أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - نحن العرب أعداء أنفسنا ... ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام ونندهش لما يحدث لنا!














المزيد.....

نحن العرب أعداء أنفسنا ... ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام ونندهش لما يحدث لنا!


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 24 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن امة غريبة ترفض إعمال العقل والمنطق في حل نزاعاتها وأزماتها ومشاكلها الاجتماعية والسياسية والدينية والاقتصادية، تبحث دوما عن أسباب لإعاقة التغيير، تغرد خارج سرب الحرية والعصرنة والحداثة، تعيش على أوهام ماضوية عفا عليها الزمن، وعلى فرضيات ميتافيزيقية وأخلاقية لا علاقة لها بعالمنا المعاصر وتعقيداته العلمية والفكرية، قبلت التسلط والاستبداد، استسلمت للذ ل وتعودت عليه، أتقنت فنّ تبرير هزائمها وتخلفها، وابدعت في إلقاء اللوم على الآخرين كوسيلة للهروب من واقعها المرير؛ ولهذا فإننا ومنذ مطلع القرن العشرين نسير من فشل إلى آخر، ومن هزيمة إلى أخرى، وازددنا استسلاما وخنوعا وجهلا وفقرا وضياعا حتى وصل بنا الحال إلى ما نحن فيه من أوضاع مزرية تبشر بمزيد من الهزائم والكوارث والمعاناة.
دولنا المستبدة تقوم على نخب عائلية ودينية وقبلية متحالفة تجمعها مصالح مشتركة، وتنشغل بحماية امتيازاتها واستمرار هيمنتها على السلطة، وتتوارث المناصب والمسؤوليات والفساد المالي والإداري، وتستحوذ على السياسة والاقتصاد والثقافة والاتجاه الديني، ويتزعم كل منها فرد واحد بيده جميع السلطات والصلاحيات، يحكم إلى ان يتوفاه الله، أو يعزل، أو يقتل في الصراع على السلطة.
التاريخ خير شاهد على أن الحكام العرب أستاذة في خداع وتضليل شعوبهم، أبدعوا في التفنن بوسائل قهرها وإذلالها وحكمها بالحديد والنار، أفسدوا مؤسساتها وحكموها بالحديد والنار، حرموها من أبسط حقوقها، زوروا تاريخها ولوثوه بأكاذيب عن بطولاتهم وبطولات أجدادهم، كمموا أفواهها، رعوا الجهل والخرافات والأساطير، شجعوا الخلافات المذهبية والطائفية والدينية، أمعنوا في حبك المؤامرات ضد بعضهم بعضا، وأصبحوا هم وأوطانهم وشعوبهم " فرجة " للعالم!
ونحن كشعب عربي أصبحنا أعدادا لا قيمة لها؛ كثرة عددية وقلة نوعية؛ تعودنا على النفاق والذل واستسلمنا له؛ الشعور بالاغتراب يسيطر علينا؛ فنحن غرباء في أوطاننا ونعيش على الأوهام والأكاذيب واجترار التاريخ؛ الخوف الضارب في بنية مجتمعاتنا يسيطر على تصرفاتنا، ويساهم في تردي أوضاعنا، ولا ندرك أن الشعوب الخائفة لا يمكن ان تنتج حضارة مزدهرة لأن الخوف يزيّن لها واقعها بأوهام وخرافات وأساطير، ويخلق مرحلة من الجمود، ويؤدي إلى الفشل في مواجهة المستقبل.
وبسبب بطش الدولة فإننا نخاف من مناقشة شؤون ديننا ودنيانا بحرية وصراحة وصدق، وننافق ونبصم على كل مراسيمها، ونذعن لها ولما يقوله لنا رجال الدين، ليس حبا بالدولة وولاء لها، ولا ايمانا بما يقوله لنا " أصحاب الفضيلة " الشيوخ الذين يفتون ويحللون ويحرّمون كما يأمرهم سلاطينهم، ويدعمون قراراتهم بالاستسلام للأعداء، واعتقال وجلد وإقصاء وتهجير وحتى قتل كل من يعارض أوامرهم وانظمتهم التسلطية التي خربت البلاد وأهلكت العباد، ونسوا ان الدين الإسلامي الحنيف يحض على التحرر من الخوف، والتصدي للظلم والظالمين والحكام الفاسدين المستبدين ورجال الدين المنافقين المتحالفين معهم، ويعتبر ذلك جهادا في سبيل الله.
أوضاعنا السياسية كارثية: فلسطين ضاعت والقدس تئن وتنوح بعد ان جعلها الصهاينة عاصمة لهم ودنسوا المقدسات الإسلامية والمسيحية؛ والجولان والجزر الإماراتية محتله، والسودان قسم إلى دولتين، وسوريا والعراق واليمن وليبيا حرقت ودمرت وعادت عشرات السنين إلى الوراء، ودول مجلس التعاون تمزقها الخلافات، ومصر في مشكلة مع إثيوبيا، والخلاف الجزائري المغربي على الصحراء ما زال قائما، ومشاكل بين مصر والسودان على منطقة حلايب، ولبنان والأردن في خطر، والانقسام الفلسطيني ما زال مستمرا، والخلافات البينية العربية تزداد سوأ يوما بعد يوم، والدول الأجنبية تتحكم بقرارنا السياسي وجنودها " يسرحون ويمرحون" في دولنا كما يشاؤون، وأساطيلها تجوب مياهنا البحرية، وقواعدها العسكرية جاثمة على صدورنا.
نحن من أغنى دول العالم؛ دخلت خزائننا تريليونات الدولارات خلال السبعين عاما الماضية لو أنفق نصفها على التعليم والصحة والصناعة والزراعة والبحث العلمي لكانت كفيلة بجعلنا من أكثر أمم الأرض ازدهارا وتقدما، وربما استقرارا سياسيا واجتماعا؛ فأين ذهبت؟ سرقها " أولياء الأمر" وبطاناتهم الفاسدة، وأنفقوها على شراء أسلحة لقتال بعضهم بعضا، وعلى بناء القصور، وأودعوا جزأ كبيرا منها في دول الغرب لتتحول إلى صناعات وفرص عمل لأبناء الدول التي تعادينا نهارا جهارا وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
ما حدث ويحدث لنا ليس إلا استحقاقات لفساد حكامنا وفشل أنظمتهم القبلية التسلطية التي حاربت الحريات العامة، ومنعت إقامة دول قانون ومؤسسات ديموقراطية تداولية؛ ونتيجة لتخلف شعبنا العلمي والثقافي، وعدم إدراكه لأهمية الحرية والديموقراطية والتفكير النقدي، وفشله في الدفاع عن حقوقه السياسية والاجتماعية، وانهزامه، واستسلامه للذل والطغيان.
نحن أمة في مأزق، إننا أعداء أنفسنا حكاما ومحكومين؛ ندفن رؤوسنا في الرمال، نرفض إعمال العقل والتغيير، نندهش للمصائب التي تحل بنا وبوطننا، ولا ندرك أنها من صنع أيدينا ونتيجة لجهلنا وتخلفنا؛ ولهذا ينطبق علينا قول الإمام الشافعي:
نعيب زماننا والعيب فينا/ وما لزماننا عيب سوانا/ ونهجو ذا الزمان بغير ذنب/ ولو نطق الزمان لنا هجانا/ وليس الذئب يأكل لحم ذئب/ ويأكل بعضنا بعضا عيانا.



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران عدوة لإسرائيل وأمريكا، إذا فهي صديقتنا وفي خندق شعبنا ...
- ترامب يزداد عدوانية وابتزازا لنا ومعظم حكامنا يقيمون في بيت ...
- زيارة بوتين لدمشق
- العالم العربي وعام 2020 ومقتل قاسم سليماني
- التعاون العسكري الروسي الصيني الإيراني ضد الهيمنة الأمريكية
- للمسيحيين في فلسطين والأقطار العربية.. تهانينا لكم بعيد المي ...
- إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية الأردنية... لماذا وإلى أين؟
- ترامب يعاقب الجامعات الأمريكية التي تدعم الفلسطينيين
- قمة قادة مجلس التعاون الخليجي ال 40 في الرياض
- اتفاق -عدم اعتداء- أم اعتراف بإسرائيل عن طريق الخداع!
- هل سيتمكن الشعب العراقي من تقويض دولة الطوائف؟
- الحملة الصهيونية ضد زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين
- شرعنة الاستيطان الأمريكية والصمت العربي الرسمي والشعبي المذل
- الديموقراطية وتسليح الشعب هما الضمانة لحماية الوطن العربي
- المقاومة المسلّحة وانهيار جبهة المستسلمين المطبّعين اللاهثين ...
- ماذا نقول لرسول الله في ذكرى مولده؟
- كم من الجرائم ارتكبت وترتكب باسم الدين؟
- العالم يتّحد ويتكتّل ونحن نتفرّق ونعود إلى القبليّة والطائفي ...
- النظام الطائفي اللبناني في مأزق
- فوز قيس سعيّد بالرئاسة التونسية نصر للديموقراطية في الوطن ال ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - نحن العرب أعداء أنفسنا ... ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام ونندهش لما يحدث لنا!