلوى في رقصتها الثملة
على إيقاع عيطة شعبية مرساوية
شدني لون طلاء أظافرها الحمراء
اهتزاز جسدها الفارع
وعرقها البروليتاري"
هذا المشهد الواقعي و الذي صوره الشاعر، يبين وجهين أساسيين للعمل الذي تقوم به البروليتاريا، خصوصا في الاعمال الغير المهيكلة، مثل عمل هذه المرأة: عمل خدمة التنظيف ، و تقديم القنينات، و ملأ الكؤوس بعد فراغها، و عمل الرقص، و التسلية، و أشياء أخرى ان اقتضى الحال، إنه عمل متعب، و حاط من الكرامة، خصوصا في مجتمعات شرقية لا ترحم، أما الدور الثاني هو الذي يلعبه الكأس في القصيدة، فهو يوجد ليبن تفاصيل حدث، أو أحداث، يريد بكري أن يضعها موضع نقد، أو مساءلة، كما راينا في الاجزاء الاولى من نفس هذا العنوان" تداعيات لزمن منفلت" فهو في الغالب يسرد موقفا معينا كما فعل مع تيار اليسار، أو تيارات الاسلام السياسي، و في هذه القصيدة يحرك الكأس من أجل هذا الغرض أيضا، لكن الأمر انقلب في هذه القصيدة الثالثة، اذ جعله في خاتمتها بعد أن سرد موقفه من عدة قضايا سياسية، سأعود اليها بعد قليل، لهذا يمكن القول أن الكأس وضف هنا ليكون قفلا لما تم سرده، من هنا كان لابد من الوقوق على هذا التوظيف الفني للكأس، و المرأة داخل القصيدة:
" من شدة اليأس
تبرأت مني طرطقات الكؤوس
في ساعة النشوة"
بعد هذا المدخل الشيق، الذي وصف فيه الوضع الذي أصبحت تعيش فيه مجتمعاتنا من خلال حالة امرأة الكونتوار، و الذي يمثل واقع البروليتاريا في عالمنا الجديد، كوضع يتسم بالعهر، كما يريد ان يكشفه بكري، هو عهر لكون البروليتاريا أصبحت تبيع قوة عملها في وضع هش، وخطير، بعدما تم الاجهاز على كل المكتسبات السابقة، و أصبح البروليتاري يقوم بأدوار مختلفة لكي يحصل على قوت يومه، كما تفعل امرأة الكونتوار أعلاه.
(يتبع)



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل لقصيدة 2/ تداعيات لزمن منفلت لعبدالرحمان بكري(الجزء ال ...
- تحليل قصيدة /2 تداعيات لزمن منفلت لعبدالرحمان بكري (الجزء ال ...
- تحليل لقصيدة1/-تداعيات لزمن منفلت-لعبدالرحمان بكري(الجزء الث ...
- يا عمال العالم اتحدوا
- قراءة لقصيدة -1/ تداعيات لزمن منفلت- لعبدالرحمان بكري(الجزء ...
- قراءة لقصيدة - 1/ تداعيات لزمن منفلت - لعبدالرحمان بكري
- عربدة اليوم
- شرط الوجود
- أسئلة على أوسمة الخيال
- أنا سلحفاة
- دفئ كورونا
- لازال
- دكنورة .. !
- في التسامح
- كورونا تخاطبكم
- معانقة البقاء
- عدت لامرأة
- أدندن بحماقتي:فلسطين..!
- أخبرك عن شهادتي الأخيرة
- على حافة الحياة الأخيرة


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - تحليل لقصيدة 3/ تداعيات لزمن منفلت لعبدالرحمان بكري(الجزء السادس)