|
La visite du conseiller principal du président Donald Trump à Rabat -- زيارة المستشار الخاص للرئيس الامريكي دونالد ترامب السيد جاريد كوشنير الى الرباط
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6244 - 2019 / 5 / 29 - 16:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
La visite du conseiller principal du président Américain Donald Trump , M. Jared Kushner à Rabat .. زيارة المستشار الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب السيد جاريد كوشنير الى الرباط اثارت الزيارة الخاصة والنادرة للمستشار الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، السيد جاريد كوشنير الى الرباط ، تساؤلات كثيرة ومُحيرة ، بسبب العلاقات الشّبه جامدة بين الملك محمد السادس ، والرئيس الأمريكي دونلد ترامب ، بسبب تأييد الملك للسيدة هيلاري كلينتون في حملتها الانتخابية الرئاسية ضد الرئيس ترامب . وقد زاد من هذه التساؤلات ، كون الرئيس ترامب ، كان يبدو غير مستعجل من امره ، من العروض ، والمحاولات المختلفة الفاشلة للملك ، للقاء الرئيس الأمريكي ، الذي يملك أوراقا صلبة وخاصة ، في نزاع الصحراء الغربية . وللإشارة فزيارة المستشار الشخصي للرئيس ترامب السيد جاريد كوشنير ، ستشمل بعد الرباط ، كل من الأردن وإسرائيل ، تحضيرا وتفريشا للأرضية التي ستمرر عليها صفقة القرن ، الرامية لدفن كل ما تبقى من القضية الفلسطينية . فما هي دلالات زيارة مستشار الرئيس الأمريكي الى الرباط ، والتي تعد اول زيارة تقوم بها شخصية من هذا المستوى الى المغرب ؟ الجواب سنصل اليه ، إن نحن رجعنا قليلا الى الوراء ، لفهم دواعي الولايات المتحدة الامريكية ، لتعطيل تقرير الممثل الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة الألماني هرست كهلر ، خاصة الشق المتعلق في تقريره ، بتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مادة حقوق الانسان ، وهو الاجراء التي كانت تسانده انجيلا ميركل المستشارة الألمانية ، ثم الحيلولة دون قبول طلب كوهلير ، بإدخال الاتحاد الافريقي كطرف رئيسي في نزاع الصحراء الغربية ، وهو ما جعل الولايات المتحدة الامريكية الى جانب فرنسا ، تضغط بإصدار القرار 2468 الصادر عن مجلس الامن ، والذي يتعارض في العديد من جوانبه مع تقرير كهلير . ان استقالة كوهلير لم تكن بسبب المرض ، بل كانت بسبب الضغوط التي مارستها الإدارة الامريكية ، وفرنسا عليه ، والتي جعلت من مهمته ، وفي ظروف مثل هذه ، صعبة التنفيذ ، وصعبة النجاح . وعندما تيقن السيد كهلر انه يدور في حلقة مفرغة ، وانّ من يحدد مستقبل نوع الحل الذي سيعتمد ، ليس هي قرارات مجلس الامن ، ولا قرارات الجمعية العامة ، وانما الدول الكبرى بمجلس الامن ، وعلى رسها الولايات المتحدة الامريكية ، آثر الرجل الذهاب والتراجع عن اندفاعاته ، متضرعا بالمرض لتقديم استقالة تخلصه من موضوع شائك ، عجزت الأمم المتحدة في حله منذ أربعة وأربعين سنة مضت . فهل ما حصل بمجلس الامن من انقلاب على تقرير كوهلر ، حصل بالمجان وبدون مقابل ؟ عندما ضغطت الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا بمجلس الامن الذي اصدر قراره التاريخي 2468 ، فهي كانت تعد العدة لتوريط النظام المغربي في صفقة القرن ، ليس لكونه يتوفر على تأثير في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، بل لأنه يترأس لجنة القدس التي رغم ان واشنطن تعرف انها ماتت بموت صاحبها ، وانه لم يبق منها غير الاسم ، ومع ذلك آثرت استغلال هذا العنوان ، لإعطاء نوع من المشروعية للصفقة ، وهو نفس الشيء حصل مع الأردن الذي يعتقد انه لوحده يتولى الوصاية على الأماكن المقدسة . فحضور النظام المغربي باسم لجنة القدس ، والنظام الأردني باسم الوصية على الأماكن المقدسة ، هو الحصول على تزكية للحلول المقترحة ، والهادفة الى اقبار القضية الفلسطينية ، مثل ما تم اقبار الصراع العربي الإسرائيلي ، واختزاله في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي . اما زيارة كوشنير لإسرائيل ، فهي لأخبارها عن نتائج زيارته الى كل من المغرب والأردن ، أي احترام البروتوكول الجاري به العمل بين واشنطن وتل لبيب ، واما العلاقات بين تل ابيب والأردن فهي سمن على عسل ، حيث تبادل السفراء ، وتبادل التخابر البوليسي ، وحيث ان الأردن محمية إسرائيلية ، أمريكية ، وبريطانية ، واما العلاقات مع المغرب فما يقوم به مستشار الملك اندري ازولاي ، واضح وغني عن أي تعريف . فهل سينساق النظام المغربي ليسقط في الفخ الأمريكي ، ويدعم صفقة القرن التي رفضها خونة رام الله ، وخونة غزة ، وتسجل عليه من ثم خيانة عظمى ستبقى عالقة في سجله لعشرات السنين القادمة ؟ الآن النظام المغربي في وضع اكثر من حرج ، لان واشنطن مارست نوعا من الابتزاز عندما ضغطت بإصدار القرار 2468 ، مقابل مباركة جريمة اقبار القضية الفلسطينية . فإذا انخرط النظام في الصفقة ، وحضر مؤتمر البحرين ، سيضمن نوعا من الطمأنينة ، والراحة ، وعدم الاحراج ، والازعاج ، في ملف الصحراء من قبل الولايات المتحدة الامريكية ، لأربع ، او خمس سنوات قادمة ، خاصة إذا اعيد انتخاب دونالد ترامب لمدة رئاسية ثانية ، لكنه هدوء سيبقى مؤقتا ، ريثما يتم التشطيب ، ومحو القضية الفلسطينية ، وبعدها فان ملف الصحراء سيبقى مفتوحا كوسيلة للضغط ، ولإلهاء الأنظمة ، واستنزافها ، بل لا ضمانات توحي بصدق الإدارة الامريكية التي يمكن انْ حصلت بعض التطورات ، ان تدفع باتجاه الاستفتاء وتقرير المصير . لكن إذا رفض النظام الحضور الى البحرين ، ورفض تزكية صفقة القرن الخيانية ، هنا يكون عليه ان يعد العدة لمجابهة نوع التعامل في مجلس الامن ، خلال الدورات القادمة في أكتوبر وابريل المقبلين ، لكن رغم تعنت المواقف الامريكية ، فان الفيتو الفرنسي قادر على ارجاع الأمور الى نصابها ، والحيلولة دون اتخاذ قرار من القرارات التي ستضر بأطروحة مغربية الصحراء . النظام المغربي اليوم هو بين المطرقة الامريكية ، الصهيونية ، الخليجية والمصرية ، وبين سندان الشعب المغربي ، الذي باستثناء بعض الجماعات ، البربرية السوسية القليلة التي تتماهى ، وبدون خجل مع الدولة العبرية ، فان الشعب المغربي بكل طوائفه ، عروبيين ، وبرابرة الريف ، وبرابرة الاطلس المتوسط ، والاطلس الكبير ، والاطلس الصغير ، هم مع القضية الفلسطينية التي يعتبرونها كالقضية الوطنية قلبا وقالبا . ان ضغط واشنطن ، وميلها الى جانب باريس ، في الانقلاب على تقرير هانس كوهلير ، والدفع باتجاه اصدار مجلس الامن القرار 2468 الذي رفض توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مادة حقوق الانسان ، وعارض ادخال الاتحاد الافريقي كطرف رئيسي في النزاع ، لم يكن بالمجان ، بل كان بمقابل حضّرته له الإدارة الامريكية ، للضغط على النظام المغربي ، كرئيس للجنة القدس الميتة ، للمساهمة من هذا العنوان في الصفقة – الخيانة . ومن خلال هذا المقلب المصنوع والمفضوح لواشنطن ، خاصة ممارسة الابتزاز بين الصحراء ، وبين صفقة القرن ، يتضح ان قضية نزاع الصحراء الغربية ، تتجاوز النظام المغربي والنظام الجزائري ، وانّ من يملك حلها ، تبقى الولايات المتحدة الامريكية التي تملك اوراقها ، بنسبة مائة بالمائة . ان مرور ستة وثلاثين سنة عن مؤتمر مدريد في سنة 1982 ، ومرور ربع قرن على مؤتمر اسلو ، ومرور أربعة وأربعين سنة عن نزاع الصحراء ، دليل ساطع ان من يتحكم في كل مخارج هذه النزاعات تبقى واشنطن والغرب . ولو قبل النظام المغرب الحضور لمؤتمر الخيانة بالبحرين لتمرير الصفقة ، فهذا ليس بضمانة تفيد بتغيير الولايات المتحدة الامريكية لموقفها من نزاع الصحراء ، بل انه مؤشر يفيد بتعطيل النزاع لبعض الوقت ، الذي قد لا يتجاوز الأربع او الخمس سنوات ، إذا نجح دونالد ترامب في إعادة انتخابه مرة ثانية على رأس الولايات المتحدة الامريكية .. ان مجيئ مستشار ترامب شخصيا الى الرباط ، والى عمان ، ليس بريئا ، بل تصرف انتهازي لحصد دعم ، ولو مشبوه باسم لجنة القدس الميتة ، وباسم الوصية على الأماكن المقدسة ، من اجل ضمان مستقبل الدولة العبرية كدولة وحيدة قوية بالمنطقة العربية . والسؤال المؤكد لتحليلنا : لولا وزير الخارجية الأمريكي السابق ، الصهيوني هنري كيسنجر الذي ورط الهواري بومدين في نزاع الصحراء ، بدعوى حقه في الكعكعة ، هل كان للرئيس الجزائري الذي بارك أي محاولة لاستعادت المغرب لصحرائه ، ان ينقلب عليه ويسحب ما اعترف به ؟ وبما ان الهدف من توريط الهواري بومدين في نزاع الصحراء ، هو ابعاده من المحور الجزائري المصري بقيادة جمال عبدالناصر ، لإضعاف مصر امام إسرائيل ، فكذلك المرمى من صفقة القرن ، هو اقبار ودفن القضية الفلسطينية ، لصالح دولة إسرائيل الكبرى ، التي ابتلعت القدس وحولتها الى عاصمتها الأبدية ، وابتلعت الجولان ، وابتلعت مزارع شبعا ، وهي في طريقها لابتلاع العشر في المائة المتبقية من الضفة الغربية . كل مشاركة في مؤتمر البحرين هي خيانة كبرى .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شروط الإمام المفتي في السعودية
-
عصر الشعوب / Le temps des peuples
-
خلفيات استقالت هرست كوهلر المبعوث الشخصي للامين العام للامم
...
-
10 مايو 1973 / 10 مايو 2019 / تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير ال
...
-
جبهة البوليساريو ومحكمة العدل الاوربية
-
الرئيس دونالد ترامب -- حماس -- قطر -- تركيا : Le président D
...
-
تحليل قرار مجلس الامن 2468 بخصوص نزاع الصحراء الغربية
-
ضابط سلاح الجو سابقا مصطفى اديب ، والامير هشام بن عبدالله ال
...
-
مسيرة الرباط الثانية
-
الحركة النقابية المغربية
-
الجيش
-
تأكيد الاحكام في حق معتقلي حراك الريف وفي حق الصحافي حميد ال
...
-
تصريح الامين العام للامم المتحدة حول نزاع الصحراء الغربية
-
لماذا يجب مقاطعة الانتخابات ؟
-
تقرير المصير
-
هل المغرب فعلا مقبل على هزّة شعبية ؟
-
تنظيم وقفات احتجاجية امام قصور الملك -- النقد الذاتي --
-
حراك الجزائر
-
دور الاتحادات النسائية في الدفاع عن حقوقهن
-
هل بدأت فرنسا تنحاز الى امر الواقع في نزاع الصحراء الغربية ؟
المزيد.....
-
رسالة مصرية إلى أمريكا حول التدخل الإسرائيلي في سوريا
-
توافق على خارطة طريق لحل الأزمة بين الدروز والحكومة السورية
...
-
بسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع يقتل 57 فلسطينيًا في غزة
-
مطالب بوقف التمويل الحكومي لحزب -البديل- بعد تصنيفه -يمينيا
...
-
مصر.. قرار من النيابة في اتهام البلوغر -رورو البلد- بنشر الف
...
-
اقتحامات وتهجير وتدمير للممتلكات العامة والخاصة في جنين وطول
...
-
بيسكوف يحدد هدف وقف إطلاق النار الذي اقترحته روسيا بمناسبة ي
...
-
ماسك يصف استبعاد القوى اليمينية من الانتخابات في دول أخرى با
...
-
منظومات -Pantsir-S- تحمي سماء روسيا
-
منظومة -غراد- الروسية تستهدف مربع تمركز للقوات الأوكرانية
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|