أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الرئيس والبابا … وباقةُ زهور بيضاء














المزيد.....

الرئيس والبابا … وباقةُ زهور بيضاء


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6469 - 2020 / 1 / 19 - 11:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تأملّوا معي المشهدَ "الشِّعريَّ" التالي: (في عيد الميلاد، يدخلُ رئيسُ مصرَ حاملاً باقةً من الزهر، ثم يقفُ بين قداسة البابا رأس الكنيسة المصرية، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، يحتفلون معًا بعام جديد، ويهنئون شعب مصر بعيد ميلاد السيد المسيح كلمةُ الله، عليه وعلى أمّه السلام، ويطمئنون المصريين بأن مصرَ محفوظة بأمر الله من كل محاولات أهل الشر لإسقاط مصر.) كمْ حلُمتُ بهذا المشهد الجميل بأن يحدث في بلادي. أن يحضر شيخ الأزهر بنفسه، بدلاً من أن يُنيبَ عنه أحدًا؛ تمامًا مثلما يحضر الرئيسُ السيسي بنفسه كلَّ عامٍ دون أن يُنيب أحدًا، برغم مشاغل مصر الهائلة في رحلة النهوض العسرة، وبرغم حال التأهّب للحرب التي نعيشها اليوم. ولن أفقد الأملَ بأن غدًا أو بعد غدٍ سيحدثُ هذا في عام مقبل. يومَها سأطمئنُ أن مصرَ بدأت تسيرُ على درب الدولة المدنية التي ننشدُها جميعًا.
للسنة الخامسة على التوالي، يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي الكاتدرائية المصرية، في يناير للتهنئة بعيد الميلاد المجيد. وكأنه يجدِّدُ العهد الحضاريَّ بأن مصرَ تحتضنُ أبناءها جميعًا دون تمييز عَقدي لا يليق بدولة أوشكت بإذن الله أن تكون من كبريات دول العالم كما يليق باسمها الموغلِ في العراقة والتفرّد والعِظَم. أضافَ هذا العام إلى طقس الزيارة شيئًا جميلاً متمثِّلا في باقة زهور البيضاء أهداها الرئيسُ إلى قداسة البابا، وكأنه يقدّم تلك الزهورَ إلى كلِّ أقباط مصر المسيحيين في عيد الميلاد. وللزهر الأبيض دلالاتٌ جميلة، أهمُّها: النقاءُ والرباطُ الأبديُّ الذي لا تنفصمُ عُراه، والتوحّد على المحبة في السرّاء والضرّاء، والعُسر واليسر، والشدّة والفرح.
في كاتدرائية "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية، عشيّةَ عيد الميلاد، 6 يناير 2020، كنّا نحن الحضورَ نترقَّبُ حضورَ الرئيس مثل كلّ عام. لكنّني همستُ لزوجي الجالس جواري: “على فكرة، لو لم يحضر الريّس هذا العام لكان معه العذر. فمصرُ في حال تأهّبٍ لحرب وشيكة، لا قدّر الله. والريّس بالتأكيد في حاجة ماسّة إلى كل لحظة من يومه وليله للتخطيط والاستعداد لحماية مصر من الغزو العثماني الذي يلوح في الأفق. وقداسة البابا، بحِسِّه الوطني الرفيع، سوف يقدِّر ذلك ويقدِّم العذرَ للرئيس، وسوف يقدر الأقباطُ الوطنيون ذلك أيضًا. فالرئيسُ لم يتأخر عن الحضور في جميع الأعوام السابقة منذ تولّى الحكم.” ولم أكد أنهي كلامي حتى شاهدنا الرئيس عبد الفتاح السيسي يدخل من نهاية قاعة الكنيسة يصافح الحضورَ، ثم واجه الجماهيرَ المحتشدة، وألقى كلمة في غاية الجمال، تُطمئن المصريين على بلادهم وأمنهم. قال الرئيس: “إذا كنتم تحبّون الله، فأحبّوا بعضكم بعضًا. ولا تسمحوا لأحدٍ بأن يفسدَ ما بيننا، وانبذوا محاولاتِ الوقيعة والفتن، واجعلوا المحبةَ طبيعةً وعادة وتقليدًا أبديًّا لا يخبو. نحن نتعاملُ بشرف في زمنٍ ليس فيه شرف. والُله يعلمُ السرائر وسوف ينصرُ الشرفاء. لا تقلقوا على مصرَ. فمادمنا يدًا واحدة لن نُهزَم أبدًا. اللهُ أراد لنا أن نمرَّ الآن بظرفٍ صعب. ولكن هذا لنا، مثلما هو علينا. لأن ذلك الظرفَ سيجعلنا نتيقّظُ ونتوحّد؛ لأن وحدةَ المصريين هي خطُّ الدفاع الأول ضدَّ أية محاولات للنيْل من مصر.”
(يصعدُ إلى مَِنْجَليةِ الَمذبحِ/ يقرأُ سورةَ مريم/ ليبارِكَ الطفلَ الجميلَ في مِزْوَدِ البَّركة/ ثم ينحني/ يرتّبُ هدايا الميلادِِ تحتَ قدميْ الصغيرِ الأقدس: ذهبًا ولُبانًا ومُرًّا/ فتبتسمُ الأمُّ البتولُ/ وتمسحُ على جَبهةِ الأميرِ/ هامسةً: مباركٌ أنتَ بين الرجال أيّها الابنُ الطيبُ/ فاجلسْ عن يميني/ واحملْ صولجانَ الحُكمْ/ وارتقِ عَرشِ بيتي/ وارفعْ رايتي عاليةً بين النساءْ/ وعلّمِ الرَّعيَّةَ كيف يحتضنُ المحرابُ المذبحَ/ وكيف تتناغمُ المئذنةُ مع رنينِ الأجراسْ/ وارشدْ خُطاهم/ حتى يتبعوا النَجمَ/ الذي سوف يَدُلُّهم على الطريقْ/ إلى أرضِ أجدادِهم الصالحين بُناةِ الهرم/ فإذا ما وصلوا إلى ضفافِ النيلْ/ أوقَدواالشموعَ في وهجِ الصبحِ/ حتى تدخلَ العصافيرُ/ عند المساء أعشاشَها/ بعدما تبذرُ القمحَ والشَّعيرَ والسوسنَ على أرضِ طِيبةَ كلِّها/ فلا ينامُ جائعٌ جائعًا/ ولا محرومٌ يبقى محرومًا/ ولا بردانٌ/ بردانًا ينامُ ليلتَه/ ولا حزينٌ يجِنُّ الليلُ على عينيه/ دونما يدخلُ قلبَه الفرحُ.)
"الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن، ويحبُّ أبناء الوطن.”
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحَجُّ العالميُّ إلى أرض مصر
- أطرق باب بيت ... لا يعرف الحزن
- لا أملكُ إلا ابتسامتي!
- على عتبة الطفل الصامتٍ
- قُبلةُ حبيبي … بألفِ عام
- جيشُ مصر العظيم ... هو جيش العرب
- 100 مليون مقاتل مصري ... في وجه الغزو العثماني
- ميري كريسماس … بأمرِ الحُبِّ وحِمى القانون
- 51 بحبّه!
- العشبُ الداعشيُّ … والأراضي البور
- الجميلةُ ... المَنسيّة!
- الغرابُ الجميلُ … المجنيُّ عليه!
- مصرُ الطريق … في باريس
- موتُ الكاتب …. وازدراءُ الأديان
- فتحي فوزي مرقس … طبيبٌ برتبة فارس
- لفرط حضورك … لا أراك!
- حين حاورتني الصغيرةُ آنجلينا
- الإنسانُ … مفتاحُ السرّ في دولة الإمارات
- هل طفلُك أحمق؟ هل طفلتُك غبية؟
- أولئك كانوا صخرتي … في محنتي


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الرئيس والبابا … وباقةُ زهور بيضاء