أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - المسيحيون الفلسطينيون جزء أصيل من النسيج الوطني والمجتمعي الفلسطيني















المزيد.....

المسيحيون الفلسطينيون جزء أصيل من النسيج الوطني والمجتمعي الفلسطيني


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1570 - 2006 / 6 / 3 - 08:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


بداية لا بد من القول أن المسيحين في فلسطين ينحدرون من القبائل العربية، إما من بادية الشام، غساسنة ومناذرة، وإما من نجران في اليمن، وهؤلاء المسيحيون كانت وما زالت لهم مساهمات وخدمات وأدوار فاعلة ليس على المستوى الفلسطيني فحسب، بل وعلى المستوى العربي، وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن الدور العروبي والقومي لمسيحي فلسطين، بل دفاعاً عن الحقيقة، حيث لمسنا مؤخراً في المجتمع الفلسطيني، وتحديداً بعد فترة أوسلو، وما كان لها من آثار مدمرة على الشعب الفلسطيني، حيث التنامي الواسع للعشائرية والقبلية والجهوية والطائفية، وهتك للنسيج الاجتماعي ...الخ، وهذه الظواهر والمظاهر أخذت في الازدياد والتوسع بشكل غير مسبوق في ظل حالة الانفلات الأمني الواسعة التي يشهدها المجتمع الفلسطيني، والتي أصبحت فيها المليشيات والعصابات والمافيات وفارضي الأتاوات والخاوات " طخيخة الأعراس " و " الطخيخة المؤجرين "، يضعون أجندات للشعب الفلسطيني، ففي هذا السياق ظهرت بعض الجهات ذات الأفكار العصبوية والمفرقة في السلفية والتطرف والإقصائية والمتلفعة بعباءة الدين، لتحرض على بعض المؤسسات المسيحية وما تقدمه من خدمات لشعبنا الفلسطيني، لا لشيء إلا لكونها مسيحية، وكأن المسيحية غريبة أو دخيلة على العروبة والمجتمع، ولعله من الهام جداً قوله في هذا الجانب، ذكر اسم جمعية الشبان والشابات المسيحية، هذه المؤسسات العريقة التي عمرها من عمر النكبة، حيث تمت المبادرة إلى إقامتها بعد النكبة مباشرة في القدس وأريحا وذلك من اجل تقديم خدمات الإغاثة والرعاية والتأهيل للاجئي شعبنا الفلسطيني، وبغض النظر عن انتماءه وعقيدته ومبدأه، هذه الخدمات كانت تقدم لأبناء شعبنا الفلسطيني وفق رؤيا عروبية قومية تسعى للحفاظ على الذات الفلسطينية، والتخفيف من معاناتها، وليس لأهداف أخرى وبالتحديد تبشيرية أو طائفية، كما يحلو للبعض أن يصورها، ومن المفيد قوله هنا، أن جمعية الشبان المسيحية بمقرها الرئيسي/ القدس، وفروعها وبرامجها في مختلف مدن الضفة الغربية وقطاع غزة وحتى في فلسطين 1948م، نشأت وقامت استجابة وتلبية لحاجات مجتمعية للشعب الفلسطيني، والغالبية الساحقة من المستفيدين والمنتفعين من خدماتها وبرامجها هم من الفلسطينيون المسلمون، ناهيك عن أن أطقمها الإدارية والوظيفية ما يزيد عن نصفها بل وأكثر هم من المسلمون، بل وحتى بعض مدراء برامجها هم من المسلمون، برنامج تحسين قدرات المجتمع/ عدنان عبد القادر، برنامج التأهيل النسوي/ السيدة مي السبع/جرار، وهذا ينفي عنها أية صفة طائفية أو أية أجندة وأهداف تبشيرية وغيرها، وفي هذا الجانب علينا أن نضع النقاط على الحروف، لتكوين الحقائق واضحة أمام جماهير شعبنا الفلسطيني، فجمعية الشبان المسيحية/القدس، ساهمت بشكل فاعل وأساسي في نمو وتطور الحركة الرياضية في القدس خاصة وفلسطين عامة، ورفدتها بالكادرات والكفاءات في مختلف جوانب العمل الرياضي وبالتحديد كرة القدم، وكثير ممن كان لهم بصمات واضحة على الرياضة الفلسطينية، هم خريجوا جمعية الشبان المسيحية وملاعبها في القدس، وبرنامج الجمعية في أريحا فعدا عن دوره الإغاثي والإيوائي للاجئي شعبنا الفلسطيني بعد النكبة، فالمركز يقدم خدمات مهنية تدريبية في تخصصات مفقودة في المؤسسات الأخرى، ولعل التطور الأبرز والأهم على صعيد برامج الجمعية، كان في نيسان 1989م، حيث أقدمت الجمعية على إقامة برنامج التأهيل المهني والنفسي في بيت ساحور، ومكاتبه في كل مدن الضفة الغربية، استجابة لحاجة أملتها ظروف الانتفاضة الفلسطينية، ألا وهي الزيادة في عدد الإصابات في صفوف المجتمع الفلسطيني، والتي بحاجة للتأهل وإعادة الدمج في المجتمع، والفئة المستهدفة لهذا البرنامج كانت في البداية الإعاقات الحركية من جرحى الانتفاضة، ومن ثم لاحقاً توسعت الخدمة لتشمل كافة الإعاقات الحركية للفئات العمرية من 15-30، والجمهور المستفيد من هذه 99% منه من الفلسطينيون المسلمون، وهذه الخدمة تقدم على أساس الحاجة لها وفي إطار توافقها مع المعايير والأسس المطلوبة وفلسفة البرنامج، وأنا هنا لست بصدد التفصيل عن البرامج الأخرى، ولكن ما دعاني لهذا التوضيح، هو قيام بعض الجهات الظالمة والموتورة بالتحريض على العديد من المؤسسات ذات الطابع المسيحي على أساس الإدعاء بأنها مؤسسات لها أجندات وأهداف مخطية تبشيرية أو محاولة التأثير على أراء ومعتقدات الفئات المستهدفة، والمساهمات المسيحية ليست حكراً على هذا الجانب، بل شملت الكثير من الجوانب الوطنية والسياسية والعلمية والأدبية والتربوية والصحفية والإعلامية والثقافية والقانونية...الخ.
فعلى الصعيد السياسي والوطني لا أحد يستطيع أن ينكر الدور البارز للقائد الوطني والقومي د. حبش، حكيم الثورة، والذي أفنى حياته في الكفاح والنضال بدءاً من كتائب الفداء العربي ومروراً بحركة القوميين العرب وانتهاءاً بالأمانة العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لمدة 34 عاماً، وأيضاً القادة الوطنين الآخرين وديع حداد، فؤاد نصار، وغيرهم الكثير الكثير فمن كان لهم بصمات واضحة في السفر الوطني الفلسطيني، أما في المجالات الثقافية والفكرية والفلسفية والأدبية والإعلامية فهناك رموز ليست على مستوى الوطن بل على المستوى العربي والدولي.
ففي المجال الصحفي، كان المرحوم عيسى داود العيس، هو صاحب جريدة فلسطين في ظل الانتداب، وأعاد الصحفي رجا عيسى العيس إصدارها عام 1949م، أما في مجال الأدب والثقافة والشعر فهناك الشهيد الكاتب والأديب غسان كنفاني، والمرحومين الأدباء أميل توما، أميل حبيبي، والمرحوم المربي خليل السكاكيني، والمرحومين الشعراء اسكندر الخوري البتجالي، توفيق زياد، والأديب المرحوم جبرا إبراهيم جبرا، والمفكرين د. عزمي بشارة، والمرحوم البرفسور إدوارد سعيد، والمرحوم إبراهيم أبو لفد، والمرحوم هشام شرابي، وهناك العشرات العشرات في مجالات أخرى مما يثبت بشكل قاطع أن المسيحين الفلسطينين جزء أصيل من النسيج الوطني والمجتمعي الفلسطيني، ولهم إسهامات بارزة في بناء وتطور هذا المجتمع، وصيانته والدفاع عنه على أسس قومية وعروبية بعيداً عن الفئوية والطائفية والجهوية، وأي محاولة للتقليل من شأن هذه المساهمات والإنجازات أو تهميشها أو التجني عليها، هو قلب لظهر المجن وخدمة مجانية للقوى المعادية، ومنزلق خطير يجب الوقوف أمامه بحزم.





#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات أقوال وتعليقات
- مفارقات المعايير المزدوجة
- المجد- لهوغو شافيز- والخزي والعار لكل قادة وزعماء العرب
- لأنك محمود الزهار لا نستقبلك وعندما تصبح محمود-اولمرت- أهلاً ...
- القمة العربية والانتخابات الإسرائيلية
- عفواً مات العرب !
- هذا الزمن العربي مجيد وسافل
- مفارقات
- ما الذي يمنع فتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين؟
- إعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية يجب أن يمهد لتعامل وثقافة ...
- هل تتولد وتنشأ نخب سياسية فلسطينية جديدة
- إبقوا بعيداً عنا، لا نريد نصائحكم ولا إرشاداتكم
- ما المطلوب من حماس مقدسيا
- الآن وماذا بعد
- الشعب الفلسطيني أطلق رصاصة الرحمة على قوى ما يسمى بالحالة ال ...
- لم نتمكن من معالجة أوضاع اليسار الفلسطيني بعد الانتخابات
- من يوقف صوملة المجتمع الفلسطيني
- أمة رجب وآه نص
- القدس والخذلان الفصائلي والسلطوي
- قوى ما يسمى بالحالة الديمقراطية الفلسطينية أضاعت فرصتها الأخ ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - المسيحيون الفلسطينيون جزء أصيل من النسيج الوطني والمجتمعي الفلسطيني