أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - الآن وماذا بعد














المزيد.....

الآن وماذا بعد


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 11:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


الآن وقد ظهرت نتائج الانتخابات التشريعية، فقد أضحت الأمور واضحة، ولا مجال للذرائع والتبريرات، ولا للمزيدات والشعارات، ونتائج تلك الانتخابات، أظهرت ميلاً واضحاً نحو اليمين_ الإسلام السياسي_حماس، بل أن النتائج عبرة عن تغير جذري وطويل الأمد لمكونات الخارطة السياسية الفلسطينية، حتى أن قوى ما يسمى بالحالة الديمقراطية، لم تحافظ على وجودها في تلك الخارطة كبيضة قبان.
وأنا واثق أنه رغم الزلزال الذي حصل، فإن هذه القوى كما عودتنا ستستمر في المكابرة والفطرية والفزلكه اللفظية والنرجسية المفرطة، لتخرج لتقول لنا عبر بيانات وتصريحات، أنه رغم الذي حصل فإنها حققت فوزاً معقولاً، وأن هذه الانتخابات تثبت صحة نهجها وتوجها وصدق برامجها ومدى التفاف الجماهير حولها، ولسان حالها يقول" يا جبل ما يهزك ريح" و " عنزة لو طارت ".
والآن عندما أزفت الحقيقة وبانت، وعندما" تمخض الجبل فولد فاراً"، وظهرت قوى الحالة الديمقراطية بعريها الكامل، حيث التراجع والانهيار، اندثار وتحلل أقسام من هذه القوى، والقسم المتبقي منها بمجموعه لم يحصل على أصوات توازي ما حصل عليه مرشح حماس سعيد صيام في القطاع _دائرة غزة_فرغم كل ذلك، فهل ما زالت تلك القوى الديمقراطية ستخاطب الجماهير الفلسطينية بنفس اللغة، وألم يحن الوقت لتصحى هذه القوى من سباتها العميق، لتجري محاسبة للذات، وتقيم لأوضاعها، وألم يحن الوقت لتحاسب قادتها وقيادتها؟ ألم يحن الوقت لكي تغادر خانات التكلس والتحجر؟ ألم يحن الوقت لكي تقول لنا أسباب انعزالها بل وتخلي الجماهير عنها؟ .
بحيث أصبحت أحزاب نخبوية غير منتجه لا على الصعيد النظري ولا الفكري ولا التنظيمي ولا السياسي ولا حتى برامجها ملامسة لهموم الجماهير الاقتصادية والاجتماعية؟ الم تشر نتائج الانتخابات التشريعية، أنه منذ الانتخابات الرئاسية قبل عام، وحتى الانتخابات التشريعية الحالية، فإنه حدث تراجع في جماهيرية هذه الأحزاب بما لا يقل عن 25%، بما يعني أنه إذا ما أستمر الحال على ما هو عليه، فإن هذه الأحزاب ستخرج من الحياة السياسية الفلسطينية في مدة أقصاها خمس سنوات؟، وحتى نتعلم أن القيادات تتجدد وتتطور بمقدار الإنجاز وليس فقط بالمؤتمرات والانتخابات؟ وهل ستنجح هذه الأحزاب في فكفكة حلقات أزماتها المركبة والمتداخلة والتي تزداد تفاقماً واتساعاً، دون أن يلوح في الأفق أية بوادر لمعالجات جادة وحقيقية، تطال القادة والقيادات والهياكل والبنى والبرامج والحوامل والمواقف؟ وحتى ستصل هذه الأحزاب والقوى" بأن الثلم الأعوج من الثور الكبير" ؟ وحتى نبتعد عن الشعارات الرنانة غير المقرونة بالعمل والفعل والتي المسافة بينها وبين الواقع كالمسافة بين الأرض والسماء؟ وحتى نجلس عقلياتنا التي أصبحت تستمرىء المعارضة لأجل المعارضة ؟ ألم يحن الوقت لتجلس هذه القوى لحظة صدق مع نفسها؟ وتقول لنا ما هي المعالجات التي ستتخذها لوقف حالة النزف في صفوفها؟ فالمسألة ليست فقط في إجادة التشخيص، بل في ممارسة العلاج الصحيح؟، أم حالة تلك القوى وصلت إلى وضع ميؤوس منه، بحيث أضحى وضعها كما يقول المأثور الشعبي" الخيل عندما تهرم" يطلق عليها الرصاص رحمة لها؟ وهل تنتظر هذه القوى رصاصة الرحمة؟ فكل تاريخها ونضالاتها وتضحياتها لن تشفع لها؟
وبعد ألم يحن الوقت وبعد نتائج الانتخابات التشريعية، لكي تعطي هذه الأحزاب نموذجاً إيجابياَ واحداً في التوحيد والاندماج وبناء تيار ديمقراطي في الساحة الفلسطينية يعبر عن هموم وتطلعات فئات وقطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني بعد حالة عقم طويلة وحالات حمل كاذبة متكررة، فمهما كان الحب صادقاً، فطول الزمان المصاحب للعقم والحمل الكاذب المتكرر فأنه لن يدوم.

بقلم : الأسير راسم عبيدات
سجن عسقلان



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب الفلسطيني أطلق رصاصة الرحمة على قوى ما يسمى بالحالة ال ...
- لم نتمكن من معالجة أوضاع اليسار الفلسطيني بعد الانتخابات
- من يوقف صوملة المجتمع الفلسطيني
- أمة رجب وآه نص
- القدس والخذلان الفصائلي والسلطوي
- قوى ما يسمى بالحالة الديمقراطية الفلسطينية أضاعت فرصتها الأخ ...
- رسالة مفتوحة إلى القوى والأحزاب الفلسطينية ومؤسسات العمل الأ ...
- بين الانتخابات التشريعية الفلسطينية والانتخابات الإسرائيلية
- حذاري ان تتحول غزة الى غزة ستان
- سراويل قادة أمتنا في المزاد العلني!!
- المشهد السياسي الفلسطيني عشية اقتراب الانتخابات التشريعية ال ...
- الترشيح في القدس يعني الاعتقال
- التطبيع ليس وجهة نظر
- مثقفوا الأحزاب بين القبلية والحزبية
- هل تتدارك قوى - الحاله الديمقراطيه - أخطاءها في الانتخابات ا ...
- اسدال الستارعلى قوى اليسار الفلسطيني!!
- مرحلة العري العربي!!!
- عفوا نانسي عجرم..!


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - الآن وماذا بعد