أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طه رشيد - مسرحية على قيد الحلم / فنتازيا الكوميديا السوداء














المزيد.....

مسرحية على قيد الحلم / فنتازيا الكوميديا السوداء


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 1 - 18:28
المحور: الادب والفن
    


لم يعد مَهْرَبا امام المواطن العربي من القيود التي تطوقه على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فاذا استطاع ان ينجو بجلده من المستويين الاولين سقط في فخ المستوى الاخير "الاجتماعي"! فما زال الحب ممنوعا والغزل ممنوعا واللقاء بين شاب وشابة غير مرحب به بحجة ان الشيطان سيكون ثالثهما! ولكن حين تبحث عن الشيطان الحقيقي ستجده ممثلا بمن تصدى للمسؤولية التي لم يكن اهلا لها!!..اسوق هذه المقدمة بعد ان شاهدت مسرحية " على قيد الحلم" في مهرجان المسرح العربي بدورته 12 فی العاصمة الاردنية، عمان، ( من 10- 16/ 1/ 2020 ), والذي اقامته الهيئة العربية للمسرح بالتنسيق مع نقابة الفنانين ووزارة الثقافة.
المسرحية من تاليف الكاتبة الكويتية تغريد الداود واخراج يوسف البغلي وتقديم فرقة مسرح الشباب الكويتي.
كانت القصة التي حبكتها كاتبة النص،تغريد الداود، افتراضية بغلاف فنتازي ساخر يقع ضمن خانة الكوميديا السوداء، حيث النكتة او الفكاهة، التي تترك مرارة في الروح! قصة تغريد تحمل دلالات واضحة بمعانيها السيا - اجتماعية: شاب في مقتبل العمر مصيبته انه يحاول الهرب من واقعه البائس الى عالم الاحلام، ليعيش حياة حرة كريمة مع حبيبته، فيتم القاء القبض عليهما، وهو يحلم، من قبل شرطة مراقبة الاحلام لانه كان بصحبة فتاة احلامه بطريقة غير شرعية! واتهمته الشرطة بانه تجاوز الحد المسموح له في الحلم وتمادى فيه!
يجري صراع طويل بين الشاب وحبيبته من جهة ورجال الشرطة من جهة ثانية. وفي الواقع العربي المعاش هناك انواع حقيقية من هؤلاء الرجال " حراس الكرامة الاجتماعية!" تحت مسميات مختلفة على حسب ذلك البلد: شرطة الاداب/ شرطة المحافظة على الاداب العامة / الجندرمة/ الامر بالمعروف/ بوليس الاخلاق..الخ
وجرت حوادث عديدة بسبب هذا النوع من الشرطة، فكم من مرة تم القاء القبض على رجل وامرأة متزوجين لكنهما نسيا ان يحملا معهما ورقة عقد الزواج فزجا في مشاكل لا اول لها ولا آخر!
وهنا لا بد من الاشارة الى ان الدول العربية مجتمعة تفتقد للديمقراطية الاجتماعية الحقيقية التي تسمح ببناء علاقات انسانية صحيحة. ومن هنا يعترض بطل المسرحية، الشاب الحالم، على ادوات السلطة ويصرخ بانه انسان ومن حقه ان يحلم! والمصيبة في هكذا حوادث تنتقل بطبيعة الحال الى عائلتي الشابين، وهو ما رايناه في المسرحية، حيث تغوص الكاتبة تغريد الداود في فولكولور وتقاليد المجتمع، وجسّد ذلك المخرج الشاب بشكل جميل. هذا المخرج الشاب عرف استخدام ادواته الفنية وادرك ماذا يفعل وماذا يقول : ( رغما عن انف الواقع رسمت حلما / وتركت الوانه بين ايديكم / على امل ان اجده ذات يوم، او يجدني.. "كلمة المخرج"). يبدأ المشهد الاول بشاب يترنح فوق نصف كرة مثل لاعب السيرك، او فوق "قفة" وسط امواج البحر العاتية، مما اوحى لي بان الاحداث تجري في بلد بحري! وتكتمل اللعبة المسرحية، التي اتقن المخرج الشاب ادارتها دون ان يفارق اجواء الحلم سواء في خلافه مع رجال الشرطة او طرح مشكلة زواجه داخل عائلته، وقد احسن صنعا بالتعاون مع مصمم الانارة والديكور والسينوغرافيا وابقانا داخل حلمه الذي يلامس الواقع دون الخوض فيه ليهرب المخرج من عين الرقيب، ويخرج مثل انسحاب شعرة من العجين!
وحين سالنا تغريد عن السبب الذي جعلت من الفتاة الشابة ضحية لرغبة ذكورية عند الشاب الحالم، ولم تدافع عنها، فاجابت بانها ليست كاتبة نسوية بمعنى بالدفاع عن قضية المرأة في هذا العمل، لكنها تجد نفسها امام تحدي اخر، ما يؤرقها ككاتبة للنص المسرحي، وهو " مصادرة الحريات " و"احترام الراي الاخر" وقضية احلام الشباب المقموعة!
مسرحية " على قيد الحلم " عمل شبابي بحق من المؤلفة الى المخرج مرورا بالممثلين وبقية كادر العرض، وهذا يؤكد على الوعي المتميز لهذا الجيل، ليس في الكويت فحسب، بل في كل البلدان العربية وما احداث الجزائر والعراق ولبنان والسودان الا مثالا ساطعا على ان المستقبل سيكون لهؤلاء الشباب حتما وهم من سيلحق بلداننا في المستقبل بالبلدان المتطورة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا!



#طه_رشيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات ليلة يوم المسرح العالمي
- حنين جواد الاسدي الحار!
- البراغيث والسلاح المنفلت!
- حدث قبل ستين عاما!
- الربيع آتٍ لا محال في الناصرية!
- عبود الشرطي والاحتحاجات
- د. جميل نصيف مربيا اكاديميا مجدا
- اختتام فعاليات مهرجان المسرح العربي في العاصمة الاردنية - عم ...
- المسرح والحضارة الانسانية
- التظاهرة المسرحية العربية الكبرى! المسرح : معمل الاسئلة ومشغ ...
- بيض البرلمان الفاسد!
- النهوض بالمسرح العربي
- القصدية في العمل الفني
- سامي عبد الحميد..مشروع لم يكتمل
- ابن -اللوَه-.. تَرَجَّل قَليلاً!
- الفن والثقافة وجها الحضارة الناصع!
- عوق أفكار الدكتاتورية!
- أفاق المسرح العربي والدعم المرتجى..
- لماذا الاحتفاء بثورة ١٤ تموز؟
- القبعات الحمر- يجوبون بغداد في مسيرات آلية


المزيد.....




- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب
- بصمة الأدب العربيّ: الدّكتورة سناء الشّعلان (بنت النعيمة)
- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طه رشيد - مسرحية على قيد الحلم / فنتازيا الكوميديا السوداء