صفوت سابا
الحوار المتمدن-العدد: 6557 - 2020 / 5 / 7 - 19:22
المحور:
الادب والفن
حِينَ تَهْجُر وَجْه شَوَارِعِهَا أَقْدَامُ الْمَارَّة
وطْء الأقْدْام أبْهَجْ من أخْبَارٍ سَارَة
أمُّ الْبُلْدَانِ تَشْعُرُ بالغَرْبَةُ
في حَرِّ اللَّوْعَة وبُرُودِ حَرَارَةِ
تُظْلَم أوْصَالُ الطُّرُقِ في الصُّبْح جِهَارَا
حِينَ تَهْجُرها أَقْدَامُ الْمَارَّة
تَتَرَنّحُ أَرْصِفَة حَوَانِيتِ أَزِقَّتِهَا بالرَّجْفَةُ
في وَسَطِ الزَحْمة و ثَرَاءِ حَضَارَةِ
و تَحِنّ إلى عَبَق السَّحْلَبِ والشّاي الأخْضَر
بالنِعْنَاع و شِفَاةٍ تَفْشِي سرَّ
هَمَسَاتِ فَتَاةٍ تَهْدِلُ في صُبْحِ أَزِقَّة
تَحْسَبْها أنْغَامَ سِلاَه تُنْبِئُ بِبِشَارَة
كأَسِيْرة تَحْت الْجِزْيَةِ و إِتَاوَة
حِينَ تَهْجُرها أَقْدَامُ الْمَارَّة
تَنْسَى أَسْفار مَجُوسٍ وهَدَايَا
تَزْحَمْها أفْوَاج الوَحْدة و تُلَال حِجَارَة
كانت بالأمس أَسْوَارَ عَظِيمَاتِ الأمم
ما بين القَارَّةِ و القَارَّةِ
رفضت ان تَجْمَع أفْرَاخًا
تَحْتَ جَنَاحَيّها كدَجَاجَةِ في دِيَارَة
أمُّ الْبُلْدَانِ آلَتْ لِخَرَابٍ كَمَغَارَة
حِينَ تَهْجُرها أَقْدَامُ الْمَارَّة
تحرق أَلْسِنَة النَّار أَوْلَادَ شَرِيْعَتِهَا
تَشْتَعِلُ في كل عُهُودٍ وحَضَارَةٍ
تَتَرَاقَص فوق نُعُوش جَسَامِين الرُّسُلِ
تَتَخَفَّى تحت سِتَارَاتِ الْلَوْمِ بسِتَارَة
تَشْتَاق شَوَارِعِهَا أَدْرانِ الأَحْذِيَة السُّفْلَى
حِينَ تَهْجُرها أَقْدَامُ الْمَارَّة
تَغْدُو كَوَحِيدة وَكَأنَّها لِصٌّ في اللَّيْلِ
يَتَرَقَّب طُرُقاتٍ من خلف سِتَارَة
مَطْرُودٌ يَأنِس بالوحدة
أو أَبْرَص يشتاق لهَلِيل الْمَعْبَدِ في الحارة
يَتَكَوَّر في رُكْنِ الخيمة
يَتَطَهّر كي يَبْرَىء من ضارة
يتحقق من طُهْرُه كاهن قديس ذو لحية
يَمْنَحه عُصْفُوراً كي يَذْبَح كإشارة
كميثاقٍ وعلامة
لذبيح آخَر كَفّارَة
يُولَد في مِذْوَدِ أَبْقارٍ
والآخر يُغْمّس في دَمٍ ومياةٍ تجري كأَمَارَة
يَتَلَوِّن بالقِرْمِز وبزُوفَا ثم يطيرُ
وبخشب الأَرْزِ وعِطَارَة
لا يَفْسُد بل يَسْحَق مَوتاً
بجَسَارة
#صفوت_سابا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟