أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - راسم عبيدات - لم نتمكن من معالجة أوضاع اليسار الفلسطيني بعد الانتخابات














المزيد.....

لم نتمكن من معالجة أوضاع اليسار الفلسطيني بعد الانتخابات


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1450 - 2006 / 2 / 3 - 10:57
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


مما لاشك فيه أن قوى اليسار الفلسطيني، لعبت دوراً بارزاً وهاماً، في النضال الوطني الفلسطيني، وخاضته في ظروف غاية في الصعوبة والقسوة والتعقيد، وتعرضت عناصره على مر السنين ومراحل النضال لأعتى أشكال القمع والتنكيل بدءاً من الاعتقال والإبعاد وانتهاءاً بالاغتيال والقتل والاستشهاد، هذه الأحزاب لا أحد ينكر أنه حتى أواخر النصف الثاني من الثمانينات وحتى أوائل التسعينات، كان لها دوراً رائداً في عمليات المأسسة والتأطير الجماهيري، والتوعية والتحريض والتثقيف عمالياً، نسوياً، طلابياً، ومهنياً، مساهمة بذلك برفع مستوى ومنسوب الوعي الجماهيري والتنظيمي لجماهير شعبنا الفلسطيني، ناهيك عن أن عملها بين الجماهير الفلسطينية، احتاج لجهود مضاعفة وقادة ومحرضين ودعاه محترفين، كون المجتمع الفلسطيني مجتمع شرقي تهيمن عليه الثقافة الإسلامية، وما يجري التنظير والتبشير به، هو فكر غريب عن المجتمع الفلسطيني، خصوصاً أن عناصر وكادرات بل وقيادات القوى المنظرة لهذا الفكر لم تكن متعمقه به، ولم تستطع تعريبه، وكانت تقوم بنقل ونسخ التجربة ميكانيكياً دون مراعاة لخصوصية الواقع الفلسطيني، وامتازت العديد من ممارساتها بالصبيانية والطفولية اليسارية، مما حدى بالمجتمع الفلسطيني وجماهيره بالنظر بعين الريبة والشك لهذا الفكر، بحيث لم يجري التركيز على أن هذا الفكر، هو فكر العدالة الاجتماعية، والتوزيع العادل للثروات ووقف الظلم والاضطهاد، بل نظر إليه على أنه فكر تفكيري جاء ليضرب مجتمع تسيطر عليه الروحانية في صمم معتقده، ألا وهو الإيمان والتوحيد، وبسبب تركيز اليسراوية الفلسطينية على هذه الناحية، فإن عمل اليسار الفلسطيني في المجتمع الفلسطيني كان كمن ينحت في الصخر، وبالتالي لم تنجح القوى اليسارية في تثبيت مواقعها بين جماهير الفلاحين، ولم تستطع أن تجتث من وعيهم الخرافات والشعوذة والأساطير والجبرية وغيرها، ناهيك عن أن هذه الأحزاب عانت من غياب الديمقراطية في حياتها التنظيمية والحزبية، أحد أهم المبادىء التي تنادي بها، وعجزت عن قراءة الواقع وفهم حركته وتوقعاته، وفشلت في إنتاج المعرفة الخاصة بها _ أي تعريب النظرية_ وفكرها الماركسي، ولم تستطع أن تحول الماركسية إلى نظرية قابلة للجدل والتغير والتطوير، وأبقت عليها في إلا طار المغلق، بحيث أن الناس في إطار التندد على الأحزاب الماركسية الفلسطينية، كانوا يقولون " إذا أمطرت في موسكو، نرفع " الشماسي " في فلسطين ونحن هنا لسنا بصدد التفصيل للظروف الموضوعية التي كان لها دوراً لا بأس به، ليس في تراجع أحزاب اليسار الفلسطيني فقط، بل الأحزاب الشيوعية العربية عموماً، من انهيار الأنظمة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي سابقاً ودول أوروبا الشرقية، وكذلك حرب الخليج واحتلال العراق وما رافقها من حالة انهيار شاملة للنظام الرسمي، العربي وعمق أزمة الأحزاب الثورية العربية والفلسطينية، والتي ثبت أنها ليست أزمة قيادة فقط، بل أزمة بنيوية، ليس من اليسار الفكاك والخروج منها لا بالمؤتمرات ولا بالتبدلات والتغيرات الشكلية، حيث سيطر على هذه الأحزاب اشتراكية لفظيه دون أي مضمون، فالجميع يعرف أن المجتمع الفلسطيني مجتمع فلاحي، والطبقة العامة الفلسطينية، ضعيفة، مشرذمة_مشوه، غير مبكوره، ولا حتى متماسكة على المستوى الوطني، والأحزاب الشيوعية واليسارية الفلسطينية لم تهيء وتثقف عناصرها ايدولوجيا، بفكر ماركسي_ اشتراكي وتقدمي، وخطابها كان خطاب واطني_ سياسي وتخلت عن الخطاب اليساري_ الثوري.
هذا فضلاً عن التغيرات البنيوية العميقة الداخلية في تلك الأحزاب، حيث ضعف واضح للطبقة العاملة في هيئاتها القيادية، وأيضاً في عضويتها، وقد سيطرت على قياداتها " الانتلجنسيا " الثورية، ولكون جزء بل أغلب هذه القوى من خلال مؤسسات غير حكومية رديفة لها، تتلقى دعماً مالياً آت من مؤسسات ومنظمات غير حكومية أوروبية، مما خلق مراكز قوى داخل تلك الأحزاب اقتصادية وسياسية، ووصول العديد من الكادرات والقيادات في تلك المؤسسات إلى قيادة تلك الأحزاب، محول إياها إلى أحزاب ليبرالية، بحيث ضاعت الحدود والفواصل بيت تلك الأحزاب وتلك المؤسسات، بحيث أصبحت لا تعرف أن القائد الفلاني أو العلاني ممثل لحزبه أو لتلك المؤسسات المجتمعية غير الحكومية، والتي يضع وجوده وتمثيله وموقعه في تلك المؤسسة فوق مصلحة الحزب ورؤيته وأهدافه.
ولأني في الحقيقة أن الاختراق من قبل المنظمات غير الحكومية لتلك الأحزاب، جعل العديد من قيادتها يسيطرون على قيادة تلك الأحزاب قراراً وتمويلاً، وأخذت تقود تلك الأحزاب وفق رؤيتها، وأهدافها وبرامجها، مما بهت من دور تلك الأحزاب وضرب صدقيتها وحضورها بين الجماهير، وبالتالي أصبحت تلك الأحزاب تعاني من عدم وجود وحده الإدارة والعمل، والتماسك التنظيمي والسياسي والفكري، بحيث لا تعرف الهوية الايدولوجية لتلك الأحزاب، إذا كان هناك ايدولوجية، وحواملها التنظيمية أصابها الوهن والضعف، بحيث أصبحت لا تعيش أوضاع تنظيمية حقيقية، وقراراتها المركزية أصابها الثلم وعدم الوضوح والالتزام بها، وخطابها السياسي ملتبس وغير واضح، وفي كثير من الأحيان تكون مواقفها ردات فعل، بحيث غابت عن المبادرة والإبداع، وتبدو في أغلبها متذيلة وصدى للقيادة المتنفذة في السلطة.
كل ذلك لم يشكل ضوءاً أحمر أمام تلك القوى، لإبداء درجة عالية من النقد، والمراجعة، والتخلي عن ذاتيتها ونرجسيتها، وتوحيد جهودها وطاقاتها لخوض الانتخابات التشريعية عبر قائمة واحدة، والتخلي عن تعدد التعبيرات التنظيمية السياسية، ولعل نتائج الانتخابات التشريعية ستحدد مصير اليسار أما يكون أو لا يكون بمعنى أخر، هل سيزداد تهميشاً في مكونات الخارطة السياسية الفلسطينية، أم أن تحدث صحوة غير متوقعه ويعاود اليسار الفلسطيني دراسة واقعه وبرامجه ورؤاه التنظيمية والسياسية والفكرية ليتعافى ويجدد حضوره ونفوذه في المجتمع الفلسطيني؟



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوقف صوملة المجتمع الفلسطيني
- أمة رجب وآه نص
- القدس والخذلان الفصائلي والسلطوي
- قوى ما يسمى بالحالة الديمقراطية الفلسطينية أضاعت فرصتها الأخ ...
- رسالة مفتوحة إلى القوى والأحزاب الفلسطينية ومؤسسات العمل الأ ...
- بين الانتخابات التشريعية الفلسطينية والانتخابات الإسرائيلية
- حذاري ان تتحول غزة الى غزة ستان
- سراويل قادة أمتنا في المزاد العلني!!
- المشهد السياسي الفلسطيني عشية اقتراب الانتخابات التشريعية ال ...
- الترشيح في القدس يعني الاعتقال
- التطبيع ليس وجهة نظر
- مثقفوا الأحزاب بين القبلية والحزبية
- هل تتدارك قوى - الحاله الديمقراطيه - أخطاءها في الانتخابات ا ...
- اسدال الستارعلى قوى اليسار الفلسطيني!!
- مرحلة العري العربي!!!
- عفوا نانسي عجرم..!


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - راسم عبيدات - لم نتمكن من معالجة أوضاع اليسار الفلسطيني بعد الانتخابات