أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - حذارِ من الوقوع في مصيدة التهلكة التي يعد لها المحتل















المزيد.....

حذارِ من الوقوع في مصيدة التهلكة التي يعد لها المحتل


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1275 - 2005 / 8 / 3 - 12:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد اسبوعين بالكمال والتمام، في الخامس عشر من شهر آب الجاري، من المفروض ان تبدأ المرحلة الاولى من تنفيذ خطة الفصل واعادة الانتشار في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، التي اقرتها حكومة الاحتلال والاستيطان الشارونية – البيرسية من طرف واحد بعيدا عن أي اتفاق او تنسيق مع صاحب الشأن، مع الطرف الفلسطيني ممثلا بالسلطة الوطنية الفلسطينية والقيادة الشرعية الفلسطينية – م.ت.ف.
وما يثير القلق الشديد ويستدعي ويستوجب الحذر والحكمة من قبل القيادة الشرعية الفلسطينية ومختلف فصائل وقوى المقاومة الوطنية الفلسطينية هو عدم الوقوع في مصيدة التهلكة التي يعد لها المحتل الاسرائيلي. وعدم الانجرار وراء الاستفزازات الدموية المنهجية التي تخططها حكومة الكوارث الشارونية – البيرسية لنقل ازمتها الى الساحة الفلسطينية عشية ومع البدء بتنفيذ خطة الفصل الكارثية (من حيث مدلولها السياسي). ما تنسج خيوطه حكومة الاحتلال الاسرائيلي يعيد الى الاذهان الخطة الدموية التي اعدتها حكومة ايهود براك عشية وابان وبعد محادثات كامب ديفيد الفين بمشاركة الوفد الفلسطيني برئاسة خالد الذكر ياسر عرفات وتحت رعاية الرئيس الامريكي، بيل كلينتون. فلنقلِ ازمة حكومة براك الى الساحة الفلسطينية ولتضييع ونسف الحقوق الوطنية الفلسطينية لجأت حكومة براك ووسائل اعلامها الى عملية تضليلية لغسل الدماغ وتضليل الرأي العام الاسرائيلي والفلسطيني والعربي والعالمي وذلك بالادعاء الكاذب ان حكومة براك قدمت الحد الاقصى من "التنازلات"، اعلنت عن استعدادها للانسحاب من اكثر من تسعين في المئة من الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ السبعة والستين، ولكن الطرف الفلسطيني بقيادة الرئيس ياسر عرفات رفض هذه العروض الكريمة واصر على حق العودة للاجئين الامر الذي يعني "القضاء على دولة اسرائيل"! والواقع ان ما عرض على الوفد الفلسطيني في كامب ديفيد حول تقطيع اوصال المناطق المحتلة الى خمس كانتونات تفرق فيما بينها، وتفصلها عن بعضها البعض الكتل الاستيطانية والطرق الالتفافية الاحتلالية، اضافة الى التنكر لحق العودة للاجئين الفلسطينيين وتعزيز مواقع السيادة السياسية للمحتل في القدس الشرقية العربية. وقد قامت ميديا التضليل الاسرائيلية والامريكية بتكثيف حملة تحريضية عاتية وسافرة ضد القيادة الفلسطينية، وخاصة ضد الرئيس ياسر عرفات متهمة اياها بانها لا تريد السلام والتسوية السياسية وان هدفها هو "ابادة اسرائيل" وليس التعايش بسلام معها. وبدأت حكومة براك تدعي بانه لا يوجد ند وشريك فلسطيني للتفاوض معه، وبراك اول من اطلق العبارة السياسية "ان عرفات ليس بذي شأن" وليس اهلا للتفاوض معه. وبعد هذه الحملة الدعائية التهويشية لتضليل وكسب الرأي العام محليا وعالميا جاءت الخطوة الكارثية الثانية في اطار المخطط التصفوي المرسوم للحقوق الوطنية الفلسطينية، وذلك باستفزاز واستدراج الفلسطينيين الى الصدام المسلح لتوجيه ضربة عسكرية مميتة قد تساعد في حسم الصراع عسكريا. وكانت "الزيارة الاستفزازية" لجنرال المجازر والاستيطان، ارئيل شارون المنسقة مع رئيس الحكومة ايهود براك الى المسجد الاقصى المبارك برفقة آلاف الجنود الذين دنسوا حرمة هذا المكان المقدس وارتكبوا مجزرة الاقصى الدموية ضد المصلين والمدنيين، التي فجرت الانتفاضة الثانية. ولا نريد العودة الى ما اكدناه مرارا الى ان المحتل الاسرائيلي، وخاصة بعد صعود شارون وقوى اليمين المتطرف من ممثلي قطعان المستوطنين والفاشية العنصرية ومختلف ايتام ارض اسرائيل الكبرى وسط عواء "دعوا الجيش الاسرائيلي ينتصر" استغل عسكرة الانتفاضة والتفجيرات المغامرة ضد المدنيين في المدن الاسرائيلية لتشويه حقيقة جوهر ومدلول الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، لتشويه حقيقة النضال التحرري العادل لشعب يرزح تحت نير الاحتلال، وتصوير الصراع وكأنه صدام مسلح بين جيشين، وليس بين محتل وضحيته. واستغل المجرم المحتل جبروته العسكرية وتزود جيشه باحدث اسلحة الدمار العصرية الامريكية لشن ما يشبه حرب الابادة ضد شعب الانتفاضة الفلسطينية، حرب الارض المحروقة، لم يتورع من خلالها همج الاحتلال من ارتكاب المجازر وجرائم الحرب ضد البشر والحجر والشجر في المناطق المحتلة وتدمير البنية التحتية والمؤسساتية المدنية والعسكرية الفلسطينية، والى درجة حصار واعتقال الرئيس الفلسطيني المنتخب ياسر عرفات في مقر الرئاسة في رام الله. لا نريد العودة الى ما اكدناه مرارا عن لجوء حكومة الكوارث الشارونية الى خلط الاوراق بشكل منهجي بين المقاومة والارهاب، وذلك في اطار استراتيجية عولمة الارهاب بهذه الهيمنة التي ينتهجها تحالف الشر الامريكي – الاسرائيلي، وتصوير الصراع وتسويقه عالميا وكأن "الضحية" الاسرائيلي تحارب الارهاب الفلسطيني حفاظا على أمنها وليس كفاح الشعب الفلسطيني العادل ضد الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي الجائر.
لقد اردنا من وراء كل ما ذكرناه ايقاظ الذاكرة الجماعية، وكل من خانته الذاكرة، وذلك بهدف ادراك ما يجري تخطيطه في الدهاليز المعتمة الاحتلالية من مخططات اجرامية قد تلجأ الى تنفيذها ابان وبعد تنفيذ المرحلة الاولى من اعادة الانتشار في غزة، واخذ الحيطة والحذر والحكمة في مواجهتها وافشالها ويجب ان لا يغيب عن بالنا ما اكده مرة احد قادة حزب "العمل" رئيس الكنيست السابق، ابراهام بورغ اذ صرح "بعد الفي عام من الكفاح من اجل البقاء فان الواقع الاسرائيلي هو دولة محتلة تديرها زمرة من الفاسدين، تحتقر القانون والاخلاق المدنية، وتسخر منها". ولا نستبعد ان تقوم الزمرة الحاكمة الفاسدة وبشكل منهجي مدروس بتصدير ازمتها الى الملعب الفلسطيني، قبل وبعد تنفيذ المرحلة الاولى من خطة الفصل مع قطاع غزة. فحكومة شارون – بيرس تواجه مشكلتين اساسيتين مرتبطتين بخطة الفصل، الاولى، مواجهة معارضي الخطة من قطعان ارض اسرائيل الكبرى. والثانية مواجهة الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية، فاعادة الانتشار الاحتلالي في قطاع غزة ليس نهاية المطاف ولا يعني ابدا انجاز التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لا يعني الحل الدائم او انهاء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي. ولمواجهة هاتين القضيتين لا نستبعد، وكما حدث بعد فشل قمة محادثات كامب – ديفيد، ان تلجأ حكومة الاحتلال والاستيطان الى تنفيذ مخطط استفزازي جديد لاستدراج الفلسطينيين، او بعض الفصائل الفلسطينية الى الرد على هذا الاستفزاز لتبرير عدوان همجي جديد تستهدف من ورائه تحقيق اكثر من هدف سياسي يخدم سياستها الاستعمارية لمصادرة الحقوق الوطنية الفلسطينية، حقوق هذا الشعب بالحرية والدولة والقدس والعودة. وقد اشار الى هذا المخطط، وهذه الخطة الاجرامية، الصقر اليميني، نائب وزير "الامن" الاسرائيلي، زئيف بويم، في تصريح بلطجي عربيد له للاذاعة العامة الاسرائيلية يوم امس الاول الاحد (31/7/2005). فقد هدد بتنفيذ عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة في حال تعرضت عملية الانسحاب لاطلاق نار، واكد "في حالة اطلاق النار سنوقف الانسحاب ونوجه ضربة كبيرة في عملية على مستوى فرقة"!! والفرقة عبارة عن اربعة الوية تضم من ستة الى ثمانية آلاف رجل!!
ان هذا التهويد البلطجي ينطوي على مدلولات سياسية تخطط لها حكومة الاحتلال الاسرائيلية. فمن النهج العدواني الشاروني الممارس لا نستبعد قبل البدء بتنفيذ خطة الفصل او ابان تنفيذها ان تقوم قوات الاحتلال بعمل استفزازي، بتصفية مسؤول فلسطيني من "حماس" او "الجهاد الاسلامي" او من "فتح" او باي عمل اجرامي آخر، وتحت مختلف الذرائع الكاذبة التي لا تعدم اللجوء اليها. وقد يؤدي هذا الاستفزاز الى رد فعل فلسطيني باطلاق صاروخ او قذيفة باتجاه المستوطنات الاسرائيلية او الكولونيالية المعدة للاخلاء. وهذا ما ينتظره المحتلون المجرمون، يقومون باجتياح القطاع في عملية همجية واسعة النطاق، كما هدد بويم وقبله شارون. وبهذه العملية تسكت حكومة شارون – بيرس انفاس وعواء المعارضين للخطة، هذا من جهة، ومن جهة اخرى يظهر شارون امام العالم، انه "رجل السلام" الذي يريد الانسحاب من غزة ولكن الفلسطينيين يرفضون هذه "النعمة" ويواصلون ممارسة "الارهاب" كما ستستغل حكومة الاحتلال أي رد فعل فلسطيني مسلح لترديد ادعاءاتها التضليلية الكاذبة ان حكومة محمود عباس ضعيفة ولا تنفذ ما هو مطلوب منها بالقضاء على "الارهاب الفلسطيني" وهي ليست اهلا للتفاوض معها حول تسوية سياسية بعد الانسحاب من غزة. وستعمل حكومة شارون – بيرس على إلهاء الشعب الفلسطيني بمحاولة زجه في صراعات داخلية وتفجير فتنة وحتى حرب اهلية فلسطينية – فلسطينية فيما يواصل المحتل تنفيذ مشروعه وبرنامجه الاستراتيجي بخلق وقائع جديدة كولونيالية على الارض الفلسطينية، توسيع رقعة الاستيطان والتهويد وبناء جدار الضم والعزل العنصري – في القدس العربية المحتلة وغور الاردن وغيرهما بهدف خلق معوقات جغرافية وديموغرافية تعرقل وتمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة والتطور، وتتيح للاستعمار الاسرائيلي امكانية ضم غالبية مساحة الضفة الغربية الى اسرائيل.
امام هذه المخاطر الجدية فاننا نتوجه الى جميع قوى وفصائل شعبنا في قطاع غزة وجميع المناطق الفلسطينية انْ حذارِ من الوقوع في مصيدة التهلكة التي يعد لها المحتل، التزموا بقرار التهدئة ولا تردوا على الاستفزازات الاحتلالية لاستدراجكم الى مقصلة الاعدام. فالمعركة لنصرة الحق والعدل وانجاز الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية لا تزال طويلة الأمد وتستدعي الصبر والحكمة وتعزيز وحدة الصف الوطنية الفلسطينية الكفاحية المتمسكة بثوابت الحقوق الوطنية.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ضوء دعوة عمرو موسى لعقد قمة عربية عاجلة: ماذا تستطيع الم ...
- استبدال الشرعية الدولية بقانون الغاب -حق القوة- المنهج الاست ...
- المجزرة الجديدة في شرم الشيخ- تؤكد: الإرهابيون خدّام استراتي ...
- اليوم 23 تموز الذكرى السنوية الـ 53 لانتصار ثورة يوليو بقياد ...
- اوسع وحدة صف وطنية حذار ِ من الفتنة والمغامرة والسقوط في مصي ...
- ان كان هالعسكر عسكرنا...
- الاحتلال الاسرائيلي هو المصدر وهو الدفيئة وهو المستنقع هوية ...
- هل يستعيد الشعب العراقي أنوار ثورة 14 تموز المجيدة؟
- اقامة اوسع جبهة سياسية لمواجهة الفاشية المستشرية - المهرولة ...
- مؤتمر قيسارية على حلبة -صراع الثيران-
- قبل عشرين سنة فارقنا بجسده د. إميل توما والتوجه الطبقي الثور ...
- مهمّات أساسية مطروحة على أجندة الحزب الشيوعي
- بعد انتهاء الانتخابات النيابية: ماذا يواجه لبنان من قضايا وم ...
- ألمؤتمر العاشر لحزب البعث السوري الحاكم: هل ترتقي الاصلاحات ...
- طفيليات المستنقع الاسرائيلي
- لمواجهة مرحلة التهويد العنصرية الجديدة
- حصيلة جنونية للانفاق العسكري: هل يوجد أي أمل بالسلام مع سلاط ...
- لمواجهة متطلّبات وتحدّيات الحاضر والمستقبل: خطوات جدية لتوحي ...
- هل تسلّم الجماهير العربية رقبتها ومصيرها الى - الفشّ الطالع ...
- مع إضاءة الشمعة الـ 81 : الشبيبة الشيوعية كتيبة ثورية نضالية ...


المزيد.....




- -أخطر مكان في العالم-.. أكثر من 100 صحفي قتلوا في غزة منذ 7 ...
- 86 مشرعا ديمقراطيا يؤكدون لبايدن انتهاك إسرائيل للقانون الأم ...
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - حذارِ من الوقوع في مصيدة التهلكة التي يعد لها المحتل