أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - ماذا بعد أرئيل شارون؟















المزيد.....

ماذا بعد أرئيل شارون؟


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:44
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أخط هذه الكلمات ظهيرة يوم الخميس، الخامس من شهر كانون الثاني، وفي وقت تتوارد فيه الانباء من مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس، وعلى لسان الاطباء المختصين، ان رئيس الحكومة ارئيل شارون يصارع الموت بعد ان اصيب بجلطة دماغية حادة، وانه لا امل بعد، او على الاصح الامل ضعيف جدا، بان يعود لمزاولة مسؤوليته كرئيس للحكومة، ونحن انطلاقا من انسانيتنا ومن شعورنا الانساني والاخلاقي لا نتشفى بانسان مريض يصارع الموت، نتمنى له الشفاء، رغم ان تاريخ ارئيل شارون السياسي الممارس اسود من عتمة الديجور وحافل بالجرائم ضد الانسانية، بالمجازر الدموية التي ارتكبها ضد شعبنا العربي الفلسطيني، حافل بجرائم سياسة القهر القومي والتمييز العنصري ضد اقليتنا القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل. فقضيتنا مع شارون هي قضية سياسية من حيث مضمونها ومدلولاتها السياسية والاجتماعية والقومية الوطنية.
والسؤال الذي يطرح نفسه منطقيا، خاصة بعد الغياب المحتمل جدا لارئيل شارون عن المسرح السياسي، ماذا بعد رحيل شارون سياسيا؟ ويأتي هذا السؤال في وقت لا يفصلنا عن يوم الانتخابات البرلمانية للكنيست سوى اقل من ثلاثة اشهر والتي ستجري في الثامن والعشرين من شهر آذار المقبل.
لا شك بان غياب ارئيل شارون عن المسرح السياسي يؤلف واقعا جديدا يعكس اثره على حلبة المنافسة الحزبية- السياسية. صحيح انه بعد انتشار نبأ مصارعة شارون للموت اعلنت العديد من الاحزاب الصهيونية، حزب "العمل" و "شينوى" و "الليكود" وغيرهم عن نزع سلاح الدعاية الانتخابية مؤقتا، عن "هدنة" مؤقتة، وبعضهم لمح الى فكرة اقامة حكومة وحدة قومية، حكومة طوارئ من احزاب كاديما والليكود و "العمل" وبعض الاحزاب الاخرى. والبعض طرح احتمال تأجيل موعد الانتخابات للكنيست على امل اعادة الرباط الكاثوليكي والوحدة بين الليكود وكاديما!
وبرأينا ان الاحتمال الراجح هو اجراء الانتخابات البرلمانية للكنيست في موعدها المحدد، فالعديد من الاحزاب، وخاصة الاحزاب الصهيونية المركزية لها مصلحة في اجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
فحزب شارون كاديما يمسك بزمام السلطة، فايهود اولمرت القائم باعمال رئيس الحكومة شارون اصبح بعد اصابة شارون بالجلطة الدماغية رئيسا للحكومة بالوكالة. ويأمل هذا الحزب الذي يفتقد الى المؤسسات والآليات التنظيمية، والذي بفضل التأييد لشارون توقعت له استطلاعات الرأي العام المتعددة ان يصبح القوة الاولى في الكنيست المقبلة، يأمل هذا الحزب ان يستفيد من العطف على شارون المريض او في حالة رحيله، للمحافظة على قوة هذا الحزب والاستفادة من وجوده في رأس هرم السلطة لتجنيد المؤيدين له. ولكن هذا الحزب يواجه العديد من المشاكل، فشارون كان الكل بالكل، الحاكم بأمره في هذا الحزب، فهو الاجندة السياسية والاجتماعية وهو "اللجنة المنظمة" لتدريج قائمة المرشحين للكنيست، وهو من يختار "النجوم" لضمهم الى مجمّعه التجاري. وبعد غياب شارون المرتقب عن الساحة السياسية وعن صياغة القرار في حزب كاديما فان هذا الحزب يواجه قضايا عديدة مثل ما هي سياسته الامنية المميزة، هل سيواصل سياسة شارون في هذا المجال؟ ما هي سياسته الاقتصادية – الاجتماعية المميزة؟ ما هو موقفه من القضية المركزية - قضية الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي ومن خطة الهيمنة الامبريالية الامريكية الاستراتيجية في المنطقة. سيواجه هذا الحزب الصراع بين رموزه القيادية حول مراكز قيادة هذا الحزب.
بالطبع نحن لا ننتظر من حزب كاديما ان ينتهج سياسة بديلة لسياسة ارئيل شارون الكارثية ان كان في المجال السياسي او في المجال الاقتصادي – الاجتماعي.
اما بالنسبة لما تبقى من الليكود بعد خروج شارون واقامة حزبه الجديد كاديما، فانه يأمل بعد غروب نجم شارون ان يستعيد بعض القوى ممن ذهبوا مع شارون حبا وتأييدا لشارون، ان يعودوا الى الليكود، يأمل باضعاف كاديما وقوتها التمثيلية بعد غياب رمزها شارون وان ترتفع اسهم واحتمالات بنيامين نتنياهو وحزب الليكود بتأليف الحكومة القادمة بعد الانتخابات البرلمانية على رأس تحالف قوى اليمين والفاشية العنصرية، حكومة اركانها احزاب الليكود وكاديما والمفدال وهئيحود هلئومي، حكومة تقود البلاد الى كوارث مأساوية سياسية واقتصادية اجتماعية.
لقد سارع رئيس حزب "العمل" عمير بيرتس الى الاتصال برئيس الحكومة بالوكالة ايهود اولمرت مبديا استعداده للمساعدة في ما يطلب منه في هذا الظرف الطارئ الذي نشأ بعد اصابة شارون بالجلطة الدماغية ورقوده على سرير المرض في المستشفى. كما امر عمير بيرتس قادة حزب العمل بوقف الحملة الدعائية مؤقتا، بوقف الحملة الهجومية مؤقتا على حزب كاديما وغيره. ويجري الضغط داخل حزب العمل لضمان عودة شمعون بيرس وايهود براك الى داخل صفوف الحزب والتجند للعمل وتخصيص المكانين الثاني والثالث لهما في قائمة المرشحين للكنيست دون ان يتنافسا في الانتخابات التمهيدية (البرايمرز) للحزب. ففي استطلاع للرأي بين مصوتي حزب "العمل" اتضح ان ستة وثمانين في المئة من اجل عودة شمعون بيرس للحزب ومن اجل تخصيص مكان متقدم لايهود براك في قائمة المرشحين. فحسب رأي الداعين لعودتهما ان ذلك يزيد من قوة حزب العمل الانتخابية (الالكتورالية)، خاصة وان استطلاعات الرأي لا تعطي حزب العمل اكثر من 18-20 عضو كنيست. كما ان غياب شارون عن الساحة السياسية يسهل عملية الضغط لعودة شمعون بيرس الى حزب العمل اذا جهزت له الكرسي الدافئة. هذا اضافة الى الادعاء بان عودة بيرس وبراك تقوي الطاقم القيادي السياسي والامني في حزب العمل وتزيد من احتمال تصويت اليهود الغربيين (الاشكنازيم) الى حزب العمل، خاصة وان قسما من هؤلاء، من الكيبوتسات وغيرها كان سيصوت الى بيرس في حزب شارون كاديما.
برأينا ان السؤال المطروح ماذا بعد شارون يستدعي من قوى السلام والمساواة والدمقراطية، اليهودية والعربية، ان تصعد من كفاحها ومن قوتها التمثيلية في الانتخابات لضمان غروب السياسة الشارونية الكارثية التي مارستها حكومة الكوارث الشارونية – البيرسية، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، بعد غروب شارون.
لقد تطرقنا في معالجات ومقالات سابقة الى الهجمة الشرسة للاحزاب الصهيونية، وخاصة احزاب كاديما والليكود والعمل، على الاصوات العربية، الى درجة ان استطلاعات الرأي تقدر بان الاحزاب الصهيونية ستنهب في الانتخابات القريبة حوالي خمسين في المئة من الاصوات العربية. وبشكل ديماغوغي يحاول دعاة حزب كاديما شارون وخدامه من بين العرب تصوير بان شارون قد تغير وانه رجل السلام القادر على تسوية القضية الفلسطينية وحل قضايا الجماهير العربية!! هذا في وقت ترتكب فيه حكومة الاحتلال الشارونية المجازر ضد الشعب الفلسطيني وتحتل عمليا من جديد شمال قطاع غزة وتحوله الى منطقة معزولة شبيهة بما كان عليه الوضع في الجنوب اللبناني المحتل. وهذا التزوير والتضليل يجريان في وقت تشرع فيه حكومة القهر القومي الشارونية بتجسيد خطة تطوير النقب والجليل العنصرية التي تعني مواصلة عملية تهويد النقب والجليل ووضع علامة سؤال كبيرة حول وجود وتطور ومصير اهل النقب والجليل العرب.
الاحزاب الصهيونية داشعة مثل الذئاب على مدننا وقرانا العربية لافتراس الاصوات العربية وبهدف مصادرة شرعية التمثيل السياسي للقوى المدافعة عن قضايا الاقلية القومية العربية، الفلسطينية في اسرائيل، للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة والقوائم العربية وجعلها خارج سياج البرلمان.
ان واجب الساعة، ولمواجهة الهجمة الصهيونية الشرسة على الاصوات العربية، لمواجهة القوى الانتهازية المصلحجية والمتخاذلة من خدام ودعاة الاحزاب الصهيونية من بين عربنا، يستدعيان الانطلاق وبقوة، وباوسع وحدة صف جبهوية، في المعركة الانتخابية. معركتنا الاساسية ورسالتنا في هذه المعركة الانتخابية وما بعدها هي زيادة التمثيل الجبهوي وقوى الكفاح من اجل السلام والمساواة والتقدم الاجتماعي. وهذا يتطلب ان "لا نتشركل بمحاشمنا" ونحصّن عودنا من السّوس التخريبي ومن الوسواس الخنّاس وشنشناته المشبوهة التي يحاول من خلالها تشويه وتزوير الطابع الحقيقي لهوية الجبهة والحزب الشيوعي بهدف زرع بذور الفرقة واضعاف قوة الجبهة. فبالمسؤولية الكفاحية ننطلق بوحدتنا الصوانية لتعزيز مكانة الجبهة وقوتها التمثيلية، فزيادة قوة الجبهة المحور الكفاحي الصلب لقوى السلام والمساواة والعدالة الاجتماعية، يخدم المصلحة الحقيقية في تصليب المواقف النضالية لمختلف قوى السلام والمساواة والعدالة الاجتماعية، العربية واليهودية.
في الاسبوع القادم، يوم السبت القادم، في الرابع عشر من الشهر الجاري سينتخب مجلس الجبهة القطري، قائمة مرشحي الجبهة، الستة الاوائل في القائمة، نأمل ان يكون هذا المجلس عرسا للدمقراطية القائمة في الجبهة، عرسا لوحدة الصف ونقطة انطلاق قوية للمعركة السياسية – الجماهيرية الانتخابية لانجاز نصر جديد للجبهة ولقوى السلام والدمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكيف ديماغوغي يتمترسون في أوكار اليمين ويهلّلون زورًا أنهم ا ...
- توبة -زعرور- كفر
- ألحكمة في التوفيق الصحيح بين المسؤولية والتميّز
- ألليكود المقزّم يتخبّط بين فكّي اليمين المتطرف والفاشيين
- الوصاية الدولية والمخططات السوداء - هل يضعون لبنان والمنطقة ...
- بناء على خطته -للحل الدائم-: هل أصبح عمير بيرتس من أنصار الت ...
- سنفتقدك دائمًا يا قبطان السفينة
- هذه الشنشنة التحريضية السافرة هدفها: ضرب الحزب الشيوعي والجب ...
- مع تقريب موعد الانتخابات المرتقب: ما العمل لقطع الطريق في وج ...
- يحاولون الاستظلال تحت رايتنا الطبقية الاشتراكية
- أي عمل وطني هذا?!- إدارة عولمة الارهاب الامريكية مسؤولة عن ا ...
- ماذا يختمر تحت سطح حكومة كارثية تتأرجح على كف عفريت؟
- أكثر من مجرد نقاش مع مجموعة سلامية اسرائيلية!!
- تقرير ميليس ينسجم مع استراتيجية -الفوضى البنّاءة- الامريكية
- مؤشرات لبداية مرحلة من الصراع هل بدأ اليسار يستردّ أنفاسه وي ...
- حسابات السرايا ليست كحسابات القرايا ألمدلول السياسي للقاء عب ...
- ألابر المشرّمة
- لمواجهة استراتيجية المجرمين في العراق وفلسطين المحتلين
- يلوح في الافق احتمال انقسام مرتقب في الليكود ألمدلولات السيا ...
- ماذا وراء التصعيد العدواني الجديد على قطاع غزة؟


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - ماذا بعد أرئيل شارون؟