أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - حنين مقاتل قديم














المزيد.....

حنين مقاتل قديم


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1547 - 2006 / 5 / 11 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمس الثلاثاء التاسع من ايار تصبّحت وانا في طريقي الى العمل في "درج الموارنة" بحيفا برجل يسير في وسط الشارع، يتمايل في مشيته مثل جمل دلعونا نحو الشمال ونحو اليمين، الظاهر ان كبر سنه لا يمكنه حتى من التركيز في مشيته، فعليم الله انه ودع الثمانين عاما منذ سنوات، مشيت وراءه دادي دادي بسيارتي، لم اشغل زامور السيارة،خفت عليه من السكتة القلبية من تنقيزة الصوت الفجائي للزامور،وبقيت على هذه الحال لمسافة مئة متر تقريبا، لمحني من الجهة المقابلة زميلي ابو الامير، قال من نافذة سيارته، كنّو مغلبك الخواجا، لا تعتب عليه، الظاهر من ثقل النياشين التي تغطي صدره مش قادر يمشي. قلت لابي الامير، اليوم ذكرى النصر على النازية والخواجا من المحاربين القدامى في الجيش الاحمر السوفييتي الذي هزم الهتلرية النازية ورفع علم النصر الاحمر فوق الرايخستاغ (البرلمان) الالماني. تقدمت من الخواجا وعندما حاذيته قلت له بالروسية "سبرازنيكم فدن بابيدي" "كل عيد وانت سالم بمناسبة يوم النصر"! اصابته الدهشة ونطق بسرعة كلمة الشكر "سباسيبا تفاريش" (شكرا يا رفيق) واردف، هل الرفيق يهودي من الهند ام من اليمن؟ انا عربوش ابن عربوش، فلسطيني ابن هذا الوطن وبشرتي من لون ترابه.استشففت ان لديه رغبة في الحديث، يمكن ارتاح لكوني عربيا، ما ان وقفنا في ظل الحائط، حتى انفتح وبدأ يفضفض بما يختزنه صدره، قال، كنت محاربا في الجيش الاحمر، شاركت في تحطيم وكنس الغزاة الهتلريين من معظم الاراضي السوفييتية، حطّمنا وحوش البشر في ستالينغراد البطلة ولاحقنا فلولهم محررين تشيكوسلوفاكيا وبولونيا وهنغاريا وحررنا المعتقََلين في معسكرات الموت النازية، على مشارف برلين جُرحت جرحا بالغا حرمني من تذوق حلاوة النصر برفع العلم الاحمر في برلين وتخليص البشرية من الوحش النازي. كنت ضابطا في الجيش الاحمر المظفر، وفي اسرائيل المهتوكة يزوّرون التاريخ ولا يقدّرون دور الجيش الاحمر في تحطيم الهتلرية، انهم كلاب امريكا النابحة، يضخّمون دور امريكا وكأنها هي وليس الاتحاد السوفييتي من انقذ البشرية من الهمج.
يا ريتني مُتت في مدينة روستوف وما وصلت ارجل فلاديمير ايساكوف الى المزبلة هنا، كنت في بلدي معززًا مكرمًا، الصهيونية اقنعت ابني بالهجرة الى بلاد السمن والعسل، زوجتي توفيت، اضطررت ان اترك وطني لارافق ابني الوحيد الى عيشة المزابل والفقر والذل هنا، خاصة بعد ان لم يستطع ابني المعيشة هنا، تركني على امل ان يدبر نفسه في استراليا ويبعث لي بالتذكرة لألحقه. مضت عشر سنوات على غيابه وفقط قبل اسبوع حوّل لي بالبريد ثمن التذكرة لاكون عنده في اواخر حزيران، ما اطول ساعات النهار والليل في هذه الايام!!
اردت ان احك مشاعره، سألته، لماذا لم تتوجه الى افيغدور ليبرمان ليساعدك؟ انتفض غاضبا ولسانه يكرج" ليبرمان بانديت فاشيزما، مافيونير (ليبرمان بندوق الفاشية، رجل مافيا) موخا ابا سنايا" – ذبابة خطرة" وتابع، كما تعلم يا عربي فهذا الحشرة عنصري معاد لكم وللدمقراطية، احذروا منه ومن امثاله.
وانبسط فلاديمير، فلوديا بالتحبب، عندما كشفت له عن هويتي الحمراء، وعزمته للمشاركة في احياء ذكرى النصر على النازية في غابة "الجيش الاحمر" على سفوح جبال القدس يوم السبت القادم. اعتذر عن المشاركة بسبب وضعه الصحي، فهو يريد تخزين مروّته لاعانته على السفر عند ابنه والتخلص من جحيم الصهيونية.
افترقنا بـ "داسفيدانيا" – داسفيدانيا، الى اللقاء.




#احمد_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألمدلول السياسي للتغيّرات التقدمية العاصفة في بوليفيا وأمريك ...
- ستبقى أعلام الطبقة العاملة والتضامن والكفاح الحمراء خفّاقة
- ألعودة حق ولا عودة عنه !
- ألمدلول الحقيقي للشراكة الاستراتيجية بين حزبي كديما والعمل!
- لا مكان لذكر الشيطان الطائفي بيننا
- لا مفرّ من الوحدة يا شعبنا لمواجهة الذئاب المفترسة للحقوق
- لن نتخلّى عن هُوية حزبنا وجبهتنا الامميّة المميّزة يا غازي أ ...
- لمواجهة الخطة الاستراتيجية الكارثية لحكومة كديما الشارونية
- ألجبهة عزّزت من مكانتها جماهيريًا ومن تمثيلها برلمانيًا ألمد ...
- ليكنْ قرار الضمير نعم للجبهة، وألف لا للاحزاب الصهيونية
- وتبقى الجبهة هي الاصل
- تحدٍّ لسياسة الاقتلاع الصهيونية- لِرفع نسبة التصويت بين جماه ...
- لن تضيع لحانا بين حانا -العمل- ومانا -كديما- و -الليكود
- ادعموها باصواتكم لانها اهل لثقتكم وتبقى الجبهة عنوان المظلوم ...
- أبو مسعود يكسر الجرة!
- ألمدلول الكارثي لتأجيج الفتنة الطائفية في العراق
- مهتوك يا زمن!
- ألمدلولات الحقيقية للعقوبات الجماعية الاسرا – امريكية على ال ...
- زيتونة الوطن
- بمرور سنة على اغتيال الرئيس رفيق الحريري أصابع الشر الاجنبية ...


المزيد.....




- 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران -تحيّر غروسي-
- -حرب القمامة- في كولومبيا.. عقاب قاس من جامعي النفايات
- فرق الإطفاء تواصل محاولات إخماد الحرائق في جزيرة خيوس اليونا ...
- ترامب يسعى لإغلاق ملف الحرب الإيرانية بنهاية درامية.. هل ينج ...
- نتنياهو وبزشكيان يشيدان بإنجازات بلديهما -التاريخية- في الحر ...
- القسام تعلن استهداف دبابة بعد تنفيذها كمينا آخر مركّبا في خا ...
- إيران تحتشد في ساحة الثورة وتؤكد صمودها في وجه التحديات الإس ...
- إسرائيليون يعتبرون نتنياهو -ملك إسرائيل- وآخرون يرونه خطرا ع ...
- هكذا خططت إسرائيل لقتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات
- ما بعد الحرب.. إيران في مواجهة اختبار الداخل وإعادة التموضع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - حنين مقاتل قديم