أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - عصفورين بحجر واحد!














المزيد.....

عصفورين بحجر واحد!


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 11 - 04:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتطلع الشعب العراقي، ومنذ انطلاق انتفاضته الشعبية في اكتوبر الماضي، الى اجراء انتخابات نيابية حرة نزيهة، وهي من اولى مهمات الحكومة المؤقتة التي يفترض ان ترى النور خلال الفترة القريبة القادمة، وهذا يحتاج بطبيعة الحال الى اختيار مفوضية انتخابات، هي الاخرى يفترض بها ان تكون مستقلة ونزيهة وكفوءة من خارج القوى الحزبية المتنفذة، وبعيدة كل البعد عن مفهوم " المحاصصة " الذي اوجد منظومة للفساد مرعبة اهلكت البلاد والعباد! بالاضافة الى ضرورة تعديل قانون الانتخابات الحالي بما يضمن حق المواطن بالترشح والاختيار دون ان يضيع او يسرق صوته من قبل هذا الحزب او ذاك بعيدا عن قانون الغاب الجائر ، القوي ياكل الضعيف!
ولكي تجري الانتخابات بطريقة سلسة وشفافة لا بد من " حصر السلاح بيد الدولة" وهذا يتوجب تعاون وتكاتف السلطات المسؤولة وابناء الشعب الغيارى على هذا الوطن من اجل تحقيق هذا الهدف، فعلا لا قولا، الذي سيؤدي بطبيعة الحال الى حل المليشيات كافة، وعدم قبول اي حزب ( قانون الاحزاب) يمتلك اذرعا مسلحة سرا او علانية!
هناك شرط اخر لاجراء الانتخابات بطريقة صحيحة وعادلة، ولم يتوقف عندها الكثير، وهي اجراء تعداد سكاني جديد، اذ ان اخر تعداد سكاني "ناقص" جرى في ظل النظام السابق عام ١٩٩٧، ومن المفروض ان يجري " تعداد السكان" في العراق كل عشر سنوات، حيث جرت اولى الاحصاءات في العراق عام ١٩٢٧، واعيدت لثمان مرات فقط! ١٩٣٧ و٤٧ و٥٧ و٦٥ و٧٧ و١٩٨٧ ( لم يكن كاملا بسبب ظروف الحرب العراقية - الايرانية ولم يتم احصاء المدن والقرى المتاخمة للحدود مع ايران)، والاخير كان في ١٩٩٧ وهو الاخر ناقص لانه تم جمع المعلومات الاحصائية لخمس عشرة محافظة فقط (عدا محافظات أقليم كردستان) ولم يجر احصاء العراقيين في الخارج الذين تجاوز عددهم ثلاثة ملايين!
أن الدول المتقدمة تعتني كثيرا في قضية التعداد السكاني وتعتبرها قضية جوهرية في رسم مجمل برامجها الاقتصادية. وفي نظرة خاطفة على التعداد السكاني في العالم نجد ان اول تعداد للاراضي و السكان و الممتلكات في انكلترا جرى عام ١٠٦٦، وفي الولايات المتحدة الامريكية عام ١۷۹٠، وفي المانيا عام ١٨۷١، وفي روسيا عام ١٨۹۷، وفي اليابان عام ١٨٦١، وفي فرنسا ١٨٣٦، وفي بلجيكا عام ١٨٤٦، وفي الهند عام ١٨٨١.
هذه القضية الجوهرية، تناستها عن عمد او سهوا، العديد من الفعاليات السياسية، فهل يمكن ان يجري التعداد السكاني في العراق اليوم؟!
اجد ان الفرصة مناسبة جدا، هذه الايام، لاجرائه من اجل ان نضرب عصفورين بحجر واحد!
وباء "كورونا" الذي يهدد العالم لم يكن بعيدا عن وطننا، الذي سجل لحد كتابة هذه السطور، اقل عددا من المصابين في المنطقة. ولكن ما خفي اعظم، اذ ان الجميع يعرف ويعترف بتهرؤ البنية التحتية للخدمات الصحية في القطاع الحكومي من مستشفى شيخ زايد الى مدينة الطب، وعدم توفر الاجهزة اللازمة لمعالحة الاصابات المستفحلة لكورونا بالرغم من وصول المساعدات الصينية الكبيرة. اضف لذلك ( وهذا هو بيت القصيد !) عدم اجراء مسح شامل للعوائل العراقية بمختلف المدن، بما فيها تلك التي احتلت المراتب الاولى في الاصابات مثل البصرة والنجف واربيل. وعليه اجد انها فرصة مناسبة جدا لخروج فرق صحية يرافقها مختصون في التعداد السكاني، بعد تهيئة البيانات المناسبة، واعتماد البطاقة التموينية وتحديثها بنفس الوقت ( ويمكن لموظف التعداد ان يقوم بفحص المواطن او بالعكس، وانا على يقين ان هناك عددا كبيرا من الشباب سيتطوع لهذه المهمة النبيلة ).
وهكذا نستطيع ان نصيد العصفورين بعملية واحدة، من جهة اجراء مسح ميداني لعدد الاصابات بارقام حقيقية، ومن جهة اخرى معرفة عدد السكان ومداخيلهم وكل ما يتعلق بحياتهم اليومية، من اجل تهيئة الاسس السليمة للحكومة المقبلة لاجل رسم سياستها الاقتصادية، مع الافتراض مسبقا بانها حكومة وطنية، يهمها تطور العراق وشعبه اولا واخيرا!



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا غاضب! رئيس بلدية فرنسية يصرخ بوجه حكومته! انا غاضب جدا! ...
- مسرحية على قيد الحلم / فنتازيا الكوميديا السوداء
- تداعيات ليلة يوم المسرح العالمي
- حنين جواد الاسدي الحار!
- البراغيث والسلاح المنفلت!
- حدث قبل ستين عاما!
- الربيع آتٍ لا محال في الناصرية!
- عبود الشرطي والاحتحاجات
- د. جميل نصيف مربيا اكاديميا مجدا
- اختتام فعاليات مهرجان المسرح العربي في العاصمة الاردنية - عم ...
- المسرح والحضارة الانسانية
- التظاهرة المسرحية العربية الكبرى! المسرح : معمل الاسئلة ومشغ ...
- بيض البرلمان الفاسد!
- النهوض بالمسرح العربي
- القصدية في العمل الفني
- سامي عبد الحميد..مشروع لم يكتمل
- ابن -اللوَه-.. تَرَجَّل قَليلاً!
- الفن والثقافة وجها الحضارة الناصع!
- عوق أفكار الدكتاتورية!
- أفاق المسرح العربي والدعم المرتجى..


المزيد.....




- احتفالا بعيد النصر..السفارة الروسية تغرس أشجار الزيتون في ال ...
- عون استقبل رئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية الذي قدم خل ...
- مسؤول أميركي أمام -العدل الدولية-: حياد -أونروا- يثير مخاوف ...
- الإمارات تعلن إحباط محاولة تمرير أسلحة للجيش السوداني والأخي ...
- إيران تعدم جاسوسا يعمل لمصلحة -الموساد- الإسرائيلي
- مقتل 14 خنقا في حريق فندق بمدينة كولكاتا الهندية
- توقيف قاصر للاشتباه في قتله 3 أشخاص بالسويد
- إجلاء سكان وإغلاق طرق إثر اندلاع حرائق قرب القدس
- الكويت تلغي المادة 182…نحو تشريع لا يغسل الجريمة بالزواج
- ترمب يستثني الأردن من خفض المنح الأميركية الخارجية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - عصفورين بحجر واحد!