عزالدين أبو ميزر
الحوار المتمدن-العدد: 6391 - 2019 / 10 / 26 - 15:35
المحور:
الادب والفن
د.عزالدّين أبوميزر
الشّاعِرُ العَابِد-قصيدة
لو كنتِ مِثلِي تَكتُبينَ الشِّعرَ يَا حَبيبَتِي
وَتَعرِفِينَ كَيفَ تُولَدُ القَصِيدَةْ
وَكَيفَ تَغدُو بَسمَةٌ عَابِرَةٌ قَصِيدَةْ
وَآهَةٌ حَزينَةٌ قَصيدَةْ
وَكِلْمَة نَقولُهَا مِن غَيرِ تَفكيرٍ قَصيدَةْ
وَخُصلَةٌ شَارِدَةٌ مِن شَعَرٍ قَصيدَةْ
عَرفتِ سِرَّ الكَونِ يَا حَبيبَتي
وَكيفَ... كَيفَ... يَستَقِي
مِن نَبعَةِ الأشعَارِ يَا حَبيبَتِي خُلودَهْ
........
لَوكُنتِ مِثلي تَكتُبينَ الشّعرَ يَا حَبيبَتِي
عَرفتِ كَيفَ أعشَقُ
وَمَا الّذي يَجذبُني وَمَا الّذي
يَدفَعُني
وأيّ سِرٍ غَامِضٍ يَلفّني،
وأيّ سِحرٍ رَائعٍ،
بِرغبَةٍ مَجنونَةٍ إليكِ يَا حَبيبَتي يَشُدّني
حَتّى إذا بَلغتُهُ،
وَجَدتُني بِلهفَتي،
وَكُلّ كُلّ رَغبَتي وَقُوّتي
فِي عُمقِ عُمقِ سِرّهِ أنطَلِقُ
فَأنتِ يَا حَبيبَتي،
فِي نَظَرِي كَشَاعِرٍ
أكبَرُ مِن قَصِيدَةِ
........
لَو كُنتِ مِثلِي تَكتبينَ الشّعرَ،
يَا حَبيبَتي
عَرفتِ أنّ شَعرَكِ الحَريرَ فِي انسيابِهِ،
أُرجوحةٌ مِن ذَوبِ عُمرِي تُغزلُ
شَلّالُ عِطرٍ دَافِيءٍ،
فِي لَيلِهِ أغتَسِلُ
وَنَغمَةٌ حَالِمَةٌ،
عَلى جَناحَيهَا أنَا أرتَحِلُ
........
لَو كُنتِ مِثلي تَكتُبينَ الشّعرَ يَا حَبيبَتي
رَأيتِ فِي عَينَيكِ مِثلي عَالَمًا
مِن فِتنَةٍ يَحَارُ فِيهَا النّظَرُ
دُنيَا مِنَ الأحلامِ لمّا تَزَلْ،
عَذراءَ فِي دَلالِهَا تَبَخْتَرُ
قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ، لَم تُعتَصَرْ بَعدُ،
وَمَا زَالَت عَلى غُصونِهَا،
لِمَوعِدٍ تَنتَظِرُ
......
لَو كُنتِ مِثلِي تَكتبينَ الشّعرَ يَا حَبيبَتي
وَتَعرفينَ كَيفَ أجعلُ الأزهارَ،
وَالأحلامَ، فِي دَفاتِرِي قَصائِدَا
وَكيفَ تُصبِحُ الرُّؤَى،
فِي نَاظِرِي،
خَدًّا وَصَدرًا نَاهِدَا
أحبَبتُ يَا حَبيبَتي
بِأن تَظَلِّي مِثلَمَا أنتِ،
وَأبقَى شَاعِرًا
فِي هَيكَلِ الجَمَالِ نَاسِكًا، وَعَابِدَا
#عزالدين_أبو_ميزر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟