أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - ألمدلولات الحقيقية للعقوبات الجماعية الاسرا – امريكية على الشعب الفلسطيني















المزيد.....

ألمدلولات الحقيقية للعقوبات الجماعية الاسرا – امريكية على الشعب الفلسطيني


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1469 - 2006 / 2 / 22 - 10:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن اللجوء الى منطق القوة بممارسة البلطجة العدوانية لكسر ارادة الشعوب وتقييدها بسلاسل التبعية، مصادرة حقها في الحرية الحقيقية والسيادة الحقيقية وتدجينها في خدمة مصالح ارباب العدوان، يكمن في جوهر ومدلول الهجمة الاستراتيجية التي ترافق العمل لتجسيد المخطط الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي للهيمنة في المنطقة. فليس من وليد الصدفة ان يتوجه يوفال ديسكين، رئيس المخابرات العامة (الشاباك) الى واشنطن مباشرة بعد ايام من اتخاذ حكومة ايتام شارون والشارونية العقوبات الجماعية على شعب الانتفاضة الفلسطينية لتنسيق الخطى الاستراتيجية والتكتيكية العدوانية مع اجهزة المخابرات والبنتاغون الامريكية ليس فقط ضد الشعب الفلسطيني، بل كذلك ضد شعوب وبلدان مثل لبنان وسوريا وايران وغيرها. كما انه ليس من وليد الصدفة ايضا ان تتخذ ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية قرارا بفرض العقوبة الجماعية على الشعب الفلسطيني، بطلب استعادة مبلغ خمسين مليون دولار من السلطة الفلسطينية كانت قدمتها بشكل "مساعدة"وتطلب استعادتها بحجة صعود حركة حماس –"الارهابية" – حسب التوصيف الامريكي الى كراسي السلطة الوطنية الفلسطينية!!
قد يسأل البعض لماذا نعتبر العقوبات الجماعية التي قرر المحتل الاسرائيلي فرضها على شعب الانتفاضة الفلسطينية في الضفة والقطاع بحجة عدم التعامل مع حماس وعدم الاعتراف بسلطة فلسطينية تشارك فيها حركة حماس، جزءًا عضويا من الاستراتيجية العدوانية الامريكية – الاسرائيلية منطقيا وحتى كونيا؟!
تسوّق الادارة الامريكية ديماغوغيا ان استراتيجيتها الجديدة تحمل الى شعوب المنطقة والعالم رسالة تحث انظمتها على الاصلاح ونشر الدمقراطية واجراء انتخابات حرة لتلحق بركب الحضارة الانسانية!! وكان رأينا على رسالة الامبريالية الامريكية المزورة والكاذبة، ان الدمقراطية الوحيدة التي تعتبر شرعية في نظر الادارة الامريكية هي فقط الدمقراطية التي ينسجم طابعها مع خدمة المصالح الحقيقية لمخطط استراتيجية الهيمنة الامريكية. فوفقا لخطة خارطة الطريق التي اقرتها الرباعية "الكوارتيت" (روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) ووفقا لتفاهمات شرم الشيخ بمشاركة ممثلين عن مصر والاردن والسلطة الفلسطينية واسرائيل، تضمن كل منهما بندا حول الاصلاح السياسي والامني الفلسطيني وذلك في اطار جملة من البنود والالتزامات التي على الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، تنفيذها. ويتضمن الاصلاح، اجراء انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني خاصة، وانه وفق اتفاقات اوسلو وبعد انتخابات الرئاسة التي كانت نتائجها انتخاب محمود عباس (ابو مازن) رئيسا للسلطة الفلسطينية خلفا للرئيس الراحل خالد الذكر ياسر عرفات، كان لا بد من انتخاب مجلس تشريعي فلسطيني جديد. ولاسباب عدة، عالجناها في معالجة سابقة، وفي مركزها اولا وقبل كل شيء الممارسات الاجرامية العدوانية التي مارستها حكومة شارون – بيرس ضد شعب الانتفاضة والسلطة الوطنية، القتل والهدم والتجويع، قد اضعفت السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس وكانت عاملا مساعدا في زيادة قوة حركة حماس ونفوذها جماهيريا. وهذا ما عكسته نتائج انتخابات التشريعي بحصول حركة حماس على الاغلبية المطلقة من اعضائه، ومن خلال انتخابات دمقراطية حرة ونزيهة جسدت ارادة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة. وبدلا من احترام ارادة الشعب الفلسطيني واختياره الدمقراطي فان التحالف الاستراتيجي العدواني الاسرائيلي – الامريكي وجد في انتصار حركة حماس فرصة ذهبية يجري تجييرها ليس فقط لتضييع الحقوق الوطنية الفلسطينية بحجة عدم الاعتراف بسلطة تشارك فيها "حماس الارهابية"، بل بحمل "قميص الارهاب" والتلويح به لتدجين الكثير من الانظمة تحت يافطة "حمايتها" من خطر وصول الحركات الاصولية "الارهابية" الى سدة الحكم في بلدانها!
بناء على توصيات ومقترحات الاجهزة الامنية والمخابراتية اقرت حكومة اولمرت فرض عقوبات جماعية على الشعب الفلسطيني قصاصا له على اختياره الدمقراطي ولخلق الظروف لتجسيد برنامج شارون بضم غالبية مساحة الاراضي المحتلة الى اسرائيل ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات مقومات قابلة للحياة. فاولمرت يعتبر انه بمشاركة حماس في السلطة تصبح السلطة الفلسطينية "سلطة ارهابية" لا تتعامل اسرائيل معها ولا تتفاوض معها ويوضع شعب الانتفاضة في الضفة والقطاع تحت مكابس الحصار الاقتصادي التجويعي وفي جيتوات الحصار والعدوان الامني الاحتلالي. فهذا ما تجسده القرارات الخمسة التي اتخذتها حكومة العدوان: تجميد مطلق وعدم تحويل المستحقات المالية للسلطة الفلسطينية البالغة 50 مليون دولار شهريا ابتداء من اول آذار القادم (الفوائد المستحقة من الضرائب التي تجبيها اسرائيل للفلسطينيين) التوجه للاسرة الدولية بطلب وقف تقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية، اسرائيل ستمنع نقل اجهزة وتمويل الى اجهزة الامن الفلسطينية من أي مصدر كان (المقصود من مصر ايضا – أ.س) منع دخول وتنقل اشخاص مقربين من حماس، حتى اعضاء برلمان، الى وبين الاراضي الواقعة تحت سيطرة المحتل الاسرائيلي، تصعيد عمليات الفحص الامني في المعابر ان كان بالنسبة للعمال او البضائع. اضف الى ذلك القرار بتسريع وتيرة بناء جدار الضم والعزل العنصري.
ان شارون قد غاب عن الساحة السياسية منذ اصابته بالجلطة الدماغية ولكن الشارونية تواصل التكشير عن انيابها الصفراء لافتراس الحقوق الوطنية الفلسطينية. وقرارات حكومة اولمرت الشارونية بفرض العقوبات الجماعية على الشعب الفلسطيني تندرج في اطار المنافسة الانتخابية مَن مِن الاحزاب الصهيونية المتنافسة على السلطة، كاديما والعمل والليكود، يطرح مواقف اكثر عدوانية وتنكرًا للحقوق الوطنية الفلسطينية بالتحرر والاستقلال الوطني. اضافة الى ذلك، واكثر من ذلك، فان هذه العقوبات الجماعية التي اقرها المحتل الاسرائيلي هي بمثابة رسالة انذار بلطجية اسرائيلية – امريكية لجميع الشعوب والانظمة في المنطقة وخارجها بأنها ستعامل كما يعامل الشعب الفلسطيني في حالة وصول حركات اسلامية اصولية الى سدة الحكم! فالانتخابات البرلمانية في مصر، على سبيل المثال، ابرزت نتائجها تصاعد وزيادة قوة الاخوان المسلمين الذين يعتبرون اليوم البديل السلطوي للنظام القائم، وتستغل الادارة الامريكية هذا الواقع للضغط على النظام المصري بهدف تجنيده اكثر وتدجينه اكثر في خدمة مخططها الاستراتيجي في المنطقة. كما ان الحركات الاسلامية تتصاعد قوتها في العديد من جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا، في اذربيجان وفرغيزستان وكازاخستان وتركمانستان وطاجكستان، هذا اضافة الى السودان وغيرها في القارة الافريقية. ففي ظل الطابع الوحشي المفترس للعولمة الرأسمالية الامبريالية تنتعش الحركات الاصولية الاسلامية والمسيحية واليهودية في بلدان تعاني شعوبها من الفقر والجوع ومن انظمة قهر متعفنة. فالعولمة الرأسمالية الامبريالية هي الحاضنة للعولمة الاصولية الاسلامية وغير الاسلامية.
ان التحالف الاستراتيجي الاسرائيلي – الامريكي العدواني يستغل صعود حماس الى كراسي السلطة الفلسطينية لدفع عجلة تآمره على لبنان وعلى الوحدة الوطنية للشعب اللبناني وذلك من خلال تصعيد عمليات الهجوم والتحريض على المقاومة اللبنانية امريكيا واسرائيليا ومن بعض القوى اللبنانية المنسجمة والمتواطئة مع المخطط الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي للهيمنة في المنطقة. تصعيد التحريض لتجريد المقاومة اللبنانية وخاصة حزب الله والمخيمات الفلسطينية من السلاح تحت يافطة "التحذير" من مخاطر تحالف بين المقاومة اللبنانية وايران وسوريا وحماس يعكس اثره على لبنان. والواقع ان لجوء تحالف الشر الامريكي – الاسرائيلي الى تأجيج حدة التوتر والصراع في لبنان وعلى الارض الفلسطينية المحتلة يستهدف صرف الانظار عن تورط وفشل الاحتلال الانجلوامريكي في العراق ومحاولة خلق واقع جديد في لبنان وفلسطين المحتلة يدفع مخطط الهيمنة الاستراتيجي الاستعماري الجديد في المنطقة. فرئيس شعبة المخابرات العامة (والشاباك) الاسرائيلي، يوفال ديسكن، سيبحث مع نظرائه في امريكا ليس فقط تنسيق المواقف المعادية للشعب الفلسطيني، وحقوقه الوطنية، بل كذلك المخطط العدواني الذي تنسج خيوطه ضد سوريا وايران وضد المقاومة اللبنانية والشعب اللبناني ومصير ومستقبل تطور لبنان.
لمواجهة هذه المرحلة الجديدة من المخطط الاستراتيجي العدواني الامريكي – الاسرائيلي فانه من الاهمية المصيرية بمكان اولا وقبل كل شيء افشال الرهان الاسرا- امريكي المبني على تفجير صراع فلسطيني – فلسطيني على خلفية التناقض في الموقف السياسي بين السلطة برئاسة محمود عباس وحكومة برئاسة حماس اسماعيل هنية. فالمصلحة الوطنية الفلسطينية العليا، مصلحة انجاز الحق الوطني بالتحرر والدولة والقدس، تستدعي من حماس الاخذ بالاعتبار معطيات الواقع على ساحة الصراع والالتزام بالنهج التفاوضي الذي تتبناه السلطة الفلسطينية كخيار استراتيجي وباحترام الاتفاقات الممهورة بتوقيع منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. المصلحة الوطنية العليا تستدعي تأليف حكومة وحدة وطنية من مختلف الوان الطيف الفلسطيني مبنية على التمسك بثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف، حقه في الدولة والقدس والعودة.
ان مواجهة المخطط التآمري الجديد ضد الشعب الفلسطيني تتطلب تصعيد التضامن العربي والاسلامي والعالمي مع هذا الشعب. لو كان في الانظمة العربية خير لواجهت قرارات العقوبات الجماعية الاسرائيلية الامريكية بتفعيل سلاح المقاطعة ضد اسرائيل وامريكا. لن نطلب هذا الموقف من انظمة غالبيتها لا تجيد سوى السجود في بيت الطاعة الامريكي – الاسرائيلي، ولكن اين هي القوى التقدمية والوطنية واليسارية في بلدان العرب، الم يحن الوقت ولمواجهة الهجمة الكارثية الامريكية والاسرائيلية، لتحرّك ساكنًا!!



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيتونة الوطن
- بمرور سنة على اغتيال الرئيس رفيق الحريري أصابع الشر الاجنبية ...
- مع الحدث: بوتين يكسّر سلاسل الطوق الاسرائيلي – الامريكي المف ...
- الشعوب تمهل ولا تهمل حتى لا تضيع البوصلة في المواجهة الاحتجا ...
- من الذي نسف الطريق إلى السلام؟ عندما تتشقبع الموازين ويجري ا ...
- أملنا ان تتحمل حماس المسؤولية الوطنية هل تتبنّى حماس منهج ون ...
- ألمدلولات والاسقاطات الاساسية لانتصار حماس الكاسح
- في مؤتمر هرتسليا لأرباب الرأسمال الكبير: رسالة الأحزاب المتن ...
- طبختكم طِلعتْ شايطة!
- مدلولات المحور السوري- الايراني في مواجهة المخطط العدواني ال ...
- نحو النصر نسير مسؤوليتنا الأساسية الانطلاق بقوة لإنجاح قائمة ...
- براميل المياه المسقّعة على اقفية الدجالين كلب المختار مفضوح
- ماذا بعد أرئيل شارون؟
- تكيف ديماغوغي يتمترسون في أوكار اليمين ويهلّلون زورًا أنهم ا ...
- توبة -زعرور- كفر
- ألحكمة في التوفيق الصحيح بين المسؤولية والتميّز
- ألليكود المقزّم يتخبّط بين فكّي اليمين المتطرف والفاشيين
- الوصاية الدولية والمخططات السوداء - هل يضعون لبنان والمنطقة ...
- بناء على خطته -للحل الدائم-: هل أصبح عمير بيرتس من أنصار الت ...
- سنفتقدك دائمًا يا قبطان السفينة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - ألمدلولات الحقيقية للعقوبات الجماعية الاسرا – امريكية على الشعب الفلسطيني