أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - مثقفوا الأحزاب بين القبلية والحزبية














المزيد.....

مثقفوا الأحزاب بين القبلية والحزبية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1222 - 2005 / 6 / 8 - 10:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


أحيانا وأنت تسمع وتراقب أو تحضر محاضرة أو ندوة أو ورشة عمل لبعض مثقفي الأحزاب، وهم يهاجمون العشائرية والقبلية والجهوية، على أنها داء وشر مستطير يجب إقتلاعه من أساسه وجذوره، فتقول حمدا الله، نحن على السكة الصحيحة والآفاق والإمكانيات مفتوحة وقائمة لبناء سلطة ودولة يقوم فيها النظام على أساس التعددية الحزبية والفكرية والسياسية وتداول السلطة بالطرق السلمية، ولكن إذا قدر لك أن تحضر مهرجانا إنتخابيا، فأنت ترى عكس اللوحة تماما، حيث ترى أن القائد الحزبي الذي كان يهاجم العشائرية والقبلية، يخلع عباءته الحزبية ليلبس عباءته العشائرية، ويبدأ يخاطب الناس بلغة يا أهلي ويا عشيرتي ويا ربعي، ليس أمامكم إلا مصلحة العشيرة والقبيلة، فأنتم تعرفون أن العشيرة هي أساس عزوتنا وقوتنا ووجودنا، وبالضرورة أن يكون لنا حضور ووجود بين العشائر الأخرى، فلنوحد الصفوف ولندعم مرشحنا بغض النظر عن إنتماءاتنا السياسية... وأمام هذه اللوحة المتعاكسة والأفكار المتناقضة تصاب بدوار شديد وتختلط عليك الأمور، وتقول نحن لسنا أكثر من جماعات قبلية لم تصل الى مستوى تصنيفها كمجتمع، وحينها تدرك أن جيش العشائر والقبائل لن يكون قادرا مهما عظمت قوته على إقامة سلطة مركزية قادرة على بناء مجتمع تحكمه قيم الديمقراطية والعدالة والتعددية الحزبية والفكرية والحرية..

ومما يزيد الطين بلة والإرباك إرباكا، إصرار البعض وتحديدا في المجلس التشريعي، على أن تجري الإنتخابات التشريعية على أساس النظام الإنتخابي القديم - أي وفق نظام الدوائر - وبمعنى آخر تقديم المصلحة الخاصة على مصلحة التنظيم وحتى على مصلحة الوطن، وبالتالي تعزيز العشائرية والجهوية والقبلية وإحتضانهما، وما نشهده ونعيشه الان خير شاهد على ذلك: عشائرية وقبلية وجهوية تنخر في المجتمع.. وفي كثير من القرى والمخيمات سلطة العشائر فوق سلطة الحزب بل وحتى مجازا فوق سلطة السلطة والحكومة، واذا ما إنصاع الشعب والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني لإرادة وقرارات تلك الأقلية الفاقدة لصلاحيتها الإنتخابية والقانونية منذ أكثر من ست سنوات، فإن الأمور ستبدو أكثر سوداوية، وبالتالي ستحكم العشائر والقبائل سيطرتها وسلطاتها على المجتمع، وسيغني كل على ليلاه، وسيتخلى كثير من المثقفين بسبب إرتباطاتهم ومصالحهم العشائرية عن أفكارهم حتى يضمنوا لهم مكانة في العشيرة أو القبيلة في ظل حالة التراجع الواسعة التي تعيشها الأحزاب والفصائل بمختلف ألوان طيفها السياسي الوطني..

ومن هنا فإن المثقفين مطالبون أكثر من غيرهم، بأن يحسموا قناعاتهم وأفكارهم بشكل واضح، إما مصلحة العشيرة والقبيلة واما مصلحة الوطن، فالعام يجب أن يتقدم على الخاص، أما سياسة "نصف اللواط" فلن تفيد أحدا، بل من شأن ذلك أن يضع علامة إستفهام كبيرة على المثقفين ودورهم في المجتمع، ولا يجوز لهم أن يخلعوا كل يوم عباءة ليرتدوا عباءة أخرى، فهناك مسائل بحاجة الى حسم وإتخاذ موقف واضح، فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما تكون هناك جرائم شرف ويسكت عليها المثقفون ولا ينددون بها، أو يكون موقفهم منها عشائري وجهوي وقبلي، وفي المقابل عندما تحدث الجريمة على تلك الخلفية في قرية أو مدينة أخرى، يعلنون إدانتهم وشجبهم وإستنكارهم لها، فهذا غير مقبول ومبرر، فالجريمة جريمة لا يجوز أن نختلق لها الحجج والأعذار، اذا كانت تلامس بيتنا الداخلي (أي العشيرة والقبيلة)، وندينها ونستنكرها اذا لامست أناساً آخرين، وأنا أسوق هذا المثال وأيضا مثال الإنتخابات حيث نتحول الى عشائرين متزمتين، عندما نريد ان نتلقى الدعم والإسناد من العشيرة، وندعو الى محاربة العشائرية والقبلية عندما نكون في موقع أو مكانة لا نحتاج فيها لدعم وإسناد العشيرة.. وبمعنى آخر على قادتنا الحزبين وعلى مثقفينا الخروج من حالة الإلتباس هذه.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتدارك قوى - الحاله الديمقراطيه - أخطاءها في الانتخابات ا ...
- اسدال الستارعلى قوى اليسار الفلسطيني!!
- مرحلة العري العربي!!!
- عفوا نانسي عجرم..!


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - مثقفوا الأحزاب بين القبلية والحزبية