أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زاهد عزت حرش - تعدد العملاء.. والحقيقة واحدة!!















المزيد.....

تعدد العملاء.. والحقيقة واحدة!!


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 1044 - 2004 / 12 / 11 - 08:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


تعدد العملاء.. والحقيقة واحدة!!
زاهد عزت حرش

.. ان الحقيقة مهما تأخرت او تم احتواؤها بكذب من اي نوع كان.. فانها في نهاية المطاف هي التي تصل.. وهي الباقية بقاء الكون لان الكون حقيقة.
رحم الله ذاك الرجل الذي ردد على مسامعي "خليك حامل السلم بالعرض لا تريح ولا تستريح".. ومنذ صغري وانا حامل هذا السلم بالعرض.. لا اريح ولا استريح!! ربما لانني اعتدت على صراع الاضداد.. فابتسام دائم قابله بكاء ووجع دائم.. وقسوة عيش واجهتها بفرح كبير.. وعذاب ومشقة في توفير الحد الادنى من متطلبات الحياة.. واكبتها سعادة بكل لمة شمل وجلسة احبة.. وعجز وحرمان لملمته بعشق ازلي لجمال الانوثة والطبيعة والحياة.. خليط من التحدي والبكاء انا، لذا احس انني ملزم بطرح الامور العصية على المجاملة.. والعنيفة في حقيقتها وحدة تعابيرها.. الم نتفق يا صديقي ابا خالد.. يا صاحب الوطن والثدي.. ان من يحب يعرف كيف يسامح الا انه لا يعرف الحقد ولا يؤمن بالكراهية!! انما من باب وذكر علها تنفع الذكرى.. هانذا افتح بابا آخر لاطلاق النار عليّ.. وربما تكون هذه المرة من كل الاتجاهات والتيارات والاقلام.. فحسبي رغم كل شيء ان يثار هذا النقاش بصوت مسموع، لربما يرتدع من لا يزال يملك في ذاته، بقايا من بقايا ضمير وطني وانساني.
بعد سقوط الوطن وتشريد العباد بقي من بقي في ارض الاباء والاجداد على مضض.. فابناء هذه الارض قطعت اوصالهم وقصمت ظهورهم ووهنت عزيمة اكثرهم.. لان جراحة قصرية فصلت حياتهم عن حياة انتمائهم التاريخي والوطني، الذي دام اكثر من الفي عام.. فتهيأت الظروف لينخرط ضعاف النفوس في سلك العمالة، فعملوا في "الشين بيت" تحت امرة "ابو غزال" و"ابو قماط"، وغيرهما من ابوات المخابرات الامنية، اولئك الذين دستهم السلطة للقيام بمهاماتهم "الوطنية" الصهيونية، مع بزوغ فجر الدولة، ليكونوا سندها في عملية سبقهم اليها الاحتلال البريطاني، تحت شعار سياسة فرق تسد. يومها كان للاخلاق صوت وسوط.. وكان بريق الانتصار على النازية يجلجل ارجاء الدنيا، وسطوة النجم الاحمر السوفياتي وقوى التحرر الوطني عربياً وعالمياً، اخذة بالانتشار والسيطرة على قلوب وعقول البشر.. وحزبنا الشيوعي والنضال الثوري متمرساً في السير حافي القدمين على الطرقات الموحلة.. ودروب الشوك الوعرة وبرد الليالي والسجون.. فعرف كيف ينبذ اولئك الذين انخرطوا في سلك العمالة، وحيدهم على الصعيد السياسي والثقافي والاجتماعي محلياً وقطرياً.. ومع تقدم الايام فقدت السلطة واحزابها الصهيونية معظم معاقلها داخل قرانا مدننا العربية.. ولم يبق منهم سوى القليل القليل، واستطاعت القوى الوطنية بقيادة القيادات الشيوعية ان تفرض بوصلتها الاخلاقية على الجميع.. وحققنا بذلك اهم واعظم المكتسبات السياسية والنضالية انذاك، الا اننا ككل الشعوب بقي على ما هو عليه، كل الذين "يزنون بالكلام" ويحسنون البغاء والرقص على الحبال.
قال لي احد الاصدقاء مرة.. واعتقد انه ايمن عوده.. "ان هناك بعض الناس يعتبرون الخيانة وصمة عار.. ولكن البعض الاخر يعتبرها وجهة نظر!!" ومن هؤلاء الذين يعتبرونها وجهة نظر، اصبح الرئيس والنائب والسياسي والمفكر والكاتب والشاعر والممثل والموسيقي والرسام والنحات والمغني والراقص والصحفي، اصبحوا يمتهنون كل الكلمات والمواقع دون استثناء ولا حياء!!
عندما بُلينا بعملاء لحد.. الهاربين بعد هرولة الاحتلال الاسرائيلي من جنوب لبنان.. صرخنا بأعلى اصواتنا ان لا مكان للعملاء بيننا.. الا ان الصوت بقي يحوم في فضاء الفراغ دون صدى.. الى ان استوطن العديد منهم في قرانا ومدننا العربية.. وبعد اوسلو وهجوم قطعان العملاء من الاراضي الفلسطينية المحررة.. ارتفعت اصواتنا لتصل حد السماء.. لكنها لم تفلح في ان تضع حداً قاطعاً ايضاً لهؤلاء.. وحين بدأ اصحاب المبادئ والنظريات القومية يتنكرون للنعمة، ويقفزون الى مواقع معادية للسياق الوطني الذي قدمهم على طبق من ذهب.. ثار القول والجدل، الا انه لم تتورد بشرة وجوههم خجلاً، ولم يسقطوا نتيجة خيانتهم.. بل على العكس استطاعوا ان يمرحوا بالطول والعرض.. كأن هذا العداء للشيوعيين هو بوصلة النجاح في هذا الزمن الازعر!!
انقلبت الموازين.. وما كان عاراً يند له الجبين.. صار من اخلاقيات هذه الايام.. اذ اصبح الكثير من محرمات الامس يعتبر من الاخلاقيات البارزة اليوم، على صعيد العلاقات الاجتماعية والسياسية والوطنية ايضاً.. وصارت المشاركة بالعزاء على فقيد في دار الملك اوالوزير، او في ديوان القائد العريق الرفيق الفريق.. يشارك فيها كل اشكال السياسة الاسرائيلية من اقصى اليسار الى اقصى اليمين.. يشارك فيها جنباً الى جنب الوطنيون والقوميون والاصوليون والجنود والضباط، وحتى الذين حملوا بطاقات انتماء لاحزاب صهيونية.. فأهلاً بوحدة الصف ووحدة الكلمة المعبرة عن وحدة يمكنها ان تتواصل مع اي شي.. سوى وحدة الوطن والمصير!!
كل الذين رقصوا على شتى الحبال فيما مضى.. ها هم يحسنون الرقص على حبال اليوم.. الا انهم في هذا الزمن اصبحت لهم جولة وصولة ومكانا.. اصبحوا اليوم وجهاً يمثلنا في الاروقة الدولية والعربية.. سياسياً وثقافياً!! فتجد فلان ابن فلان الذي شب وشاب على موائد السلطة واحزابها الصهيونية، يسافر الى البلدان العربية ليعقد الاتفاقيات الثقافية هناك.. واخر يجلس على مقعد المدير العام لمؤسسة هنا، ورئيسا لمجلس محلي او لبلدية هناك.. ومستشارا وقاضيا ومعلما وعضو جمعية واول متحدث بامسية ثقافية، لكل منهم اتصالاته وامكانياته وقدراته للتواصل مع الاحزاب الصهيونية، ويستطيع ان يجند الاموال لتطوير مسيرتنا الثقافية.. فيما ترغب به السلطه وفيما هم به يرغبون!!
لم نعد نستطع في هذه الايام ان نعترض على المشاركة السياسية او الثقافية او الاجتماعية لعميل مخابراتي.. كما لم نعد نستطع ان نعترض على مصادقة ومشاركة عميل امني او عميل سياسي، من اولئك الذين ينتمون الى الاحزاب الصهيونية، ومن الذين قاموا بالترويج الدعائي الفني من على صفحات الصحف العربية لحزب صهيوني كبير وصغير!! ايام الانتخابات التي نفذت عملية "عناقيد الغضب" وقانا الدماء والدموع.. او الذين يلهثون خلف الانضمام الى صفوف هذه الحزب الصهيوني او المؤسسات الموبوءة على شتى انواعها.
اصبح نضال هذه الايام ذات مكيفات وياقات واثواب مخملية.. وصار علينا ان نشارك في المسيرات والتظاهرات بأيد ناعمة لا تحسن الا المصافحة.. ونمتاز اليوم بالمشاركة التمثيلية في مواجهات الاحتلال البشع، وممارساته على الاراضي الفلسطينية المحتلة.. كلنا نعرف ان اليساريين اليهود الذين شاركوا في مواسم قطف الزيتون في الاراض الفلسطينية المحتلة، كانوا اضعاف اضعاف الذين شاركوا معهم من المواطنين الفلسطينين من اسرائيل.. وكذلك الامر في مواجهات قوات الاحتلال على مشارف رفح.. وامام سجون الاحتلال.. وفي وجه الدبابات الاسرائيلية على ابواب جنين ونابلس.. وكذلك الامر في مواجهة جدار الفصل العنصري المقيت.
يقولون اليوم انه ليس بالامكان رفض مشاركة واحد من ابناء شعبنا في هذا العمل الوطني.. السياسي او الثقافي او الاجتماعي.. وايضاً في العمل المؤسساتي والاهلي، بسبب انتمائه السياسي لحزب صهيوني.. او اذا ما عمل على شق وحدة الصف ووحدة الكلمة.. او انه عمل في المخابرات الامنية او السياسية.. وتتسع الدائرة ويختلط الحابل بالنابل ويصبح النفاق سيد الموقف وسيد المكان!!
الا انه برغم هذه الازمة المستشرية في جسم هذا المجتمع الاحوج من اي مجتمع اخر الى التلاحم والتكاثف، فان الايادي النظيفة المشرفة والقلوب النقية المؤمنة بعدالة واخلاقيات هذا الشعب، موجودة ومستمرة في العطاء والعمل المتواصل لخدمة الاخلاقيات الوطنية والانسانية.. يجوز ان صوتها ليس قوياً بما فيه الكفاية في هذه الايام.. كي تخمد كل الاصوات الاخرى.. ولهذا نجد ان الصف الاخر "يسجد من ثقل الاوزار".. الا ان القوى الوطنية تحمل بأكفها وألسنتها وعطائها الدؤوب لب الحقيقة.. لان الحقيقة مهما تأخرت او جرى احتواؤها بكذب من اي نوع كان.. ففي نهاية المطاف هي التي تصل.. وهي الباقية بقاء الكون لان الكون حقيقة.
ويا ايها الانبياء الذين تحملون براحتي يديكم جمر الحقيقة الحارقة.. قولوا كلمتكم في وجه هذا النفاق المستشري كالوباء بحياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية.. وفي حياتنا الدينية ايضاً!! اطلقوا صرختكم في وجه كل الذين "يزنون بالكلام"، ويزنون بالاخلاق والسياسة والثقافة والمجتمع، وتأكدوا من الحقيقة التي تعرفونها.. وهي حقيقة، بان لا صوت يعلو على صوت الحق.!!
صحيفة الاتحاد
الخميس 9 كانون اول 2004



#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسبك انك برهان كركوتلي
- ما زالت الوان الامل تضيء
- ريشة, بين السماء هناك, والازقة هنا
- اتحاد الادباء العرب الفلسطينيين في اسرائيل ينعي الرمز والشهي ...
- زيتون فلسطين يستصرخ ارجاء الدنيا
- -جالري- الغربال.. ريشة, كلمة وموال
- من اجل المشاركة الشمولية في الحياة الثقافية
- عكا ..اسوار.. تشكيل.. وايام..!
- فيوليت رزق
- قلبي معــــكم
- اخر الكلام
- ساضحك ملء قلبي الان.. فرحاً يا مسرح الميدان!!
- كل لقاء وانت حبيبتي
- مرثاة الرمال
- د. عزمي بشاره ...انا اسف جداً !!!
- ابتعدي - احبك اكثر ؟؟
- دموعي عبير الياسمين
- رفيقين التقينا مهداة الى الرفيقة عبير خطيب
- انا الخريف .. من طين وماء!!
- انا الخريف .. من طين وماء!!


المزيد.....




- قرش يهاجم شابًا ويتركه ليهاجمه آخر بينما يحاول الهرب.. شاهد ...
- اكتشاف شكل جيني جديد لمرض ألزهايمر يظهر في سن مبكرة
- نتنياهو: إسرائيل يمكنها -الصمود بمفردها- إذا أوقفت الولايات ...
- شاهد: إجلاء مرضى الغسيل الكلوي من مستشفى رفح إلى خان يونس
- دراسة: الألمان يهتمون بتقليل الهجرة أكثر من التغيّر المناخي! ...
- رغم الاحتجاجات.. إسرائيل تتأهل لنهائي مسابقة الأغنية الأوروب ...
- البنتاغون قلق من اختراق روسيا لمحطات -ستارلينك- واستغلالها ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط صاروخين أوكرانيين استهدفا بيلغورود غرب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من رفح باتجاه إسرا ...
- العراق يدعو 60 دولة إلى استعادة مواطنيها من ذوي عناصر -داعش- ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زاهد عزت حرش - تعدد العملاء.. والحقيقة واحدة!!