أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد سعد - بمرور سنة على اغتيال الرئيس رفيق الحريري أصابع الشر الاجنبية واللبنانية، تؤجج حالة الصراع والتوتر وعدم الاستقرار في لبنان















المزيد.....

بمرور سنة على اغتيال الرئيس رفيق الحريري أصابع الشر الاجنبية واللبنانية، تؤجج حالة الصراع والتوتر وعدم الاستقرار في لبنان


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1462 - 2006 / 2 / 15 - 11:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أليوم الرابع عشر من شهر شباط/ فبراير تصادف ذكرى السنة الاولى لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري بمتفجرات ناسفة. وقد اثار هذا الاغتيال السافر والمدان سياسيا وانسانيا واخلاقيا هزة ارضية على ساحة الصراع في لبنان والمنطقة استغلتها قوى الشر الاجنبية والمحلية اللبنانية المعادية للمصالح الحقيقية للشعب اللبناني لتنفيذ المخطط التآمري الاسود الذي يستهدف مصير ومستقبل لبنان ووحدة الشعب اللبناني واراضيه الاقليمية والمنسوجة خيوطه الاخطبوطية قبل اغتيال الحريري بأشهر كثيرة. فقبل مقتل الحريري بستة اشهر، في شهر آب 2004، عندما اقر مجلس الامن الدولي تحت مكابس الضغط الامريكي – الفرنسي وبالتنسيق مع بعض القوى اللبنانية التي تدور في فلك التبعية والتعاون مع هذه القوى الدولية الاجنبية، القرار 1559 غداة تعديل الدستور اللبناني الذي اعطى الصلاحية الدستورية بتمديد مدة رئاسة الرئيس اللبناني، اميل لحود، المحسوب بالموالاة لسوريا، اكدنا ان المدلول السياسي لهذا القرار الذي اعتبرناه تدخلا في الشأن اللبناني ينطوي على ما يلي:
* أولا: ان البند الاول الذي يتضمنه قرار مجلس الامن الدولي المذكور والذي يطالب بانهاء الوجود السوري، العسكري والمخابراتي، في لبنان بمثابة "كلمة حق يراد بها باطل". فمن حق الشعب اللبناني المطالبة بانهاء الوجود السوري في لبنان الذي جاء بناء على اتفاقية الطائف لمساعدة الشعب اللبناني في بناء قواعد استقراره بعد سنوات طويلة من نزيف دم الحرب الاهلية والصراع اللبناني – اللبناني المدمر. وقد كان بالامكان انهاء هذا الوجود السوري من خلال التفاوض الاخوي بين النظامين الشقيقين، السوري واللبناني، ونحن ندرك جيدا ان رغبة الشعب اللبناني، والغالبية الساحقة من القوى السياسية والوطنية اللبنانية تمحورت حول انهاء الوجود السوري في لبنان. ولكن ايدي الشر المشبوهة التي اغتالت الرئيس رفيق الحريري لم تكن بعيدة عن خدمة المخطط الاستراتيجي الامبريالي، وخاصة الامريكي، للهيمنة في لبنان. فقد جرت عملية السمسرة بدماء الحريري بتوجيه اصابع الاتهام الى النظام السوري والى حلفاء سوريا في لبنان من قبل الدوائر الامبريالية الامريكية وبعض القوى اللبنانية المعادية لسوريا التي صعّدت من نشاطها المعادي لسوريا والمنسق مع السفارة الامريكية في بيروت ومع المخابرات الامريكية. ومع ان سوريا أجْلت قواتها في نيسان الفين وخمسة من لبنان، الا ان المؤامرة لدق الاسافين بين لبنان وسوريا واستغلال مقتل الحريري والتلويح به كقميص عثمان لا يزال مستمرا، وذلك تمشيا مع المخطط الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي لتدجين لبنان وسوريا في حظيرة خدمة مخطط الهيمنة العدواني في المنطقة.

* ثانيا: البند الثاني في قرار مجلس الامن الدولي الجائر يتضمن شرطا املائيا بتجريد المقاومة اللبنانية وبضمنها حزب الله، والمخيمات الفلسطينية القائمة في لبنان من السلاح.
في حينه اكدنا ان الهدف من وراء هذا البند خلق البلبلة والفتنة الطائفية وتأجيج حدة التوتر والصراع اللبناني – اللبناني لتسهيل عملية التدخل الاجنبي في لبنان، وخاصة الامريكي لتنفيذ مخططه الاسود من خلال ما يطلق عليه نشر "الفوضى الايجابية" في لبنان.
واليوم بعد مرور سنة على اغتيال رفيق الحريري فان لبنان يواجه مرحلة من الصراع والتوترات الداخلية التي تنذر بمخاطر جدية تهدد مصير لبنان وشعبه: فالسفير الامريكي في لبنان اصبح وبالتعاون والتنسيق مع القوى اللبنانية المتواطئة مع المخطط الامريكي "يحل ويربط" في لبنان ويخطط وينفذ عمليات تفجير التوترات والصراعات اللبنانية – اللبنانية. لقد عاد لبنان الى سيادة اوضاع شبيهة بالاوضاع التي سادت عشية الحرب الاهلية اللبنانية في الستة والسبعين من القرن الماضي، عادت تحت مظلة التدخل الامريكي في الشأن اللبناني الصراعات الطائفية المقيتة ولكن بقالب جديد ينسجم مع المخطط الاستراتيجي العدواني الامريكي في المنطقة. تحالفات طائفية سياسية عجيبة غريبة، عدو الامس القريب اصبح حليفا ودودا وحميما، سمير جعجع الكتائبي وسعد الحريري اصبحوا بقدرة القادر الامريكي حلفاء من كان بالامس معدودا على القوى الوطنية التقدمية، وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي كان يناصبهم العداء. فهذا التحالف الجديد في عهد ما بعد الحريري وفي ظل التدخل الامريكي الفظ في الشأن الداخلي اللبناني لا يجد غضاضة في استبدال الهيمنة السورية في لبنان بالهيمنة الاجنبية الامريكية – الفرنسية في لبنان والتواطؤ في خدمة مخطط الهيمنة الامريكية. هذا التحالف يصعّد في الآونة الاخيرة من هجومه لتجريد المقاومة اللبنانية ومخيمات اللاجئين من السلاح تمشيا مع قرار مجلس الامن 1559 ظاهريا، ولكن الهدف الجوهري والاساسي تغيير موازين قوى الصراع لصالح خدام المخطط الامريكي – الاسرائيلي في المنطقة. لقد وصل الامر الى درجة معيبة، خاصة من قائد مثل وليد جنبلاط يعتز جميع الوطنيين التقدميين بالتاريخ الوطني التقدمي المشرّف لوالده خالد الذكر كمال جنبلاط. لقد وصل التدهور في مواقف وليد جنبلاط الى درجة اعتبار سوريا العدو اللدود واخراج اسرائيل من خانة العدو!! ولم يكتف وليد جنبلاط المطالبة بتجريد المقاومة اللبنانية من سلاحها، بل وصل الى درجة التفتيش في الاوراق القديمة "والاستهداء" على خارطة "تثبت" ان مزارع شبعا التي تحتلها اسرائيل ليست ارضا لبنانية! بمعنى ان لا مصداقية شرعية للعداء لاسرائيل ولا للمقاومة اللبنانية التي تطالب باستعادة هذه الارض اللبنانية المحتلة!! وبمعنى ان هذه المزارع سورية وليقلع النظام السوري شوكه بايديه!!
مقابل هذا التحالف العجيب الغريب يتبلور على ساحة الصراع اللبناني – اللبناني تحالف عجيب غريب آخر بين حزب الله وامل الشيعيين وبين ميشيل عون الذي ابعد عن لبنان الى المنفى لمدة خمسة عشر عاما من جراء الجرائم الدموية التي ارتكبها ومن المعادين لسوريا.
ان الصراع بين هذين التحالفين، تحالف "مدعوم" من الدوائر الامبريالية الامريكية والفرنسية واسرائيل بشكل غير مباشر وتحالف "مدعوم" من سوريا وايران، يعكس الواقع المأساوي لحالة الانقسام الحاصل على الساحة اللبنانية والذي ينذر بمخاطر جدية، تهدد مصير ومستقبل لبنان. فهل تدرك القوى الوطنية التقدمية اللبنانية البعد المأساوي للوضع القائم والمرتقب، وتحرك ساكنا لمنع وقوع الكارثة وتدهور الاوضاع، الى درجة انفجار حرب اهلية لبنانية – لبنانية مدمرة، لا يربح احد من ورائها، بل الخسارة الفادحة ستكون من نصيب الجميع.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الحدث: بوتين يكسّر سلاسل الطوق الاسرائيلي – الامريكي المف ...
- الشعوب تمهل ولا تهمل حتى لا تضيع البوصلة في المواجهة الاحتجا ...
- من الذي نسف الطريق إلى السلام؟ عندما تتشقبع الموازين ويجري ا ...
- أملنا ان تتحمل حماس المسؤولية الوطنية هل تتبنّى حماس منهج ون ...
- ألمدلولات والاسقاطات الاساسية لانتصار حماس الكاسح
- في مؤتمر هرتسليا لأرباب الرأسمال الكبير: رسالة الأحزاب المتن ...
- طبختكم طِلعتْ شايطة!
- مدلولات المحور السوري- الايراني في مواجهة المخطط العدواني ال ...
- نحو النصر نسير مسؤوليتنا الأساسية الانطلاق بقوة لإنجاح قائمة ...
- براميل المياه المسقّعة على اقفية الدجالين كلب المختار مفضوح
- ماذا بعد أرئيل شارون؟
- تكيف ديماغوغي يتمترسون في أوكار اليمين ويهلّلون زورًا أنهم ا ...
- توبة -زعرور- كفر
- ألحكمة في التوفيق الصحيح بين المسؤولية والتميّز
- ألليكود المقزّم يتخبّط بين فكّي اليمين المتطرف والفاشيين
- الوصاية الدولية والمخططات السوداء - هل يضعون لبنان والمنطقة ...
- بناء على خطته -للحل الدائم-: هل أصبح عمير بيرتس من أنصار الت ...
- سنفتقدك دائمًا يا قبطان السفينة
- هذه الشنشنة التحريضية السافرة هدفها: ضرب الحزب الشيوعي والجب ...
- مع تقريب موعد الانتخابات المرتقب: ما العمل لقطع الطريق في وج ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد سعد - بمرور سنة على اغتيال الرئيس رفيق الحريري أصابع الشر الاجنبية واللبنانية، تؤجج حالة الصراع والتوتر وعدم الاستقرار في لبنان