أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزالدين أبو ميزر - صرخة قبل الزوال















المزيد.....

صرخة قبل الزوال


عزالدين أبو ميزر

الحوار المتمدن-العدد: 5975 - 2018 / 8 / 26 - 23:11
المحور: الادب والفن
    


*
د. عزالدين أبو ميزر
مَلْحَمَةُ ******

* صَرخَة ..قَبلَ الزّوَال *

فِي لَحظَةِ الصِّدقِ كَمْ تَسمُو بِنَا الفِكَرُ

وَيَنجَلِي بِجَلاهَا السّمعُ والبَصَرُ

وَالنّفسُ تَختَالُ زَهوًا فِي تَصَوُّرِهَا

حَتّى تَكادُ تُرى مِنُ خَلفِها الصُّوَرُ

وَالعَقلُ يَغدُو بِلا حَدٍ يُحَدُّ لَهُ

وَلا تُؤَطِّرُهُ فِي أُفْقِهِ أُطُرُ

فِي لَحظَةِ الصِّدقِ هَذِي قَد وَقَعْتُ أنَا

أَصُدفَةٌ هِيَ كَانَتْ أم هُوَ القَدَرُ

أمْ أنّ رَبّي رَآى قَلبي يَئِنُّ جَوًى

وَقَد بَكى أسَفًا مِن حَالِنَا الحَجَرُ

وَفُرْصَةُ العُمرِ هَذي اليَومَ قَد سَنَحَتْ

بَعْدَ الثّمانينَ لَمّا مَسّنِي الكِبَرُ

فَلَيتَهَا قَد أتَتْ والعُمْرُ مُقتَبِلٌ

وَرَوضُ عُمرِيَ غَضٌ رَيِّقُ نَضِرُ

كَيْ مَا أقومُ بِدَورٍ قَد يُشَرِّفُنِي

وَتِلكَ أُمنِيّةٌ مِيلادُهَا عَسِرُ

إنْ لَم أَكُنْهُ فَحَسبِي مِنْهُ مَعرِفَتِي

وَمَا أرَى وَلِغَيرِي الدّورُ والأثَرُ

نَظَرتُ حَولِي فَإذْ بِالأُفْقِ مُنفَتِحٌ

وَإذْ بِمَركَبَةِ التّارِيخِ تَنتَظِرُ

أمَامَها " بَنُورَامَا " الكَونِ مُذْ فُتِقَتْ

عَنِ السّمَا أرضُنا والشّمسُ والقَمَرُ

لا آدَمٌ بَعدُ أو حَوّاءُ قَد خُلِقَا

أو أُهبِطَا فَوقَها واسْتُنسِلَ البَشَرُ

عَلى حَقيقَتِها كُلّ الأُمورِ هُنا

فِي عَالَمِ الصّدقِ لا كِذبٌ ولا غَرَرُ

وَإذْ بِصَوتٍ يُنادينِي ويَصْرخُ بي

إذا مَضَيتُ فَلا وِرْدٌ وَلا صَدَرُ

فَقُلتُ خُذنِي فَمَا في العُمْرِ مُتَّسَعٌ

وَلَنْ يَعودَ لِمِثلِي العُمْرُ يُختَصَرُ

إلى قَبائِلِ قَومي في مَضارِبِهِمْ

فِي الجاهلِيّةِ حَيثُ المَوتُ والخَطَرُ

وَحَيثُ دَاحسُ والغَبرَاءُ تَطحَنُهُمْ

وَجَذوَةُ الحِقْدِ فِيهِم نَارُها تَئِرُ

"وَمَنْشِمٌ " عِطْرُها قَد دُقَّ بَيْنَهُمُ

وَصَرصَرُ الحَربِ لا يُبقي ولا يَذَرُ

وَهالَنِي أنّ هَذَا الحِقد في دَمِهِمْ

والقَتْل والغَدْر في

جِينَاتِهِمْ زُمَرُ

وَهُمْ أشَدُّ نِفاقًا فِي حَياتِهِمُ

وَكُفْرُهُمْ كافِرٌ فيهِمْ وَمُشْتَهرُ

حَتّى انْتَقَى لَهُمُ مِنْ بَيْنِ أنْفُسِهِمْ

رَبّي رَسولًا وَقَد كانت بِهِ الخِيَرُ

بِالعَدلِ قَوّمَ فيهِمْ كُلّ مائلَةٍ

كَأنّهُ الغَيثُ بَعدَ الجَدبِ يَنهَمِرُ

وَبَلّغَ النّاسَ ما أوْحَى الإلَهُ بِهِ

ما مَلَّ يَومًا وَمَا أزرَى بِهِ خَوَرُ

وَقامَ فِيهِمْ خَطيبًا يَومَ حجّتِهِ

وَقَد أُتِمَّتْ نُزُولًا كُلّها السُّوَرُ

عَلى المَحَجّةِ إنّي قَد تَرَكتُكُمُ

فَاسْتَمسِكُوا بِكِتَابِ اللهِ وائتَمِرُوا

وَأشهَدَ اللهَ أنْ أدّى أمانتَهُ

إذْ ما تَبَقّى لَهُ مِنْ بَعدِها عُمُرُ

وَكَيفَ أمّتُهُ مِنْ بَعدِهِ انْقَلَبَتْ

وَالحَقُّ بابٌ عَلَيهِ أُسْدِلَتْ سُتُرُ

وَاسْتَحضَرُوا "مَنْشِمًا" بالعِطْرِ تَرفِدُهُمْ

وَلَمْ يَزَلْ عِطْرُها لِليَومِ يَنتَشِرُ

قامَتْ تَميمٌ وَقَيسٌ بَعدَ أنْ غَفَتَا

وَبَعدَ كُلّ رِضاها اسْتُغضِبَتْ مُضَرُ

وَإذْ بِها كُتُبُ التّاريخِ كَاذِبَةٌ

وَالحَقُّ عَكسُ الّذي جاءتْ بِهِ السّيَرُ

وَأنّنا بَعْدُ لَمْ نَقرَأْ
صَحائفَنَا

وَمَا تُدُبِّرَ فينا المُصْحَفُ العَطِرُ

وَأنّ أسلافَنَا صاغوا سِواهُ لَنا

وَنَحنُ نَجْتَرُّ ما قالوا وَما ابتَكروا

كَما أرادَ لهُمْ حُكّامُهُم وَقَضتْ

شَهواتُهُمْ لَهُمُ والكِبْرُ وَالصّعَرُ

قُرآنُنا لَمْ يَزَلْ بِكْرًا كما نَزَلَتْ

عَلى الرّسولِ بِهِ الآياتُ والسّوَرُ

وَأنّنا لَمْ نَزَلْ وَالجَهلُ يُغْرِقُنا

وَما تَفَتّحَ في أذهانِنا الزّهَرُ

بَلْ مَا تَبَرعَمَ مُذْ بِالحَقِّ فارَقَنا

هَذا الرّسولُ وَغابَ الوَحيُ والخبَرُ

نَقضي عِطاشًا وَصَفوُ الماءِ في يَدِنا

وَالخَيرُ مِنْ حَولِنا وَالظّلُّ وَالشّجَرُ

كَأنّنا في غِنًى عَنْهُ فَفي دَمِنا

رُوحُ التّكَبُّرِ وَالصّحراءُ تَنتَصِرُ

وَرَبُّنا المالُ يُغرينا الوُصولُ لَهُ

وَفَرْجُ أُنثَى وَرَاهُ يَركُضُ الذّكَرُ

نَعيشُ كِذبَةَ تَاريخٍ تُخَدّرُنا :

الشرقُ دَانَ لَنا وَالبَدوُ وَالحَضَرُ

وَفي الحقيقَةِ أنّ اللهَ سَلّمَنا

وَفي قُلوبِ سِوانا اسْتَوطَنَ الذّعُرُ

وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا لَمّا التّتارُ غَزَوْا

دَارَ الخِلافَةِ كَيفَ العَزْمُ يُختَبَرُ

وَإذْ بِنا نَحنُ كالآسادِ مِنْ وَرَقٍ

وَالصّوتُ فينا صدًى والعَظْمُ مُنتَخِرُ

وَقَد قَضَى اللهُ أنْ يَهدي جُيوشَهُمُ

لَولا الإلَهُ لَزالَ العُرْبُ واندَثَرُوا

كَقَومِ عادٍ وَأهلِ الرّسِّ أو إرَمٍ

ذِكرى تَمُرُّ وَلا يَبقى لَها أثَرُ

فَعُدتُ وَالقَلبُ مَقروحٌ وَمُنْفَجِعٌ

وَالدّمعُ مِنْ غَارِبِ العَينَينِ يَنْهَمِرُ

وَلَوْ بَقيتُ لَماتَ الحِسُّ في جَسَدي

وَعُدتُ أعمَى بِلا حِسٍ وَلا نَظَرِ

لَكِنْ لِأُنذِرَ مَنْ لَا زَالَ مُنبَهِرًا

إنْ كَانَ تَنْفَعُ في أمثالِهِ النُّذُرُ

وَأكشِفُ السِّرّ عَنْ مَاضٍ لِأمّتِنا

وَكَيفَ لَا زَال فِيهِ البَعْضُ يَنبَهِرُ

وَاليومَ نَحنُ وَنارُ الحِقْدِ تَأكُلُنا

وَقَد تَبَدّلَت الأيّامُ والعُصُرُ

حتّى الخِيانةُ ما عادت تُحَرّكُنا

وَالبعضُ حَتّى بِها قَد رَاحَ يَفتَخِرُ

بِكُلّ عُهْرٍ تَفوقُ الوَصفَ قِحَّتُهُ

فَأيّ أيّ مَصيرٍ نَحنُ نَنتَظِرُ

إنْ لَمْ نُعِدْ لِجَلالِ العَقلِ هَيْبَتَهُ

وَالأوْلَوِيَّاتُ فِينا كَيفَ تُبْتَدَرُ

وَالعِلم يَغدو إمامًا نَحْنُ نَتْبَعُهُ

فَألفُ أوْلَى بِنا الأجْداثُ والحُفَرُ

د.عزالدّين أبوميزر

صحيح أنّ جلد الذّات يوجع ولكنّ تجاهل الحقيقة والسكوت عن الحقّ أمضّ وأوجع.
( مَنْشِمْ ) امرأة في الجاهليّة كانت تبيع العطر للمقاتلين ومن تعطر به ومسّه فقد أعطى العهد والميثاق على عدم التراجع فإما الموت والفناء أو النّصر.
وفي معلقة زهير:
تداركتما عبسا وذبيان بعدما

تفانوْا ودقّوا بينهم عطر منشمِ



#عزالدين_أبو_ميزر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس في قلبي-قصيدة
- يا شعب استبشر-قصيدة
- حبيبتي-قصيدة
- الصباح الأبهى-قصيدة
- كوني كما شئت-قصيدة
- بعدك يا غسان-قصيدة
- ألم صرخة-قصيدة
- لله أبرأ- قصيدة
- أمثال-قصيدة
- جاء الحق-قصيدة
- رواية نسيم الشوق واختلاف الديانات
- لا تبك عليّ-قصيدة
- يا شام-قصيدة
- أنَا أُحِبّكِ- قصيدة
- صباحك أنت يا غزة-قصيدة
- رِحْلَةُ الصّبَاحِ والمساء -قصيدة
- سُؤالٌ افْتِرَاضِي وَغَرِيبٌ-قصيدة
- بوركتِ دارا-قصيدة
- المفتي والخياط - قصيدة
- النّحو-قصيدة


المزيد.....




- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...
- موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة تر ...
- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزالدين أبو ميزر - صرخة قبل الزوال