عزالدين أبو ميزر
الحوار المتمدن-العدد: 5856 - 2018 / 4 / 25 - 21:56
المحور:
الادب والفن
د.عزالدين أبو ميزر:
جاء الحق-قصيدة
قُلْ .....
جَاءَ الحَقُّ وَزهقَ البَاطلُ إنّ الباطلَ كانَ زَهُوقَا
يَروي إفكًا؛ يَنصبُ شَرَكًا؛ يحبكُهُ في ليلِ العَتْمَةِ حَبْكَا
وَيصبُّ الزّيتَ على الأحجَارِ؛ يَراها الرّائي أكثرَ لَمْعًا وَبَريقَا
يَعصرُ خَمرًا؛ يُنشدُ شِعرًا؛
يَفتنُ عَقْلَا
وَتَراهُ يُخرجُ من أَثَرٍ عِجْلا
يَجْعَلُهُ رَبًا؛ يَلْمعُ ذَهَبًا؛ جَسَدًا لا يَملِكُ نَفعًا أو ضَرّا
وَيَخورُ إذا دَخلتهُ الرّيحُ؛ وَخرجت مِنهُ؛ وَلا يُلقي ذِكْرَا
عُذرًا أو نُذرَا
أو ينشرُ عَدْلَا
بَلْ يُشعِلُ في الذِّهْنِ حَرِيقَا
يَجذبُكَ لِبَحْرٍ تَجهلُهُ
مِن جَهلِكَ تَحسبُهُ غَمْرَا
مَن يَدخُلُ فيهِ فَلا يَنجو،
يا مَن لم تَكبرْ رَغمَ مُرورِ الوقتِ؛
وَلمّا تبرحْ غِرَّا
لا زالت تَخدعكَ الأسماءْ
مَعْ أنّ العِلْمَ بَدا مَعْ آدَمَ بِالأسْماءْ
وَبِأنّ الماءَ سَيبقى الماءْ
يَتبخّرُ أو تشربُهُ الأرضُ؛
إذا لم يَكُ نَبعًا يرفدُ نَهرَا
فيهِ يَصُبُّ فيُصبحُ في يَومٍ بَحْرَا
يَضرِبُ في الأرضِ عَميقَا
يُغرِقُ حَتّى مَن كانَ يُجيدُ العَوْمْ
فَالصّدمةُ أكبرُ مِمّا يَحسبُهُ وَأعَمّْ
فَالماءُ سَيُغلقُ عينيْهِ.
وَيصُبُّ بِأُذْنَيْهِ وِقرَا
يَهوي للقاعِ يَموتُ هُناكَ غَريقَا
فَمَتى يا جاهلُ تُعْمِلُ عقلَكْ
وَتُحِدُّ بِفِكْرِ المُستَبْصِرِ بَصَرَكْ
يا مَن ضَيّعتَ بِجهلِكَ عُمْرَكْ
فالحَقُّ بِأنْ تَعرِفَ قَدْرَكْ
فَاللهُ بأحسنِ تَقويمٍ خَلَقَكْ
وَحباكَ فُؤادَكَ والبَصَرَا
والسّمْعَ؛ وَأعطاكَ العَقْلَا
كَيْ تَخلقَ يا هذا الفِكرَا
وتسودَ الأرضَ وَتعمرَهَا
وَتصيرَ خليفتهُ فيهَا
وَتكونَ لِنِعمَتِهِ هذي أهلَا
وَحَرِيًّا فيها وُحَقيقَا
د.عزالدّين أبوميزر
#عزالدين_أبو_ميزر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟