زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)
الحوار المتمدن-العدد: 1104 - 2005 / 2 / 9 - 09:48
المحور:
الادب والفن
كلمات مرسومه في معرض كميل ضو
زاهد عزت حرش
كما اعتادت جمعية سوا – الوجه العلماني لدير راهبات الناصرة, والى جانبها رابطة سوا للفنانين التشكيليين في شفاعمرو, ان تكون السباقة في استضافة معارض فنون تشكيلية مميزة.. فها هي في هذه الايام تعد العدة لافتتاح معرض "الرسم بالكلمات" باكورة اعمال الفنان كميل ضو
سيقام حفل افتتاح المعرض في السادسة من مساء يوم السبت الموافق 12 شباط الجاري.. وسيشارك فيه الاستاذ الاكاتب سلمان ناطور والاستاذ موفق خوري نائب مدير عام دائرة الثقافة العربية
يحتوي معرض كميل ضو على قرابة 30 عمل من اعمال الفنون الحروفية المتجانسة في تكوينها, ما بين اللون والانحناء وتجويد الحروف والكلمات.. لقد اطل علينا كميل ضو باعماله الجميلة منذ اوائل الثمانينيات, واذكر من تلك الاعمال لوحة حملت كلمات فيلسوف لبنان جبران خليل جبران في, كوبليه قصيدته "المواكب" التي رتلتها الرائعة فيروز, حيث صدح صوتها بتلك الكلمات هاتفة "اعطني الناية وغني".. لا تزال هذه اللوحة الحروفية التي رسمها الفنان كميل ضو, تسكن في مخيلتي كحلم ينسجم مع صوت فيروز الملائكي, وكدعوة حب متفجرة من بركان قلب عاشق قتلته سموم الحياة والغربة.. كجبران خليل جبران.
استعمل كميل ضو في انتاج مجموعته الجديدة تقنيات مختلفة فمنها ما رسمه بالوان الغواش والاخرى بالوان الاكريليك والبعض بالحبر الصيني.. وتتناول هذه الاعمال مواضيع انسانية ووطنية وروحانية دينية. سيكون لنا وقفة مع هذه الاعمال وما تحتويه من ابعاد وتكوينات تشكيلية بعد افتتاح المعرض.. الا انه من الجميل هنا ان نعيد قراءة تاريخ الفنون الزخرفة والتجويد الحروفي بوصفه فن شرقي اصيل.
للكلمات حروف وتاريخ
لقد ولد الخط العربي منذ قرون وذكر في كتاب "مذاهب الحسن" الذي وضعه شربل داغر ان "النقش الاول مؤرخ في سنة 106م, وقد اكتشف في وادي المكتب بطور سيناء" الا انه يستند اضافة الى ذلك لما اثبته المؤرخون الاثاريون مما اكتشفوه في نقوش تعود بتاريخها الى القرن الرابع للميلاد. ويقول حول ذلك ايضاً " ومن هذه النقوش واحد حظي باهتمام العديد من الباحثين, وهو المعروف باسم "نقش المناره", وكان العالم الفرنسي ديسو قد عثر عليه في بلدة المنارة من اعمال حوران في سوريا, ويعود تاريخه الى سنة 328م, ويمثل مدافن امرئ القيس بن عمرو, ملك العرب في النمارة. "
ويأكد المستشرق الدنيماركي يوهنسي بيدرسن ان "الخط الذي اصبح له اهمية تاريخية عالمية في جميع الكتابات الاسلامية جاء للوجود كفرع من فروع الارامية" ويضيف داغر في كتابه "اننا نعثر في عدد من التأليف القديمة على معلومات تفيدنا, كما في كتاب شيخو, ان الشاعر ورقة بن نوفل كان (يكتب الكتاب العربي فكتب بالعربية من الانجيل ما شاء ان يكتب".
ويقول احمد حسن الزيات عن مسببات صعوبة اللغة العربية وومكوناتها في كتابه تاريخ الادب العربي "ان العرب كانوا اميين لا تربطهم تجارة ولا امارة ولا دين, فكان من الطبيعي ان ينشأ من ذلك اختلاف الوضع والارتجال, من كثرة الحل والترحال, وتأثير الخلطة والاعتزال, اضطراب في اللغة كالترادف, واختلاف اللهجات في الابدال والاعلال والبناء والاعراب."
اول ابتداء كتابة كلمات اللغة العربية جاء على"السعف والكرانيف والعظام والاكتاف والضلوع, والجلود والاقمشة والواح الخشب ولحاء الاشجار وفخار الطين والخزف, كما كتبت في عهود اخرى على المسلات والمتان وورق البردى."الورق او الكاغد – كوركيس عواد"
ان لغة اي شعب من الشعوب هي دالالة انسانية (انتروبولوجيا) قبل اي شيء آخر. وهي المادة الحية التي دونت تاريخ الشعوب والحضارات, لذا كان هذا التواصل الوجداني ما بين البشر واللغة والكلمات والحروف. فالتدوين اللغوي هو الصورة الجمالية للفكر الانساني .. وهو الصورة الونية لحروف والمعاني والكلمات.
مرسم عبد عابدي يزهر قبل ان يأتي الربيع
زاهد عزت حرش
طلعة الجبل, ذاك الطريق الممتد من منطقة عين دور متجهاً نحو الاعلى.. بمحاذاة وادي النسناس العتيق.. الواقع على اليسار من جهة القلب, محطة الملاذ الآمن للهاربين من سخط الحروب ايام النكبة.. والى اليمين ارض الوقف المسيحي وكنيسة سانت لوكس وبناء قديم.
هناك حيث قضى الـ "باق في حيفا" اخر اعوام عطاءه الجميل.. عاشا متجاورين اميل حبيبي وعبد عابدي.. الكلمة واللون.. تشاء الظروف ان يتم التواصل بين فضاء رحل عنه طيب الذكر.. الكاتب اميل حبيبي, وبعد مرور هذه الاعوام.. يدخل قنديل اللون الى رحاب الكلمة .. وتتعشق الفرشاة ذبذبة انامل الكلمات.. ويصبح لمرسم عبد عابدي في حيفا جاليري توأم .. لتتم عملية الخلق والابداع ما بين كلمات الماضي والوان البحث عن المستتر.. وتعود الحياة بازهار الربيع وعطاء الوان الفنون الجميلة, المنسوجة بريشة عبد عابدي كي تحي المكان قبل ان يأتي ربيع.
في الـ 12 من شباط الجاري .. يوم السبت ومنذ الساعة الحادية عشر صباحاً.. ستكون "جاليري عبد عابدي للفنون" مشرعة الابواب والقلوب.. مرحبة بالاحبة والاصدقاء.. باهل الفن والكلمة ولحن الوتر.. هاتفة لكل من غاب عنها "افق خفيف الظل هذا السحر, نادى من الغيب غفاة البشر", ليعلن عن بدء مشوار اخر في رحلة عطائه الوجداني للغة البصر الفلسطينية, رغم البعد والابتعاد وافات العباد.. ورغم التشرذم والتعصب والتهميش وصراع الاضداد.. الا انها خطوة اخرى على درب التجذر والبقاء .. وباب اخر نطل من خله على نوافذ الالوان والتراكيب الانشائية للفنون.
نعم هي جاليري خاصة بصاحبها الا انها على ميعاد مع كل مواسم الحصاد.. يحلم عابدي بان تصبح هذه الدارة المتواضعة ملتقى عشاق اللون والكلمة واللحن الجميل.. وان تتبدل على جدرانها تصاوير واعمال فنانين اخرين سواه, ذلك بهدف اغناء تراثنا التشكيلي من خلال جدلية الاعمال وتعدد مصادرها.
شارك عابدي في السنة الماضية باكثر من عمل على الصعيد العالمي .. ففي هنغاريا قضى مع فنانين من عدة دول من العالم قرابة شهر في ورشة العمل الفني الغرافيكي.. وشارك قبل ذلك في معرض دولي بمتحف بيكاسو في باريس, واليوم هو مدعو للمشاركة في البينالي الدولي الذي سيقام هذا العام في ايطاليا.
يوم السبت القادم سيضيء ابي امير شمعة جاليرياه الاولى, بافتتاح معرض لاعماله بعنوان "في ساحة الدار" وستبقى هذه الشمعة تبعث الدفء في الارجاء كشعلة تستمد بقائها من انفاس بقائه وعطائه الطيب.. فالى موعد اخر ومعرض اخر, ولك منا باقة ورد والف تحية.
#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)
Zahed_Ezzt_Harash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
