أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - حسابات السرايا ليست كحسابات القرايا ألمدلول السياسي للقاء عباس – شارون في القدس















المزيد.....

حسابات السرايا ليست كحسابات القرايا ألمدلول السياسي للقاء عباس – شارون في القدس


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1342 - 2005 / 10 / 9 - 10:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


لقد تم الاتفاق اخيرا على عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ورئيس الحكومة الاسرائيلية ارئيل شارون في "مسكن" شارون القائم في القدس، وذلك يوم الثلاثاء القادم. وقد تم التوصل الى اتفاق تحديد موعد هذا اللقاء من خلال "وساطة" الملك الاردني، عبد الله الثاني المنسقة دون شك مع الادارة الامريكية.
والهدف المعلن من وراء هذا اللقاء جرت صياغته. بشكل ضبابي فضفاض وبلورته في اطار "العمل على تجسيد التفاهمات التي جرى الاتفاق عليها في منتجع شرم الشيخ المصري قبل عدة اشهر"! هذه التفاهمات التي يتركز مدلولها الاساسي في الناحية الامنية اضافة الى مطالبة الاحتلال الاسرائيلي بازالة البؤر الاستيطانية الهشة غير الشرعية (وكأنه يوجد استيطان شرعي – أ.س) ووقف البناء الاستيطاني.
وحتى يكون موقفنا واضحا من هذا اللقاء المرتقب بين عباس وشارون، نود ان نؤكد بان منانا ان يتمخض عن هذا اللقاء التزام اسرائيلي بتجسيد جميع بنود تفاهمات شرم الشيخ التي يماطل المحتل الاسرائيلي ويتهرب من تنفيذها تحت مختلف الذرائع! منانا ان يتمخض عن هذا اللقاء ما يخفف من معاناة شعب الانتفاضة الفلسطينية، ويفتح الطريق لاستئناف المفاوضات السياسية حول الحل الدائم. كنا نتمنى كل ذلك، ونحن نناضل من اجل ذلك، ولكن الظروف التي يجري في ظلها عقد هذا اللقاء ومعطيات الواقع على ساحة التطور والصراع لا تبعثان على التفاؤل. فهنالك عدة مؤشرات ودلائل تلقي بظلالها على اللقاء المرتقب ويجب اخذها بالحسبان لاستنباط المدلول السياسي للقاء عباس – شارون. واهم هذه المؤشرات والدلائل ما يلي:
* أولا: الفلتان الامني وفوضى السلاح وما يشبه "حلة حكم" في قطاع غزة، الامر الذي اوصل الى صدام مسلح بين قوات الامن الفلسطينية السلطوية وبين كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس والى سقوط ثلاثة شهداء فلسطينيين واكثر من ستين جريحا، واقتحام مسلحين لحرم المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة مطالبين السلطة بتفعيل يد من حديد ضد حماس ولحفظ الامن العام. وهذا ما كان ينشده المحتل الاسرائيلي وحليفه الامريكي، الضغط لزرع بذور الفتنة وتأجيج الصراع الفلسطيني – الفلسطيني الى درجة اشعال نيران حرب اهلية فلسطينية – فلسطينية يستثمرها المحتل لاقناع الرأي العام العالمي ان الشعب الفلسطيني ليس اهلا لدولة مستقلة ولا يعدو كونه خليطا من "عصابات ارهابية" وان "امن" اسرائيل يتطلب اكمال بناء جدار الضم والعزل العنصري وضم كتل الاستيطان، اكثر من نصف مساحة الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية وضواحيها تحت السيادة الاقليمية – السياسية الاسرائيلية.
ان خدمة المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا بالتحرر والاستقلال الوطني تتناقض مع حالة الانفلات الامني وفوضى السلاح القائمين، تتناقض مع ما يشبه ازدواجية السلطة، السلطة الوطنية الفلسطينية واذرعها الامنية من جهة، وحماس وذراعها العسكري من جهة اخرى، وفي حالة عدم الثقة القائمة بين السلطة وحماس. فالمصلحة الوطنية العليا تستدعي وجود عنوان شرعي واحد، سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد. المصلحة الوطنية العليا تستدعي اعتبار الدم الفلسطيني محرما، وهذا ما دعت اليه قيادات الفصائل الفلسطينية المتواجدة في دمشق كافة القوى الفلسطينية الى تحريم استخدام السلاح في الخلافات الداخلية والاحجام عن كافة اشكال التحريض السياسي والاعلامي بين مختلف القوى حفاظا على مصالح الشعب الفلسطيني ووحدته. وحفاظا على المصلحة الوطنية الفلسطينية طالبت غالبية اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس بتشكيل حكومة جديدة خلال اسبوعين وفصل وزارة الداخلية والامن الوطني الى وزارتين وذلك حتى تكون الحكومة قادرة على حفظ الامن وانهاء حالة الانفلات الامني.
على خلفية هذه الاوضاع على الساحة الفلسطينية يجري اللقاء بين شارون وعباس، وسيحاول شارون استغلالها للضغط على ابي مازن لتجريد مختلف الفصائل الفلسطينية وخاصة حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من اسلحتها وتفكيك بنيتها التحتية وبهدف جر الشعب الفلسطيني الى اتون حرب اهلية مدمرة. ومنذ مدة تضغط حكومة الاحتلال الاسرائيلي وتهدد بانها ستعرقل اجراء الانتخابات البرلمانية الفلسطينية التي ستجري في السادس والعشرين من شهر كانون الثاني المقبل اذا شاركت حماس في هذه الانتخابات . كما تضغط في نفس الاتجاه ادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية. ولنا الثقة بحكمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتمسك بنهج الحوار الدمقراطي بين الفصائل الفلسطينية بهدف التوصل الى توحيد الاجهزة الامنية والقضاء على الانفلات الامني وفوضى السلاح والعمل على مشاركة حماس في الحياة السياسية المدنية الفلسطينية والانصياع لحقيقة وجود سلطة واحدة وقانون فلسطيني واحد.
ومع اعلان موعد عقد اللقاء بين شارون ومحمود عباس يحاول المحتل الاسرائيلي بشكل ديماغوغي خبيث الايحاء وكأن ابا مازن متواطئ مع المحتلين ضد حماس، وان المحتل ينوي "مساعدة محمود عباس ضد حماس" وذلك من خلال اتخاذ عدة اجراءات تندرج في اطار تخفيف معاناة الفلسطينيين، مثل ازالة حواجز لتسهيل تنقل الفلسطينيين بين المدن الفلسطينية، اخراج قوات الاحتلال من مدن فلسطينية، اطلاق سراح سجناء الحرية من ابناء قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، أي من المناطق التي اخلتها اسرائيل، السماح باعادة بناء مطار غزة الذي دمره همج المحتلين، العفو عن المطلوبين من المحتلين ووقف عمليات التصفية والاغتيالات، السماح بدخول عمال فلسطينيين للعمل في اسرائيل. فهذه الاجراءات وغيرها تضمنتها تفاهمات شرم الشيخ ولم يلتزم المحتل بتنفيذها.
كما ان هذه الاجراءات التي تندرج في اطار الحياة اليومية للفلسطينيين ستكون الموضوع الاساسي لمباحثات شارون – عباس وليس ابدا استئناف العملية السياسية والتقدم وخطوات الى امام بعد خطة اعادة الانتشار في غزة، التقدم لتجسيد خطة خارطة الطريق مثلا.
* ثانيا: يأتي لقاء شارون – عباس في ظروف يتصاعد فيها التآمر المنهجي للتحالف الثلاثي الدنس الامبريالي الامريكي – الاسرائيلي الصهيوني – الرجعي العربي ليس فقط ضد الحقوق الوطنية الفلسطينية، بل كذلك ضد جميع شعوب وبلدان المنطقة وبهدف تدجين منطقة الشرق الاوسط في حظيرة خدمة المصالح الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية الامريكية – الاسرائيلية مع توفير فتات المائدة لخدامها من الرجعيين العرب. يأتي لقاء عباس – شارون في ظل التآمر الامبريالي على لبنان ومستقبل تطوره، في ظل التدخل الامريكي ومخابراته بشكل فظ وسافر في لبنان. فمكابس الضغط التآمري تتجه لتجسيد قرار مجلس الامن الدولي 1559 خاصة البند المتعلق بتجريد المخيمات الفلسطينية وحزب الله من السلاح، وبهدف تغيير موازنة الصراع في لبنان لصالح خدام امريكا واسرائيل. وقد بدأ البرلمان اللبناني بمناقشة اقتراح الرجعيين بتجريد المخيمات الفلسطينية من السلاح بحجة حماية الامن اللبناني. وماذا عن الامن الفلسطيني في لبنان؟
لاجئو المخيمات الفلسطينية مستعدون للتخلي عن أي سلاح اذا ضمن تجسيد حقهم الشرعي بالعودة..
كما يجري لقاء شارون – عباس في ظروف تصعيد التآمر الامريكي – الاسرائيلي على النظام السوري، ولم يعد سرا وينشر في العلن، عن خطط امريكية – اسرائيلية للاطاحة بنظام بشار الاسد وتنصيب دمية امريكية – اسرائيلية على شاكلة كرزاي تساعد الامبريالية الامريكية لترسيخ اقدامها في احتلال العراق والمحتل الاسرائيلي بترسخ اقدامه المحتلة في الجولان السوري، كما تساعد تحالف الشر والعدوان الاسرائيلي – الامريكي لترسيخ اقدام عملائهم في لبنان وضرب القوى الوطنية اللبنانية وحزب الله.
ثالثا: يعقد لقاء عباس – شارون قبل اسبوع فقط من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى واشنطن ولقائه الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش في العشرين من الشهر الجاري ولا شك ان شارون ينسق الخطى مع حليفه الاستراتيجي بوش حول ما سيطرح في اللقاء وبشكل تستفيد منه الامبريالية الامريكية لدفع عجلة مخططها الاستراتيجي في المنطقة. فبرأينا ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي الشارونية – البيرسية وادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية تستهدفان من اللقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس امرين اساسيين: الاول، استغلال اجراءات تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين – "حزمة حسن نية" اسرائيلية للتغطية على تصعيد التآمر والجرائم ودفع عجلة مخطط الهيمنة الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي في العراق المحتل وضد سوريا ولبنان وايران. والثاني: محاولة الهاء الفلسطينيين او اشغالهم بخلافاتهم الداخلية وان امكن باشعال نيران الفتنة والصراع بين السلطة وحماس، بين فتح وحماس وفي وقت يتنفس فيه المحتل الصعداء ويواصل مخططه الاستراتيجي بخلق وقائع استيطانية جديدة في الضفة الغربية واكمال مشروع تهويد القدس الشرقية العربية وبناء جدار الضم والعزل العنصري وجعل قضية اقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب المحتل منذ السبعة والستين في خبر كان.
ان "حسابات السرايا ليست كحسابات القرايا" ولنا الثقة بان شعب الشهداء والتضحيات وقيادته الوطنية المتمسكة بثوابت الحقوق الوطنية الشرعية بالحق الفلسطيني بالدولة والقدس والعودة لن تطعج رقبتها امام مكابس الضغوطات الاسرائيلية والامريكية ولن تفرط باية ثابتة من ثوابت الحقوق الوطنية. كما تدرك ان الضمانة الاساسية لتصليب الصمود الفلسطيني في المعركة من اجل التحرر والاستقلال الوطني تكمن في رص وحدة الصف الكفاحية الفلسطينية ودفن مختلف مظاهر الفرقة والانفلات الامني.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألابر المشرّمة
- لمواجهة استراتيجية المجرمين في العراق وفلسطين المحتلين
- يلوح في الافق احتمال انقسام مرتقب في الليكود ألمدلولات السيا ...
- ماذا وراء التصعيد العدواني الجديد على قطاع غزة؟
- لمواجهة معسكري الرفض، المطلق والنسبي
- ألاعلام الطبقية الحمراء ترتفع بقوة في المانيا
- ألرسالة الحقيقية لشارون في معادلة الصراع الداخلي والاسرائيلي ...
- في الذكرى السنوية ال 60 لقيامها: ألامم المتحدة في قمة احتفال ...
- ألمدلول الحقيقي لخطة اولمرت في -مواجهة الفقر-
- في الذكرى السنوية الرابعة للحادي عشر من ايلول 2001
- شنْيورك بنْشر العجال
- فصل الاقتصاد عن السياسة والقطاع عن الضفة على بساط المؤامرة
- إخلاء المستوطنات مسمار -عشرة- يُدقّ في نعش -ارض اسرائيل الكب ...
- لبلورة استراتيجية كفاحية: من أجل مواجهة ما بعد الفصل مع غزة
- الخيط الرفيع الرابط بين مجزرة شفاعمرو واستقالة نتنياهو
- نذالة -الكتكوت-
- على ضوء معطيات تقارير المآسي لا مفر من تصعيد الكفاح ضد حكومة ...
- حذارِ من الوقوع في مصيدة التهلكة التي يعد لها المحتل
- على ضوء دعوة عمرو موسى لعقد قمة عربية عاجلة: ماذا تستطيع الم ...
- استبدال الشرعية الدولية بقانون الغاب -حق القوة- المنهج الاست ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - حسابات السرايا ليست كحسابات القرايا ألمدلول السياسي للقاء عباس – شارون في القدس