أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - لمواجهة معسكري الرفض، المطلق والنسبي















المزيد.....

لمواجهة معسكري الرفض، المطلق والنسبي


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1328 - 2005 / 9 / 25 - 13:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


*لا مفر من بلورة معسكر السلام العادل لنصرة الحق الفلسطيني المشروع*
ما يختمر على ساحة التطور والصراع في بلادنا من مظاهر ودلائل ومؤشرات تبرز معالمها بشكل ديناميكي يعكس في حقيقة الامر طابع المرحلة المصيرية التي نمر بها في الظرف الراهن.
وفي ظروف بلادنا المعقدة يبرز التفاعل والعلاقة الجدلية بين القضايا الثلاث المركزية المطروحة على اجندة الواقع المتغير، القضية السياسية والقضية القومية والقضية الطبقية – الاجتماعية. والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف تتعامل مختلف القيادات السياسية والحزبية والمنظمات الاجتماعية والجمعيات المدنية مع هذه القضايا عند تحديد الموقف؟ ما هي المهام الاساسية التي تطرحها مختلف القيادات على ساحة مواجهة هذه القضايا او بعضها.
برأينا انه ما دام لم يجر بعد التوصل الى تسوية نهائية للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي الذي في مركزه ومحوره انجاز الحق الفلسطيني الوطني المشروع بالتحرر والاستقلال الوطني تبقى القضية السياسية، الصراع حول طابع وهوية التسوية السياسية مع الفلسطينيين، مع القيادة الشرعية الفلسطينية القضية الاولى، المهمة الاولى التي تشغل المرتبة الاولى من درجات سلم اهتمامات وانشغالات مختلف القيادات السياسية – الحزبية في اسرائيل وتعكس آثارها المباشرة وغير المباشرة على البنية الهيكلية للخارطة الحزبية – السياسية وعلى القضيتين المركزيتين الاخريين، القومية والطبقية الاجتماعية. فتحديد الموقف من الحقوق الشرعية الفلسطينية ومن التسوية مع الشعب الفلسطيني كانا وما يزالان عاملا اساسيا مؤثرا على عملية المخاض الجارية في بنية الخارطة الحزبية الصهيونية وداخل احزابها، وخاصة بروز ظاهرتي الطارد عن المركز، الانقسامات والتكتلات والمحاور داخل الاحزاب، والجاذب الى المركز – اقامة تكتلات وتجمعات بين الاحزاب وفلق الاحزاب – وحقيقة هي انه منذ مطلع التسعينيات لم تعمر أي حكومة اسرائيلية في الحكم حتى انتهاء مدتها الشرعية القانونية، بل سقطت قبل الموعد المحدد بسبب فشلها بالاساس في معالجة وايجاد الحلول للقضية الفلسطينية. واليوم تمر البلاد بمرحلة من المخاض السياسي، تبرز من خلالها ظاهرتا الطارد عن المركز والجاذب عن المركز واحتمال ان لا تعمر الحكومة الشارونية – البيرسية حتى نهاية مدتها القانونية وان يجري تقريب موعد الانتخابات البرلمانية للكنيست. وتجري عملية المخاض حول تحديد الموقف من طابع التسوية السياسية مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية خاصة بعد عملية اعادة الانتشار في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، تجسيد الخطوة الاولى في اطار برنامج ارئيل شارون للانتقاص من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات مقومات طبيعية قابلة للحياة على كامل التراب الفلسطيني المحتل منذ حزيران السبعة والستين. فعلى خلفية تحديد الموقف من التسوية السياسية مع الفلسطينيين فان المخاض السياسي على ساحة الاحزاب الصهيونية والاصولية الدينية اليهودية اليمينية يبرز العديد من المظاهر، التي تجري المساعي لبلورتها في تيارات ثابتة. واهم هذه المظاهر المتفاعلة على ساحة الحراك السياسي ما يلي:
اولا: المساعي لمحورة معسكر يميني متطرف معاد لاية تسوية مع الشعب الفلسطيني تقود الى الانسحاب من أي شبر من الاراضي الفلسطينية المحتلة. وتتجسد هذه المساعي في عدة اتجاهات ومحاور. ففي حزب الليكود الحاكم يسعى بنيامين نتنياهو وعوزي لانداو اللذان يقفان على رأس معسكر معارضي خطة الفصل الشارونية تجنيد اكثرية في مركز الليكود الذي سيعقد في السادس والعشرين من الشهر الحالي (الاسبوع القادم) لتقديم موعد الانتخابات التمهيدية (البرايمرز) بهدف الاطاحة بارئيل شارون وانتخاب بنيامين نتنياهو او عوزي لانداو رئيسا للحزب ومرشحه لرئاسة الحكومة. ولحسم المعركة في مركز الليكود ضد شارون وحتى لطرده من الليكود يتجند عدد كبير من نشطاء قطعان المستوطنين الذين يجوبون بيوت اعضاء مركز الليكود لاقناعهم بالتصويت في المركز لتقريب موعد البرايمرز بهدف الاطاحة بشارون وتنصيب نتنياهو مكانه.
الى جانب مساعي نتنياهو للهيمنة على الليكود الذي قد يقود الى انقسام الحزب بخروج معسكر شارون منه اذا خسر شارون في مركز الليكود، تبرز المساعي لتوحيد معسكر الاحزاب الدينية الاصولية اليهودية المتشددة والدينية اليمينية – "المفدال" و "شاس" و "اغودات يسرائيل" و "ديغل هتوراه" و "هئيحود هلئومي". فرئيس المفدال زبولون اورليف، اقترح على هذه الاحزاب التعاون وبلورة "وثيقة المعسكر اليهودي" عدم مهاجمة أي تيار منهم الآخر، العمل لتجنيد اكثر ما يمكن من الاصوات في الانتخابات المقبلة بهدف الحصول على اكبر عدد من النواب لهذا المعسكر الديني اليميني في الكنيست المقبلة، بحيث لا يستطيع أي من الاحزاب الكبيرة تأليف حكومة بدون هذا المعسكر.
ثانيا: المساعي لبلورة معسكر "يمين المركز" اجندته السياسية التوصل الى تسوية مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية تنتقص من الثوابت الوطنية الفلسطينية الاساسية غير القابلة للتصرف، من حقه في السيادة السياسية – الاقليمية على القدس الشرقية، من حقه في السيادة على اكثر من نصف مساحة الضفة الغربية (كتل الاستيطان) والتنكر لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة. يقود هذا المعسكر ارئيل شارون داخل الليكود وبدعم امريكي من ادارة بوش – رامسفيلد – رايس وتتواطأ معه بعض انظمة الخمة العربية. ويستغل شارون هرولة التطبيع العربية والاسلامية بعد اعادة الانتشار في غزة لبلورة معسكر تحالفي معه في حالة انسحابه من الليكود ومعسكره واقامة تكتل جديد، حزب جديد برئاسته. فلقاءاته بعد عودته من الامم المتحدة مع من كانوا يقفون على السياج، امثال الوزير الليكودي السابق دان مريدور ورئيس المخابرات السابق آفي ديختر والجنرال المتقاعد دورون الموغ، تندرج في اطار مساعيه لبلورة وتقوية معسكره. كما لا نستبعد بلورة تحالف مع "العمل" اذا نجح شمعون بيرس في رئاسة حزب العمل في البرايمرز، وذلك في اطار المساعي الامريكية لدفع عجلة مخططها الاستراتيجي لاقامة "الشرق الاوسط الكبير". وشمعون بيرس افضل من يخدم تسويق هذا المخطط، فهو صاحب برنامج "الشرق الاوسط الجديد" والتكامل السياسي والاقتصادي بين اسرائيل والانظمة العربية تحت المظلة الامريكية. وفي ظل الهجمة الاستراتيجية العدوانية الامريكية على المنطقة تشغـّلُ ادارة بوش مكابس الضغط بصورة شرسة على الانظمة العربية والاسلامية التي تدور في فلك خدمة سياستها لتسريع عملية التطبيع مع اسرائيل قبل الحل الدائم للقضية الفلسطينية. فبعد باكستان واندونيسيا وقطر تتسرب اخبار بان رئيس جمهورية ليبيا الشعبية الدمقراطية العظمى، معمر القذافي سيتقمص شخصية انور السادات ويأتي زاحفا على بطنه في زيارة الى اسرائيل. ووزير خارجية اسرائيل، سلفان شالوم، يخاطب زعماء الانظمة العربية مطالبا اياهم بانتهاء فترة البغاء السري وعليهم معابطة اسرائيل الرسمية في العلن. فهذا الزمن الامريكي المهتوك الذي ترقص في حلبته انظمة التخاذل والتواطؤ والتطبيع العربية افضل مناخ لبلورة معسكر التسوية المنقوصة غير العادلة للقضية الفلسطينية من معسكر شارون و "العمل" و "شينوي"، ولا نستبعد التعاطف في الموقف السياسي مع هذا المعسكر من قبل اوساط من حزب "ياحد – ميرتس"، كما لا نستبعد ان تنضوي تحت علم معسكر شارون حركة "تفنيت" التي يتزعمها العميد احتياط عوزي ديان، الذي اعلن يوم الثلاثاء 20/9/2005 عن "خطة الانفصال التام عن الفلسطينيين" من طرف واحد تستكمل خطة فك الارتباط من غزة. "فخطة" ديان في جوهرها ومدلولها السياسي لا تختلف جذريا مع خطة شارون الاستراتيجية بل تنسجم معها، اذ انها تدعو الى ضم كتل الاستيطان الكبيرة الى اسرائيل واخلاء مستوطنات صغيرة وتقليع عشرين الف مستوطن من مئتي الف غاز ٍ مستوطن محتل في الضفة الغربية.
ان كلا المعسكرين اذا ما تبلورا، كلا الاتجاهين السياسيين، لا يقودان ابدا الى اخماد بؤرة التوتر والصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، فالاتجاه الاول، اذا ما نجح في تسلم السلطة، فانه يفجر الصراع الدموي من جديد، والثاني قد يخدّر الصراع مؤقتا ولكنه قد يشعل نيرانه في أي وقت، فالشعب الفلسطيني لن يرضى ابدا التفريط بحقوقه الوطنية الشرعية، بحقه في الدولة المستقلة على كامل التراب المحتل منذ السبعة والستين وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق لاجئيه بالعودة حسب قرارات الشرعية الدولية.
امام هذا الوضع، ولخدمة مصلحة الشعبين، الاسرائيلي والعربي الفلسطيني، ولمواجهة تياري الرفض المطلق والرفض النسبي للاستجابة للحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية، فلا مفر موضوعيا من بذل كل المساعي لبلورة معسكر السلام العادل من جميع انصار السلام العادل، اليهود والعرب للانطلاق في نشاط كفاحي تصعيدي سياسي – جماهيري لدفع عجلة التطور باتجاه التسوية العادلة نسبيا، لتنظيم الكفاحات الجماهيرية السياسية العينية، للضغط على الحكومة لاستئناف المفاوضات السياسية مع القيادة الشرعية الفلسطينية حول الحل الدائم لانهاء الاحتلال الاستيطاني، لتنظيم النشاطات الجماهيرية اليهودية – العربية لوقف بناء جدار الضم والفصل العنصري في القدس العربية والضفة الغربية ولاطلاق سراح جميع اسرى الحرية الفلسطينيين. معسكر السلام العادل من الحزب الشيوعي والجبهة وجميع الاحزاب والحركات السياسية العربية ومختلف قوى السلام وحقوق الانسان وجمعيات البيئة وغيرها اليهودية.
نأمل ان تكون مظاهرة غد السبت 24/9/2005 في القدس الساعة السابعة والنصف مساء، التي دعت اليها قوى السلام اليهودية – العربية شرارة الانطلاقة لبلورة محور قوى السلام العادل وتنظيم نشاطاته الكفاحية المتواصلة والمتصاعدة.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألاعلام الطبقية الحمراء ترتفع بقوة في المانيا
- ألرسالة الحقيقية لشارون في معادلة الصراع الداخلي والاسرائيلي ...
- في الذكرى السنوية ال 60 لقيامها: ألامم المتحدة في قمة احتفال ...
- ألمدلول الحقيقي لخطة اولمرت في -مواجهة الفقر-
- في الذكرى السنوية الرابعة للحادي عشر من ايلول 2001
- شنْيورك بنْشر العجال
- فصل الاقتصاد عن السياسة والقطاع عن الضفة على بساط المؤامرة
- إخلاء المستوطنات مسمار -عشرة- يُدقّ في نعش -ارض اسرائيل الكب ...
- لبلورة استراتيجية كفاحية: من أجل مواجهة ما بعد الفصل مع غزة
- الخيط الرفيع الرابط بين مجزرة شفاعمرو واستقالة نتنياهو
- نذالة -الكتكوت-
- على ضوء معطيات تقارير المآسي لا مفر من تصعيد الكفاح ضد حكومة ...
- حذارِ من الوقوع في مصيدة التهلكة التي يعد لها المحتل
- على ضوء دعوة عمرو موسى لعقد قمة عربية عاجلة: ماذا تستطيع الم ...
- استبدال الشرعية الدولية بقانون الغاب -حق القوة- المنهج الاست ...
- المجزرة الجديدة في شرم الشيخ- تؤكد: الإرهابيون خدّام استراتي ...
- اليوم 23 تموز الذكرى السنوية الـ 53 لانتصار ثورة يوليو بقياد ...
- اوسع وحدة صف وطنية حذار ِ من الفتنة والمغامرة والسقوط في مصي ...
- ان كان هالعسكر عسكرنا...
- الاحتلال الاسرائيلي هو المصدر وهو الدفيئة وهو المستنقع هوية ...


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - لمواجهة معسكري الرفض، المطلق والنسبي