عزالدين أبو ميزر
الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 26 - 14:56
المحور:
الادب والفن
د. عزالدين أبو ميزر
الغَفلَة- قصيدة
كَم تُشبِهُ حَالَتُنَا رَجُلًا
فِي الشّارِعِ قَد وَجَدَ امْرَأَةً،
فَاقِدَةَ الوَعيِ وَلَا يَدرِي،
مَاذَا لِلمَرأَةِ قَد حَصَلَا
وَبِلَا تَفكِيرٍ لَحظَتَهَا
لِلمَشفَى المَرأَةَ قَد نَقَلَا
وَانتَظًرَ وَإذ بِالرَّدِّ يَجِيءُ،
امْرَأَتُكَ يَا هَذَا حُبْلَى
فَيَصِيحُ بِفَزَعٍ لَسْتُ أنَا
فٍي يَوْمٍ كُنْتُ لَهَا بَعلَا
أنَا فَاعِلُ خَيْرٍ جِئْتُ بِهَا
أَنَا أُقسِمُ بِاللهِ الأَعلَى
وَالمَرأةُ تَصرَخُ كُنْ رَجُلًا
يَعتَرِفُ بِمَا هُوَ قَد فَعَلَا
وَيُصِرُّ وَفَحصُ الDNA
يُعلِنُ بِجَلَاءٍ أنَّ الرّجُلَ،
عَقِيمٌ لَا يُنجِبُ فِعلَا
وَيُسَرُّ بِصَكِّ بَرَاءَتِهِ
فَتَجُولُ بِخَاطِرِهِ نَجْلَا
زَوْجَتُهُ، وَهُوَ لَهُ مِنهَا
وَلَدَانِ هُمَا لَيْثٌ وَعُلَا
إِنْ كُنتُ عَقِيمًا كَيْفَ إِذَنْ
وَمِنَ ايْنَ أَتَت بِهِمَا نَجْلَا
وَإِذَا بِالجَرَسِ يَرِنُّ وَإِذْ
قَد كَانَ بِحُلْمٍ مُنشَغِلَا
وَانتَبَهَ وَحَمَدَ اللهَ عَلَى
أَنْ مَا شَاهَدَه، كَانَ رُؤًى
لَا أَكْثَرَ مِنْ ذَا، ثُمَّ تَلَا
آياتِ الحفظ، وما يُتلى
وَتَعَوَّذَ بِاللهِ وَشَرِبَ
المَاءَ وَحَمَدَ اللهَ وَصَلَّى
وَبِرَبِّ العَمَلِ قَدِ اتَّصَلَا
كَيْمَا يَعتَذِرُ عَنِ التَّأْخِيرِ
فَرَدَّ الحَارِسُ يُخْبِرُهُ:
أليَوْمُ الجُمُعَةُ يَا هَذَا
هُوَ يَوْمُ لِلعُطْلَةِ أَصلَا
فَابْتَسَمَ وَهَزَّ عَقِيرَتَهُ
وَتَغَنَّى طَرَبًا وَتَجَلّى
وَمَضَى كَيْ يَشْرَبَ قَهْوَتَهُ
وَلِشُرفَةِ مَنزِلِهِ انْتَقَلَا
وَإِذَا بِالشَّيْخِ عَلَى عَجَلٍ
وَلِبَابِ المَسْجِدِ قَد وَصَلَا لِيَؤُمَّ النَّاسَ وَيَخطُبَهُم
فَنَوَى لِلمَسْجِدِ أَنْ يَمْضِي
وُيُصَلِّي جُمْعَتَهُ عَجِلَا
نَادَتهُ زَوجَتُهُ يَا جُورجُ
هَلَا بِكَ زَوْجِي، أَلْفَ هَلَا
فَتَذَكَّرَ جُورجٌ مِلَّتَهُ
وَيَسُوعَ الفَادِي وَالمَوْلَى
عَجَبًا مَا أَسْلَمَ فِي يَوْمِ
وَبِهَذِي المِلَّةِ مَا دَخَلَا
مَا كَانَت إلّا سَاعَاتٍ
فِيهِنَّ صَحَا مِن ثَمَّ غَفَا
لِيُعَاوِدَ سِيرَتَهُ الأُولَى
بِجَدِيدِ حَوَادِثَ تَتَوَالَى
هَذَا مَا نَحنُ عَلَيْهِ وَفِيهِ
فَأَهْلًا بِالغَفلَةِ أَهْلَا
#عزالدين_أبو_ميزر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟