أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القمة العربية والانتخابات الإسرائيلية














المزيد.....

القمة العربية والانتخابات الإسرائيلية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد تزامن انعقاد القمة العربية في الخرطوم مع الانتخابات الإسرائيلية، واللافت للنظر أن الانتخابات الإسرائيلية كانت تستقطب اهتمام وسائل الإعلام والرأي العام دولياً وعربياً وفلسطينياً على حساب الاهتمام بالقمة العربية، على الرغم أن الأمر يجب أن يكون مقلوباً، ولكن الأمر الذي يجعل الصورة هكذا، هو ربما يعود لان الإنسان العربي قد توصل قبل غيره وكما يقول المأثور الشعبي" إللي بيجرب المجرب عقله مخرب"، أي أنه ينظر إلى هذه القمم على أنها قمم غير منتجة أو خادمة لقضاياه من قريب أو بعيد، ولسان حاله يقول كفانا الله شر هذه القمم، فهذه قمم العزائم والولائم والطباق والجناس والتباري في الشعارات والخطابات والمفردات غير المقرونة بأية قرارات عملية أو خطوات فعلية تشعر المواطن العربي بالثقة والأمان وتعيد له الهيبة والاحترام وتشعره بأهمية وقيمة انعقاد مثل هذه القمم، بل وصل الأمر بالمواطن العربي القول أن قمم الانهيار والعجز لن تزيد الوضع العربي إلا انهياراً وعجزاً، وكل ما يطرح فيها تكرار ممل لحد الشعور بالغثيان، وخصوصاً أن الإنسان العربي بات يؤمن ويقتنع أن بياناتها الختامية تصوغها مسبقاً قوى غير عربية، وحتى لا أتهم بالتجني والقدح والذم في أصحاب الفخامة والجلاله والسمو أطال الله في أعمارهم وتجبرهم في شعوبهم، أن أطرق أرض الواقع، فالجميع يذكر أنه في القمة العربية التي عقدت في بيروت، وطرح خلالها مبادرة السلام عربية لحل الصراع العربي_الإسرائيلي وجوهرة القضية الفلسطينية، كان الرد الإسرائيلي على ذلك فورياً حيث داست الدبابات الإسرائيلية هذه المبادرة واجتاحت كل مناطق السلطة الفلسطينية وحاصرت الرئيس الراحل أبو عمار في المقاطعة، ولم يجرؤ أي زعيم عربي حتى على مهاتفته، وليس اتخاذ خطوة عملية للرد على العنجهية والغطرسة الإسرائيلية، أضعف الإيمان الفك الفوري للحصار عن الرئيس الراحل أبو عمار، وما أشبه اليوم بالبارحة، فالقمة العربية الأخيرة في الخرطوم وبناء على أوامر وتعليمات الصديقة الكبرى، لم تجرؤ القمة على دعوة حماس لحضور القمة، وقبل ذلك لم يجرؤ زعماء عرب وبناءاً على نفس النصيحة على استقبال وفد من حماس المنتخب ديمقراطياً وفق كل معايير ومقايس الديمقراطية الغربية، وليلة انعقاد القمة، عندما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة"يهود أولمرت"والمنتخب لاحقاً عن استمراره في خطة الانفصال أحادي الجانب، وضم وعزل القدس عن محيطها الفلسطيني، وماذا كان رد القمة على ذلك؟ لم يخرج على المعهود، إنشاء يرفض ويشجب هذه الخطوة، ومن باب رفع العتب، واللهم لا نسألك رد القضاء بل اللطفا فيه، ودون أن يقرن ذلك بأية آليات أو خطوات عملية للرد على" أولمرت" عندما يقوم بتنفيذ خطته.
باختصار العرب أصبح ينظر إليهم على أنهم خارج الأمة العاقلة، والمواطن العربي أصبح يصاب بحالة من الغثيان من هذه القمم، فهي قمم عقيمة ومخصيه وعاقرة ولم تنجب شيئاً لمصلحة العروبة والإسلام، بدءاً من قمة الخرطوم الأولى قمة اللاءات الثلاث، لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف بإسرائيل إلى قمة الخرطوم الأخيرة قمة استجداء الصلح والمفاوضات والاعتراف، ومن هنا جاء الاهتمام الإعلامي العربي والدولي بالانتخابات الإسرائيلية على حساب القمة العربية لمعرفة واقتناع العرب والعالم بان إسرائيل لاعب رئيسي في رسم خريطة المنطقة، منطقة الشرق الأوسط تفكيكاً وتركيباً، وهي تقوم بذلك بالعمل والفعل لا بالخطابات والشعارات والبيانات والقرارات التي ينتهي مفعولها، لمجرد انتهاء الحبر الذي تكتب فيه، والحالة المحزنة لهذه القمم العربية هي التي دفعت بالسعودية لحد الاعتذار عن استقبالها في العام القادم، ومن حق السعودية فعل ذلك، لأنها اقتنعت أن الجزء الذي يحضر هذه القمم من أصحاب الفخامة والجلاله والسمو، هو من باب رفع العتب وإسقاط الواجب، أو لربما يستغلها البعض كسوق عكاظ لطرح معلقة جديدة، أو تصفية حساب مع هذا الزعيم أو ذاك، ومن ثم حضور مراسيم الولائم والعزائم وطقوسها وفي النهاية الإشادة بحسن الحفاوة والضيافة والاستقبال، ولذلك ليس بخاف على أحد منا، لماذا كان جل الاهتمام مسلطاً على الانتخابات الإسرائيلية وليس على القمة العربية، لأن إسرائيل تمتلك وزناً ودوراً وحضوراً وفعلاً محليا وعربيا ودوليا، وهل تحدت المعجزة وترتقي قمة عربية إلى مستوى التحديات، وتتخذ قرارات مهما كان حجمها لها صفة الفعل والتنفيذ لمصلحة هذه الشعوب التي ملت الدعاء والاستجداء؟

بقلم الأسير: راسم عبيدات
سجن عسقلان



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفواً مات العرب !
- هذا الزمن العربي مجيد وسافل
- مفارقات
- ما الذي يمنع فتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين؟
- إعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية يجب أن يمهد لتعامل وثقافة ...
- هل تتولد وتنشأ نخب سياسية فلسطينية جديدة
- إبقوا بعيداً عنا، لا نريد نصائحكم ولا إرشاداتكم
- ما المطلوب من حماس مقدسيا
- الآن وماذا بعد
- الشعب الفلسطيني أطلق رصاصة الرحمة على قوى ما يسمى بالحالة ال ...
- لم نتمكن من معالجة أوضاع اليسار الفلسطيني بعد الانتخابات
- من يوقف صوملة المجتمع الفلسطيني
- أمة رجب وآه نص
- القدس والخذلان الفصائلي والسلطوي
- قوى ما يسمى بالحالة الديمقراطية الفلسطينية أضاعت فرصتها الأخ ...
- رسالة مفتوحة إلى القوى والأحزاب الفلسطينية ومؤسسات العمل الأ ...
- بين الانتخابات التشريعية الفلسطينية والانتخابات الإسرائيلية
- حذاري ان تتحول غزة الى غزة ستان
- سراويل قادة أمتنا في المزاد العلني!!
- المشهد السياسي الفلسطيني عشية اقتراب الانتخابات التشريعية ال ...


المزيد.....




- عمدة موسكو: الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 19 مسيرة أوكرانية ...
- باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير
- إدارة ترامب: هارفارد لن تتلقى أي منح حتى تلبي مطالب البيت ال ...
- ويتكوف: واشنطن تعمل على ترتيب جولة رابعة من المحادثات النووي ...
- وزير الخارجية الإيراني وقائد الجيش الباكستاني يبحثان التحديا ...
- شركات طيران دولية تمدد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الصارو ...
- ترامب يتعهد بمساعدة سكان غزة في الحصول على -بعض الطعام-
- ألمانيا ترفض خطط إسرائيل الرامية إلى احتلال غزة
- تقنيات الإخصاب الحديثة تعيد الأمل لمن تأخر إنجابهم
- ارتفاع قتلى قصف مصنع الحديدة.. وغارة أميركية على صنعاء


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القمة العربية والانتخابات الإسرائيلية