أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طه رشيد - تداعيات ليلة يوم المسرح العالمي














المزيد.....

تداعيات ليلة يوم المسرح العالمي


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 29 - 15:10
المحور: الادب والفن
    


دأبت منذ اربعة عقود ( منذ حططت الرحال في فرنسا - الجزائر- فرنسا ) ان انجز في هذه الليلة مقالة او كلمة او دراسة او اعداد ملف عن يوم المسرح العالمي، وكان اول مقال نشر لي عن هذا اليوم في 27 اذار / مارس 1979 في صحيفة الجمهورية التي تصدر في عاصمة الغرب الجزائري، مدينة وهران الساحلية. وقد تحدثت في هذا المقال ( نكون او لا نكون !) عن خسارة المسرح العراقي لاسماء عديدة بسبب الهجمة البربرية التي قادها حزب البعث الحاكم ،انذاك، والمتحكم برقاب البلاد والعباد، ضد الحركة الديمقراطية.. فكان في المنفى الجديد الرائدتان الراحلتان زينب وناهدة الرماح ولطيف صالح والفنانة روناك شوقي وروميو يوسف وجواد الاسدي والراحل اسماعيل خليل والممثل المسرحي المتميز الراحل منذر حلمي وعشرات اخرى من الاسماء المبدعة( اعتذر عن ذكر الاسماء خشية ان انسى احدهم!) ممن كان لهم في بدايات نشاطاتهم الفنية بصمة على خشبة المسرح العراقي!
وكان السؤال الاساسي عن امكانية تواصل هؤلاء المسرحيين، الذين اختاروا المنفى، وخلق مناخ مسرحي يليق بامكاناتهم! واستطاعوا في السنوات الاولى واللاحقة تاسيس فرق مسرحية في عواصم مختلفة: دمشق، بيروت، عدن، استوكهولم، برلين، امستردام، جبال وقصبات كردستان، وغيرها من المدن والعواصم.. وما زال البعض مستمرا بنشاطاته المسرحية في المنفى .
لقد خسر العراق بسبب تلك السياسة الرعناء نخبة طيبة، ليس في مجال المسرح فقط، بل في كل مفاصل التوجهات الثقافية، حتى اضحت الدراسات المحلية ناقصة في هذا الشان، ما لم تلملم اطراف تلك النشاطات شعرا وادبا وصحافة وفكرا، والموزعة على مختلف المنافي.
ليس من العدل ان تنحدث، على سبيل المثال وليس الحصر، عن تطور الشعر العراقي خلال العقود الاربعة السابقة دون ان تنظر بعين حيادية لشعراء كبار مثل الجواهري ومظفر النواب وسعدي يوسف وفاضل العزاوي وعبد الكريم گاصد وفوزي كريم وبلند الحيدري وغيرهم من اجيال لاحقة كانت اسماؤهم وقصائدهم وكتبهم ممنوعة في بغداد حتى سقوط ذلك النظام في 2003!
وجاء الفرج لنترك مدن المنفى وعدنا ادراجنا لعاصمتنا الاحب، بغداد، لنلتقي بمن تبقى من زملائنا القدامى والجدد، وساهمنا بقدر متواضع باعداد ملف عن يوم المسرح العالمي، في كل عام، لصحيفة " طريق الشعب" البغدادية. وقمنا قدر المستطاع بمشاركة جهودهم من اجل ردم الهوة بين المسرح والشارع! لقد اختفت فرق مسرح اهلية كانت اهم بكثير من المسرح الحكومي، فرقة المسرح الفني الحديث، فرقة مسرح اليوم، فرقة المسرح الشعبي، واختفى معها الجمهور الذي كان يتدافع من اجل حجز ولو مقعد واحد. اختفى الفرح بعرس يوم المسرح العراقي والعروض المبهرة ليحل محلها عروض المسرح الدعائي السلطوي او التجاري الهابط، باستثناء بعض التجارب هنا وهناك، التي كادت ان تودي برقاب اصحابها!... لقد كان للحروب العبثية التي قادها النظام السابق اثر كبير على جميع مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.
وفسح لنا المجال في بغداد متابعة حركة المسرح العربي عن كثب، بعد ان اختفت مهرجانات مسرحية عربية معروفة، لتظهر حركة مسرحية عربية، لا تضاهى، عام 2007, وممثلة ب" الهيأة العربية للمسرح "، التي قام بتاسيسها رجل محب للمسرح قولا وقالبا، وهو حاكم الشارقة د. سلطان بن محمد القاسمي، رافعا شعارا يتعلق بشكل عميق بكينونة المسرح والانسان، مجسدا ذلك الهم بقوله الخالد " المسرح باق والرجال زائلون"! ..ومعتمدا على مجموعة مخلصة من الاداريين والاعلاميين لهذا المشروع الكبير.
ومنذ هذا التاسيس بدات تظهر ملامح حقيقية لمسرح عربي يساهم به سنويا عدد كبير من المسرحيين العرب، بالاضافة لعديد من المنجزات على مستوى دعم المسارح العربية المحلية وطبع كتب ونصوص ودراسات تتعلق بالفن المسرحي واقامة ورشات بمختلف التخصصات المسرحية. واستطاعت مهرجانات الهيأة العربية للمسرح ان تفتح نوافذ واسعة للشارع العربي في العواصم المختلفة ليطل الجمهور على اخر انتاجات المسرحيين العرب..
كم نتمنى ان تحذو الحكومات العربية ووزارات ثقافاتها حذو الشيخ القاسمي في دعم مسارحها وترميم ما تهرأ من بنية ثقافية لكي نعيد للمسرح مجده وللانسان العربي فرحه بمنجز مواطنيه من الفنانين.. وإن حُرمنا في هذه الايام من الاحتفال بعيد يوم المسرح العالمي بسبب وباء "كورونا"، ولم نستطع ان نحضّر او نشتري اكسسوارات وحلوى العيد! فانها ازمة واتعدي!
نحن لها في السنوات اللاحقة فالمستقبل لنا نحن محبي الحياة والمسرح!



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنين جواد الاسدي الحار!
- البراغيث والسلاح المنفلت!
- حدث قبل ستين عاما!
- الربيع آتٍ لا محال في الناصرية!
- عبود الشرطي والاحتحاجات
- د. جميل نصيف مربيا اكاديميا مجدا
- اختتام فعاليات مهرجان المسرح العربي في العاصمة الاردنية - عم ...
- المسرح والحضارة الانسانية
- التظاهرة المسرحية العربية الكبرى! المسرح : معمل الاسئلة ومشغ ...
- بيض البرلمان الفاسد!
- النهوض بالمسرح العربي
- القصدية في العمل الفني
- سامي عبد الحميد..مشروع لم يكتمل
- ابن -اللوَه-.. تَرَجَّل قَليلاً!
- الفن والثقافة وجها الحضارة الناصع!
- عوق أفكار الدكتاتورية!
- أفاق المسرح العربي والدعم المرتجى..
- لماذا الاحتفاء بثورة ١٤ تموز؟
- القبعات الحمر- يجوبون بغداد في مسيرات آلية
- الآثار والحفاظ عليها


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طه رشيد - تداعيات ليلة يوم المسرح العالمي