|
أية نكسة اصابت الجمهورية الصحراوية ؟
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6270 - 2019 / 6 / 24 - 16:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وهل هذه النكسة حديثة الحصول ، ام انها تعود الى زمن مضى ، واليوم تعرت بشكل واضح ، وبالمكشوف امام كل دول العالم ؟ ولنتساءل : ما هي أسباب نكسة الجمهورية الصحراوية ، ومعها جبهة البوليساريو ؟ هل سبب الانتكاسة ذاتي ، ام انه خارجي يرجع الى تطور أساليب النظام المغربي ، بممارسة سياسة هجومية لفتح مواقع كانت من قبل حصنا محصنا لجبهة البوليساريو ، ولجمهورية تندوف ، واصبح الآن من السهولة بمكان اقتحامها كفتح مُبشّر بنصر عظيم ؟ ان اكبر سبب في نكسة وانتكاسة جبهة البوليساريو ، من جهة هو ذاتي ، ومن جهة ، هو تحول وتطور دولي املته التغييرات التي حدثت على مستوى الأنظمة الحاكمة في الدول التي غيرت مواقفها من دول كانت مساندة للجبهة وللجمهورية ، الى دول سحبت اعترافها بالكيانين ، واضحت تؤيد حل الحكم الذاتي الذي اقترحه النظام المغربي في سنة 2007 . اما عن دور الفاعل المغربي في هذه النكسة الانتكاسة بل النكبة ، فهو جاء متزامنا مع هذه التحولات التي حصلت في العديد من هذه الدول ، كما جاء بعد ان راهن على الزمن الذي يذيب الحديد فأحرى البشر . وهنا الم تتخلى منظمات أمريكا اللاتينية والجنوبية الماركسية والماوية عن ثوريتها وعن كفاحها المسلح ، ولتتحول الى منظمات سياسية أضحت أولوياتها الأساسية هي الوصول الى الحكم عن طريق الانتخابات ، وليس عن طريق الكفاح المسلح الذي تسبب في كوارث ، ومآسي ، وكانت نهايته الفشل . ولنا هنا ان نتساءل : اين هي جبهة فرباندو مارتي للتحرير الوطني الماركسية ؟ اين هي منظمة الدرب المضيء الماوية ؟ اين هي منظمة توباماروس ؟ بل اين هي منظمات ثورية مثل بادر ماينهوف الألمانية ، الخط الثالث والالوية الحمراء الإيطالية ، العمل المباشر الفرنسية ، الخلايا الثورية البلجيكية ، منظمة إيتا الباسكية ، الجيش الأحمر الياباني ، الجيش الأحمر الأرميني .... وأين كل فصائل منظمة ( التحرير ) الفلسطينية ؟ .... لخ . لقد ساهم في هذا التطور الذي لم يكن مفاجئا ، من جهة تفكك الاتحاد السوفياتي ، وسقوط جدار برلين ، وسقوط أنظمة برجوازية صغيرة حكمت اوربة الشرقية باسم العمال المبعدين عن مجال السلطة والحكم ، كما ساهم فيه تحول الصين الشعبية من ماوية ، الى دولة اكبر من امبريالية غازية للعالم في تنافس مع الولايات المتحدة الامريكية . ان هذا التحول السقوط لهذه الأنظمة ، وسقوط قيمها الفلسفية والأيديولوجية ، وهي الأنظمة التي كانت تمارس كل حروبها بالوكالة ، قدم خدمة غير مسبوقة لموقف النظام المغربي في نزاع الصحراء ، وساهم في حدوث ارتباك مدوي ، وسط الأنظمة السياسية التي كانت موالية لها كالجزائر ، ومن ثم ساهم هذا التحول في خلط الأوراق مجددا ، عمّا كان عليه الحال قبل سقوط المعسكر الاشتراكي المنحل . لقد اثر هذا الوضع الجديد على نزاع الصحراء الغربية ، وبدأنا نشاهد مراجعات مختلفة لدول كانت تناصر وبالوجه المكشوف الموقف الجزائري من الصراع ، و لتتحول الى دول مناصرة للمغرب في موقفه بخصوص مغربية الصحراء ، او كان بعضها يكتفي فقط بسحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، دون ان يعلن تأييده الصريح لمغربية الصحراء . وهنا فان سحب الاعتراف هو موقف حيادي ما دام ان القضية هي بيد الأمم المتحدة ، ومجلس الامن . فالموقف الأخير الذي ستتخذه هذه الدول التي سحبت الاعتراف بالجمهورية ، ودون ان تعترف بمغربية الصحراء ، سيتقرر على ضوء نتيجة الاستفتاء الذي ستنظمه الأمم المتحدة بالمنطقة ، هذا إذا تم تنظيمه ، وهو لن ينظم ابدا ، لان أي حل خارج المغرب هو حل مرفوض . لكن التطور الأهم الذي غيّر القاعدة من سحب الاعتراف ، ان النظام المغربي عندما طرح حل الحكم الذاتي في سنة 2007 ، ودون ان يحظى بمباركة الأمم المتحدة ، ولا بمباركة مجلس الامن ، اللذين يعتبرانه حلا جديا يستحق النقاش ، لكنه حل لا ولن يلغي حل الاستفتاء المؤدي لتقرير مصير الصحراويين ، كما ان الأطراف المعنية بهذا الحل ، وهي جبهة البوليساريو والجزائر رفضاه ، وهنا وامام هذا الرفض ، فالنظام المغربي لا يمكن ان يقوم من جانب واحد بفرض نظام الحكم الذاتي على المناطق المتنازع عليها ، لان سكان هذه المناطق ، مفروض فيهم انهم مغاربة غير معنيين بحل الحكم الذاتي الذي يعني فقط محتجزي تندوف ، وصحراويي الشتات ... ... فان تغييرا إيجابيا طرأ كمؤشر يخدم بالواضح شعار مغربية الصحراء ، عمّا كان عليه الوضع سابقا . وهنا ، وبخلاف التزام موقف الحياد من النزاع بالنسبة للدول التي سحبت اعترافها من الجمهورية الصحراوية ، فان هذا الحياد اضحى متجاوزا ، وتطور الوضع الى ان اصبح سحب الاعتراف ، هو تأييد واضح لمغربية الصحراء ، من خلال تأييد حل الحكم الذاتي ، ولم يعد فقط موقفا محايدا لدول تنتظر قيام مجلس الامن والأمم المتحدة ، بتنظيم استفتاء الذي على ضوء نتائجه ، ستحدد تلك الدول التي سحبت الاعتراف ، موقفها النهائي من الصراع .. عندما طرح المغرب قضية الصحراء الغربية على محك المنتظم الدولي ، كان ذلك في اوج الحرب الباردة المشتعلة بين المعسكرين المتقابلين ( الاشتراكي المنحل ) ، والرأسمالي الذي سيطر اليوم على العالم ، فكان من المفروض ان يعرف نزاع الصحراء هذا ، نهايته مع نهاية الحرب الباردة . لكن للأسف ، وبسبب أخطاء غير مغتفرة قام بها النظام المغربي ، فأساءت الى مغربية الصحراء ، ظل هذا النزاع كما هو ، ودون ان يبرح مكانه منذ سنة 1975 . ان هذه الحقيقة التي اعترف بها الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة ، حين خاطب الجزائريين قائلا " لقد راح الزمن الذي كانت فيه الجزائر عنصر فاعل في السياسة الدولية ، ومحور محرك بدول عدم الانحياز ، وقطب كوبي بالقارة الافريقية " ، داعيا الجزائريين الى تغيير أفكارهم ، وخفض سرعة اطماعهم ، وبضرورة تأقلمهم مع التحولات الدولية التي فرضت نفسها منذ سقوط الاتحاد السوفياتي ، وسقوط جدار برلين ، وأنظمة اوربة الشرقية . ان هذا الاعتراف من اعلى سلطة بالجزائر ، أكدته التحولات الدولية التي انعكست على نزاع الصحراء ، وزاد في تأكيده ان العالم اتخذ مسافة من الجزائر التي اصبح على رأسها رئيس مريض مشلول ، وفاقدا للذاكرة ، ويجهل بالمرة إعادة ترشيحه من قبل المافيا التي خربت الجزائر منذ حصولها على استقلالها ... وهنا لا أقول ان جبهة البوليساريو لم تستوعب التحول الذي طرأ في العالم ، لان القرار الاول والأخير ليس بيدها ، بل هو قرار جزائري محض ، تجاوزته هو بدوره الاحداث العالمية ، ولم يستطيع ادراك طبيعة التحول في العديد من الدول من اليسار باتجاه اليمين ، والطريق متواصل باتجاه اليمين اليمين ، وهو ما سينعكس سلبا على الموقف الجزائري من قضية الصحراء المغربية . وبالرجوع الى معرفة التحول الذي حصل بالدول التي سحبت اعترافها بالجمهورية الصحراوية ، وايدت مغربية الصحراء من خلال تأييدها لحل الحكم الذاتي ، سنجد ان تلك الدول حين اعترفت بالجمهورية الصحراوية ، فهي كانت تحكمها أحزاب يسارية من بقايا أحزاب الحرب الباردة ، لكن ما ان خسرت مواقعها السياسية بفعل خسارتها في الانتخابات ، ومجيئ أحزاب يمينية على انقضاها ، كان طبيعيا ان تراجع تلك الأحزاب ، كل ما قامت به تلك الأحزاب اليسارية عندما كانت في الحكم ، وطبيعي هنا ان المراجعة ستشمل العلاقات الدولية ، حيث ستتخندق الأحزاب اليمينية ، بجانب الدول التي كانت معادية للأحزاب اليسارية عندما كانت في الحكم . في هذا الخضم ، لا نتفاجأ ان تسحب مجموعة دول اعترافها بالجمهورية الصحراوية ، وتمتين العلاقات والروابط مع المغرب ، والذهاب ابعد باعترافها بمغربية الصحراء ، من خلال اعترافها بحل الحكم الذاتي . ان سحب هذه الدول لاعترافها بالجمهورية الصحراوية ، ودون الاعتراف صراحة بمغربية الصحراء كما كان يحصل قبل 2007 بدعوى الحياد ، اصبح متجاوزا اليوم لصالح الاعتراف الصريح بمغربية الصحراء ، وهذه ضربة قوية وسامة ، اثرت كثيرا على مجموعة قصر المرادية التي تمثله مجموعة عبدالعزيز بوتفليقة ، ومعها بعض الجنرالات المتعاونة مع هذه المجموعة ، ولم تؤثر على الموقف القوي للجيش الجزائري الذي استشعر بتوريط مجموعة بوتفليقة للبوليساريو في حراك الجزائر ، وضد الشعب الجزائري ، وهذا نفهمه في الشعارات التي رفعها الشعب الجزائري في وجه جبهة البوليساريو " ارحل " ، وهو ما جعل الجيش ينزل بقوة لإحباط المؤامرة التي شاركت فيها لويزة حنون الى جانب سعيد بوتفليقة ، والجنرال طرطاق ....لخ . الى جانب هذا العامل الخارجي ، الموضوعي في تغيير مواقف العديد من الدول بخصوص نزاع الصحراء الغربية ، وتحول موقفها من مجرد سحب الاعتراف الذي كان موقفا حياديا من نزاع مُدوّل ، في انتظار اتخاذ موقف عادل بعد تنظيم الاستفتاء ، الى موقف مؤيد صرحة لمغربية الصحراء ، من خلال تأييدها لحل الحكم الذاتي ، هناك العامل الذاتي النابع من قلب جبهة البوليساريو ، والذي جعلها تبرح مكانها ، ليس منذ سنة 1975 ، بل منذ سنة 1991 ، بعد تصويبها رحمة الرصاصة على رأسها ، عندما انطلى عليها مقلب الحسن الثاني ، لمّا وجه رسالة الى الامين العام للأمم المتحدة ، والى مجلس الامن يدعو فيها الى وقف اطلاق النار فورا ، والشروع في تنظيم الاستفتاء الذي كان من المفروض ان ينظم في سنة 1992 ، وفي ابعد تقدير في سنة 1993 . فهل القبول بتوقيف الحرب الذي دامت ستة عشر سنة ، وكادت ان تسبب في سقوط نظام الحسن الثاني ، هو قرار مستقل لجبهة البوليساريو ، ام انه قرار جزائري ، طمعا في الحصول على نصيبه من معركة الصحراء ، ظانا ان النظام المغربي في وضع ضعيف ، وسيقبل باقتسام الصحراء معه ، لتفادي سقوطه الوشيك والمحتوم ؟ . عندما نعرف ان الأخطاء التي ارتكبها النظام المغربي ، ومعه كل طبقته السياسية الممثلة في الأحزاب التي كانت تتظاهر بنهج أسلوب المعارضة ، في حق الصحراويين الطلبة الشباب ( عبدالله إبراهيم ، عبدالرحيم بوعبيد ، علال الفاسي ، ابراهام السرفاتي ) ، سندرك سريعا أسباب نجاح الجزائر في استقطاب الجبهة التي أسسها مقاومون مغاربة ، كانوا لاجئين سياسيين بالجزائر ، وعلى رأسهم الفقيه محمد البصري ، وعبدالفتاح سباطة ، ومولاي عبد السلام الجبلي ...لخ . كما سندرك سريعا ، ان القرار الأول والأخير في كل ما يخص الصحراء المغربية ، لم يكن قرارا صحراويا ، بل كان قرارا جزائريا استعمل الجبهة ووظفها ككمبراس ، لبلوغ مرامي تخص التراب الجزائري ، ولا علاقة لها اطلاقا بما يسمى بحقوق الشعب الصحراوي الغير القابلة للتصرف ، أي لا علاقة لها بالاستفتاء وتقرير المصير ، كحق أساسي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة . وهنا فان النظام الجزائري الذي وجد الفرصة مواتية ، وسانحة لرد هزيمة حرب الرمال في سنة 1963 ، ولإبعاد ، بل القضاء على المطالب المغربية بالأراضي التي فوتتها فرنسا الى الجزائر ، لم تتأخر هذه في الارتماء في هذا النزاع ، وهي تأمل ليس فقط بطي مطالب استرجاع تندوف والأراضي الملحقة بها ، بل سيزيد الطمع الجزائري ، وبدعم من الصهيوني هنري كيسينجر ، ومن دول المعسكر الشرقي ، والعديد من الدول العربية كسورية ، واليمن الجنوبي ، ومنظمات التحرير الفلسطينية ، في التوسع على حساب المغرب بالوصول الى المحيط الأطلسي ، وقد زاد من ايمانهم العميق بهذه الاطماع ، كون نظام الحسن الثاني كان غير مرغوب فيه دوليا ، بسبب مادة حقوق الانسان ، ونظرا لان كل المؤشرات في الساحة ، كانت تنتظر حدوث انقلاب عسكري ، قد تنجم عنه حرب أهلية ستسبب في تقسيم المغرب ، واضعافه لصالح دينصور جزائري ينتظر ابتلاعه . وقد وطّئ لهذا الحلم – المخطط ، تعرض النظام لانقلاب الجيش في سنة 1971 ، وفي سنة 1972 ، ووجود معارضة جمهورية برجوازية صغيرة ، تحتضنها الجزائر ، ومتمركزة فوق أراضيها ، وهي المعارضة التي عبرت عنها احداث 16 يوليوز 1963 المسلحة ، وعبرت عنها حركة 3 مارس 1973 ، ولا ننسى ان حتى الشبيبة الإسلامية تمركزت في الجزائر ، وتدربت هناك على استعمال السلاح ، وناصرت الصحراويين الداعين الى الانفصال عن المغرب . عندما دعا الحسن الثاني الأمم المتحدة الى وقف الحرب ، والشروع في تنظيم مساطر تنظيم الاستفتاء تحت اشراف الأمم المتحدة ، فان قرار وقف الحرب ، وابرام اتفاق وقفها ، وتحت اشراف الأمم المتحدة في سنة 1991 ، لم يكن قرارا لجبهة البوليساريو ، ولا قرارا للجمهورية الصحراوية ، بل كان قرار جزائريا صرفا ، لاعتقاد الجزائريين ان فرصة ابتلاعهم الصحراء أصبحت قريبة من الصفر ، وان النظام المغربي يتهاوى بسبب الضعف ، وبسبب الازمة التي تنذر بثورة شعبية عارمة ، او بانقلاب عسكري على غرار انقلاب 1971 و انقلاب 1972 . ولو كان قرار وقف الحرب صحراويا ، هل كان لهؤلاء ان ينتظروا ثمانية وعشرين سنة لتنظيم استفتاء اضحى اليوم من الاطلال ؟ لو لم يكن القرار جزائريا محضا ، ولو بقيت الجزائر الدول قوية ، كما كانت تصول وتجول ضمن حركة عدم الانحياز ، وفي القارة الافريقية ، وعلاقتها المتميزة مع أنظمة عربية موالية لها ، كسورية ، واليمن الجنوبي ، وصومال زياد برّي ، ومنظمة التحرير الفلسطينية ، ثم علاقتها المتميزة مع المعسكر الاشتراكي المنحل ، هل كان لقصر المرادية ان ينتظر طيلة هذه السنوات ، لتنظيم الأمم المتحدة استفتاء يبتر جزءا من تراب المغرب ، ويلحقه سريعا بالجزائر ؟ والآن والجزائر مريضة ، والدولة في طريق الهاوية ، والشعب الجزائري ينتفض ضد من اغرق البلاد في الفساد ، وسبب لها أزمات يعاني منها الشعب ، ومن هذه الازمات احتضان انفصاليين صحراويين ، يأكلون أموال الشعب الجزائري ، واصبحوا عالة على الجزائر ، هل تستطيع الجزائر العودة الى دفع الجبهة ، الى ممارسة الكفاح المسلح ، كما كان الامر في سبعينات ، وثمانينات القرن الماضي ؟ ان اكبر خطأ استراتيجي سقطت فيه الجزائر ، ومعها جبهة البوليساريو ، هو القبول بوقف اطلاق النار في سنة 1991 ، وتوقيع اتفاق في ذلك ، وتحت اشراف الأمم المتحدة ، تمخض عنه انشاء " هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية " ، أي " المينورسو " . لقد مر على وقف اطلاق النار الذي اصبح مكبلا لجميع اطراف النزاع ، ثمانية وعشرين سنة ، والى الآن لم ينظم الاستفتاء المنتظر ، بل ان التطورات الدولية ، والمحلية كلها تفيد بموته ، ومع ذلك الجزائر الضعيفة ، وصنيعتها الجبهة ينتظران شيئا لا ، ولن يعود ، و قد يعود گودو ، ولا يعود الاستفتاء . لقد مرت الخمس سنوات الأولى ، والخمس الثانية ، والثالثة ، والرابعة ، والخامسة ، والسادسة ، ونحن في طريق السابعة ، والاستفتاء لم ينظم . وكان هذا طبيعيا فعندما تتخلى منظمة عن الكفاح المسلح ، لصالح المفاوضات من جل المفاوضات ، وتصبح المفاوضات عقيمة الى حد التقزز ، بسبب لقاءات من اجل الظهور ، واستعراض الأشخاص ، مع الفشل الضارب ، سواء بمنهاتن بأمريكا ، او بجنيف بسويسرة ، انْ تتحول كل اللعبة الى مسرحية تجتر فن تلويك الكلام في المناسبات ، خاصة بعد ان تحولت الجبهة ، الى شبيه بحزب سياسي يتقن الخطابات ، وتتحول القيادة اليمينية الفاشلة التي تسكن الفيلات بالجزائر العاصمة ، الى طاووسية ، تراهن على لقاءات فلكلورية لإبراهيم غالي ببعض الرؤساء الافارقة ، او الحضور الباهت في بعض اللقاءات ، كاللقاء مع الاتحاد الأوربي . لقد انعكست هذه الأوضاع السلبية منذ ثمانية وعشرين سنة ، على الوضع العام داخل مخيمات اللجوء ، وادى هذا الوضع الشاد المعبر عن الهزيمة ، الى انتفاضات للصحراويين الاحرار ، قوبلت بقمع سحيق من قبل القيادة الدكتاتورية ، للجم كل صوت حر يطالب التخلص من استبداد الجزائر الذي أوصل الصحراويين الى الباب المسدود . وإذا كان لمؤتمر الرابع عشر للجبهة قد ركز على احتكار الطابع القبلي للشأن السياسي ، والتركيز على التصفية السياسية للقيادات الشائخة المسؤولة عن سنوات الحرب ، فان كل المؤشرات تفيد باستمرار نفس القبيلة ، من خلال نفس الأشخاص ، باحتكار الشأن السياسي ، بمراقبة الدولة الجزائرية في المؤتمر الخامس عشر القادم ، وهو ما يعني استمرار نفس الوضع الذي يتضرر منه صحراويو المخيمات المحتجزين ، واستمرار الجبهة ومعها الجمهورية ، في حصد مزيد من الهزائم . فان تسحب العديد من الدول ، وفي دفعة واحدة ، اعترافها بالجمهورية الصحراوية ، وتعلن تأييدها لمغربيتها ، من خلال تأييدها لحل الحكم الذاتي ، فهذا تطور خطير للجبهة وللجزائر ، وتطور إيجابي للمغرب ولوحدة أراضيه . لقد اعادت دول الخليج اعترافها بمغربية الصحراء مجددا ، ونفس الشيء قامت به البرازيل ، السلفادور ، كلومبيا ، بوگوطا ، باربادوسا ، غينيا ، السورينام ، ايرلندة ، الطوگو ، المعارضة بفنزويلا ، اعتراف العديد من الدول في مجموعة 24 عشرين التابعة للأمم المتحدة بحل الحكم الذاتي ، تناول جون بولتون لقضية الصحراء في اقل من ثانية ، فوز ولد الغزواني في الانتخابات الرئاسية الموريتانية ... لقد انهزمت جبهة البوليساريو ، وعرابها الجزائر التي تلاعبت بها ، في طريق تصحيح الشعب الجزائري لخطأ حسابات قيادته التي افسدت الجزائر ، واضاعت أموال الشعب الجزائري ، في نزاعات تستفيد منها وتخدم الجماعة المسيطرة على الجزائر ، ولا تخدم الشعب الجزائر في شيء . إن الحل الوحيد الذي بقي للصحراويين ، هو ان يتخلصوا من استبداد قيادتهم العميلة للقيادة الجزائرية ، ومن ثم التخلص من سطوة حزب جبهة التحرير ، ومنه التخلص من سطوة جنرالات الجيش ، وان يعلنوها ثورة مظفرة تتوج بالعودة الى بلدهم المغرب ، وليضيفوا نضالهم الى جانب نضال احرار وشرفاء الشعب المغربي ، لبناء الدولة الديمقراطية تحت اية يافطة كانت ، مادام الأساس هو الديمقراطية . فبدون هذا الحل ، فما ينتظر الجبهة سيكون اكثر من اسوء .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تناقضات النظام المغربي
-
L’échec de l’autonomie interne – فشل الحكم الذاتي
-
في أسباب هزيمة يونيو 1967
-
بعض ( المعارضة ) تنهش لحم الامير هشام بن بعدالله العلوي
-
لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية
-
La visite du conseiller principal du président Donald Trump
...
-
شروط الإمام المفتي في السعودية
-
عصر الشعوب / Le temps des peuples
-
خلفيات استقالت هرست كوهلر المبعوث الشخصي للامين العام للامم
...
-
10 مايو 1973 / 10 مايو 2019 / تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير ال
...
-
جبهة البوليساريو ومحكمة العدل الاوربية
-
الرئيس دونالد ترامب -- حماس -- قطر -- تركيا : Le président D
...
-
تحليل قرار مجلس الامن 2468 بخصوص نزاع الصحراء الغربية
-
ضابط سلاح الجو سابقا مصطفى اديب ، والامير هشام بن عبدالله ال
...
-
مسيرة الرباط الثانية
-
الحركة النقابية المغربية
-
الجيش
-
تأكيد الاحكام في حق معتقلي حراك الريف وفي حق الصحافي حميد ال
...
-
تصريح الامين العام للامم المتحدة حول نزاع الصحراء الغربية
-
لماذا يجب مقاطعة الانتخابات ؟
المزيد.....
-
نيكاراجوا تعلن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل
-
رئيس وزراء لبنان يشعل تفاعلا بكلمة قالها عن الضربات الإسرائي
...
-
جملة قالها حسن نصرالله بفيديو قبل مقتله تثير تفاعلا بعدما أع
...
-
ما الذي يريده زيلينسكي من الولايات المتحدة؟
-
رفضُ زيلينسكي وقف القتال يمنح روسيا فرصًا جديدة
-
خبير ألماني: الولايات المتحدة سترغم الاتحاد الأوروبي على قبو
...
-
نصائح لتعزيز صحتك العقلية
-
أيهما جاء أولا الدجاجة أم البيضة؟.. العلماء يقدمون الإجابة م
...
-
ما الذي يخفيه القمر داخل أعماقه؟
-
إعصار -ميلتون- بعدسات قمر صناعي روسي (صورة)
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|