أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دلور ميقري - الزرقاوي ، وسوداويّة الإسلام السياسي















المزيد.....

الزرقاوي ، وسوداويّة الإسلام السياسي


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 1576 - 2006 / 6 / 9 - 12:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شاءَ قدَرُ فاضل نزال الخلايلة ، منذ أن كان فتىً وحتى مصرعه في الأربعين من عمره ، التخبّط في جوانب الأرض من أفغانستان إلى العراق ، هرباً على الأرجح من صور طفولته ، المشوهة ؛ كفلسطينيّ لاجيء وعائلته في مدينة " الزرقا " ، الأردنية . طفولة ٌ ، ربما حملتْ في ثناياها ما ترجّع من صدى معارك " إيلول الأسود " عام 1970 ، بين جيشيْ الزعيميْن اللدودين ؛ عرفات والملك حسين . ليس بغريبٍ ، إذاً ، بعدَ أن أضحى الرجلُ زعيماً ، بدوره ، حاملاً ذلك اللقب المرعب ؛ أبو مصعب الزرقاوي ، أنْ تشتهرَ صورته باللباس الأسود ، فيما أعلام حركته " الجهادية " ، السوداء ، ترفرف في خلفية مشاهد الذبح وجزّ الأعناق . وهي المشاهد ، المروعة ، غير المسبوقة في همجيتها وساديتها ، التي كانت تنشر على مرأى العالم كله في المواقع الإرهابية ، الإنترنيتية ، مسبوقة بالشروط التعجيزية والوعيد والتهديد ، المبثوثة على شرائط فيديو ، مسجّلاً عليها " خاص بالجزيرة " ؛ وعلى الهواء ، المباشر ، لتلك الفضائية العربية ، الأثيرة على قلوب الزرقاويين والسوداويين !

حينما إنقضّتْ الطائرات المدنية ، المختطفة من لدن إرهابيي " القاعدة " ، في أيلول 2001 ، على برجيْ نيويورك ، الشامخيْن ، لتحيلهما أنقاضاً ؛ كان العالم الإسلاميّ لحظتئذٍ غارقاً في صمتٍ ذاهل ٍ ، لم يفقْ منه إلا على أصوات العيارات النارية ، المبتهجة ، الصادرة من المخيمات الفلسطينية في لبنان والأراضي المحتلة ، المختلطة بالزغاريد والتهاليل : منذ تلك اللحظة ، سيرتبطُ الإرهاب ، إسلامياً أصولياً ، بما يستجدّ على الأرض ، فيما يخص القضية الفلسطينية ؛ هذه القضية ، التي عادتْ إلى صيرورتها كـ " يافطة " لتبرير كل فعل ٍ سياسيّ ، شاذ ، طاريْ على حياة الشعوب العربية ؛ كما كانه أمرُ الأنظمة الإنقلابية ، الديكتاتورية ، من ناصرية وبعثية وأخواتها . لا غروَ ، والحالة هكذا ، أن يحتفي النظام الصداميّ ، البائد ، بأبي مصعب الزرقاوي ويكرمُ وفادته منذ عام 2003 ؛ أي عشية التحضير الأمريكيّ لحرب تحرير العراق . فيما أن شقيقه ، النظام الأسدي ، جعل من الأراضي السورية موئلاً ومعبراً للجماعات التكفيرية ، مقدماً لها كل ما تحتاج إليه من معدات وتدريب ومعلومات لوجستية ، في محاولة لتخريب العملية السياسية في عراق ما بعد البعث . ولم يكن إتفاقاً ، أبداً ، أن تتبنى تلك الجماعات التكفيرية ، إياها ، نفس أساليب ما يُسمى بـ " المقاومة الإسلامية " ، في فلسطين ؛ والتي تجلتْ في الأحزمة الناسفة المعتمدة من قبل فتية " حماس " ، بشكل خاص ، والمستهدفة مدنيين يهوداً في المقاهي والأسواق ومحطات الحافلات العامة ، كردّ طائش ٍعلى عمليات الجيش الإسرائيلي في العمق الفلسطيني .

فتاوى تحليل ِ قتل المدنيين اليهود والغربيين ، " شرعاً " ، المتفيقهُ بها مشايخُ التكفير ودعاة التفجير ، كان لا بدّ لها أن تنسحب بعدئذٍ على مكونات الشعب العراقي ، تحديداً ، من مسلمين وغيرهم ؛ بحجة أنّ : " الشيعة َ روافضٌ ، والكردَ خونة ٌ ، والنصارى علوجٌ وأسلابٌ ومغانمٌ " ، على حدّ هذيان الناطق الزرقاوي . ثم بدأت دائرة الإرهاب بالتوسع شيئاً فشيئاً ، شاملة الكثير من الدول العربية ؛ بما فيها تلك الزاعقة ، عبر إعلامها من صحف وفضائيات ، بأخبار " المقاومة " في العراق وفلسطين ولبنان . فالجماهير الأردنية ، الواقعة بمعظمها تحت تأثير الإعلام المضلل ، ذاته ، إستيقظتْ بدورها مصدومة ً على أثر تفجيرات الفنادق في عاصمتهم الوادعة ؛ وهي نفس الجماهير ، التي كانت تعقدُ مجالسَ العزاء لكل " شهيدٍ " أردنيّ ، كان يسقط في العراق مفجراً جسده وسط مدنيين ، أبرياء ، من المسلمين الشيعة غالباً . علاوة ً على أنّ الفضائية المصرية ، الرسمية ، ما فتئتْ تغسل أدمغة المواطنين بتدبيجاتها عن " المقاومة العراقية " ، هادفة ً إلى المزاودة على أحزاب المعارضة من إخوان وغيرهم . وفي ذات الوقت ، الذي تنقل فيه تلك الفضائية تصريحاتَ المسؤولين الحكوميين ، بصدد ما تسميه " الإرهاب المتعرضة له مصر " ، فيما هي تعرضُ على شاشتها الصغيرة صوراً للفنادق المدمرة في شرم الشيخ وطابا !

إنّ إشكالَ الإسلام السياسي ، العربي ، من معتدل ومتطرف ، على الصعيد الأخلاقي تحديداً ، له شاهدٌ بينٌ في مسألة التعاطي مع النظام السوري . فهذا النظامُ بفكره البعثيّ ، المتظهّر بالعلمانية ، وببنيته الحقيقية ، المتبطنة للطائفية البحتة ، إستطاع ترويض الجماعات التكفيرية داخل وخارج حدوده ، وتوجيهها وفق إستراتيجيته في تخليد إستبداده ؛ كما نعاينه في إستخدامه لها على أرض الرافدين خلقاً للفوضى والفتن والإنقسامات ، وتمهيداً للحرب الأهلية فيها . حتى أنّ المصطلح العنصريّ ، البغيض ، " الصفويون الجدد " ، الذي يُشيعونه الآن على شيعة العراق ، كانت أبواق البعث الصدامي ـ وياللمهزلة ! ـ تنعت به علويي سورية من خلال إذاعة خاصة ، كانت تبث من داخل العراق في ثمانينات القرن المنصرم ، تحريضاً على النظام الأسدي . وعلى هذا ، لا يمكن للمرء إلا التساؤل ، الحائر ، عن إنعدام الوازع الديني والأخلاقي لدى الجماعات السنية ، المتشددة ، في العراق وفلسطين بشكل خاص ، حينما تتساهل اليوم بقبول لملاذ البعثي ، الأسدي ، والإرتهان له تماماً ؛ هي العالمة بما تسامُ به الغالبية السنية ، في سورية ، من عسف وجور وإذلال وإفقار ، على يد ذات العصابة البعثية ، القائمة على التسلط الأقلويّ للطائفة العلوية ؟ وبمقتضى السبب ذاته ، يصحّ ذلك التساؤل ، نفسه ، بصدد جماعات الإسلام السياسي ، المعتدل ، في الأردن ومصر _ وأيضاً كأمثلة _ في كيفية تبريرها الدفاع عن النظام البعثي ، بهلوسات العداء للغرب ، بينما أنّ " إخوانهم " السوريين ، في التنظيم الشقيق ، ما زال القانون رقم (49) مسلطاً على رؤوسهم ، كسيف ديموقليدس في الإسطورة الإغريقية ؛ هذا القانون الصوريّ ، الذي يُبيح إعدام المنتسب لجماعة الإخوان المسلمين ، وبأثر رجعيّ أيضاً .. ؟




#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجهُ الجميل لنظام ٍ قبيح
- المثقفُ مستبداً
- الدين والفن
- بين إيكو وبركات 3 / 3
- فلتسلُ أبداً أوغاريت
- بين إيكو وبركات 2 / 3
- بين إيكو وبركات 1 / 3
- منتخبات شعرية
- الماضي والحاضر
- الوحدة والتعدد في اللوحة الدمشقية
- مأثورات دمشقية في مآثر كردية
- سرّ كافافيس 2 / 2
- سرّ كافافيس 1 / 2
- الدين والوطن ، في ورقة إخوانيّة
- طغم وعمائم
- علوَنة سوريّة : آثارُ 8 آذار
- بلقنة سورية : جذور 8 آذار
- نساء كردستان ؛ الوجه المجهول لشعب عريق 2 / 2
- نساء كردستان ؛ الوجه المجهول لشعب عريق 1 / 2
- مذاهب متشاحنة ؛ السنّة والعلويون والآخرون


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دلور ميقري - الزرقاوي ، وسوداويّة الإسلام السياسي