عزالدين أبو ميزر
الحوار المتمدن-العدد: 6343 - 2019 / 9 / 6 - 17:23
المحور:
الادب والفن
الدكتور عزالدين أبو ميزر
القُدسُ-قصيدة
كَمَا العُلَمَاءُ يَكتَشِفُونَ أسرَارًا،
خَفَاهَا اللهُ مُذ فِي الكَونٍ أوجَدَهَا،
فَفِي يَومٍ قَرٍيب سَوفَ يُكتَشَفُ
بِأنّ عَوَاصِمَ العَرَبِ
حُمَاةِ الدّينِ والأحسَابِ والنّسَبِ
قَدِ احتُلّتْ بِلَا جُندٍ وَلَا حَرَبِ
وَمِنْ زَمَنٍ قَدِ اختُرَقَتْ
وَعَورَتُهَا قَدِ انكَشَفَتْ
وَحُرمَتُهَا قَدِ انتُهِكَتْ
وَمَا أبقَتْ لَهَا اسرائِيلُ طَاهِرَةً
عَلَيهَا البَعضُ يَخْتَلِفُ
وَسَوفَ يَكُونُ هَذَا اليَومُ
مَفخَرَةً لَنَا فِي القُدسِ، فِيهِ الكُلُّ،إنْ بِرِضىً، وَإنْ كَرهًا، سَيَعتَرِفُ
بِأنّ القُدسَ عَاصِمَةٌ
بِرَغمِ القَهْرِ وَالإنكَارِ، رَغمَ خِيانَةِ الأعرَابِ،
مَنْ مَرَدُوا عَلَى التَّدلِيسٍ وَالكَذِبِ
بِأنَّ جُيُوشَهُم سُحِبَتْ
وَأنَّ القُدسَ قَد تُرِكَتْ
أمَامَ عُيونِهِم تُسبَى،
وَمِنهَا النُّورُ يُختَطَفُ
لٍقَومِ الهَيكَلِ المَزعُومِ وَالخَرِبِ
لِتَعبَثَ فِي ثَنَايَاهَا
لِتَمحُوَ مَجْدَ مَنْ سَلَفُوا
وَرَغمَ وَسَائِلِ التَّرهِيبِ والتَّرغِيبِ،
فِي صَمتٍ وَفِي صَخَبِ
وَرَغمَ أُنُوفِ مَنْ خَانُوا
وَمَنْ ضَعُفُوا
وَلِلمُحتَلِّ قَدْ هَانُوا
فَإنَّ القُدسَ قَدْ بَقِيَتْ
عَلَى طُهرٍ وَمَا فُضَّتْ بَكَارَتُهَا
وَمَا هَانَتْ لِمُحتَلٍّ وَمُغتَصِبِ
وَمِنهَا الطُّهرُ يُغتَرَفُ
وَلُؤلُؤَة وَكُلُّ عَوَاصِمِ العَرَبِ
وَمَنْ فُرِضُوا كَحُكّامٍ،
عَلَينَا، كُلّهُمْ صَدَفُ
وَأَهْلُ القُدسِ مَنْ وَقَفُوا
بِوَجْهِ القَهْرِ مَا ضُعُفُوا
وَمَا مَالُوا وَمَا انحَرَفُوا
وَمَا خَانُوا عُهُودَ اللهِ وَالأقصَى وَمَا خَلَفُوا
بِسَيفِ الدَمِّ قَدْ ضَرَبُوا
وَمَا خَافُوا وَلَا ارتَجَفُوا
وَمَا كَلَّتْ سَوَاعِدُهُمْ
فَهُم مِنْ مَاءِ حُبِّ القُدسِ قَد شَرِبُوا
لِتَبقَى القُدسُ طَاهِرَةً
وَتَلقَى اللهَ طَاهِرَةَ
طَهَارَةَ مَريَمَ العَذرَاءِ، مَا دَنَسَتْ
وَمَا بَرِحَتْ
بِثَوبِ الطّْهْرِ تَلْتَحِفُ
#عزالدين_أبو_ميزر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟