أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - قراءة لقصيدة -1/ تداعيات لزمن منفلت- لعبدالرحمان بكري(الجزء الثاني)














المزيد.....

قراءة لقصيدة -1/ تداعيات لزمن منفلت- لعبدالرحمان بكري(الجزء الثاني)


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 6554 - 2020 / 5 / 4 - 01:48
المحور: الادب والفن
    


اننا هنا نصطف عالقين في تداعيات الطموح و معيقاته، بين نظرية صائبة، و اخطاء تجسيدها على الواقع، بين عربدة مخللة بتداعي حر تفرزه خمارة تعج بالسكارى، يزمجرون اللوحة الاسمنتية، و ان كان التاريخ لا يسيره افراد، لكن لرمزية الفرد و كاريزمياته، ما يعلق "خيبات الاعذار المتراكمة" و ال "هزائم متوارثة" من مخلفات شخصيات اللوحة، جعلت التاريخ يسير بدون قيادات حقيقية تجسد خبرات النظريات على ارض الواقع يراها بكري هي السبب الرئيسي التي جعلت المجتمع يسير ب" عزائم برأس مقطوع" هكذا تختصر القصيدة المشاهد التي عرفها مجتمعنا بسخرية الاقدار، إنه تاريخ مشوه يجرنا الى مساومات كانت لها عواقب وخيمة على استمرار التخلف، و الانحطاط الى حدود الآن، هذا ما تجسده القصيدة من خلال مقطعها التالي:
"والنصف الثاني يتزمزم من بقايا جعة دامعة،
انغرزت أقلام الرصاص،
تشرِّحُ جسدي النحيف،
تهادن أحقيتي في تناوب مطبوخ،
على مقاربة الخنوع،
سحَّت دمائي من خدش صغير،
بأصابع يدي اليسرى،
أحصي تراجع عدد الموجات."
إن مكامن الخلل، و الهزائم التي توالت من مرحلة ما قبل عمر و المهدي الى حدود الآن، اختصرتها مشاهد المقطع أعلاه، ككل الخيبات السابقة تحت خاصية أنه لم يتغير أي شيء، و هذا ما تستجمعه سكونية بوجميع طيلة التاريخ الذي عشناه الى الآن من مرحلة ما قبل حكومة الخصخصة الرأسمالية مع السيد اليوسفي، الى حكومات السلفية المجسدة لصوت الفقيه بروح الدوائر الرأسمالية، التي أجهزت على ما تبقى من مكاسب استشهد من أجلها الكثير من أمثال المهدي و عمر، و هي تصلي علينا الآن صلوات الجنازة في عصر كورونا المتفشي في البلد، و لتعرية مرض أصاب ملهمي القبعة، و الاصلع، و رسائل السجن الى مقصلة العلاج، و مساءلة مكامن الأخطاء التي لازالت تستمع لأوتار بوجميع، و هو يدندن في مسامعنا، كلما أوحشتنا رقصات الحانة، التي اختارها بكري لتكون شاهدا على هذا الثبات، الذي اوقعنا فيه التاريخ المبتور من كل الجوانب.
"الحانة تطفح بصخب السكارى،
تنتشي على إيقاع كل الأغاني،
انتبهت لدمي السائل،
المرأة الجالسة خلف الكونتوار،
مدتني منديلا ورقيا،
أوقف به لهفتي النائمة،
في جسد مقموع،
أومأ لها جرحي ،
على خدها الناعم المكشوف ،
أتفحص سيرة نبوءة ضائعة،
كانت توعدتني بقرابين الانتصار..


ان هذا المجتمع الصغير، الذي يعج بصخب الحياة، و هي لا تخلو من تموسقات أصبحت تثري مسامع جيل جديد، أوقعته في سكر أبدي، تغطيه خصائص اللهو المتواصلة بدون انقطاع، أو لنقل أنه مرض عضال، أصاب زخم سياسة التدجين المفبركة من طرف صيد الرأسماليين، الذين يتاجرون في كل شيء، حتى في كيفية السيطرة على أدمغة الشباب، و هم يعرضون تجارتهم بأعثى مسرحيات التمثيل، و الصور، لعل ارقاها وضع جسد المرأة كحلة تجارية، من أجل بيع قنينة ماء لزبناء كرام، انه سكر الترسانة الاعلامية للإمبريالية المغلفة بتموجات محلية، من خلال برامج التفاهة، لهو في الحقيقة انحطاط ثقافي هجين، تختلط فيه الموت بالحياة، تدجنه لوائح من العربدة الاجتماعية، في واقع مقيت لا يبشر بخير، خصوصا أنه يسير بدون معارضة و هو يزحف "برأس مقطوع" في صخب اجتماعي يشبه الحانة، و أفرادها السكارى العظام:
"الحانة تطفح بصخب السكارى،
تنتشي على إيقاع كل الأغاني"
بهذا يكون افراد المجتمع، الكل يطرب الجزء، أو العكس، كل طرف على منواله الخاص، في ظل هذا الوضع السيئ لازالت هناك حياة، ترنم انكسار الكأس، الذي يعرب عن مرحلتين الشاقتين عرفهما المغرب حسب القصيدة، كانت الفئات الهشة اجتماعيا تعقد عليهما آمالا كبيرة، قبل أن يتبين لها أنهما مجرد صيحات في واد، تقاسمتا ادوارا لتجسيد التصالح الطبقي، بين طبقة اجتماعية تستحوذ على كل شيء، و أخرى لا تملك سوى قوة عملها بدون جدوى، و المتمثلتين في وصول الطبقة الوسطي الى ما يشبه قرارات التسيير في حكومة التناوب بزعامة اليوسفي، اذ سرعان ما سقطت في براثن صندوق النقد الدولي، و البنك العالمي، أي سقطت في الدوائر الامبريالية، التي شرعت في السطو على خيرات البلاد عن طريق سياسة الخصخصة، و حكومة أخرى تشبهها، و إن عملت على دغدغة العواطف بشعائر دينية، لا تخلو من إيمان في السطو على ما تبقى من منافع لطبقة المقهورين، هذا الترنم يظهر فيما يلي:

انتبهت لدمي السائل،
المرأة الجالسة خلف الكونتوار،
مدتني منديلا ورقيا،
أوقف به لهفتي النائمة،
في جسد مقموع،
أومأ لها جرحي ،
على خدها الناعم المكشوف
ان هذا الدم المتدفق من مرحلتين مفصلتين في تاريخ المغرب، يجسد هنا استمرار التخلف، و الانحطاط، بدون معارضة حقيقية، تجسد بالفعل صد الطوفان الرأسمالي الذي يزحف على كل شيء، و هو يزيد يوما بعد يوم عن تفريخ العطالة، و العمل الهش كسياسة التعاقد مثلا، مما يجعل سياسة العهر لا تستطيع علاج ما هو فاسد أصلا، مع احترامي لمرأة الكونتوار الموظفة بعناية في المشهد، و التي بدت هنا ممرضة لداء يشبه كورونا، نتيجة عهر تفجر مباشرة بعد سقوط الكأس في كافة تشظياته المختلفة، و هذا ما يوضحه المقطع السبق أعلاه.



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لقصيدة - 1/ تداعيات لزمن منفلت - لعبدالرحمان بكري
- عربدة اليوم
- شرط الوجود
- أسئلة على أوسمة الخيال
- أنا سلحفاة
- دفئ كورونا
- لازال
- دكنورة .. !
- في التسامح
- كورونا تخاطبكم
- معانقة البقاء
- عدت لامرأة
- أدندن بحماقتي:فلسطين..!
- أخبرك عن شهادتي الأخيرة
- على حافة الحياة الأخيرة
- تحليل قصيدة - رياح حارقة - لعبدالرحمن بكري(المقطع الأخير)
- شيء من التاريخ
- نظموا أنفسكم
- تحليل قصيدة لعبد الرحمن بكري(1)
- قضايا البحر


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - قراءة لقصيدة -1/ تداعيات لزمن منفلت- لعبدالرحمان بكري(الجزء الثاني)