أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - الحبيسة .!!














المزيد.....

الحبيسة .!!


ميشيل زهرة

الحوار المتمدن-العدد: 6440 - 2019 / 12 / 17 - 22:41
المحور: الادب والفن
    


لم يكن ذلك الولد الهاديء البريء .. و لم يترك شيئا حوله إلا و تفقده و تساءل ، و سأل عنه من يحيطون به ..لكن شيئا وحيدا أرهقه التفكير به عندما كان يدخل الغرفة التي ينام فيها مع أمه و أبيه ، تلك القارورة الصغيرة المليئة بالطحين ، و الابر ، و المختومة بالشمع ، و المعلقة بخيط في مسمار فوق الباب بكل ثقة و وقار من الجميع ، تلك هي التميمة التي تقي ذلك الولد الشقي من الجن ..و من قال إن الجن سيخرج منها ، و يعبث بعقل الصبي ، بعد أن أغلق عليه ، الشيح عبد الجبار العسس ، بكل ما استطاع من تعاويذ ، و أبر تخزّ الجن لو حاول الخروج من القارورة و يعبث بعقل الصبي . لكن الولد لم يهنأ له بال إن لم يعرف ما بداخل القارورة التي تسمى الحبيسة .! و ذات ضحى ، كان الأهل في الحصاد ..و تنمّر الصبي كقط شرس ، و صعد على سلم صغير ، و سحب الحبيسة من مكانها ، و انتزع بعض الشمع الاصفر عن فوهتها بهدوء الخائف ، الذي ينتظر خروج الجنيات من الزجاجة ..و راح قلبه يخفق بشدة لخوفه ..ألم يقل الشيخ إنه جمع كل الجن الذي سيعبث بعقل الصبي و يسجنه في زجاجة مليئة با لأبر التي تخيط بها أمه الثياب .؟؟ إذا هي مهمة خطرة أن يغامر بحياته و يخرج كل الجن المحبوس في داخلها ..لكن أمله أن تخرج الجنيات التي صورتها الجدة على أنها طيبة و جميلة و تحب الأطفال ، و تأخذهم إلى عوالمها الجميلة ، ما ساعده على المضي بمهمته ، و فتح الزجاجة ، دون أن يعرف أن من يفتحها سيفقد عقله الذي يترافق مع خروج الجنيات كما قال الشيخ عبد الجبار ..و أخرج الابر من الزجاجة ، و بعض غرامات الطحين الذي تركها الشيخ طعاما لمئات الآلاف من الجنيات المحبوسة عن اللعب بعقل الصبي ، ثم أعادها و لم يغلق عليها ..و من يومها انفلت عقل الصبي مع انفلات الجنيات ، و لم تستطع كل المشايخ أن تعيد الجنيات و عقل الصبي إلى القارورة الصغيرة ...! لكن الام لم تكتشف سر فعلة الابن إلا عندما احتاجت ابرة لتخيط له جلبابه الممزق ، فصعد السلم إلى عتبة الباب ، و هي تراقبه بدهشة ، و فتح الحبيسة بفرح غامر ، و سحب منها إبرة ، و أعطاها لأمه التي كانت لا تصدق ما فعله ابنها ، الذي لم يفقد عقله رغم خروج جنياته من الأسر ..!



#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكاح ( خليفي ) علني .!
- سادية الرحمة ، و نشوة الألم .!!
- السرانية و الرعب العقائدي .!!
- البحث عن الحقائق الضائعة .!
- مرتكزات الوعي .!!
- العبيد ..!
- الضوء .!!
- هوزيه .!!
- طريق السرير .!
- الخوف .!
- منعطفات حادة في الروح .!
- عبدو الأجدب عاشقا .!
- يغتال بابنيان من جديد .!
- كابوس .!
- لمن البقاء .؟؟
- هل هو اغتيال جديد لسوريا .؟؟
- صدى الذاكرة .!
- مذكرات صوص ..رحلة حضارة .!!
- مذكرا صوص ..!
- الفخّ .!!


المزيد.....




- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - الحبيسة .!!