يا دولة العدالة والعدل العظيم

زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)

الحوار المتمدن-العدد: 1587 - 2006 / 6 / 20 - 12:19
المحور: القضية الفلسطينية
    

أنـا هـو الـقـاتـل الـوحـيـد

منذ اقل من عام بقليل، جاء المجرم العنصري الى شفاعمرو، ونفذ جريمته البشعة في وضح النهار.. واجهزة الدولة، دولة العدالة والعدل الانساني.. دولة واحة الديمقراطية، تردد اسطوانتها العنصرية، بان خلافاً نشب بين ركاب الباص، فاطلق احد الشفاعمريين النار على الآخرين.. وتأخرت الشرطة بالوصول، كي تتيح لهذا القتل.. الذي ارادوا له ان يكون شفاعمري القاتل والقتيل.. ان يحرق البلدة بكل من فيها.. كما حدث في بعض الاماكن!! لكن شفاعمرو اسقطت حساباتهم، في تصديها للعبة القتل العنصري، وفي فضح اجهزة الاعلام الموجهة ضدها، واسقطت ايضاً.. حسابات الشرطة ومداولاتها المستوحاة من معلومات مخابراتية، اعتادت ان تجمعها من موبقات صراصير الظلام.
وقفت شفاعمرو واحدة.. واحبطت صلب المؤامرة.. وعرفت في لجة غضب عارم من هو القاتل.. وعرفت في نبض شرايينها من هو القتيل.. ونزف الدم وكتبت الاسماء بوضوح على جبهة المدينة بكل من فيها!!
لسنا رعاة بقر.. ولا نحن من سلالة هولاكو او كسرى انوشروان.. لقد سرقوا منا حلمنا الوطني، وهو بعد في ربيع الحياة.. وشردوا ابناء شعبنا، وتكررت مأساتنا جيلا بعد جيل.. قبلنا بالشحار والشحار ما قبل فينا!! سرقوا اموالنا وحلالنا وارضنا.. وزعموا اننا نقيم بيوتنا على ارض الدولة دون ترخيص.. هدموا بيوتنا في كل قرية ومدينة.. قتلوا ابناءنا بمناسبة وبغير مناسبة.. وقالوا عنا ارهابيين!! والآن جاؤوا بنتان زادة.. معبأ بنتانتهم وعنصريتهم.. قاتل تغذى من صلب فكرهم ومن صلب سياستهم، تلك التي لوحوا بها على مدى ستون عاماً.. وما يزالون!!
انجب تاريخهم العنصري قاتلا من صلب قاتل.. جاء وهو يرتدي اللباس الرسمي لجندي في جيش الدولة.. جاء وهو مزود ببندقية من سلاح الدولة!! جاء يحمل القتل عن سابق عزم وتصميم.. فهل انتظروا منا ان نستقبله بالورود وباقات الياسمين؟؟
يا دولة العدالة والعدل العظيم
ها قد اتيتم والقيتم القبض على سبعة من ابناء شفاعمرو.. على اعتبار انهم شاركوا في قتل القاتل!! وادعاؤكم انكم تريدون سيادة القانون.. وان هذه الدولة دولة عدل وقضاء!! فهل يا تُرى.. القيتم القبض على من جند وسلح وعلم هذا المجرم؟؟ وهذا الذي خلق القتل العنصري المبيت منذ سنين؟؟! لماذا يسري قانونكم على كل ما هو فلسطيني.. وتنام اجهزتكم ملء عيونها وضميرها ولسانها الكاذب، حين يكون القاتل من صلبكم؟؟!
اسمعوا .. علكم تدركون!!
اعترفُ الان.
اعترفُ الآن.. والاعتراف سيد الادلة!! انا هو الذي قتل القاتل!! انا هو الذي مزق رئتيه وقلبه وكيانه!! فاذا كنتم تبحثون عمن قتل هذا البغي، المجرم الذي اسمه نتان زاده.. فانا هو القاتل الوحيد!!
انا هو القاتل.. وما عليكم سوى ان تثبتوا عكس ذلك ان استطعتم.. وان لم تستطيعوا.. فها انذا اطالبكم بنصب مشنقتي امام دار محكمتكم الموقرة العادلة!! حتى ينفذ بي حكم الاعدام.. بموجب شرعكم الذي يكرم القاتل ويقتل القتيل!!
ها انذا اعترف الان بأنني قتلت الجريمة.. وان يداي ملطختان بدمائها.. تعالوا اذن يا من تبحثون عمن قتل وحش الجريمة.. لتحققوا من خلال القبض عليه، سيادة القانون.. تعالوا اليّ.. فانا هو القاتل الوحيد.. "تعالوا اليّ وانا اريحكم"!!
يا اجهزة "العدل" الممتدة من مذبحة دير ياسين ومجرزة كفر قاسم.. وصولاً الى جريمة قتل شهداء اكتوبر وشهداء شفاعمرو.. تذكروا ان بندقيتكم واحدة.. ولباسكم واحدا.. وعنصريتكم واحدة!!
يا دولة الدفاع عن حق الحياة.. اما شبعتم من قتل القتيل مرتين.. حكمتم شدمي بقرش.. وحكمتم الذين قتلوا شهداء اكتوبر، بتقرير لا يساوي قيمة الاوراق التي طبع عليها.. وها انتم الان تعيدون المشهد للمرة الالف.. ها انتم تعيدون قتل القتيل مرتين واكثر!!
اطلقوا سراح معتقلي الكرامة.. اطلقوا سراح هؤلاء الفقراء من ابناء شعبنا.. اهي قصة موت الفقراء وبغي الاغنياء؟!! اهي قصة قانون الغاب؟!! ام انكم تبحثون عن ضحية جديدة، لتشبعوا من خلال القضاء عليها، نهم وجوع العنصرية المتمثلة ببعض قادتكم؟؟!
اعترف الان.. وانا في يقظة قصوى من الضمير وحب الحياة.. اني انا القاتل الذي سفك دم الجريمة.. وقتل "نتانكم".. وان اردتم، قتل نتانتكم!! انا ومعي الالاف من ابناء شفاعمرو.. شفاعمرو بكل من فيها.. بأطفالها بأولادها بنسائها برجالها بشيبها وشبابها.. شفاعمرو عن بكرة ابيها.. قتلت القاتل وسفكت دم الجريمة!!

فاعدوا لنا كل ما لديكم من بنادق
نحن هنا باقون
وجهزوا لنا قدر ما استطعتم من مشانق
نحن هنا باقون
كالسيف على رقابكم
نحن هنا باقون
كحجارة البيوت.. كالغبار والمنون
نحن هنا باقون
بعضنا شرفاء .. وبعضنا عملاء
صادقون
كاذبون
منافقون
لكننا باقون
اسراب من الثوار نحن..
متآمرون
ونحن في حياتكم كالخبز
والقمح والطاعون
نحن هنا باقون
بلغوا ربكم.. كان من يكون
ومن وهب لكم هذه الارض
وبلغوا من تشاؤون
نحن هنا باقون
فقراء، اغنياء.. شحاذون
ملحدون ،مؤمنون..
نحن هنا باقون
ما زالت فلسطين هنا
حيث نحن نكون
ما زالت فلسطين هنا
بالكلمات وبالعيون
اقتلونا ان شئتم..
اعدوا لنا السجون
نحن هنا
نحن هنا باقون!!

#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات