أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - الآثار والحفاظ عليها














المزيد.....

الآثار والحفاظ عليها


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6278 - 2019 / 7 / 2 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان المواطن العراقي وما زال اذا ما وجد " كسرة" خبز على قارعة الطريق فإنه يرفعها ويضعها على مكان نظيف ، وفي أحيان كثيرة يقبلها ويمررها على جبهته، ولا يرمي المتبقي من المأكولات في كيس القمامة، احتراما وتقديرا للنعمة التي منحته إياه الطبيعة. وهذا الاعتبار الايجابي لمنتوجات الطبيعة اختلطت فيها مفاهيم دينية ودنيوية، وفي كلتا الحالتين كان للتربية، سواء داخل البيت أو خارجه، عامل أساسي في تشبع المواطن بهذا القدسية لقوته اليومي.
فهل نستطيع أن ناخذ بيد المواطن ونجعله يقدس " الاثار" كما يقدس قوته اليومي؟! خاصة أن العراق، اليوم، يبذل جهودا كبيرة من أجل ضم آثاره البابلية التاريخية إلى قائمة التراث العالمي (كما حدث مع الاهوار في الامس القريب)، من أجل الحفاظ عليها من الاندثار، فالشعب الذي لا يحافظ على تراثه، لا يمكن أن يبني مستقبلا حضاريا!
لقد عانت آثارنا من الاهمال لفترات طويلة، ويتحمل مسؤولية هذا الاهمال الحكومة بالدرجة الاولى، والمواطن بالدرجة الثانية. فلم يحدث في كل العالم أن تساهم الحكومة أو بعض مسؤوليها بتهريب آثار بلدها كما حدث في حقبة" البعث" المقبور! وبعد السقوط وفي فترة تدنيس "داعش" لاراضينا تم سرقة الآثار وتحطيم بعضها بدوافع طمس معالم الحضارات العراقية القديمة !
لقد ساهمت أطراف خارجية وداخلية بسرقة وتهريب عدد كبير من القطع الأثرية التي بدأت تسترجع من سارقيها من خلال التنسيق مع الجهات المعنية. ولكي لا نتقوقع في ما حدث في الماضي، علينا أن نفكر في الحاضر والمستقبل، وأن نبني سياسة تربوية استراتيجية من أجل الحفاظ على اثارنا التاريخية. وهذا يحتاج إلى تعاون وتكاتف من كل المعنيين بهذا الشأن وبالأخص وزاراتا التربية والتعليم والثقافة. فلابد من رسم سياسة تربوية سليمة تتضمنها البرامج التعليمية المدرسية ابتداء من المراحل الأولى في المدرسة، وهذا يحتاج أيضا إلى ورشات تثقيفية للمعلمين والإدارات تتمركز حول أهمية الآثار للوطن الذي يطمح بناء مستقبله بشكل سليم. وتنظيم زيارات دورية من قبل التلاميذ المتاحف بهدف تعميق الوعي بأهمية التراث.
أما وزارة الثقافة والسياحة والاثار فتتحمل قسطا وفيرا من المسؤولية وعليها أن تكون مكملا للجهود التربوية من خلال تبني إنتاج برامج وأفلام ابداعية تتناول قضية الآثار كما تفعل الدول المتقدمة، مثل فرنسا وألمانيا وانكلترا وغيرها من البلدان التي تفتخر بتاريخها. اللافت للنظر أن هذه الدول الثلاث لا تعتز باثارها فقط، بل بكل التراث العالمي. وقد تم، على سبيل المثال لا الحصر، إنتاج فيلم وثائقي طويل عام 2008 عن اثار بابل بثلاث لغات " ب..مثل بابلون" ( وضع له عنوانا مترجما " بابل من جديد " من قبل الجزيرة الوثائقية ) وهو من تنفيذ المخرج الفرنسي جورج برنارد، وعرض هذا الفيلم في اروقة متحف اللوفر على مدار عام كامل، وما زال هذا الفيلم يعرض في بعض المدارس الفرنسية لاطلاع الطلبة وتثقيفهم بالآثار العالمية!
في فيتنام يقدسون آثارهم وتاريخهم كتقديسنا لكسرة الخبر، فحين تدخل المتحف، تاريخيا كان او طبيعيا، عليك ان تخلع حذاءك، قبل الدخول!
اين نحن من هذه الشعوب؟!



#طه_رشيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف المثقف مسؤولية تاريخية
- الطوق والاسورة
- تعديلات مقترحة لقانون الجنسية العراقية
- متى يتعظ الحكام؟!
- سقوط الصنم ام سقوط افكاره؟!
- نادية وبنات شلال!
- لن نسكت!
- مشتركات المسرح العربي
- عودة الكفاءات ومستلزمات التشجيع جواد الاسدي نموذجا
- المرأة شريان الحياة والقها الدائم
- الطابور الخامس العراقي!
- نخلة عراقية منسيّة!
- بمناسبة الذكرى السبعين لاستشهاده دار المدى تستذكر الرفيق الخ ...
- ملفات الثقافة المتشابكة والوزير الجديد!
- المسرح بوابة المصالحة!
- اول غيث الثقافة@
- ليلك ضحى .. مسرحية تغسل الافئدة من الافكار الإرهابية!
- تجديد الخطاب الديني!
- - تقاسيم - عراقية في القاهرة!
- مهرجان المسرح العربي.. اليوم في القاهرة وبعد غد في بغداد!


المزيد.....




- اكتشاف حشرة عملاقة تشبه العصا في غابات أستراليا.. شاهد شكلها ...
- ولادة نادرة لصغير وحيد قرن أبيض في كاليفورنيا.. واسمه يكرّم ...
- يضم 3 مصريين ولبنانيا.. داخلية الكويت تعلن الإطاحة بتشكيل عص ...
- -استراتيجية إلهاء الناس-.. علاء مبارك يرد على تدوينة تتعلق ب ...
- -كل يوم أخشى أن أفقد طفلي-
- جهود الإنقاذ في كييف بعد مقتل ستة أشخاص إثر ضربات صاروخية رو ...
- فلسطينيون في غزة يخاطرون بحياتهم من أجل لقمة وحشد إسرائيلي ع ...
- دعوى على شركات طيران منخفضة التكلفة بسبب رسوم أمتعة يدوية
- روسيا تعلن مقتل ثلاثة أشخاص في هجمات أوكرانية بالطائرات المس ...
- بالصور.. لماذا سميت كنيسة الجثمانية بالقدس بكنيسة كل الأمم؟ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - الآثار والحفاظ عليها