أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - احمد سعد - استبدال الشرعية الدولية بقانون الغاب -حق القوة- المنهج الاستراتيجي لسياسة الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية















المزيد.....

استبدال الشرعية الدولية بقانون الغاب -حق القوة- المنهج الاستراتيجي لسياسة الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1270 - 2005 / 7 / 29 - 12:06
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


عندما شنت ادارة بوش – تشيني – رامسفيلد الحرب العدوانية على العراق واحتلاله متجاهلة ومستهترة بهيئة الشرعية الدولية، بالامم المتحدة ومؤسساتها، وخاصة مجلس الامن الدولي، وبالدوس على مواقف هذه الهيئة التي لم تشرعن وتصدق وتقر شن هذه الحرب، اكدنا في حينه ان ادارة الامبريالية الامريكية تعمل على اعادة بناء العلاقات الدولية على قواعد واسس جديدة تنسجم مع وتخدم مصالح الهوية الطبقية والايديولوجية والاقتصادية للفئة المتربعة علىعرش "البيت الابيض" في واشنطن. اكدنا بان ادارة بوش تمثل مصالح الشريحة الاكثر يمينية ورجعية وعدوانية في اطار الطغمة المالية الامريكية التي تنشط في مجال الصناعة العسكرية والنفط بالاساس والتي تتبنى ايديولوجيا الخلط الديماغوغي بين النيوليبرالية والاصولية الدينية المتطرفة المغرقة في رجعيتها. وطابع السياسة الخارجية المنتهجة يحدده طابع هوية النظام القائم الطبقية، وهي امتداد للسياسة الداخلية. ولخدمة مصالح فئة الطغمة المالية الناشطة في مجالي النفط والصناعة العسكرية في ظروف المنافسة الاقتصادية بين محاور الامبريالية الثلاثة (الاتحاد الاوروبي واليابان والولايات المتحدة الامريكية) بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي ومجموعة الانظمة الاشتراكية في اوروبا الشرقية كان على الادارة الامريكية في ظل العولمة الامبريالية بطابعها الشرس استغلال الظروف وخلق المبررات لضمان اقامة نظام معولم جديد بزعامتها ويوفر للطغمة المالية التي تمثلها، لاحتكاراتها عابرة القارات ومتعددة الجنسيات للهيمنة كونيا واحراز قصب السبق في المنافسة مع المحورين الامبرياليين الآخرين. واستغلت الادارة الامريكية واقعا مأساويا مميزا، ان الامبريالية الامريكية اصبحت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي القطب الاوحد مؤقتا، بجبروته عسكريا واقتصاديا، اصبحنا مؤقتا في عالم احادي القطبية. وللانطلاق على طريق الهيمنة كونيا كان على الادارة الامريكية وواضعي استراتيجيتها الكونية ومنظريها بلورة المبررات والقاعدة الايديولوجية لهذه الانطلاقة الاستراتيجية العدوانية عالميا. وقد بلور استراتيجيو ومنظرو الاستعمار الامريكي الجديد ما يسمى "بحماية الامن القومي الامريكي والمصالح الاستراتيجية الامريكية كونيا، وفي مختلف المناطق والبلدان"، كما بلوروا "الوسيلة" لحماية هذا "الامن" وهذه المصالح، التي اطلقوا عليها ما يسمى "بالسياسة الوقائية" "بالحرب الوقائية". وتم وضع هذه القاعدة "النظرية – السياسية" لاستراتيجية الاستعمار الجديد قبل التفجيرات الارهابية في نيويورك وواشنطن في سبتمبر/ ايلول الفين وواحد. وكانت هذه التفجيرات "هدية من السماء" لارباب استراتيجية الاستعمار الامريكي الجديد، للانطلاق في تجسيد برنامج الهيمنة كونيا، خاصة وانهم وجدوا المبرر لذلك في الارهاب، وبلورة سياسة "محاربة الارهاب" كونيا، واستبدلوا عمليا شعار "محاربة الشيوعية" الذي كان قائما ايام "الحرب الباردة" بشعار "محاربة الارهاب عالميا". واصبح وفقا لاستراتيجية الاستعمار الجديد يكفي لادارة الامبريالية الامريكية ان تتهم وتشك بان نظاما ما معاد للسياسة الامريكية ومخططها الاستراتيجي للهيمنة، او الاتهام بوجود تنظيمات اصولية في أي بلد، لكي تنطلق للتدخل في الشأن الداخلي لهذا البلد او ذاك، او شن حرب عليه تحت يافطة "الحرب الوقائية" و "حماية الامن القومي الامريكي" مستعملة "حق القوة" كمنهج لتجسيد استراتيجية الهيمنة كونيا. ولهذا فاننا اطلقنا على الحرب العدوانية على افغانستان بانها حرب استراتيجية، كما اطلقنا على الحرب العدوانية على العراق واحتلاله بانها حرب استراتيجية امريكية ايضًا لان الهدف من ورائهما كان ليس انقاذ شعبي افغانستان والعراق من انظمة القهر والظلام والدكتاتورية بل خدمة المصالح النفطية والاستراتيجية الامريكية. ومن هذا المنظور يجري التدخل الامريكي السافر في الشأن الداخلي اللبناني والسوري... وممارسة مختلف اشكال الضغط بهدف تدجين هذه الانظمة وشعوبها في حظيرة خدمة المصالح الامريكية واحتكاراتها اللصوصية.
والحقيقة ان استراتيجية الاستعمار الجديد التي تمارسها الادارة الامريكية هي نفس استراتيجية العدوان والهيمنة التي تمارسها اسرائيل الرسمية منذ قيامها بعد النكبة الفلسطينية، من "الحرب الوقائية" لتبرير العدوان والاحتلال والهيمنة الى "محاربة الارهاب" لتبرير اغتصاب الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية.
وفي هذا السياق اود اعطاء بعض الامثلة التي تجسد المدلول السياسي الحقيقي لاستراتيجية "حق القوة" وعولمة ارهاب الدولة المنظم التي ينتهجها تحالف العدوان الامريكي – الاسرائيلي.
المثال الاول يتعلق بالموقف من سوريا، فبعد احتلال العراق اصبحت سوريا وايران المجاورتان للعراق الهدف الذي تصوب باتجاههما النار الامريكية والاسرائيلية بهدف تدجين هذين النظامين امريكيا واسقاطهما اذا توفرت الظروف المؤاتية. فسوريا متهمة بإيواء قادة بعض فصائل الثورة الفلسطينية التي تطلق عليها اسرائيل وامريكا بالمنظمات الارهابية، ومتهمة بدعم حزب الله اللبناني وبغض الطرف عن "المتسللين" من الاراضي السورية الى العراق للمشاركة في مقاومة المحتل الانجلوامريكي. وببلطجة "حق القوة" العربيدة فرضت الادارة الامريكية على سوريا حصارا اقتصاديا وتحريضا دوليا، وكانت وراء اتخاذ القرار 1559 الذي اخرج القوات السورية من لبنان وتضغط لتجريد حزب الله من السلاح، ووصلت الامور الى درجة تدخل ادارة بوش في شؤون داخلية لدول اخرى بهدف الزامها باتخاذ سياسة امريكية لخنق سوريا وعزلها دوليا. فعلى سبيل المثال، وكما ورد في صحيفة "يديعوت احرونوت" 26/7/2005، ان الرئيس السوري بشار الاسد وعقيلته أسماء الاسد سيزوران تركيا بناء على دعوة رئيس الحكومة التركية رجب اردوغان، وانهما سيقضيان وقتا للاصطياف في انطاليا التركية. وهذا الامر اغضب الادارة الامريكية واثار احتجاجا وبدأت بتشغيل مكابس الضغط لالغاء هذه الزيارة وبعثت بمذكرة الى الحكومة التركية، قمة في الصفاقة والوقاحة الاستعمارية جاء فيها ما يلي:
"يجب عزل الاسد، انتم (تركيا) الدولة الوحيدة التي تمد يدها لمصافحة الرئيس الاسد الداعم للارهاب! من يمس في سياسة عزل الاسد يمس بالمصالح الامريكية"!!
مثال آخر، وزير الخارجية في حكومة الاحتلال والاستيطان الشارونية – البيرسية، سلفان شالوم، توجه امس الاول الى الاتحاد الاوروبي مطالبا اياه بوضع حزب الله اللبناني على لائحة المنظمات الارهابية وعدم اقامة أي علاقة معه!! ويأتي هذا المطلب الصفيق والوقح في وقت تضغط فيه امريكا واسرائيل لتجريد حزب الله من السلاح بهدف تغيير ميزان القوى داخل الساحة اللبنانية لتسهيل عملية تدجين لبنان امريكيا. وجاء موقف الحكومة اللبنانية باعتبار المس بالمقاومة اللبنانية خطًا احمر وانها قضية لبنانية داخلية يجري البت فيها لبنانيا وعن طريق الحوار الوطني اللبناني. ومطلب شالوم صفاقة سافرة خاصة وان حزب الله ليس فقط انه ليس فقط مجرد مليشيا مسلحة، بل حركة مقاومة وطنية، وليس فقط حركة مقاومة بل اصبح جزءا عضويا من المؤسسات السلطوية اللبنانية، فله اعضاء في البرلمان ووزراء في الحكومة اللبنانية. والاحرى بشالوم ان تحرك حكومته ساكنا، وبشكل جدي، لاجتثاث جذور عصابات الارهاب والفاشية التي نشأت وانتعشت في مستنقع الاحتلال الآسن وتهدد بانيابها المسلولة افتراس الحياة الدمقراطية.
لا يسمح المجال اليوم للتطرق الى سياسة "حق القوة" البلطجية والتهديدات التي اطلقها شارون عشية سفره الى فرنسا، ولكن ما يميز هذه المرحلة ان استراتيجية العدوان والهيمنة الامريكية – الاسرائيلية منطقيا وكونيا مدلولها السياسي استبدال الشرعية الدولية والقانون الدولي كمرجعية اساسية على ساحة العلاقات الدولية بشريعة الغاب وقانون الغاب الذي تمارسه ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية وحكومة الاحتلال والاستيطان والجرائم الشارونية – البيرسية.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجزرة الجديدة في شرم الشيخ- تؤكد: الإرهابيون خدّام استراتي ...
- اليوم 23 تموز الذكرى السنوية الـ 53 لانتصار ثورة يوليو بقياد ...
- اوسع وحدة صف وطنية حذار ِ من الفتنة والمغامرة والسقوط في مصي ...
- ان كان هالعسكر عسكرنا...
- الاحتلال الاسرائيلي هو المصدر وهو الدفيئة وهو المستنقع هوية ...
- هل يستعيد الشعب العراقي أنوار ثورة 14 تموز المجيدة؟
- اقامة اوسع جبهة سياسية لمواجهة الفاشية المستشرية - المهرولة ...
- مؤتمر قيسارية على حلبة -صراع الثيران-
- قبل عشرين سنة فارقنا بجسده د. إميل توما والتوجه الطبقي الثور ...
- مهمّات أساسية مطروحة على أجندة الحزب الشيوعي
- بعد انتهاء الانتخابات النيابية: ماذا يواجه لبنان من قضايا وم ...
- ألمؤتمر العاشر لحزب البعث السوري الحاكم: هل ترتقي الاصلاحات ...
- طفيليات المستنقع الاسرائيلي
- لمواجهة مرحلة التهويد العنصرية الجديدة
- حصيلة جنونية للانفاق العسكري: هل يوجد أي أمل بالسلام مع سلاط ...
- لمواجهة متطلّبات وتحدّيات الحاضر والمستقبل: خطوات جدية لتوحي ...
- هل تسلّم الجماهير العربية رقبتها ومصيرها الى - الفشّ الطالع ...
- مع إضاءة الشمعة الـ 81 : الشبيبة الشيوعية كتيبة ثورية نضالية ...
- مع إضاءة الشمعة الـ 62 من عمرها المتجدد -الاتحاد- الصرح الحض ...
- عالبروة رايحين!


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - احمد سعد - استبدال الشرعية الدولية بقانون الغاب -حق القوة- المنهج الاستراتيجي لسياسة الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية