أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - نذالة -الكتكوت-














المزيد.....

نذالة -الكتكوت-


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1281 - 2005 / 8 / 9 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صديقي "ابو جريس" يعرف الاوصول مذْوق ومستقيم وعمره ما آذى نملة ولا ضايق صديقا باي شيء جارح او خارج عن الاصول. تعجبت عندما فتحت باب الدار في الصباح الباكر لآخذ صحيفة "الاتحاد" ووجدت ابو جريس مقنبزا على درجة السلم. وقبل ان انبس ببنت شفة قال: ما جيت ازعجكم، انتظرت حتى تفيقوا، بدي اشاورك في قضية حتى ازيل قفة الهم عن قلبي!
رحبت به، ادخلته الدار، ونحن نشرب فنجان القهوة نطق ابو جريس قائلا: في ورشتنا التي بدأنا العمل فيها في عكا قبل سنة شغلنا معنا ابن رفيقك وصديقك "حسن السعيد" مع ان الكثيرين حذرونا منه، وانه طرد من اكثر من مكان عمل بسبب ثرثرته وسفاهته وعدم انضباطه وحمرنته في العمل، فعقله مقفل، اتيس من حمير الحجارة، مع ذلك قبلناه للعمل، احترمنا وساطتك وانه تاب عن كل الرذائل، كما قلت لنا، تحملناه شهرا وثلاثة واربعة اشهر ولكنه "هياك هياك يا حمار الحياك"، ان قمط شغيل في الورشة فعند المساء يكون الخبر المتداول في دواوين البلد، لا يكتم أي سر من اسرار العمل، ملحّق في الحكي والثرثرة على التلفونات الثلاثة وعلى الهاتف النقال الذي يحمله، ادفش من "ثور" "ابو لطفي" في التعامل مع الزبائن. نبهناه مرة ومرات ولم يرتدع. ولم يكن امامنا سوى طرده من العمل. ومنذ طرده حامل لسانه السفيه ومن بيت اشقع لبيت ارقع، يبربر مثل الشلقة وينشر الاكاذيب والسفاهات عن العمال وعن اولادي في الورشة، والادعاء باننا طردناه لانه "زقط" ابني يقبل زبونة روسية، وانه لاحظ باننا نغش في البضاعة وغير ذلك من الاكاذيب. اريد ان تتدخل حتى ينكتم، خائف بكرة اولادي يمشقوه بدنا، وساعتها اخوان الشياطين يصطادون في المياه العكرة ويحولوها وكأنها طائفية. فما رأيك.
قلت: صحيح انني تدخلت تحت الحاح والده صديقي، ولكنني قلت لكم جربوه ولكن احذروا من مساوئه، الظاهر ان "ذيل الكلب عمره ما بنعدل" والقول المأثور يقول يا عم ابو جريس" داروا سفهاءكم" واكثر ما يقهر السفهاء تجاهلهم، سأحدث والده، ولكنه علمني درسا ان لا اقف بحياتي الى جانب من ترصع جبينه وصمة عار، حتى لو كان من اقرب الناس اليّ.
اسمع يا ابا جريس هالسولفة الشبيهة، وعلى الانسان ان يتعلم من دروس تراث اسلافه. ففي بلدنا المهجرة كان انسان اطلق عليه اهل البلد لقب "الكتكوت" فصوته كان اشبه ما يكون بصوت الصوص الممعوص، كان فنانا في التلحوس لاسياده وفي تمسيح الجوخ والمقلتة والثرثرة. كان يعمل حراثا عند احد مخاتير البلد وفي المساء يدور بالقهوة على سهيرة المختار في الديوان. يمسح الجوخ للمختار في وجهه وفي قفاه يذم به وينشر الشائعات الكاذبة امام مختار الحارة الغربية خصم مختار الكتكوت.
لا تنبلّ الفولة في فمه، اسرع من راديو مونتي كارلو في نقل اخبار ديوان المختار، وفي احد الايام انتشرت شائعة في البلد روّجها زلم المختار الخصم ان مختار الكتكوت كبشه احد عماله وهو يعمل العاطلة مع احدى الخادمات في التبان. طلع المختار من حبال عقله، خاصة وانه من اشرف الناس. عرف المصدر وطرد الكتكوت، احتضنه المختار الخصم، وعادت حليمة الى عادتها القديمة، اخذت الشائعات تنتشر من ديوان المختار الخصم، الى ان كان يوم معهود في القرية، فقد طوق جيش الانجليز بيت المختار الخصم، فقد كان يختبئ في داره البعيدة عن الشك ثلاثة من ثوار البلد عجزوا دين جيش الغزاة المستعمرين الذين كان يطلب رؤوسهم. واتضح ان الكتكوت باع مختاره والثوار بعشر ليرات فلسطينية. حكم على المختار سنة حبس وعشر سنوات على الثوار. وعندما خرج المختار الخصم من السجن تصالح مع خصمه المختار الآخر بالمصاهرة، اما الكتكوت فقد فرّ بعد عملته السودة الى حيفا ليواصل الدوارة في شوارع وحارات السفاهات. فيا عم ابو جريس واجبنا الانساني والوطني ان نتجنب وننبذ كتاكيت السفاهة ونتقي شرهم، فصباحهم ومساؤهم ازفت من الزفت.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ضوء معطيات تقارير المآسي لا مفر من تصعيد الكفاح ضد حكومة ...
- حذارِ من الوقوع في مصيدة التهلكة التي يعد لها المحتل
- على ضوء دعوة عمرو موسى لعقد قمة عربية عاجلة: ماذا تستطيع الم ...
- استبدال الشرعية الدولية بقانون الغاب -حق القوة- المنهج الاست ...
- المجزرة الجديدة في شرم الشيخ- تؤكد: الإرهابيون خدّام استراتي ...
- اليوم 23 تموز الذكرى السنوية الـ 53 لانتصار ثورة يوليو بقياد ...
- اوسع وحدة صف وطنية حذار ِ من الفتنة والمغامرة والسقوط في مصي ...
- ان كان هالعسكر عسكرنا...
- الاحتلال الاسرائيلي هو المصدر وهو الدفيئة وهو المستنقع هوية ...
- هل يستعيد الشعب العراقي أنوار ثورة 14 تموز المجيدة؟
- اقامة اوسع جبهة سياسية لمواجهة الفاشية المستشرية - المهرولة ...
- مؤتمر قيسارية على حلبة -صراع الثيران-
- قبل عشرين سنة فارقنا بجسده د. إميل توما والتوجه الطبقي الثور ...
- مهمّات أساسية مطروحة على أجندة الحزب الشيوعي
- بعد انتهاء الانتخابات النيابية: ماذا يواجه لبنان من قضايا وم ...
- ألمؤتمر العاشر لحزب البعث السوري الحاكم: هل ترتقي الاصلاحات ...
- طفيليات المستنقع الاسرائيلي
- لمواجهة مرحلة التهويد العنصرية الجديدة
- حصيلة جنونية للانفاق العسكري: هل يوجد أي أمل بالسلام مع سلاط ...
- لمواجهة متطلّبات وتحدّيات الحاضر والمستقبل: خطوات جدية لتوحي ...


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - نذالة -الكتكوت-