أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - في التسامح














المزيد.....

في التسامح


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 1 - 10:41
المحور: الادب والفن
    


لتسامح مفهوم يندرج ضمن مبحث القيم، و عندما نريد ترتيبه و وضعه في سياقه الممارستي يبقى رهين بطبيعة الشخص الذي يجسده على ارضجججچ الواقع، و بهذا فهو يرتبط بالضمير و مدى جرأة الانسان على استخدامه في تنفيد أفعاله. يستوقفني هنا تصور ايمانويل كانط الذي عمل على إعطاء مبحث القيم ما يستحقه من الدراسة و التمحيص، يقال أن به اكتملت فلسفة الانوارالاوروبية،زفهو يرى أن الانسان لا يكتمل الا بفعل الاخلاق مندخلال تجسيد فعل العقل العملي ما يستحق من ممارسة ، فالانسان في مجال العقل النظري يبقي غير دي قيمة لا ينسلخ عن الحيوان تحركه الغريزة لا العقل رغم امتلاكه للعقل، فهو يبقى حبيس السلوكات الطبيعية المبتدلة، من هنا يتبين أن الاكتمال ينم في انخراط الانسان في مجال العقل العملي و لا يبقى حبيس العقل النظري، و قد خصص لمبحث القيم كتابا يعد من أضخم الكتب في هذا المجال بعنوان"نقد العقل المحض" لهذا ضمن هذا الكتاب اردف كانط في شرح كل المسائل المتعلقة بالقيم، و اعطى لمسألة الضمير المنحى الاكثر الاشياء التي تبرز ممارسة الانسان الفاضلة كمسألة الواجب و الحرية.. الخ لنعد لموضوعنا الرئيسي الا وهو التسامح، فهو كأي قيمة مرتبط بالإنسان باعتباره كائنا اخلاقيا بامتياز، و في هذا السياق نجد جون لوك هو الفيلسوف الذي وضع تحديدا دقيقا لنفهوم التسامح في رسائل نشرت بعد موته و يعتبر هذا الأخير من اهم فلاسفة الانوار الى جانب كانط و روسو و مونتسيكيو و غيرهم يحدد التسامح في رسائله على الشكل التالي "ليس لأي إنسان السلطة في أن يفرض على إنسان آخر ما يجب عليه أن يؤمن به أو أن يفعله لأجل نجاة روحه هو، لأن هذه المسألة شأن خاص و لا يعني أي إنسان" إن مضمون جون لوك يطول في تبيان اهمية التسامح و في تبجيله و مدحه الى درجة وصف الانسان الغير المتسامح بأنه إنسان شرير يمكن وصفه بخاصية الافتراس لدى الحيوان.
و بناء على تلك الفلسفات السابقة تم صياغة مجموعة من المبادئ التي صاغتها اليونيسكو في "اعلان المبادئ حول التسامح" الذي تم توقيعه في 16 نونبر 1995م . اذكر منها ما يلي"
التسامح هو الانسجام داخل الاختلاف، ليس التسامح فقط واجبا أخلاقيا، بل هو كذلك ضرورة سياسية و اخلاقية، التسامح هو فضيلة تجعل السلام ممكنا، و تساهم في احلال ثقافة السلم محل ثقافة الحرب"
بناء على هذه التحديدات يمكن التوقف على النقط التالية:
1 – أن التسامح ظهر في سياق الفلسفة السياسية التي سعت الطبقة البورجوازية التجارية بلورتها ضدا على الفكر الفيودالي الاستبدادي و عملت هذه الفلسفة في مجال جعل حرية الفرد في التصرف في كل معتقداته و تصرافته شريطة احترام الآخرين، و بالتالي كان بالضرورة التركيز على مبحث القيمو جعله ممارسة انسانية أساسية من اجل اكتمال الانسان و جعله يتميز عن الكائنات الطبيعية الأخرى، و في هذا السياق كانت الفلسفة الانوارية قاسية جدا في وصف الانسان بأبخس الشتائم لجعله يطبق القيم في أفعاله و التركيز على مفاهيم أساسية كالواجب و الحق و الحرية و حتى مسألة ااتسامح..
2 – في عالمنا العربي لم نؤسس لهذا المفهوم بل وقع خلط في مفاهيمنا، و اختلط الكذب بالنفاق، و الخير و الشر، مما اصبح التسامح ضعف في الانسان مما يزيد من تعميق الصراع و جعل المتسامح في موقع حرج لا يعرف كيف يتصرف ، تقتله طيبوبته و تجعله في المراتب الدنيا من التهميش، و يصبح الطاغي يتسم بالرجولة و الشهامة ، فيتحول التسامح الى اذلال و تهميش عوض ترجيح مسألة الضمير الأخلاقي الذي يحرك الانسان من اجل بناء سلام يخدم الطبيعة و الانسانية جمعاء.
3 - التسامح لا يمكن ان يتم الا في سياق خلق مواطن سليم في مجتمع سليم يؤمن بحرية الانسان و باحترام مبادئه وقيمه، و يعلندعلى ان الفرد كيفما كان ذكرا او انثى له نفس الحقوق و نفس الواجبات و أن خدمة الآخر و احترامه هو في نفس الوقت احترام للذات

-



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا تخاطبكم
- معانقة البقاء
- عدت لامرأة
- أدندن بحماقتي:فلسطين..!
- أخبرك عن شهادتي الأخيرة
- على حافة الحياة الأخيرة
- تحليل قصيدة - رياح حارقة - لعبدالرحمن بكري(المقطع الأخير)
- شيء من التاريخ
- نظموا أنفسكم
- تحليل قصيدة لعبد الرحمن بكري(1)
- قضايا البحر
- عجبا أيها الليل
- ترنيمات
- أيام عسيرة
- ما سيقع
- آسفي: كنت هناك
- أيها الناس
- على منوال دموعي
- هلوسة اليوم
- لحظة غروب


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - في التسامح