أمير بالعربي
الحوار المتمدن-العدد: 6306 - 2019 / 7 / 31 - 02:48
المحور:
الادب والفن
مهلًا يَا ...
من تُعيِّرُني بتصديرِ الإرهابِ *
مهلًا !!
بضاعتكَ !
أَدخلتَها عَنْوَةً من شباكِ الاغترابِ
رُدّتْ لكَ خَامًا
معزّزةً مكرّمةً من البابِ
فلماذا يا فلان لا تُغلقُ بابكْ ؟
وعوضَ أن تغضبْ
مِن لامبالاتي بعتابكْ
هلا فكّرتَ
قبل ارهابي ...
في استلابكْ !؟
وإن عجزتَ ...
فلماذا لا تُخرجني من قائمةِ أنسابكْ ؟
العنّي سأُبالي !
بل سأبكي
وسأندبُ ما أصابكْ !
اعتبرني شيطانًا !
سأنظمُ القصائدَ في أهدابكْ
دَعْنِي أموتُ عطشًا وجوعًا !
ولا تَدْعُني
لموائد أكلكَ وشرابكْ
واطردني !
من جامعتكَ
من مؤتمراتكَ
من مشاريعكَ
أنا لا أستحقّْ !
لا أستحقُّ ودَّ جنابكْ
اتّهمني برهابكْ !
وعلّم شعبكَ أن يمقتني
أنتَ أرقى مِن أن تَفتخر بمَنْ
يرى الموتَ في إعجابكْ !
ليتكَ تضعني في آخر قائمةِ الأغرابِ
وتكرهني أكثر من إسرائيلي
ومن وهّابي
ليتك تنسى وجودي
وتعتبرني عشبًا من الأعشابِ
لا تَرَني كلبًا من الكلابِ
ولا ذئبًا من الذئابِ
لا !
رجاء !
أرجوك !
الكلاب والذئاب لا تعلم أصولَ الآدابِ
قد تعوي فتُسبِّب لكَ بعضَ الاضطرابِ
العشب لن تشعر بوجوده ...
لن يُقلق راحتكَ ...
لكن إن تسبّبتْ حركته في شيء من العذابِ
اعتبرني تربةً !!
مِن ترابِ
أبعدني عنكَ
أنا العُتُلُّ الملعونُ
وأنتَ الحَيِيُّ الصحابِي
أنا الثرى وأنت الثريا
وكيف تأمل تربةٌ عفنةٌ معانقةَ السحابِ
أنا كلّ قبح وأنت كلّ جمالٍ خلابِ
ليتكَ فقط
ترضى
ولا تُكشر عن الضرس والنابِ ...
مللنا يا فلان !
وانقشعَ عن أعيننا كل ضبابِ
ولم نعدْ نأبه بخمار
وحجابٍ ونقابِ
وبإله ورسول ومحرابِ
اختنقنا يا فلان !
من ترهات المفكرين والكتابِ
نريد الحياة يا فلان !
ولا ننتظر منكَ أيّ ثوابِ
فمُتْ وحدكَ
لكن أخرجنا مِن سِجلّ العرب والعربان والأعرابِ !
********
* تعلّمنا أشياء كثيرة في الصغر , لعل من أهمّها أن وحده الضعيف من يُقارن نفسه بمن هم أضعف منه . وعندما كبرنا , وجدنا أن كل هذه الشعوب -بأقحاحها وبأدعيائها- لم تُضف لنا شيئا غير الضعف .
#أمير_بالعربي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟