أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - من يوقف صوملة المجتمع الفلسطيني















المزيد.....

من يوقف صوملة المجتمع الفلسطيني


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1449 - 2006 / 2 / 2 - 10:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


قبل الغوص في هذا الموضوع، لا بد لنا من القول، أنه بعد انهيار الأنظمة الاشتراكية، وتحديداً مركزها الإتحاد السوفيتي سابقا، حدثت سلسلة من التطورات والتغيرات على الصعد السياسية، الاقتصادية، والثقافية والاجتماعية، أدت إلى إرساء وترسيخ أسس وتوجهات نظام عالمي جديد، هو نظام القطب الواحد، نظام القطب الأمريكي الآخذ في العربدة والتغول والتوحش في كل الميادين، ومارس ويمارس كل أشكال وأساليب " الإرهاب " من أجل التأمين والدفاع عنه وحماية مصالحه، وبالتالي شن حروباً استباقية، كما لمسنا ذلك في العراق حيث تحتل أرضه وتدمر مقدراته الاقتصادية ومنجزاته العلمية، وتنهب خيراته وثرواته، وتتعرض أ رضه للتجزئة والتشظية، ويتم إدخاله في أتون صراعات وحروب داخلية أثنية وقبلية وعشائرية وطائفية، وذلك بهدف جعل العراق كياناً هزيلاً يفتقر لمقومات وجوده كدولة، وما حدث في العراق يحدث في أفغانستان، والسودان وقبلها الصومال والتي حتى اللحظة تجري فيها الصراعات الداخلية القبلية والعشائرية والأثنية، والتي تقوم بها " مافيات " تجار السلاح، والدم، وغسيل الأموال، والتي تجعل الصومال في أحسن الأحوال، كيان هش وهزيل ويفتقر لمقومات وجوده القومي بل حتى القطري، وما يحدث في تلك الدول يجري العمل على قدم وساق لسحبه على سوريا وفلسطين، وهنا من المهم جداً القول أننا كفلسطينيون وبعد أوسلو، وما أحدثه من انقسام عمودي وافقي في الساحة الفلسطينية، وما آتى به من سلطة تابعة، انهالت علينا النعم من كل ناحية وصوب، حيث أن السلطة التي نشأت عدا عن كونها لا تمتلك سيطرة فعلية على الأرض فهي نهبوية ومتسلطة ومتحالفة بل ومتشاركة مع الرأسمال الطفيلي، ووجودها وبقائها رهن بما تحصل عليه من دعم وإسناد خارجي وتحديداً من مؤسسات النظام الرأسمالي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
هذا الدعم الذي يذهب معظمه لحزمة أجهزتها الأمنية متعددة التسميات وثراء الولاءات والذمم، بحيث أصبح الفساد يعشعش في كل هياكل ومؤسسات وأجهزة السلطة، وتوسعت ظواهر الاستزلام وشراء الذمم والتجيش العشائري والقبلي، وغدت من أبرز مظاهر وسمات النظام السلطوي، وقد جرى تدمير ممنهج ومنظم للكثير من القيم الإيجابية التي سادت المجتمع الفلسطيني، في مرحلة ما قبل السلطة، من تعاضد وتكاثف وتضامن اجتماعي، وتغليب للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ومصلحة المجموع على مصلحة الفرد، بحيث جرى تفريغ الكثير من المناضلين من القيم النضالية والثورية من خلال ربطهم اقتصاديا ووظيفيا وماليا بالسلطة وأجهزتها المختلفة، والانتقال الطبقي للكثير منهم دفع بهم لأن يدافع الواحد عن مصالحه وأمتيازاته ومواقعه ونفوذه بكل الطرق والأساليب المشروعة وغير المشروعة وبغض النظر عن مصلحة الوطن والمواطن، ومع مجيء الانتفاضة الثانية وما حدث فيها من تطورات، أبرزها ضعف في جسم السلطة الرئيسي_تحلل وتفكك وانهيار_، عدم وجود رأس قيادي قادر على تشكيل قاسم مشترك بين أجنحتها تياراتها المختلفة، وتحديداً بعد رحيل ياسر عرفات، هذه الأزمة في السلطة عكست نفسها على حزبها الرئيسي، والذي أخذت أزماته وخلافاته بين تياراته واضحة وأخذت بالتصاعد وبما يهدد وحدة الحركة، والتي بات واضحاً أنها تعيش أوضاعاً صعبة تنذر بمخاطر عده قد تطال المشروع الوطني برمته خصوصاً إذا ما استمرت أوضاعها وحضورها الجماهيري في التراجع والانهيار، حيث عبرت هذه الحالة عن نفسها في خسارة ثقيلة لها في الجولة الرابعة من الانتخابات البلدية والمحلية، وما رافق ذلك من خلافات عميقة حول تشكيل فتح لقائمة موحدة لخوض الانتخابات التشريعية التي منيت بها بهزيمة ساحقة، ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن أزمة فتح وتداعياتها، بل حالة التجيش، والاستزلام والتحشيد العشائري والقبلي دفاعاً عن المصالح والامتيازات ومراكز النفوذ والقرار بين أضجة وتيارات حزب السلطة، وهي نتاج واستمرار لتربية طويلة من العهد السابق والذي كان رئيسه يسعى لربط كل الخيوط والقنوات والمفاصل بيديه ابتلاءاً من التدخل في أمور الأرامل والمطلقات وحتى تعين الوزراء، ونحن لا ننكر دور الاحتلال في تعميق حالة الانقسام والخلاف والفلتان في الساحة الفلسطينية، ولكن ليس هو دائماً الشماعة التي نعلق عليها أخطاؤنا وخلافاتنا، وبالتالي بعد أن وجد البعض أنه ضمن المرحلة الحالية سيسغر امتيازاته، مواقع نفوذه، دوره الاجتماعي، السياسي...............الخ، فأنه طبعاً وضمن ثقافة الصومال السائدة سيلجأ إلى أساليب ووسائل أقل ما يقال عنها أنها بعيدة وغريبة عن كل أخلاقيات وعادات وتقاليد شعبنا الفلسطيني، وبما يدفع به نحو آتون حرب أهلية، وتنامي لثقافة العشائرية والقبلية_ثقافة الصومال_، والتي ليس لها علاقة، بالنضال والثورة لا من قريب أو بعيد، والمناضل الحقيقي يعرف أين يوجه طاقاته وإمكانياته وسلاحه.
ولكن ما يجري ويحدث في ساحتنا الفلسطينية، جداً خطير، حيث أنه في غياب المساءلة والمحاسبة وسيادة القانون، وفي ظل تعمد البعض لخلط الأوراق، وأيضاً تفاقم ظواهر التعدي على كرامة الوطن والمواطن والمؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، وصولاً إلى العمليات المشبوه كخطف المتضامنين والمناصرين لشعبنا الفلسطيني، والتي تقوم بها عصابات " مافيات " التهريب والتجارة غير المشروعة، وفرض الخاوات.......الخ، تحت يافطات ومسميات وطنية، وبالتالي فأنه آن الأوان، أن تتوقف مثل هذه الممارسات والمليشيات وبالضرورة أيضاً وضع النقاط على الحروف، وأن يسمى المولد باسمه، فحالة الفلتان الأمني مسؤول عنها بالدرجة السلطة وأجهزتها المختلفة، حيث أنها في إطار الصراع على النفوذ والسلطة والمراكز والامتيازات والمواقع، تنفذ الكثير من الاعتداءات على شعبنا ومؤسساته وممتلكاته وضيوفه ومتضافيه، وكذلك على حزب السلطة الرئيسي، فتح، تحمل مسؤولياتها في هذا الجانب، فالفلتان الأمني يمارس في أغلبه من قبل أجنحة وتيارات محسوبة عليها، ولذلك لا يجوز التعميم في هذا الجانب، وتحميل الأحزاب والفصائل الأخرى مسؤولية ما يحدث من فلتان أمني، وكما أنه يجب عدم خلق أية ذرائع ومبررات لمثل هذه الأعمال المشبوه وإيجاد حواضن لها، فلا أحد فوق القانون والمحاسبة، فاستمرار عدم المحاسبة والمسائلة وسيادة القانون وتطبيقه سيدفع بنا نحو صوملة المجتمع الفلسطيني، وعندما تعلن عدد من الفصائل أنها بصدد تشكيل قوة لحماية أمن الوطن والمواطن وكرامته، فهذا مؤشر جدي على حجم الضعف واللامسؤولية الذي تبديه السلطة تجاه مثل هذه المسائل الهامة، وهذا يعني أن السيل قد بلغ الزبا، فاليوم الفصائل وغداً العشائر والقبائل تحت مبررات الدفاع عن أبناءها ومصالحها، وهذا يدخل المجتمع الفلسطيني في صوملة مدمرة قد تحرق الأخضر واليابس.
بقلم : الأسير راسم عبيدات
سجن عسقلان



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمة رجب وآه نص
- القدس والخذلان الفصائلي والسلطوي
- قوى ما يسمى بالحالة الديمقراطية الفلسطينية أضاعت فرصتها الأخ ...
- رسالة مفتوحة إلى القوى والأحزاب الفلسطينية ومؤسسات العمل الأ ...
- بين الانتخابات التشريعية الفلسطينية والانتخابات الإسرائيلية
- حذاري ان تتحول غزة الى غزة ستان
- سراويل قادة أمتنا في المزاد العلني!!
- المشهد السياسي الفلسطيني عشية اقتراب الانتخابات التشريعية ال ...
- الترشيح في القدس يعني الاعتقال
- التطبيع ليس وجهة نظر
- مثقفوا الأحزاب بين القبلية والحزبية
- هل تتدارك قوى - الحاله الديمقراطيه - أخطاءها في الانتخابات ا ...
- اسدال الستارعلى قوى اليسار الفلسطيني!!
- مرحلة العري العربي!!!
- عفوا نانسي عجرم..!


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - من يوقف صوملة المجتمع الفلسطيني