أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - الرفض الشعبي العربي لثقافة الهزيمة














المزيد.....

الرفض الشعبي العربي لثقافة الهزيمة


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6493 - 2020 / 2 / 17 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثقافة الهزيمة التي اجتاحت المجتمعات العربية أدّت إلى استحالة مواكبة التطور، وأبطأت حركة التغيير، وغيبت مفهوم ومعنى الانتصار عند العقلية العربية المثقلة بجراحها وآلامها، وأوصلت الشعب العربي إلى حالة من التمرغ في وحل الهزائم السياسية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والدينية والإعلامية والاجتماعية، وأعاقت محاولات توحيد واستقرار وازدهار العالم العربي.
لثقافة الهزيمة مصطلحات ومفردات وقناعات عقائدية وفكرية تتجلّى في ممارسات حكام ونخب سياسية وإعلامية وثقافية ورجال دين يتم عن طريقهم إيصالها للجماهير لتشمل طريقة تفكير المواطنين، وتعاملهم اليومي مع الآخرين ومع عقائدهم وفلسفاتهم وفهمهم لواقعهم ومستقبلهم. وبما ان هذه الثقافة الانهزامية ثقافة تبعية وتقليد وإذعان وانكسار للأقوى أو للغالب والمنتصر، فإنها تبدأ بالهزيمة العسكرية وتنتهي بالاستسلام للهزيمة الثقافية والإذعان للأمر الواقع، وسبب ذلك كما قال ابن خلدون هو أن " المغلوب عادة ما يعتقد الكمال في الغالب المنتصر"، والضعف والهوان فيه وتسيطر عليه عقدة الدونيّة.
الأنظمة السياسية التي حكمت الأقطار العربية منذ استقلالها إلى يومنا هذا هي أنظمة استبداد دكتاتورية فوقية فاسدة حاربت الحرية والانفتاح والديموقراطية والعلم والثقافة، وفشلت في الاستجابة لمطالب الشعب في إحداث تغيير اجتماعي وسياسي وثقافي قادر على فتح طريق النهوض المطلوب إحداثه في الأقطار العربية، ولعبت دورا محوريا في نشر هذه الثقافة للحفاظ على أنظمتها وامتيازاتها.
لقد اجتاحت ثقافة الهزيمة مجتمعنا العربي بعد أن تم تخريب الثقافة العربية القومية الوحدوية الرافضة للانقسامات القطرية واحتلال فلسطين منذ عقود طويلة، وتحديدا منذ انهيار الوحدة السورية المصرية عام 1961، وهزيمة حزيران عام 1967، وتخلى مصر عن دورها القيادي للعالم العربي بعد توقيعها اتفاقية السلام مع إسرائيل، وبعد توقيع اتفاقيات أوسلو ووادي عربة بين إسرائيل والفلسطينيين والأردن. هذه التطورات أوجدت اتجاها للتصالح والتسامح مع إسرائيل على حساب الوطن والمصير والكرامة العربية، وفتحت الباب على مصراعيه للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية لمزيد من التدخل السياسي والعسكري في الشأن العربي، ولم تعد الثقافة العربية سوى مهرجانات وتصريحات واجتماعات، واعلام دعائي نفاقي تهريجي، ومباريات رياضية هدفها إلهاء وخداع وتضليل المواطنين.
ولدعم ثقافة الهزيمة دينيا ظهرت العديد من المنظمات والحركات الدينية المدعومة والممولة من بعض الحكام العرب والغرب وإسرائيل، ولبست عباءة الدين الإسلامي الحنيف، وحولته من دين يحث على الجهاد ضد المعتدين والطغاة، ويجلّ العلم والثقافة والكرامة الانسانية والدفاع عن الأرض والعرض والقيم، إلى دين يبرّر الشقاق والاقتتال بين المسلمين، ويتجاهل فساد الأنظمة وظلمها للشعوب، ولا يتصدى للاحتلال الصهيوني وللتدخلات الأجنبية في الوطن العربي.
فهل كتب على أمتنا العربية ان تعيش الهزائم وبلا أمل في الخروج من النفق المظلم الذي تعيش فيه؟ وهل أصبحت الهزيمة جزأ من الثقافة العربية ليتعايش معها المواطن وكأنها من المسلمات أو كالقدر النازل من السماء؟ وهل اكتشف العرب أنهم يعيشون في أنظمة استبدادية يجب إزالتها بعد ما يقارب المائة سنة؟
لقد وضع الرئيس التونسي، قيس سعيد، أصبعه على الجرح بالقول" إن ثقافة الهزيمة التي تسود المجتمع العربي هي أكثر من الهزيمة، وان الفكر المهزوم لا يمكن أن يكون مقدمة للنصر." الانسان العربي معروف بعزة نفسه وإبائه وذوده عن أرضه وعرضه ومقدساته، ولن يقبل أبدا الاستسلام لثقافة الهزيمة، وإن هذا الواقع العربي الانهزامي لا يمكن أن يستمر، والدلائل القادمة من فلسطين ولبنان والعراق والمغرب وتونس واليمن والكويت والأردن تشير الى أن المواطن العربي العادي اكتشف طبيعة الأنظمة التي ارتكبت كل هذه الجرائم بحقه وحق وطنه، وبدأ يتخلص من ثقافة الهزيمة بكسر حاجز الخوف، وبرفع صوته وحراكه ضد الفساد والفقر والديكتاتورية السياسية، وضد صفقة القرن والتطبيع مع إسرائيل، وضد الولايات المتحدة ومن لف لفيفها من الحكام العرب، ونأمل ان يكون ذلك بداية لفجر عربي جديد!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الرئيس عباس أمام مجلس الأمن لم يأت بجديد ولن يغير شيئا
- عنصريّة عربيّة – عربيّة وأكاذيب رسميّة عن الأخوّة والمساواة!
- -مؤامرة القرن-... هذا ما أوصلنا إليه أوسلو والانقسام
- الصهاينة يخططون لاحتلال الأردن لكن الشعب العربي الأردني سيقل ...
- أين الشعب العربي؟
- شيوخ سلاطيننا ..... مواعظ عن الدنيا الزائلة والجنة والنار وت ...
- نحن العرب أعداء أنفسنا ... ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام ونن ...
- إيران عدوة لإسرائيل وأمريكا، إذا فهي صديقتنا وفي خندق شعبنا ...
- ترامب يزداد عدوانية وابتزازا لنا ومعظم حكامنا يقيمون في بيت ...
- زيارة بوتين لدمشق
- العالم العربي وعام 2020 ومقتل قاسم سليماني
- التعاون العسكري الروسي الصيني الإيراني ضد الهيمنة الأمريكية
- للمسيحيين في فلسطين والأقطار العربية.. تهانينا لكم بعيد المي ...
- إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية الأردنية... لماذا وإلى أين؟
- ترامب يعاقب الجامعات الأمريكية التي تدعم الفلسطينيين
- قمة قادة مجلس التعاون الخليجي ال 40 في الرياض
- اتفاق -عدم اعتداء- أم اعتراف بإسرائيل عن طريق الخداع!
- هل سيتمكن الشعب العراقي من تقويض دولة الطوائف؟
- الحملة الصهيونية ضد زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين
- شرعنة الاستيطان الأمريكية والصمت العربي الرسمي والشعبي المذل


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - الرفض الشعبي العربي لثقافة الهزيمة