أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - الخميس العراقي اللبناني














المزيد.....

الخميس العراقي اللبناني


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 6440 - 2019 / 12 / 17 - 13:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انحشرت السلطتين العراقية واللبنانية في اضيق زوايا الاداء السياسي في تاريخ البلدين منذ استقلالهما، بعد التصاعد المنظم للاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة في عموم المدن والقصبات، والتي تجاوزت كل التوقعات والحسابات الداخلية والاقليمية والدولية، خاصة في جزئية رفضها لطواقم الحكم كاملةً، بالمراكز والعناوين والاسماء .
التناغم الواضح بين الاحداث يؤشرعلى المحرك الاساس والمشترك لانفجارالجماهير في البلدين، وهو الفساد المنظم، الضارب والمسيطر على هياكل المؤسسات الحكومية التي تتقاسمها الاحزاب السياسية المشتركة في الحكومات الطائفية المتعاقبة، بالتوافق والاتفاق بين الداخل والخارج، على حساب مصالح الشعبين.
اذا كانت القوى السياسية في لبنان، ادمنت التقسيم الطائفي للسلطة (ومواردها)، وتعايشت مع بعضها برعاية من المانحين الدوليين والاقليميين منذ اتفاق الطائف عام 1989، بعد جولات من الحروب الداخلية بينها، وجولات من العدوان الاسرائيلي المحتل لاراض لبنانية منذ نكسة حزيران عام 1967، فان الطائفية وأمراضها الفتاكة جديدة على الشعب العراقي وقواه السياسية الوطنية، اضافة الى موارد العراق الهائلة التي لايحتاج معها الى المانحين الذين يفرضون شروطهم في تركيبة النظام السياسي واتجاهاته ، لو توفرت الارادة الوطنية الصادقة لقياداته المنتخبة منذ سقوط الدكتاتورية، وهو مالم يحدث، فقد انصاعت القيادات لارادات المحتل وقوى الاقليم المتصارعة، ليكون الشعب العراقي ضحية الجميع .
المأزق الكبير والعميق الذي وقعت فيه سلطات الفساد في العراق ولبنان بلغ مداه الآن، ورسى على موعد واحد للحسم في بيروت وبغداد هو يوم (الخميس )، لاختيار رئيس وزراء جديد، تواجه به قوى الاحتجاج، أملاً في بداية لتفكيك الاستعصاء وتجاوز تداعياته المتصاعدة، لكنه بالتأكيد أمل ضعيف، لأن الطبقة السياسية المرعوبة من التغيير، سوف لن تختار شخصيةً من خارج مظلاتها الفكرية، لانها لاتستطيع التسليم بالواقع الجديد الذي يهدد مواقعها ومكاسبها وينهي مستقبلها السياسي، وفق الدستور والقوانين النافذة في كلا البلدين.
ان المعالجة الناجعة للاوضاع الاستثنائية في العراق ولبنان، تتطلب من جميع الاطراف التنازلات الحقيقية والمؤثرة ايجاباً ،لتدوير زوايا التقاطعات، كي تكون الطرق سالكة لتغييرات نوعية في النظام السياسي، تعيد للمؤسسات دورها الفاعل في تشريع وتنفيذ القوانين، الحامية للوطن والمواطن من كل اشكال الفساد، والقادرة قبلها على فتح الملفات المغلقة بارادات سياسية داخلية وخارجية طوال السنوات الماضية، مهما كانت خطورتها وتداعياتها على جميع المستويات .
مهما تعددت الوان الفساد وأشكاله وأساليبه ورموزه، فأن نتائجه النهائية القاسية، تستهدف الفقراء وحدهم دون استثناء، والمفارقة أن هؤلاء هم الناخبون المؤثرون في وصول الفاسدين الى سدة الحكم في جميع البلدان، وهم وحدهم الصابرين على الظلم والفساد ونكران الجميل، بسبب خطب السياسيين ومواعظ الدجالين، قبل أن يطفح بهم الكيل ويقلبوا الطاولات على الجميع، لتغيير واقعهم المرير نحو حياة كريمة يستحقونها، هم واجيالهم القادمة، اصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير النوعي الحقيقي، الذي يعيد بناء الانسان والاوطان على اسس قانونية وانسانية راقية، وأن (الخميس) لناظره قريب .



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب يريد .. وسيحقق مايريد
- حوار الرصاص والمأزق الكبير
- عراق الطين والعجين
- مجلس مكافحة الفساد والقائمة السوداء
- حكومة تسريب الأموال
- مجزرة (العنبر) في الناصرية
- الاستقالة وسام وطني
- تحرير الوزارات
- أضعف الحكومات العراقية
- عراق العاطلين والمستشارين
- مسابقة المليون وزير ..!
- آخر صمام أمان
- الرئيس القائد والرئيس الزائد
- القول الأخير للمعارضة الصامتة
- كلهم حكومة والشعب معارضة ..!
- عودة ( حليمة ) وأخواتها
- نجاح باهر وفشل ذريع ..!
- النفط مقابل البلاء ..!
- لصوص العمارة أكثر شطارة ..!
- بيان واحد يكفي ..!


المزيد.....




- طوله مترين تقريبًا.. تمساح -ينتظر- نزيلًا أمام غرفته بفندق أ ...
- إيران أم إسرائيل؟.. خبير يوضح لـCNN من يستفيد أكثر بإطالة أم ...
- لماذا حُذفت مئات الأسماء من قوائم ضحايا غزة؟ | بي بي سي تقصي ...
- سفن متقدمة وأنظمة إعتراض.. كيف تساعد واشنطن إسرائيل في صدّ ه ...
- الصحة العقلية - خمس عادات داوم عليها للحفاظ على شباب دائم
- باكستان ترشح ترامب لجائزة نوبل للسلام
- رئيس وزراء أرمينيا يقوم بزيارة -تاريخية- لتركيا
- ما هي استراتيجية -الدفاع الأمامي- التي تتبناها إيران؟ وهل تس ...
- بوتين لسكاي نيوز عربية: أوكرانيا تستحق مصيرا أفضل
- فصل الشاحن أم الهاتف أولا؟.. عادات بسيطة تطيل عمر البطارية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - الخميس العراقي اللبناني