أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - لن نتخلّى عن هُوية حزبنا وجبهتنا الامميّة المميّزة يا غازي أبو ريا















المزيد.....

لن نتخلّى عن هُوية حزبنا وجبهتنا الامميّة المميّزة يا غازي أبو ريا


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1525 - 2006 / 4 / 19 - 11:11
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في العاشر من شهر نيسان الجاري نشرت صحيفة "الاهالي" مقالة لرئيس تحريرها الزميل والرفيق غازي ابو ريا بعنوان "المكتب السياسي للحزب الشيوعي بطل هذه الانتخابات... في الاخطاء المقصودة"!! لقد قرأت السطور وما بينها وما تهدف اليه من مدلول سياسي ثلاث مرات، وبصراحة لو لم يكن كاتب هذه السطور الرفيق غازي ابو ريا، الذي كان بالامس القريب، في الدورة الماضية عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي، لما رأيت هنالك حاجة، بصفتي الناطق الرسمي للحزب الشيوعي الاسرائيلي، للرد على مقالة مضمونها ومدلولها يعكسان موقفا قومجيا تقليديا طالما واجهناه وواجهنا سهامه السامة الموجهة الى ما يميز الحزب الشيوعي عن باقي الاحزاب والتيارات السياسية القائمة في بلادنا بصفته حزبا طبقيا ثوريا امميا بفكره ونهجه السياسي وببنيته الهيكلية كحزب يهودي – عربي، عربي – يهودي.
وبصراحة لم اكن اتمنى ان ينزلق الرفيق غازي ابو ريا الذي له اسهاماته الهامة، الفكرية – السياسية، في المواجهة الفكرية السياسية مع التيارات الاصولية للاسلام السياسي، الى المنزلق الذي تتمترس في هاويته التيارات القومجية المعادية والمنافسة لمنهج ونهج وبنية الحزب الشيوعي، كما انني وبصراحة لم افاجأ بموقف الرفيق غازي ابو ريا، فمنذ انهيار الاتحاد السوفييتي والانظمة الاشتراكية في اوروبا الشرقية، واجهت الاحزاب الشيوعية، ولا يزال يواجه بعضها، حالة من المخاض، بعضها تخلى عمليا عن الفكر الثوري الماركسي اللينيني وتحول الى حزب اصلاحي اشتراكي دمقراطي، وبعضها واجه الانقسامات في صفوفه بين قوى كفرت بالفكر الثوري وقوى على ثقة بمصداقية الرسالة التاريخية للفكر الاشتراكي العلمي لبناء مجتمع العدالة الاجتماعية الاشتراكي.
وحتى في الاحزاب الشيوعية التي واصلت التمسك بالفكر الطبقي الثوري الماركسي اللينيني وبالمنهج الجدلي المادي الماركسي الذي يأخذ بالاعتبار المتغيرات والمستجدات الحاصلة على ساحة التطور والصراع لبلورة وسائلها التكتيكية وبرامجها السياسية والاستراتيجية، حتى في هذه الاحزاب لا تخلو صفوفها من اصوات نشاز ظاهرها الادعاء بالحرص على مصلحة الحزب وباطنها، ان كان بحسن او بسوء نية، افراغ الحزب من مضمونه الطبقي الثوري والاممي.
في مقالته المذكورة يشن غازي ابو ريا حملة تحريضية محمومة على المكتب السياسي للحزب الشيوعي وامينه العام عصام مخول متهما قيادة الحزب في منع احراز مكسب اكبر في انتخابات الكنيست الاخيرة!! ويبني اتهاماته على قواعد تزييف الحقائق بهدف التوصل الى السطر الاخير الذي يعكس انزلاقه الفكري السياسي بعيدا عن نهج ومنهج الحزب الشيوعي ويناقضهما. يتهم غازي ابو ريا المكتب السياسي "بمسرحية قصيرة وخبيثة ابتز المقعد الثالث لصالح دوف حنين، وانه كبّل يدي الحزب والجبهة.. وصعّب امكانية للتحالفات مع آخرين، وكل ذلك عن قصد وسبق اصرار"!! فالحقيقة التي يعمل غازي ابو ريا على طمسها عن قصد وسبق اصرار تتجلّى وتتجسّد فيما يلي:
* اولا: ان كل ما يتعلق بطابع التوجه الى المعركة الانتخابية والى التحالف والى تركيبة القائمة تم اقراره بشكل دمقراطي في جميع مؤسسات الحزب والجبهة، في المكتب السياسي للحزب الشيوعي وفي مكتب السكرتارية القطرية للجبهة، في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وفي السكرتارية القطرية للجبهة، وفي المجلس القطري للحزب الشيوعي وفي المجلس القطري للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة. فلماذا الاستهتار يا غازي برأي هذه المؤسسات وحسمها الدمقراطي.
* ثانيا: لقد اثبتت نتائج الانتخابات البرلمانية صحة موقف الحزب الشيوعي الذي اقرته مؤسسات الجبهة ايضا ان القوة التمثيلية للجبهة لا تقل من حيث التأييد الجماهيري عن ثلاثة اعضاء كنيست. والجبهة كانت القوة التي عبورها لنسبة الحسم مضمونه وكانت المبادرة، ومن منطلق المسؤولية بالتوجه الى التحالف واولا مع النائب احمد الطيبي، ولكن من افشل هذا التحالف ليس الجبهة، كما تعلم، بل حسابات "الكرسيلوجيا" لدى احمد الطيبي، ولعل من فاوض احمد الطيبي من وفد الجبهة وتغيير مواقفه بين ليلة وضحاها حتى حقق ما اراده من القائمة العربية الموحدة (ليلة تقديم القوائم) قد وصل الى مسامعك يا غازي. فلماذا تحاول تقزيم النجاح الذي حققته الجبهة بثلاثة مقاعد في الكنيست مع فائض كبير ادخل العضو الثالث في قائمة التجمع؟
* ثالثا: ان الهدف المركزي، بيت القصيد والسطر الاخير، الذي بنى عليه غازي ابو ريا مقالته للتحريض على الحزب الشيوعي، يتمحور حول طابع هوية الشراكة اليهودية – العربية في الحزب والجبهة. يكتب غازي ابو ريا "ونسأل المكتب السياسي، كم صوتا حصدنا في الشارع اليهودي؟! لماذا تفوّت على الحزب والجبهة تحقيق انتصار اعظم بكثير لو تنازلت عن مرشحك اليهودي على المقعد الثالث؟! وهل الشراكة العربية اليهودية لا معنى لها الا بعضوية الكنيست؟"!!
اننا كشيوعيين كنا دائما نرى الاهمية الكبيرة للعلاقة الجدلية بين الشكل والجوهر على ساحة التطور والصراع في بلادنا والتحولات الجارية بين جماهير شعبي هذه البلاد. وكنا حريصين على التمسك بما يميز الحزب الشيوعي، وفي ما بعد الجبهة، ويتجسد ذلك ليس فقط في هويته الطبقية الاممية الفكرية والسياسية، بل كذلك في تمثيله البرلماني والنقابي الاممي اليهودي والعربي، فحتى عندما كان التأييد للحزب الشيوعي بين الجماهير العربية في العقدين الاولين بعد نكبة شعبنا الفلسطيني محصورا وقليلا كانت كتلة الحزب الشيوعي في الكنيست يهودية – عربية والقائدان توفيق طوبي واميل حبيبي بين النواب الاربعة الاوائل في كتلة الحزب في الكنيست. وكان دائما رأس القائمة شيوعيا يهوديا وسكرتير عام الحزب الشيوعي يهوديا وسكرتير عام الشبيبة الشيوعية يهوديا ورئيس الجبهة يهوديا ورئيس قائمة الهستدروت يهوديا. وبعد الانقسام وخروج المنحرفين الصهيونيين من الحزب والتحول نحو اليمين في الشارع اليهودي بعد احتلال السبعة والستين للمناطق الفلسطينية والعربية وصعود الليكود الى السلطة اصبحنا نحن الشيوعيين كمن ينحت في الصخر بين الجماهير اليهودية نواجه عدوا فكريا وسياسيا صهيونيا تعاني منه ايضا مختلف التيارات التقدمية في العالم. وفي المقابل نحن الشيوعيين نعتز بان اقليتنا القومية العربية الفلسطينية التي تعاني الاضطهاد المزدوج، القومي والطبقي، وجدت في الحزب الشيوعي والجبهة عنوانها، وزاد التأييد الجماهيري العربي الواسع للجبهة التي في مركزها الحزب الشيوعي. ولم يكن الحزب الشيوعي اعمى البصر والبصيرة لكي لا يرى التغييرات الحاصلة في المجتمع الاسرائيلي وبين الجماهير اليهودية والجماهير العربية ويتخذ المواقف التي تخدم المصلحة الكفاحية للحزب. ومنذ مطلع التسعينيات غيّر الحزب في الشكل التكتيكي ولكنه حافظ على الجوهر، على ما يميز طابع الهوية الطبقية الاممية للحزب اليهودي – العربي. فرئيس الكتلة اصبح عربيا جبهويا، وسكرتير عام الحزب اصبح شيوعيا عربيا وكذلك رئيس الكتلة في الهستدروت وسكرتير عام الشبيبة الشيوعية ولكن مع المحافظة على البنية الاممية اليهودية – العربية في الكنيست والهستدروت وقيادة الحزب والجبهة والشبيبة الشيوعية. ولم يتغير الوضع ويصبح شاذا الا في الدورة السابقة للكنيست عندما ولاول مرة تفقد القائمة في الكنيست طابعها الاممي، واصبحنا في نظر وسائل الاعلام والرأي العام الاسرائيلي وكأننا كتلة عربية كباقي الكتل العربية والنواب العرب، فقدنا بريقنا المميز وطابعنا المميز.
ومن قال يا عزيزي غازي ابو ريا ان الشراكة العربية اليهودية لا معنى لها الا في الكنيست؟ فالحزب الشيوعي، كما تعرف وتحرف يرفع راية النضال المشترك في شتى المجالات وعلى مختلف الصعد وفي قضايا الدفاع عن حقوق اقليتنا المضطهدة. ورفاقنا ورفيقاتنا يشاركون بنشاط في شتى الاطر الكفاحية اليهودية – العربية من "تعايش" الى "يوجد حد" الى "نساء في السواد". فموقفنا من الشراكة اليهودية – العربية في شتى المجالات وبضمنها الكنيست هو موقف استراتيجي لا ينحصر في اطار الحدود التكتيكية.
تكتب يا زميلي في مقالتك "ان الناخب العربي يؤيد نهجنا وطريقنا.. لكنهم يريدون ممثلين منهم. من الصعب اقناع الجمهور بمرشح يهودي لا رصيد له، عشرات او مئات الاصوات في احسن تقدير"! لماذا هذا التزوير التضليلي المنهجي للحقائق يا غازي؟ لماذا لم تحجم الجماهير العربية عن التصويت للجبهة في العام 1978 عندما منحت الجبهة في الانتخابات البرلمانية اكثرمن خمسين في المئة من اصواتها وكان رئيس القائمة القائد الشيوعي خالد الذكر ماير فلنر!! وهل لم تكن النائبة الشيوعية الجبهوية المتميزة تمار غوجانسكي مقبولة على الجماهير العربية؟ وهل النقابي المعروف بنيامين غونين رئيس كتلة الجبهة في الهستدروت سنوات طويلة لم يكن مقبولا على الجماهير العربية؟ ثم يا زميلي هنالك قوائم عربية مئة بالمئة و "نظيفة" من اليهود، لماذا لم تجرف اصوات الجماهير العربية بينما قائمة الجبهة اليهودية العربية، وكما عكست نتائج الانتخابات الاخيرة، تبوأت المكانة الاولى بين الجماهير العربية لوحدها!!
ان هجومك الاساسي موجه الى بؤبؤ عين الحزب الشيوعي، الى هويته الاممية اليهودية – العربية التي تميزه ويعتز بها. ومن لا يريد حزبا امميا طبقيا ثوريا فالساحة تزخر بمختلف الاحزاب القومية والشوفينية والاصولية والصهيونية. اما نحن في الحزب الشيوعي فسنصون الطابع الاممي لحزبنا كما نصون بؤبؤ اعيننا.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمواجهة الخطة الاستراتيجية الكارثية لحكومة كديما الشارونية
- ألجبهة عزّزت من مكانتها جماهيريًا ومن تمثيلها برلمانيًا ألمد ...
- ليكنْ قرار الضمير نعم للجبهة، وألف لا للاحزاب الصهيونية
- وتبقى الجبهة هي الاصل
- تحدٍّ لسياسة الاقتلاع الصهيونية- لِرفع نسبة التصويت بين جماه ...
- لن تضيع لحانا بين حانا -العمل- ومانا -كديما- و -الليكود
- ادعموها باصواتكم لانها اهل لثقتكم وتبقى الجبهة عنوان المظلوم ...
- أبو مسعود يكسر الجرة!
- ألمدلول الكارثي لتأجيج الفتنة الطائفية في العراق
- مهتوك يا زمن!
- ألمدلولات الحقيقية للعقوبات الجماعية الاسرا – امريكية على ال ...
- زيتونة الوطن
- بمرور سنة على اغتيال الرئيس رفيق الحريري أصابع الشر الاجنبية ...
- مع الحدث: بوتين يكسّر سلاسل الطوق الاسرائيلي – الامريكي المف ...
- الشعوب تمهل ولا تهمل حتى لا تضيع البوصلة في المواجهة الاحتجا ...
- من الذي نسف الطريق إلى السلام؟ عندما تتشقبع الموازين ويجري ا ...
- أملنا ان تتحمل حماس المسؤولية الوطنية هل تتبنّى حماس منهج ون ...
- ألمدلولات والاسقاطات الاساسية لانتصار حماس الكاسح
- في مؤتمر هرتسليا لأرباب الرأسمال الكبير: رسالة الأحزاب المتن ...
- طبختكم طِلعتْ شايطة!


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - لن نتخلّى عن هُوية حزبنا وجبهتنا الامميّة المميّزة يا غازي أبو ريا