أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - شيوخ سلاطيننا ..... مواعظ عن الدنيا الزائلة والجنة والنار وتحالف مع الطغاة والأشرار!














المزيد.....

شيوخ سلاطيننا ..... مواعظ عن الدنيا الزائلة والجنة والنار وتحالف مع الطغاة والأشرار!


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6474 - 2020 / 1 / 27 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلنا نحترم المسلم الذي يستيقظ من نومه قبل بزوغ الفجر ليصلي صلاته الأولى التي تقرّبه من الله، والمسيحيّ الذي يذهب إلى كنيسته ليصلي ويعترف بخطاياه ويطلب من الرب المغفرة، والهندوسي واليهودي وغيرهم من أتباع الديانات المسالمين الذين يذهبون إلى معابدهم ليكونوا أقرب إلى ربّهم بإطاعته والامتثال لأوامره، وبعملهم البنّاء الخيّر وممارساتهم الأخلاقية الحميدة المفيدة لهم ولغيرهم.
وكلنا نمقت ونحتقر رجل الدين الذي ينطق أينما حل دينا وزهدا وتقوى، ويتصرف بطريقة تناقض ما يقول وتؤكد أن صاحبنا ليس إلا ... دجالا ... أنانيا مخادعا متسلقا لا علاقة له بما يعظ، وإنه من أكثر الناس طمعا وجشعا وتمسّكا بالحياة ومغرياتها الماديّة، ولا يتردّد في التعامل مع الشيطان المستبد من أجل مصالحه الدنيوية.
هذا التناقض بين القول والعمل واضح عند الكثيرين من رجال الدين المسلمين، وخاصة معظم أئمة المساجد، والمشايخ الذين يشغلون وظائف دينية هامة في الدولة ولهم الكثير من التأثير على ممارسات المواطنين الدينية، وعلى آرائهم السياسية، وقيمهم الأخلاقية، وشؤونهم الدنيويّة. هؤلاء الشيوخ يعلمون جيدا أنهم يخدمون طغاة لا يخافون الله ومجرمين بحق شعوبهم. فلماذا يفعل رجال ديننا ذلك؟ وأليس ما يفعلونه نفاقا وكذبا مخالفا لإرادة رب العالمين ورسوله؟
الذي يصيبنا كعرب مسلمين بمزيد من الإحباط هو أن هؤلاء المشايخ لا يتفوهون بكلمة انتقاد واحدة للحاكم الجائر في أي قطر عربي، بل أنهم يتجاهلون أخطاءه، ويتبارون في مدحه، وفي الثناء على ذكائه ودهائه السياسي وحبه لشعبه وإنجازاته وانتصاراته الكاذبة، بينما لا يتوقّفون عن مواعظهم العقيمة المكرّرة التي يطلبون منا فيها ألا نهتم بهذه الدنيا التافهة الزائلة الفانية، وأن نطيع ولي الأمر، وأن نعمل ليلا نهارا لننعم بحياة الخلود الأبديّة في جنّاة عدن، وينسون إننا نعرف كما يعرفون أن الدنيا فانية، ونعرف واجباتنا الدينية ونقوم بها، ونخاف الله، ونطلب منه أن نكون من أهل الجنة بطاعته وغفرانه ورحمته، ولا نحتاج لمواعظهم!
الله جل وعلى يطلب منا أن نوفق بين متطلبات الدنيا والآخرة، ونعمل لهما معا، أي أن نقوم بواجباتنا الدينية ونعمل لآخرتنا ونعيش ونستمتع بحياتنا، ونغير ونتغير للأفضل، ونبدع في العلوم والآداب والفنون، ونساهم في إعمار الأرض وتطوير الحضارة الإنسانية، ونحارب الطغاة والمستبدين من حكام العرب والمسلمين، ونحافظ على الأرض والعرض ومقدسات المسلمين والمسيحيين، ولا نسمح لعائلات فاسدة منحطة أن تتحكم بمصير مئات الملايين منا، وتتآمر علينا وتتنازل عن أجزاء من وطننا العربي لأعدائنا؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر. " فأين رجال دين سلاطيننا من حديث رسول الله؟ وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " الأمراء والعلماء يطاعون في المعروف وليس في الفساد والمنكر." هل يفهم مشايخنا معنى ذلك؟
رجال ديننا من أصحاب النفوذ المشاركين بصناعة القرار على المستويين الرسمي والشعبي أقاموا جسرا يربط الدخول إلى جناة عدن بإطاعة أوامر" أولياء الأمر " وعدم جواز الخروج عليهم شرعا، واعتبروا طاعتهم من طاعة الله! أي إنهم يستخدمون الدين لدعم أولياء نعمتهم، وللحفاظ على مراكزهم ومصالحهم، ولإرغامنا على قبول الظلم والاستسلام لحكام خونة فشلوا في صيانة أمن وكرامة البلاد، وأدموا ظهور العباد، ونشروا الفساد في البلاد.
ولهذا نحن نقول لمشايخنا إذا كنتم لا تهتمون بهذه الدنيا الفانية كما تقولون، وتريدون الآخرة وجنات عدن حقا، كونوا مثالا لنا في قول الحق والدفاع عن وطننا وممتلكاتنا وأعراضنا، وفي الزهد والقناعة والتضحية حتى نصدّقكم ونتبع خطاكم؛ انضموا إلى المظلومين، وتصدوا للظالمين الفاسدين المفسدين من حكام العرب؛ استخدموا المساجد لتوعية الناس وحثهم على الكفاح والجهاد، وتقدموا صفوف المجاهدين لتحرير أوطاننا المحتلة، واستشهدوا من أجلها، وادخلوا علييّن؛ فكونوا لها إن كنتم صادقين، ونحن سنخلّدكم في تاريخنا إلى يوم الدين!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن العرب أعداء أنفسنا ... ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام ونن ...
- إيران عدوة لإسرائيل وأمريكا، إذا فهي صديقتنا وفي خندق شعبنا ...
- ترامب يزداد عدوانية وابتزازا لنا ومعظم حكامنا يقيمون في بيت ...
- زيارة بوتين لدمشق
- العالم العربي وعام 2020 ومقتل قاسم سليماني
- التعاون العسكري الروسي الصيني الإيراني ضد الهيمنة الأمريكية
- للمسيحيين في فلسطين والأقطار العربية.. تهانينا لكم بعيد المي ...
- إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية الأردنية... لماذا وإلى أين؟
- ترامب يعاقب الجامعات الأمريكية التي تدعم الفلسطينيين
- قمة قادة مجلس التعاون الخليجي ال 40 في الرياض
- اتفاق -عدم اعتداء- أم اعتراف بإسرائيل عن طريق الخداع!
- هل سيتمكن الشعب العراقي من تقويض دولة الطوائف؟
- الحملة الصهيونية ضد زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين
- شرعنة الاستيطان الأمريكية والصمت العربي الرسمي والشعبي المذل
- الديموقراطية وتسليح الشعب هما الضمانة لحماية الوطن العربي
- المقاومة المسلّحة وانهيار جبهة المستسلمين المطبّعين اللاهثين ...
- ماذا نقول لرسول الله في ذكرى مولده؟
- كم من الجرائم ارتكبت وترتكب باسم الدين؟
- العالم يتّحد ويتكتّل ونحن نتفرّق ونعود إلى القبليّة والطائفي ...
- النظام الطائفي اللبناني في مأزق


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - شيوخ سلاطيننا ..... مواعظ عن الدنيا الزائلة والجنة والنار وتحالف مع الطغاة والأشرار!