أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد سعد - ألمدلول الكارثي لتأجيج الفتنة الطائفية في العراق















المزيد.....

ألمدلول الكارثي لتأجيج الفتنة الطائفية في العراق


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نتابع بقلق شديد ما آلت اليه الاوضاع من مآس في العراق تحت نير الاحتلال الانجلو امريكي. فاللجوء الى تأجيج الفتنة الطائفية حلقة من حلقات سلسلة التآمر التي يتضمنها المخطط الاستراتيجي للمحتل الامريكي بهدف ترسيخ اقدام وجوده العسكري الاستعماري في العراق. فالاحداث المخضبة بدماء ابناء وبنات الشعب العراقي، ضحايا الاحتلال الامريكي وجرائمه الهمجية تشير الى حقيقة غياب الامن والاستقرار في العراق وفشل المحتل الانجلو امريكي في كسر شوكة الشعب العراقي المقاوم للغزاة المحتلين، فمقولة التطور والصراع عبر التاريخ انه لا يمكن ان يكون هنالك تعايش سلمي بين المحتلين وبين الشعب الرازح تحت وطأة احتلال غاشم، وانه لا حرية حقيقية ولا دمقراطية حقيقية ولا سيادة وطنية لشعب او لبلد يتحكم في ادارة شؤونه غزاة اجانب محتلون.
فمنذ اليوم الاول لشن الحرب العدوانية الانجلو امريكية على العراق واحتلال اراضيه والاطاحة بالنظام البعثي فيه قيّمنا بان هذه الحرب لا تعدو كونها حربا استراتيجية لها اهداف سياسية واقتصادية محددة ابعد ما تكون عن ادعاءات الغزاة المحتلين بان اهدافها توفير الحرية والدمقراطية لشعب العراق. فأهداف هذه الحرب الاستراتيجية التي تبرز اليوم بعد اكثر من سنتين على احتلال العراق يمكن اجمالها في هدفين مركزيين، الاول، تحويل هذه البوابة المطلة على الشرق العربي، على منطقة الخليج وسوريا والاردن والمجاورة لايران وتركيا في حدود مشتركة الى مخفر عسكري استراتيجي عدواني، الى اسرائيل عدوانية اخرى في المنطقة والى محطة انطلاق امريكية في اطار العمل على تجسيد المخطط الاستراتيجي الذي تتبناه ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية للهيمنة المباشرة على منطقة الشرق الاوسط وتدجين انظمتها في خدمة المصالح الامريكية واحتكاراتها عابرة القارات ومتعددة الجنسيات. والهدف الثاني المرتبط جدليا بالهدف الاول، هو الهيمنة الامريكية على النفط العراقي في بلاد تختزن اراضيه رابع احتياطي النفط في العالم ويؤلف 15% من النفط العالمي المصدر قبل احتلال العراق. والنفط لا يزال المصدر الاساسي للطاقة والشريان الاساسي للتطور الصناعي والعسكري.
ولتحقيق هذين الهدفين المركزيين يتطلب الامر بلورة مناخ ملائم للمحتلين في العراق وبيئة ملائمة في العراق من ابرز سماتها خنوع شعب الرافدين لمشيئة المحتلين وكأنها قدرهم!! وشعب العراق الماجد، بتاريخه النضالي المشرف ضد الغزاة والمستعمرين لم يركع عند اقدام المحتلين الانجلو امريكيين بل حوّل ارض العراق الى جهنم تحصد نيرانها قوات المحتلين وعملاءهم وتكبدهم الخسائر الفادحة في الارواح والعتاد.
ان اخطر ما في الامر، والذي يهدد مصير العراق وشعب العراق ان المستعمرين الجدد يلجأون الى وسائل ثعلبية خطيرة ومدمرة لترسيخ اقدام وجودهم الاحتلالي وانجاز اهدافهم الاستراتيجية المعادية لمصالح الشعب العراقي الوطنية ولمصالح جميع بلدان المنطقة. فمنذ الايام الاولى للاحتلال الانجلو امريكي يتآمر المحتلون الغزاة لنسف قواعد العراق كدولة مستقلة سيادية، يتآمرون على وحدة الشعب العراقي الوطنية بهدف تمزيق اوصالها كمقدمة لتمزيق اوصال الوحدة الاقليمية- السياسية للعراق والعمل لتقسيم العراق الى دويلات إثنية وطائفية وقومية هشة.
لقد وجه المحتلون معاول التدمير اولا الى كيان الدولة العراقية وبنيتها ومؤسساتها، حلّوا الجيش العراقي، واستولوا على مفاتيح الحكم وتنصيب حاكم عسكري على العراق وتدمير منهجي للحضارة العراقية العريقة.
واستغل المحتلون الانجلو امريكيون البنية المعقدة الهيكلية للشعب العراقي، الالوان القومية والاثنية المتعددة للشعب العراقي، العرب والاكراد والآشوريون والاتراك، السنة والشيعة والمسيحيون وغيرهم، استغلوا ممارسات نظام صدام البائد التمييزية الاضطهادية ضد الاكراد والشيعة لتسويق وممارسة سياسة "فرق تسد" لتسهيل عملية مواصلة احتلال العراق وتنفيذ مخططاتهم السوداء.
لقد بنى المحتل الانجلو امريكي استراتيجيته في العراق انطلاقا من الضرب على الوتر الطائفي والاثني والقومي، فعلى هذا الاساس جرى اختيار "مجلس الحكم الانتقالي" المربوط بحبال التبعية للمحتل، وعلى اساس الانتماء الطائفي والقومي جرت المحاصصة في الانتخابات البرلمانية التي اجراها المحتل في العراق، التي لم يجر الاعلان عن نتائجها النهائية الا بعد شهرين؟! وحتى كتابة هذه السطور لم يجر بعد الاتفاق على اقامة حكومة ائتلافية. وحتى بالرغم من المحاصصة الطائفية- القومية- الاثنية للبرلمان العراقي الجديد الذي جرى انتخابه تحت مظلة المحتلين الغزاة فان المحتل يملي شروطه من سيكون في هذه الوزارة او تلك، وان لا تسلم حقائب "هامة" مثل الامن والداخلية والمالية لمن غير المرضي عنهم، من قبل المحتل الامريكي.
ان اخطر ما يواجهه العراق اليوم هو تأجيج الفتنة الطائفية كوسيلة من وسائل المحتل التآمرية على وحدة شعب العراق ووحدة الاراضي الاقليمية للعراق. فالجريمة التي ارتكبت بالاعتداء على ضريح الامام علي الهادي عاشر الائمة المعصومين لدى الشيعة والذي يضم ضريح الحسن العسكري الامام الحادي عشر للشيعة، نسف القبة الذهبية للضريح بالمتفجرات وهدم بعض اجزاء البناية، هذه الجريمة النكراء يتحمل مسؤوليتها المحتل الامريكي. فالهدف من وراء هذه الجريمة هو تأجيج الفتنة الطائفية والصراع الطائفي بين الشيعة والسنة في العراق، تمزيق اوصال الوحدة الوطنية للشعب العراقي. لقد أدت هذه الجريمة وللاسف، الى اشتعال نيران الصراع الطائفي بين السنة والشيعة في العديد من المدن العراقية، الى الاعتداء على مساجد للسنة وعلى مصلين سنة، الى تدنيس اماكن عبادة للسنة والشيعة.
ونود التأكيد في هذا السياق ان من له مصلحة في زرع الفتنة الطائفية وتأجيجها الى درجة تفجير حرب اهلية عراقية- عراقية مدمرة هو المحتل الامريكي، فهو من يقف وراء تأجيج الصراع بين السنة والشيعة، فعن طريق عملائه المفضوحين والمستترين ترتكب الجرائم ضد المدنيين العراقيين الابرياء تارة في الاحياء الشيعية والمدارس الشيعية والاسواق العامة الشيعية وفي المساجد الشيعية وتارة اخرى في الاحياء والاسواق والمساجد السنية! ونحن لا نبرّئ جماعة الزرقاوي من اسهامها في ارتكاب جرائم ضد المدنيين لا يستفيد منها ولا تخدم سوى المحتل الانجلو امريكي ومخططه لتأجيج الفتنة الطائفية التي تخدم مصالحه الاستعمارية. وما يبعث الامل باخماد انفاس الفتنة الطائفية في العراق هي حقيقة درجة وعي اوساط واسعة من الشعب العراقي المجيد لمدلولات هذه المؤامرة الخبيثة والمدمرة ولمن يقف وراء اشعال نيرانها. لقد شاهدنا عبر فضائيات التلفزيون المظاهرات الاحتجاجية الصاخبة التي شارك فيها ابناء الشعب العراقي الواحد، من الشيعة والسنة، والتي ردد المتظاهرون من خلالها الشعارات المعادية لامريكا وتحميل المحتل الامريكي المسؤولية عن لجوئه الى زرع الفتنة الطائفية. وفي مقابلة مع الشيخ أحمد ضايع امام وخطيب مسجد الرسالة في مدينة سامراء، التي جرى فيها تفجير قبة ضريح الامام علي الهادي، حمّل القوات الامريكية المسؤولية عن العملية الاجرامية التي تستهدف زرع الفتنة الطائفية بين العراقيين. كما ان مساجد السنة في سامراء بثت عبر مكبرات الصوت نداءات "الله اكبر والموت لامريكا" و "امريكا هي من جلب الارهاب الى العراق".
ان مصلحة الشعب العراقي تستدعي وأد هذه الفتنة الطائفية قبل ان تستفحل وتقود الى حرب اهلية مدمرة، فمصلحة الشعب العراقي الحقيقية تكمن في رص وحدته الوطنية، وبغض النظر عن هوية الانتماء القومي او الطائفي اوالعقائدي، وحدة عربه واكراده وتركمانه، وحدة الشيعة والسنة، وحدتهم في المعركة للتخلص من وجود دنس المحتل الانجلو امريكي وانجاز حق المواطن العراقي الشرعي والانساني بالحرية الحقيقية وفي الاستقلال الوطني لعراق موحد. فالبديل للوحدة الوطنية المناهضة للمحتل الاجنبي والمتمسكة بوحدة شعب العراق بمختلف الوان طيفه وبوحدة اراضيه الاقليمية- السياسية في اطار عراق واحد، البديل لذلك كارثي، البديل هو تأجيج الفتنة الطائفية والقومية الى درجة تفجير حرب اهلية تساعد المحتلين المتآمرين على وحدة العراق وشعبه على تنفيذ مخططهم الاستراتيجي بتقسيم العراق الى عدة دويلات قومية واثنية هشة، الى دويلة كردية في شمال العراق وسنية في وسطه وشيعية في جنوبه. فالمحتل الانجلو امريكي يلجأ الى اخراج الشيطان الطائفي من القمقم في اطار ما يطلق عليه "الفوضى الايجابية"، نسف قواعد الاستقرار واشعال نيران التوتر والصراع في هذا البلد او ذاك، لخلق اجواء وظروف تساعده على تنفيذ مخططه العدواني بالهيمنة على صياغة القرار في هذا البلد او ذاك، وبشكل يخدم مصالحه الطبقية والاستراتيجية السياسية، هذا ما يمارسه في العراق وما يمارسه في لبنان وغيرهما. واملنا ان يدرك شعب العراق البعد الكارثي للسياسة الامريكية الاحتلالية التي تستهدف مصادرة ثوابت الحقوق الوطنية العراقية بالحرية والاستقلال الوطني، ان يضمد جروحه العميقة النازفة دما وينطلق بوحدته الوطنية لطرد المحتل والتخلص من دنس وجوده وبناء العراق الحر والمستقل فعلا والدمقراطي حقا.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهتوك يا زمن!
- ألمدلولات الحقيقية للعقوبات الجماعية الاسرا – امريكية على ال ...
- زيتونة الوطن
- بمرور سنة على اغتيال الرئيس رفيق الحريري أصابع الشر الاجنبية ...
- مع الحدث: بوتين يكسّر سلاسل الطوق الاسرائيلي – الامريكي المف ...
- الشعوب تمهل ولا تهمل حتى لا تضيع البوصلة في المواجهة الاحتجا ...
- من الذي نسف الطريق إلى السلام؟ عندما تتشقبع الموازين ويجري ا ...
- أملنا ان تتحمل حماس المسؤولية الوطنية هل تتبنّى حماس منهج ون ...
- ألمدلولات والاسقاطات الاساسية لانتصار حماس الكاسح
- في مؤتمر هرتسليا لأرباب الرأسمال الكبير: رسالة الأحزاب المتن ...
- طبختكم طِلعتْ شايطة!
- مدلولات المحور السوري- الايراني في مواجهة المخطط العدواني ال ...
- نحو النصر نسير مسؤوليتنا الأساسية الانطلاق بقوة لإنجاح قائمة ...
- براميل المياه المسقّعة على اقفية الدجالين كلب المختار مفضوح
- ماذا بعد أرئيل شارون؟
- تكيف ديماغوغي يتمترسون في أوكار اليمين ويهلّلون زورًا أنهم ا ...
- توبة -زعرور- كفر
- ألحكمة في التوفيق الصحيح بين المسؤولية والتميّز
- ألليكود المقزّم يتخبّط بين فكّي اليمين المتطرف والفاشيين
- الوصاية الدولية والمخططات السوداء - هل يضعون لبنان والمنطقة ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد سعد - ألمدلول الكارثي لتأجيج الفتنة الطائفية في العراق